مؤيد عبد الستار
الحوار المتمدن-العدد: 1417 - 2006 / 1 / 1 - 09:37
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
انتهت العملية الانتخابية بنجاح كبير، واقول بنجاح من زاوية ان خروج الملايين من ابناء شعبنا في تظاهرة كبيرة ، والتوجه الى صناديق الاقتراع ، يعد بحد ذاته نجاحا كبيرا ينبغي للساسة من جميع الاحزاب والاتجهات اخذه في الحسبان في المستقبل، وان هذا الوعي السياسي والالتزام باصول العملية السياسية سيتطور باستمرار وسيجبر الناخبُ القادة على تطوير برامجهم وادائهم من اجل كسب اكبر عدد من الاصوات في المستقبل.
ان نتائج الانتخابات ستعلن قريبا ، والتدقيق الذي ستقوم به بعض اللجان الدولية لن يؤثر في تغيير النتائج المعلنة والتي لم يصادق عليها بعد ، والاحرى بالقوى السياسية المعترضة على نتائج الانتخابات معالجة الخلاف مع القوى الفائزة باساليب حضارية ، على ان لا تحرض على العنف ، فالاحتجاج على المفوضية المستقلة لا يحتاج الى تسيير التظاهرات في شوارع بغداد في هذه الحقبة العصيبة ، كي لاتتعرض الجماهير الى اعمال ارهابية ، خاصة اذا علمنا ان الاحزاب والقوى الفائزة في الانتخابات لديها اضعاف الامكانات في تسيير المواكب الجماهيرية والتظاهرات ، ومن الافضل عدم توريط الشارع العراقي في تظاهرات متقابلة ، من السهولة جرها للاستفزاز ، واشعال نار الفتنة بينها ، ولربما هذا ما اشار اليه البعض بانه ستكون في العراق حرب اهلية ان لم تات النتائج كما هو متوقع.
ان مسؤولية القوى السياسية اليوم ابعاد الشارع العراقي عن التجاذبات والتوترات الحادة التي قد تجر الجميع الى معركة شائكة لن تجني منها القوى السياسية سوى المزيد من الخسائر التي ستضاف الى خساراتها السابقة التي كلفتها الكثير .
ان الشعب العراقي الذي استطاع النهوض بمسؤولياته ، وخاض جميع الانتخابات المطلوبة بمسؤولية عالية ، ينتظر من القوى السياسية العراقية تحمل مسؤوليتها في التفاهم على تشكيل حكومة وطنية باسرع وقت كي تنهض بمهامها المنتظرة.
لاشك ان الخطوة الكبيرة التي قامت بها القيادات الكردية من اجل التفاهم مع الائتلاف خطوة ايجابية ، كما ان تلبية قادة الائتلاف للدعوة والتوجه الى كردستان من اجل التوصل الى قواسم مشتركة في تشكيل الحكومة القادمة ، سيشجع القوى الاخرى على الدخول في تسويات هادئة من اجل الوصول الى قبة البرلمان بهدوء ، وعدم وضع العصي في طريق الحلول السياسية ، علما ان العقبات التي سيتوجب على الحكومة القادمة معالجتها ووضع الحلول لها ليست قليلة ، وبحاجة الى جهود جبارة وتكاتف الجميع ، و ينبغي عدم الاستهانة باية قوة سياسية مهما صغرت ، واعطاء الاهمية القصوى لدعوتها للمشاركة الفعالة في دفع عجلة العراق الى أمام.
#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟