فخرية صالح
الحوار المتمدن-العدد: 5335 - 2016 / 11 / 6 - 01:35
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
عرفت احمد الجلبي ورأيته مرة واحدة خاطفة
تابعت اخبار الدكتور احمد الجلبي ونشاطاته ايام المعارضة العراقية وقرات له وسمعت عنه وعن دوره الدؤوب في مقارعة النظام الدكتاتوري لسنوات طويلة وفي التاسع والعشرين من نيسان الفين وثلاثة رأيته لاول مرة باناقته ومشيته الواثقة وليس اخيرا بابتسامته العريضة في نادي العلوية وفي قاعتها الرئيسية المكتظة بمئات العراقيين ندرة منهم نساء والاكثرية افراد من عشائر بعباءاتهم ودشاديشهم وكوفياتهم وبعض الافندية ومالفت نظري ان كلا منهم يحمل ملفاته ويرسم ابتسامة مصطنعة وعيونهم الى بوابة قاعة اخرى ينتظرون خروج الفرج القادم من الخارج وبعضهم لم يمل من الانتظار وقد مرت عليه ايام على باب الفرج هذا.
كنت قد وصلت بغداد قبل ذلك التاريخ بيومين لامشي في شوارع بغداد بعد 28 سنة من الاغتراب القسري، وكان قراري ان اعمل اخيرا في مجال اختصاصي كصحفية ومذيعة من اجل عراق حر وديمقراطي بعد سقوط البعث وخرابه الايديولوجي الذي خلفه، وبعد ان انفضح جشع احدهم في جريدة الصباح قررت وانا الغريبة في وطني ان ابحث عن احمد الجلبي وجريدة المؤتمر او من وصل من طاقمها الى بغداد للعمل على فكرة مشروع اذاعة تدخل كل بيت عراقي.
صرحت عن رغبتي في استعلامات النادي فسمح لي بالدخول ويبدو ان مظهري المتواضع وبساطة ترتيب شعري وانعدام المكياج على وجهي وخلو رقبتي ويدي من خراخيش الذهب قد جلب نظر من تقدم الى مباشرة وعرف نفسه على انه ابن احمد الجلبي وبدوره عرفني على ثلاثة اشخاص لنجتمع سوية لوضع برنامج عمل.
في اللقاء الرابع وصل العدد الى خمسة عشر شخصا وبينهم شابة يبدو مظهرها و جسمها الممتلئ ولبسها وخشاخيشها الذهبية المغرية والبراقة والتفاتاتها وابتساماتها الكثيرة الموزعة يمينا ويسارا وحتى ملاحظاتها ان لاعلاقة لها بالفكرة ابدا اما الاخرين وبينهم كان فرات الجواهري فلم يبدو حماسا ومعرفة بطبيعة العمل واهميته وانظموا فقط لان لامهمة اخرى لهم.
كانت القاعة بالاضافة الى حرارة الجو الخانق تضج باصوات وحوارات ومناكدات وحركة دخول وخروج عالية ومزعجة ذكرتني باجواء سوق الهرج ايام الجمعة، وفجأة انقلبت تلك الضجة الى حركة استعداد عسكرية بكل مايصاحبها من وجوم ووجوه متوسلة خانعة ضائعة رمت عنجهيتها وشموخها تحت الطاولة وبها الكثير من سمات الاعتذار وسحق الكبرياء
الفارغ الذي رسموه على وجوههم وطريقة جلوسهم.
استغربت هذه الانتقالة الرهيبة وانا جالسة في مكاني والتفت الى الزاوية التي نظر اليها الجميع فاذا به الدكتور احمد الجلبي يحي الجميع رافعا يديه وعندما مر امام طاولتنا حيث الاخرين واقفين وقفة استعداد، رمقني بنظرة وابتسامة خاصة وهز رأسه بتحية خاصة حسدني عليها بنظرات غضب اللذين شاركوني الطاولة.
ولم اعد بعدها للقاء الخامس وتركت الفكرة تماما وكانت تلك اخر زيارة لي للعراق.
#فخرية_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟