أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس ساجت الغزي - ماذا بعد البكاء؟














المزيد.....

ماذا بعد البكاء؟


عباس ساجت الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 5334 - 2016 / 11 / 5 - 10:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ماذا بعد البكاء؟
البكاء يأتي نتيجة عبَّرة في قلب انسان يتعرض لمواقف حزينة مؤلمة لفقد خليل او حبيب او قريب, واما مظلومية وغبن يقع على الشخص فيترجم على شكل مشاعر جياشة ترتعد لها الفرائس الانسانية بتأثير تلك العبًرة فتهمل العين الدمع من المقل لشدة الحزن.
الامام الحسين (ع) مدرسة التضحية والبطولة, انتصر في واقعة الطف وحقق للإسلام فتحاً مبيناً في كربلاء, وحفظ الاسلام من الانحراف في زمن الحاكم الفاسد الظالم, بتسطير ملحمة الخلود في ترجمة المظلومية الى انتصار الدم الطاهر على السيف الظالم, الثبات على المبادئ وعدم التراجع عن الهدف الاسمى في طلب الاصلاح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم مبايعة الفاسدين, جعل ثورة الامام الحسين نبراساً ومنهاجاً للمظلومين.
سيد شباب اهل الجنة عاشق للجنان ولقاء اهلها مع اليقين بـان للانتقال الى العالم الاخر اسباب (وجعلنا لك شيء سببا), وان يتواتر في روايات عن بكاء الامام تارة على معسكر الاعداء لدخولهم النار بسبب الواقعة واخرى عند رأس اخيه ابا الفضل العباس لحظة استشهاده في ارض المعركة, فان ذاك البكاء ان صح لم يكن نهاية المطاف في قبول واقع, بل كان عزيمة لإكمال طريق الحق الموحش لعتمة سواد اهل الباطل.
ماذا بعد البكاء؟ وذرف الدموع لشدة المصيبة وعظم الابتلاء, سؤال على كل مؤمن بقضية الامام الحسين (ع) ان يجد له اجابة, وان يبحث عن تحقيق خطوات اصلاح حقيقية في الامة, وان يجهر بالصوت انا معكم وبريء من اعدائكم امام الحاكم الجائر, وان يعمل على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قولاً وفعلاً وترك عبارة (يا ليتنا كنا معكم) الدالة عن العجز باللحاق بالركب السائر الى الخلود.
الخطباء الحسينيون معلمون في مدرسة النهضة الحسينية مسؤوليتهم من المنابر توعية الناس واعداد جيل حسيني يمتلك الشجاعة والبطولة ويدرك مفهوم التضحية, الخطباء بتصدرهم المنابر اصبحوا مشغلات الحركة (الداينمو) في المجتمع, فان عبنا على الامة التقاعس والخنوع عن اداء الواجب في اكمال ثورة ابا الاحرار, لابد ان هنالك خلل في التوعية والاعداد وشحذ الهمم للحاق بركب الاحرار ونيل احدى الحسنين اما النصر او الشهادة في سبيل الله.
لابد من تقديم العَّبرة على العِبرة ان كانت العَّبرة حاضرة, وان لا نجعلها نهاية مطاف للتسليم بالبكاء ونهاية معتادة للمشهد, نعم .. نبكي على الحسين (ع) بكل جوارحنا فان الحرقة تستشيط وتهيج المشاعر الانسانية في داخلنا, لكن في العِبرة دروس كبيرة لابد من استلهامها وجعلها انطلاقة لتحقيق رسالة الامام في الوقوف بوجه الظالم وانهاء الظلم.
انتظار الفرج بالبكاء ويا ليتنا وبهذه الطريقة ليس بالنافع, ان تفرغ شحناتك العاطفية في محاضرة دينية وتفاعل مع صوت نعي شجي من ثم تذهب الى وليمة تشبع بها جوعك لتميل نفسك الى الراحة, ثم السمر مع الاصدقاء لتنهي الوقت بتحصيل حاصل دون عمل, فذاك البطر والاشر.
عباس ساجت الغزي



#عباس_ساجت_الغزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازدواجية الشخصية الاعتبارية او المعنوية
- المفاهيم الاخلاقية في زمن الانزلاقية
- اهوارنا .. آثارنا التاريخ ومستقبل الاجيال
- مستقبل الموظف العراقي
- أعظم الجهاد ..
- الذهب الاثيري
- داعش .. صنعَ في الغرب
- مسار البطولة والتضحية
- التبعية والفئوية
- واقع حال عراقي ..
- جبن شوي
- الاجتماع الاول للجان المكلفة لاستحداث شارع ثقافي على غرار ال ...
- اعطونا الطفولة .. وتمتعوا بحمالات الصدر
- العنف.. ظاهرة تستهوي الطالبات
- شقندحيات ح15 -ذكريات التغيير-
- اصوات المرجعية والهمة الصدرية
- حكومة عديلة الصحية
- الحبوبي .. بزاوية عين الطائر ( الحلقة الثانية)
- الحبوبي .. بزاوية عين الطائر
- دوامة الاحزاب منزلق خطير


المزيد.....




- المافيا الإيطالية تثير رعبا برسالة رأس حصان مقطوع وبقرة حامل ...
- مفاوضات -كوب 29- للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة ت ...
- إيران ـ -عيادة تجميل اجتماعية- لترهيب الرافضات لقواعد اللباس ...
- -فص ملح وذاب-.. ازدياد ضحايا الاختفاء المفاجئ في العلاقات
- موسكو تستنكر تجاهل -اليونيسكو- مقتل الصحفيين الروس والتضييق ...
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في كييف ومقاطعة سومي
- مباشر: قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في ...
- كوب 29: اتفاق على تقديم 300 مليار دولار سنويا لتمويل العمل ا ...
- مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية ...
- انفجارات في كييف وفرنسا تتخذ قرارا يستفز روسيا


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس ساجت الغزي - ماذا بعد البكاء؟