أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاضل عباس - عندما يتحول المسجد الى رسالة حزبية















المزيد.....

عندما يتحول المسجد الى رسالة حزبية


فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 1417 - 2006 / 1 / 1 - 09:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان المسجد في‮ ‬صدر الاسلام وفي‮ ‬عهد الخلفاء الراشدين مصدرا للوحدة الاسلامية وعلى الرغم من الخلاف على الخلافة الاسلامية إلا ان المسجد بقى مصدراً‮ ‬للوحدة ولم‮ ‬يكن هناك لكل فئة او شريحة سياسية مساجد خاصة بها وكانت الصلاة والاذان واحداً‮ ‬لكل المسلمين ولكن منذ ان عملت كل طائفة على ترسيخ وجودها السياسي‮ ‬والاجتماعي‮ ‬في‮ ‬المجتمع عبر طريق المسجد وتحولت وظيفة المسجد من الارشاد والنصح الى جميع المواطنين الى مقر للطائفة ورموزها ثم انتقل المسجد الى وظيفة اكثر ضيقا وهي‮ ‬الوظيفة الحزبية فاصبح الوضع في‮ ‬العالم العربي‮ ‬والاسلامي‮ ‬بما فيه البحرين ان لكل حزب مساجد‮ ‬يحارب بها الآخرين وتكون مصدراً‮ ‬للقوة وللدعوة الحزبية والسياسية وليس الارشاد والنصح كما كان سابقا،‮ ‬فعندما تذهب الى اي‮ ‬مسجد الان سوف‮ ‬يقال لك ان هذا المسجد‮ ‬يسيطر عليه الاخوان المسلمون وهذا‮ ‬يسيطر عليه السلفيون وهذا الخمينيون وهذا انصار بن لادن فاصبحنا في‮ ‬الحقيقة امام مقرات احزاب وليس مساجد كما كان في‮ ‬عهد الرسول الاعظم‮ (‬ص‮) ‬والخلفاء الراشدين والغريب ان بعض النواب‮ ‬يتحدث عن قلة الاراضي‮ ‬بينما هم‮ ‬يساهمون في‮ ‬بناء مسجد لكل حزب داخل كل طائفة وحتى عندما تذهب اليه تجد فيه افراداً‮ ‬لا‮ ‬يتعدون اصابع اليد بينما المنطقة مثلا لا تحتاج اكثر من مسجد واحد من حيث عدد السكان ولكن نشاهد فيها خمسة مساجد فهل هذا معقول؟ اليس من الافضل بناء مدرسة او حديقة للناس ولكن هو التسييس وما‮ ‬يفعل‮.‬
فمن المسئول عن هذا التغيير في‮ ‬وظيفة المسجد؟ بالتأكيد هي‮ ‬التنظيمات السياسية والدعاة السياسيون الذين‮ ‬ينطلقون من الاسلام ستارا للدعوة الحزبية وبالتالي‮ ‬استفادوا كثيرا من مؤسسات الاسلام ومنها المسجد للدعاية السياسية ولكن الخطورة في‮ ‬هذا التحول هو استباحة المساجد ووظيفتها الاساسية لصالح عمل سياسي‮ ‬يقبل الخطأ والصواب ويتغير طبقا لظروف المرحلة كما حدث مع مرشد الاخوان المسلمين في‮ ‬مصر عندما صرح بأن الهولوكوست‮ (‬محارق النازية لليهود‮) ‬بانها اسطورة ولكن سرعان ما تراجع الاخوان عن ذلك على لسان عصام العريان ليقول بأن كلمة‮ »‬اسطورة‮« ‬غير ملائمة وهذا تراجع سياسي‮ ‬وهل‮ ‬يجوز مثلا ان‮ ‬يحدث هذا التناقض داخل المسجد؟ والذي‮ ‬هو مكان للعبادة ووسيلة اتصال بين الخلق وليس مكان لاطروحات سياسية تتغير كل‮ ‬يوم‮.!‬
ما صدر عن وزارة الشئون الاسلامية بخصوص حظر الامامة والخطابة على النواب والبلديين جاء في‮ ‬الوقت المناسب ليعيد للمسجد حرمته ودوره الوظيفي‮ ‬بعد ان تمادت الجماعات المتأسلمة في‮ ‬استغلال المسجد لاهداف سياسية فأهل البحرين‮ ‬يتذكرون جيدا كيف وصل بعض النواب وبعض اعضاء المجالس البلدية في‮ ‬انتخابات اكتوبر‮ ‬2002‮ ‬الى كراسيهم الحالية وكيف استفادوا من المسجد لتكفير الآخرين او اتهامهم بانهم منحرفون او شيوعيون بينما هم‮ ‬يرتكبون اثما كبيرا على ذلك لعدم وجود الدليل على هذه الاتهامات ولكن المؤسف ان‮ ‬ينطلق هذا الخطاب من مكان مقدس فاذا كان بعض النواب حريصين على‮ »‬الارشاد والنصح‮« ‬فهذه مهمة المجتمع وليست مهمتهم فمن‮ ‬يسيس المساجد ويشتم المسلمين الآخرين من على المنابر لا‮ ‬يمكن ان‮ ‬يسعى الى الارشاد والنصح وعليهم ان‮ ‬يعلموا ان البحرين ولادة فكما تنجب السياسيين والباحثين والاقتصاديين فهي‮ ‬كذلك لن تتوقف عند دعاة تسييس دور العبادة ولن‮ ‬يحدث نقص بل على وزارة الشئون الاسلامية ان تدخل مجموعة من الشباب في‮ ‬دورات للامامة والخطابة مع مراجعة الاخطاء السابقة وان تضع شروطاً‮ ‬وضوابط تضمن عدم طائفية او حزبية المساجد في‮ ‬المستقبل وهذا لا‮ ‬يتطلب تدرجاً‮ ‬او وقتاً‮ ‬كبيراً‮ ‬بل‮ ‬يحتاج الى عزيمة من الوزارة لاخراج المساجد من حلبة الصراع السياسي‮ ‬وعودتها الى وظيفتها الاساسية‮.‬
والغريب ان الذين‮ ‬يتحدثون عن دورهم وحقهم في‮ ‬الارشاد والنصح والدعوة الحسنة لم‮ ‬يفكروا في‮ ‬ذلك طيلة الفترة السابقة عندما كانوا‮ ‬يحزبون المساجد فقبل اسبوع فقط من صدور قرار الوزارة كان احد المطالبين بحقه في‮ ‬الارشاد والنصح‮ ‬يحدث المصلين في‮ ‬صلاة الجمعة ويقول لهم‮ »‬ما عليكم من الوطنيين‮.. ‬انتخبوا اللي‮ ‬يصلي‮ ‬ويصوم فقط‮« ‬وكأن الوطنيين لا‮ ‬يصلون والغريب انهم‮ ‬يوجهون اتهامات بدون دليل وهم‮ ‬يعلمون عقوبة القذف في‮ ‬الاسلام ولكن الاهداف السياسية والخصومة تطغى على القول الحسن والحق والحقيقة،‮ ‬فهل التيار الاسلامي‮ ‬ليس وطنياً؟ وهل الوطني‮ ‬ليس من المسلمين؟ وبعض دعاة التسييس لدور العبادة‮ ‬يشاهدون الناس في‮ ‬المساجد ولكن بمجرد الاختلاف السياسي‮ ‬تطلق التهم الباطلة،‮ ‬ضدهم واخيراً‮ ‬فنحن جميعا ننطلق من قاعدة الولاء للوطن ونعتز بالاسلام المعتدل الذي‮ ‬يؤكد على التسامح وحب الآخرين‮.‬
وعندما‮ ‬يعتلي‮ ‬الخطيب المنبر ليشكك في‮ ‬عقيدة الآخرين الذين‮ ‬يختلفون معه فهل هو هنا‮ ‬يسعى الى الارشاد والنصح؟ والذين‮ ‬يطالبون بوضع ضوابط فعن ماذا‮ ‬يتحدثون؟ الم‮ ‬ينص المرسوم رقم‮ (‬15‮) ‬بشأن مجلسي‮ ‬الشورى والنواب في‮ ‬المادة‮ (‬22‮) ‬على عدم استغلال دور العبادة في‮ ‬الدعاية الانتخابية فمن الذي‮ ‬التزم به من الذين وصلوا الى مجلس النواب الحالي؟‮.‬
وللاسف فمازالوا‮ ‬يمارسون نفس الاخطاء ويمارسون استغلال دور العبادة في‮ ‬الدعايات الانتخابية ولذلك فان إبعاد هؤلاء هو الأفضل ومن‮ ‬يرغب بالامامة والخطابة وهو حريص على الارشاد والنصح فعليه ان لا‮ ‬يرشح نفسه للانتخابات القادمة ويجلس في‮ ‬المسجد ومن‮ ‬يرغب بالبرلمان فعليه ان‮ ‬ينطلق من ما‮ ‬يقدمه للشعب والوطن وبكفاءته وليس تحت عباءة استغلال دور العبادة التي‮ ‬تحولت الى مقار للجمعيات السياسية الاسلامية والتي‮ ‬نأمل ان‮ ‬يعيدها قرار الشئون الاسلامية الى دور للعبادة والنصح والارشاد فقط‮.‬



#فاضل_عباس (هاشتاغ)       Fadhel_Abbas_Mahdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المزايدات السياسية لا تبنى وطناً
- الاخوان المسلمون والبلطجة
- الاسلام هو الحل ؟ ... لماذا ؟ وكيف ؟
- الفساد السياسى الجديد
- الباكر والاخوان المسلمون
- وداعاً للنظام الشمولى العربى
- افلاس المواطن اولاً فى البحرين
- فى مسالة الحكومة شبه الحزبية فى البحرين
- سقوط المقاطعة فى البحرين
- نقابات خارج القانون
- التسجيل وبدون تحدٍ
- تيار شعبى يحقق الوحدة الوطنية
- استدعاء التاريخ لاثارة الفتنة
- زوبعة اجتماع الجمعيات السياسية
- كفاية تسييس لدور العبادة والاتحاد النقابى
- أوقفوا المزايدات حول قانون الجمعيات السياسية
- مرحباً باقرار قانون الجمعيات ... التجمع الوطنى يطالب بحل الج ...
- الطائفة والحزب .... الحدود الغائبة
- مغالطات الشهابى فى لندن
- الاستفزاز الطائفى


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاضل عباس - عندما يتحول المسجد الى رسالة حزبية