|
ملحق بمقال -حقوق الانسان وقوانينها- – كمال سيد قادر
حسقيل قوجمان
الحوار المتمدن-العدد: 1417 - 2006 / 1 / 1 - 09:52
المحور:
حقوق الانسان
ملحق بمقال "حقوق الانسان وقوانينها" – كمال سيد قادر حين ارسلت مقال "حقوق الانسان وقوانينها" الى الحوار المتمدن لم تكن قضية الحكم على الكاتب الكردي كمال سيد قادر قد صدرت. وهذه القضية نموذج رائع ونادر على ما جاء في المقال المذكور وقد اثارت قضيته بعض الذكريات لذا وجدت من المناسب ان اكتب ملحقا بالمقال. قبل ان ابدأ في كتابة الملحق وجدت من المناسب والضروري ان اتعرف على كمال سيد قادر لانني لم اتشرف بالتعرف عليه قبل ذلك ففتحت موقعه في الحوار المتمدن فوجدت انسانا مثقفا يحمل شهادتين للدكتوراه احداهما في القانون الدستوري واخرى في العلوم السياسية ويعمل باحثا قانونيا في جامعة فيينا وله بحوث في المواضيع القانونية والسياسية باربع لغات هي الكردية والعربية والالمانية والانجليزية. ولا ادري لماذا ترك هذا الكاتب الكبير مركزه في جامعة فيينا وعاد الى مسقط راسه اربيل. هل كانت عودته مجرد زيارة ام ان حبه لوطنه دفعه الى العودة الى الوطن للمساهمة في بناء العراق الجديد بعد سقوط نظام صدام؟ ولكن الفاس وقع في الراس كما يقول المثل. قرأت عددا من مقالاته العربية المنشورة في الحوار المتمدن فوجدت بحوثا رزينة علمية دقيقة ليس فيها تهجم على اي انسان او اية منظمة او جهاز حكومي يبذل كل جهده في شرح الموضوع الذي يريد بحثه شرحا قانونيا مبسطا يستطيع فهمه حتى ابسط القراء. بحثت في عدد من المقالات عن عبارة واحدة يمكن اتخاذها اساسا لمحاكمة هذا الانسان الكبير فلم اجدها. حتى حين يتحدث عن الاستعمار الاخير للعراق فانه يعالجه معالجة قانونية بحتة بدون العبارات المألوفة التي نمارسها كلنا عند وصف الاحتلال ومساوئه. وفي مقاله عن الدستور وكيفية وضعه حقائق كانت تفيد لجنة وضع الدستور لو احذوا بها. شخصية بهذا المستوى الثقافي والعلمي والقانوني كان ينبغي ان تكون زهرة في صدر اية حكومة وطنية حقة تريد بناء مجتمع وحكم ديمقراطي. كان المكان المناسب لهذا العالم الجليل ان يكون عضوا في لجنة كتابة مسودة الدستور بدلا من احدى العمائم الجوفاء الكثيرة. لو حدث هذا لكانت مسودة الدستور افضل بكثير مما هي عليه. ولكن يبدو ان المكان المناسب لمثل كمال سيد قادر وامثاله في دولة "العراق الجديد" او حكومة البرزاني هو السجن للتخلص من شره وشر مناقشاته القانونية العلمية. قرأت في الحوار المتمدن عن اصدار الحكم بالسجن على هذا الكاتب الكردي الكبير مدة ثلاثين عاما فتصورت انه على الاقل سب وشتم بعض القادة السياسيين فبحثت عن عبارة واحدة بها تهجم او حتى ذكر اية شخصية سياسية كردية او عربية فلم اجد. لعل ما اثار الضغينة ضده كتب باللغة الكردية او الالمانية وعلم ذلك عند القاضي الكردي الذي اصدر الحكم. ان صدور مثل هذا الحكم النادر اثار اشجاني البعيدة. فعند مداهمة بيتنا سنة ۱٩٤٩ راى قائد الشرطة المداهمين زوجتي حبيبة. وهو يعرف حبيبة لانها كانت من المتهمين في محاكمة الرفيق فهد وحكم عليها بالسجن سنة مع ايقاف التنفيذ. فكان اول ما تفوه به بالنص الحرفي "شوف منو هنا، حبيبة وزوجها. يروح هو عشرين سنة وهي خمس سنوات" وحين قدمنا الى محكمة النعساني طالت محكمتنا التي كانت تضم عشرين متهما اكثر من الساعة التي استغرقتها محاكمة كمال سيد قادر. وتعب النعساني من "تدقيقه" للتهم الموجهة الينا من قبل التحقيقات الجنائية وحان وقت الصلاة، والنعساني تقي ورع خائف الله وما اكثر خائفي الله في عراق اليوم لا يفوت الصلاة. فاعلن ان الحكم سيصدر بعد اقامة الصلاة. وصلى النعساني وطلب المغفرة من الله ثم جاء ليقرأ ورقة الحكم التي سلمت اليه من قبل التحقيقات الجنائية وصدر الحكم علي عشرين عاما وعلى زوجتي خمسة اعوام بالضبط كما قال الشرطي عند مداهمة بيتنا. كان الحكم عشرين عاما الحد الاقصى في قوانين العراق بعد حكم الاعدام. ولكن يبدو ان قوانين الدولة الكردية شبه المستقلة عن الحكم المركزي بحماية اميركية وجدت ان العشرين عاما غير كافية لكتم صوت الاحرار في انتقاد حكمها فطورت قوانين الديمقراطية الكردية ومددت الحكم الاقصى الى ثلاثين عاما. وقرأ القاضي الامر الذي وجه اليه باصدار الحكم على كمال سيد قادر بالسجن ثلاثين عاما. بينت في مقالي الانف الذكر ان الاصول الجارية في قوانين حقوق الانسان الراسمالية هي ان يمارس الحكام الراسماليون حقوقهم ضد اشباه الانسان من الكادحين وجعلها امرا واقعا وهذا ما قام به الحكام الحاليين في كردستان. فقد جعلوا سجن كمال سيد قادر حقيقة واقعة وعلى الكادحين وجمعيات الدفاع عن حقوق الانسان ومنظمات المحامين بلا حدود وجميع المنظمات الشعبية الاخرى ان تناضل في سبيل مقاومة هذا الواقع المفروض عليها والغائه. وهذا بالضبط ما فعلته حكومة ابراهيم الجعفري حين رفعت اسعار الوقود فور اجراء الانتخابات معللا ذلك بان هذا الرفع سيمنح حكومته ٤۰ مليار دولار سيوزعها على الفقراء عند الحصول عليها فاصبح على الشعب الكادح ان يناضل ضد هذا الرفع وكما اعلن احمد الجلبي في برنامجه الانتخابي انه سيوزع النفط العراقي بالتساوي على العوائل العراقية توزيعا عادلا ولكنه كان اول من دافع عن رفع اسعار الوقود. فواقع الامر هو ان كامل سيد قادر قابع فعلا في السجن يقضي الحكم الجائر الصادر عليه لمدة ثلاثين عاما. والواقع الاخر هو ان على اشباه الانسان، الشعب الكادح، ان يناضلوا في سبيل ازالة هذا الحكم بالوسائل التي يستطيعونها وقد يفلح نضالهم في ازالة هذا الظلم عن كمال سيد قادر والبشرية كلها ام لا. ان هذا النضال مستمر شئنا ام ابينا وهو يبقى مستمرا الى ان تستطيع البشرية التخلص من النظام الرامسالي.
#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حقوق الانسان وقوانينها
-
الاشتراكية لا تبنى على الفقر 4 واخيرة
-
صدفة جميلة
-
الاشتراكية لا تبنى على الفقر 3
-
الاشتراكية لا تبنى على الفقر 2
-
الاشتراكية لا تبنى على الفقر 1
-
من وحي كتاب سفر ومحطات - البعية للسوفييت ودور اليهود 2
-
ماركسية ام ماركسية لينينية؟
-
دور اليهود العراقيين في الحركات السياسية السرية
-
من وحي كتاب سفر ومحطات - التبعية للسوفييت ودور اليهود 1
-
التحول من مرحلة الثورة البرجوازية الى مرحلة الثورة الاشتراكي
...
-
من وحي كتاب سفر ومحطات - الطريق اللاراسمالي
-
لا ديمقراطية بدون دكتاتورية
-
من وحي كتاب سفر ومحطات - العمل الحاسم
-
الثورة البرجوازية وضرورتها
-
نظام الاجور في الدولة الاشتراكية
-
باسل ديوب-كلمة شكر
-
من وحي كتاب سفر ومحطات. عبادة الحزب
-
جعفر ابو العيس
-
خواطر يهودي عراقي سابق
المزيد.....
-
ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ
...
-
أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال
...
-
الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق
...
-
العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال
...
-
البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن
...
-
اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
-
البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا
...
-
جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا
...
-
عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س
...
-
حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|