|
هؤلاء عسكر وهؤلاء عسكر ولكن هناك فارق .
محمد حسين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 5333 - 2016 / 11 / 4 - 09:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ضباط يوليو كانوا في الاغلب الاعم من أبناء الشريحة الدنيا من الطبقة الوسطي ..ضمن شباب الحركة الوطنية المشتعلة ضد الاستعمار و أعوان الاستعمار و يمثلون فكريا البرجوازية الصناعية التجارية الصاعدة من أبناء طلعت حرب و عبود و فرغلي الطامعة في إزاحة المستثمرين الاجانب لاحتلال أماكنهم في المصانع و البنوك و المجمعات التجارية الضخمة مثل شيكوريل و صيدناوى و داود عدس . ضباط ذاق جيشهم الهزيمة فخرجوا علي معادة إسرائيل و الرغبة في تصحيح أخطاء حروب 48 أبناء البرجوازية الصغيرة كانوا بإستطاعتهم حشد جماهير واسعه .. لتشهد معهم أنوار فجر الخلاص ممثلا في شباب من صغار الضباط يحملون كل مشاعرها و توقها و أحلامها . عندما سلم مبارك البلاد و العباد لتتحكم فيهم القوات المسلحة كان قادتها من كبار السن المليونيرات الذين ينتمون الي الشريحة المتنعمة من الطبقة الوسطي و ترتبط مصالحهم بخطط عصابات عصر المبارك الاقتصادية، ضباط محدودى الافق ذوى ثقافة دينية سلفية تري أن تسعة أعشار الرزق في التجارة ولهم علاقات عضوية بكرتيلات الصناعة والتوزيع والبنوك العالمية التي تقودها وتوجهها المصالح الصهيونية.. لذلك لم يكن بين أى فرد من حكام تلك الفترة ((2011 -2016 )) تناقضات معلنة أو مختفية مع دولة إسرائيل و سياسيها و حكامها و محاربيها . أبناء الشريحة العليا من البرجوازية.. لا يهمها ملايين المواطنين الفقراء العاديين بقدر ما تهتم بأن تؤمن رضا و مشاركة المستثمرين و رجال الاعمال وعصابات البزينيس لذلك لم يكن غريبا أن يكون رئيس الوزراء إبراهيم الملياردير ثم إسماعيل الذى لا يقل عنه ثراء.و تكون قراراتهم داعمة للمستثمرين مطيعة لصندوق الدين .. حتي لو أدى تعويم الجنية لتحويل أكثر أبناء الطبقة الوسطي لفقراء بإمتياز . إنهما توجهين مختلفين .. في زمنين متباعدين ..إفرازا لاحلام طبقتين متناقضتين ..يتبعان منهجين متضادين ..أحدهما إنحاز للجماهير الشقيانة .. و الاخر ينحاز لرجال الاعمال النهابة . هؤلاء ضباط .. و هؤلاء ضباط .. ولكن هناك فرق . فالمجموعة الاولي بنت الف مصنع ..أما المجموعة الثانية فترسي ما يسمي بإقتصاد ((الريال ستيت )) المهتم بالمدن الجديدة و الوحدات السكنية التي ستصل لمليون وحدة .. تمتص أسمنت وحديد و مواسير و جهد المصريين . في خمسينيات القرن الماضي كان العالم يغسل يدية من أثار حرب عالمية مدمرة أتت علي عشرات الملايين من البشر .. و كادت أن تمحوا حضارات وبلاد كاملة من الوجود ... كان هناك ديناصير عملاقة مهزومة مع هويتها الشوفوفونية الفاشيستية العابدة للفرد في (اليابان و المانيا و إيطاليا ) .. و كانت هناك قوى عظمي جديدة ناشئة بافكار إنسانية عن الحرية و العدالة والقيم الداعية للسلام العالمي سواء عن طريق السوق المفتوح و حقوق الانسان ، أو بواسطة وحدة المناضلين تحت رايات الشيوعية التي تضم أبناء الكون في تناغم سلمي لقد ظهرت (أمريكا كقائد لليبرالية و ظهر ايضا الاتحاد السوفيتي كقائد للاشتراكية ). وكانت هناك دول الاستعمار القديم .. الذى (إستعمر) كفرنسا و إتجلترا بعد تقليم أظافرهما و خسائرهما الفادحة .. و الذى تم (إستعمارة) من دول العالم الباحث عن الخروج من مأزق الشعوب التي عانت من إستعمار طويل بإفريقيا و اسيا و امريكا اللاتينية. و كانت هناك دولتين شوفونيتين مولودتين حديثا بخليط متنافر من السكان المتجمعين من شتي بقاع الارض بجنوب إفريقياحول فرضية أن الابيض أفضل من الاسود (في تمييز عنصرى و اضح ) و في إسرائيل تحت شعار وطن قومي لليهود(في تمييز ديني غير مخفي ). في هذا الوسط الذى يغير جلدة خالعا ثوب الاستعمار ويحطم نظرية المجال الحيوى للدول الصناعية الذى تجد فيه الخام رخيص و سوق لترويج منتجاتها الصناعية .. وعالم مستسلما لقوى الحرية و الديموقراطية المسلحة بالقنابل الذرية أوبالنظريات الكلية الماركسية ..كانت مصر أيضا تخلع ثوبها القديم و تتطلع لغد أكثر إشراقا و عدالة لسكانها الذين لم يتجاوزوا الثمانية عشر مليونا . بلد لم تصيبها أضرار المعارك التي وصلت حتي حدودها ثم توقفت في العلمين .. بل إستفادت من الحصار و شح الاستيراد فطورت صناعات محلية مغذية لاحتياجات أهلها و الغرباء اللاجئين و جيوش الاحتلال .. من السكر و الزيت وحلج القطن و صناعة الاقمشة و الجبن والغاز و الكهرباء وإنتاج القمح و الذرة و الخضروات و البقول .. وتمتلك مقومات الدول الحديثة من مدارس راقية يدرس بها أفضل المناهج بل و ثلاث جامعات محترمة علي مستوى العالم و مستشفيات حقيقية تقدم خدمات لا تقل في مستواها عن مثيلتها في اوروبا.. و شبكات طرق و صرف صحي و تليفونات و سكك حديدية يضرب بها المثل في الانتظام تديرها كوادر أجنبية و تساهدها عمالة مصرية مدربة . لقد كنا نملك (رغم وجود جنود الاستعمار علي ضفاف القناة ).. حكومة و برلمان و ملك و دستور عصرى يرفع من قيمة المواطنة و صحف و مجلات و كتب بالالاف .. و شبكة واسعة من الحرفيين المهرة في كل نواحي الحياة .. و موسيقي وإنتاج سنيمائي و أغاني لام كلثوم و عبد الوهاب و فريد الاطرش .. و تاريخ إكتشفنا سحرة منذ زمن قريب له متحف مصان .. وأثار محترمة من الجميع و مصدر فخر أما الغرباء و المستعمرين . لم يكن هذا البلد خرابة بلد كانت جنة مسالمة و بؤرة جذب لكل ما هو جميل وراق و لعديد من الاحرار و المثقفين و المتعلمين كما كنا مصدر خير للدول المجاورة الناشئة نغذيها بالمدرسين و الاطباء و المهندسين و العمالة الفنية .. نجود عليها بكسوة الكعبة و (صرة) الحسنة لتشبع بها فقراء الحجيج . في خمسينيات القرن الماضي .. كان الفلاح يلازم أرضة يزرع و يعد طعامة وإحتياجاته و لا يلجأ للمدينة إلا من أن أجل أن يبيع منتجاته ثم يعود .. حقا كانت هناك طبقات .. و باشوات بجوار المعدمين .. ولكن الطبقة الوسطي كانت تنمو بإستمرار عن طريق العلم و الفن و العمل و الجهد لتخرج أطباء و مهندسين و علماء و فنانين من أصول ريفية .. بعضها كان أقرب للمعدمين .. من بين هؤلاء الذين خرجوا من عمق القرى إلي أضواء المدينة .. جمال عبد اناصر و أنور السادات و حسني مبارك .. ثلاث رؤساء حكموا مصر حتي بدايات القرن الحادى و العشرين . كان هذا هو الحال عندما إنقلب صغار الضباط علي قادتهم و ملكهم و نظامهم . شباب رضع وطنية من ميديا ثقافية راقية يتصارع داخلة حلول مستوردة تدور حول ما كان يحدث حوله في العالم .. بعضها يرى أن الاسلام هو الحل كما أوردة البنا وسيد قطب (الذى كان مستشارهم حقا لا مجازا و المدني الوحيد الذى يحضر إجتماعات مجلس قادة الثورة )..و البعض يرى أن أمريكا بحقوق الانسان و الامم المتحدة الوليدة قد تكون الداعم ضد الاستعمار القديم .. و البعض يؤكد أن الاممية الشيوعية بقيادة الاتحاد السوفيتي الظافر هو الاكثر مناسبة لنا .. و البعض يسعي في سبيل تنشيط مكاسب الشعب خلال الفترة من 1919 حتي 1945 و إستكمال المسيرة الاقتصادية الناجحة لطلعت حرب بتمصير الصناعات و البنوك و المرافق و الخروج من التبعية لاوروبا بعيدا عن أن نكون مجالا حيويا لاى من القوى القديمة او الحديثة .. وأن التعامل الليبرالى علي مستوى المساوة والاستقلالية بين الشعوب ستكون هو هدف السوق المصرى . كل هذه الاتجاهات كانت تتصارع بين حضرات الضباط الشباب المنقلبين بعد أن وصلوا للسلطة .. للاسف أنهم لم يتناولوها و يحسمونها قبل الانقلاب.. لذلك سنرى أن هذا الاختلاف ظل عالقا حتي نهايات السبعينيات .. لم يحسم و يطل علينا ردحا ثم يختفي . في مارس 1954 حسم فريق عبد الناصر الامر في مواجهة فريق محمد نجيب .. لصالح فكرة ( الديكتاتور العادل )..أى ذلك الذى يشبه هتلر و موسيليني و ستالين .. ولكنه عادل مثل الفاروق عمر بن الخطاب ..إنقلاب علي الانقلاب .. نحي جانبا من يطالبون بالديموقراطية .. ومن يطالبون بالاشتراكية .. و من يسعون في إتجاه الليبرالية و قدم ديكتاتورية المسلمين التي تحولت بمرور الوقت إلي قومية عربية بشكلها الاسلامي . و هنا كانت البداية الحقيقية لتأثير ضباط يوليو الاحرار علي مسيرة مصر و المصريين . عبد الناصر و فريقة كانوا يرون أن عليهم الانضمام إلي معسكر الثوار المناهضين للاستعمار (القديم ).. لذلك خاض حروبا بعضها بالسلاح و الاخرى بالدعاية الموجهه و في بعض الاحيان بالدعم المادى .. لقد أصبح العدو ألاعلي صوتا لفرنسا و إنجلترا و إسرائيل صنيعتهما بالمنطقة ..و خاض مع المقاومة الشعبية سلسلة من الحروب الصغيرة التي توقفت مع مفاوضات الجلاء .. ثم إتفاقيتة .. ثم بعد خروج الانجليز الاول .. وفشلهم في الغزو التالي عام 1956 ..عبد الناصر أصبح بطلا شعبيا .. تلتف حولة جماهير الشعب تدق الكعب و تقول كلنا جاهزين . ليس مجالنا تقييم زمن عبد الناصر و لكن نقف أمام ثلاث محاور هامة ..أحدها تغير الشكل الاقتصادى للدولة ثلاث مرات أحدها ليبرالية الوفد.. ثم التمصير .. ثم راسمالية الدولة.. المحور الثاني هو التخبط السياسي الذى بدأ باللجوء لامريكا ثم الهجوم عليها .. و التحول للمعسكر الاشتراكي ثم النفور منه .. و إختراع الحياد الايجابي لتكتل الدول غير النامية .. المحور الثالث هو العلاقة مع الجماهير التي بدأت مرحبة بالشعب المعلم ثم إنقلبت إلي وصاية علي الشعب القاصر .. وإنتهت إلي أنا ربكم الاعلي . المحاور الثلاث السابقة .. بالاضافة إلي إهمال الجيش وتركة بيد غير أمينة لعبد الحكيم عامر .. و خلق جهاز أمن متغلغل في كل شبر من نواحي الحياة بواسطة زكريا محي الدين .. و تنمية جهاز إعلامي منتشر ومؤثر بواسطة محمد حسنين هيكل .. كانت هي سمات حكم العسكر في جمهوريتهم الاولي . عندما وقف أنور السادات أمام تمثال عبد الناصر في مجلس الشعب منحنيا .. لم يكن من عباد الاصنام .. بل كان من أنصار من حمل الفأس و كسر الاصنام في صحن المعبد ثم علقة في راس كبيرهم وقال لمن سأله من قومة مشيرا للصنم إسألوه . السادات لم يقدر التركة التي ورثها من سلفة .. الف مصنع وشعب منتج لاحتياجاته ..كيان دولة قوية يقودها المصريون بأنفسهم .. شعب مطيع منظم متحمس للنجاة من مأزق الهزيمة ..علاقة طيبة مع الاتحاد السوفيتي .. ديون قليلة للغاية بسبب إستيراد السلاح يمكن التنازل عنها.. و جيش تعلم في المعارك وله قيادات مدربة بعد التخلص من عامر و عصابتة . السادات لم ير إلا .. مراكز قوى في الاتحاد الاشتراكي و التنظيم الطليعي و منظمات الشباب اليسارية .. وشعب يسخر منه بعد أن أصر علي أداء أدوار كوميدية فاشلة أمام الشعب و كاميرات التلفزيون .. و مصيبة ضرورة مقاومة وجود قوات الاحتلال العبري أمام شاطيء القناة . السادات الذى لم يعمل بالقوات المسلحة إلا ضابط إشارة لمدة محدودة .. وبرع في الخداع و الكذب و تلفيق الادلة حتي في يوم الانقلاب ..لم يثق أو يتصور أن الجيش و الشعب قادر علي خوض معركة طويلة ضد المحتل لارضة .. و كان الاسهل لدية تغيير النظام الداخلي و تدمير كل ما قام به فريق عبد الناصر .. والالتجاء إلي أحضان أمريكا كما كانت أوهام الشباب في بداية الخمسينيات .. غير واضعا في الاعتبار أن أمريكة ذلك الزمن كانت إمبريالية إستعمارية تتوق لجعل كامل أبناء العالم في مجالها الحيوى . السادات خلال الجمهورية الثانية للضباط طبق كلمات أستاذة سيد قطب بحذافيرها .. أخرج الاخوان من السجون ..أغمض العين عن فظائعهم في الجامعات ثم النقابات ..مكن تجار الكيف من الاقتصاد ..كون حزب بديل للاتحاد الاشتراكي .. ثم ركب علي الجسد المنهك للوطن زاعقا أنا ربكم الاعلي . رجال السادات عندما كسروا الصنم .. مهدوا للجمهورية الثالثة لحكم الضباط .. لريفي منوفي أخر .. كمن في العش مطأطيء الراس حتي لا تطير مع من تخلص منهم السادت بعد إشاعة النصرالتي روج لها و توقيع معاهدة كامب دافيد . رغم أن المبارك حكم مصر لثلاثة عقود .. و هي أطول مدة لحاكم منذ زمن محمد علي الكبير ..إلا أنه لم يحدث التغييرات الحادة التي قام بها سلفية غير تضاعف السكان لخمس مرات .. لقد كفي الوعاء علي فمه .. و ترك العجين يخمر علي مهلة .. لتنمو فيه كل أنواع الفطريات ألحميدة و الخطرة . المبارك لم يكن يهتم إلا بأمرين .. سلامته الشخصية وعدم قراءة أى ورقة .. ولا حتي في الحمام .. الثقافة لدية شيء غير مفهوم و ما يجذب إنتباهه هو كام جنية بتدخل محفظته .. ثم محافظ الاسرة .. لذلك كان عليه إختيار قائد للقوات المسلحة من نفس نوعيته .. له مهمة واحدة تدجين هذا الجيش وضمان ولاءه وبعده عن أحلام السلطة . فجاء جيشا محدود العدد .. مؤمن تماما .. التوجيه المعنوى يقوم به المشايخ .. (( ووحياة أبوكم إبعدوا عن الاشتراكية و القومية و الديموقراطية و الكلام الفارغ ده )) و إتشغلوا في لقمة العيش .. و الاعمال اللي تدر الارباح وبلاش فقر الناصرية و بخل السادات .. و اهو شوفوا الريس و حكمته .. بينه و بين الشعب شعرة معاوية .. يشدوا يرخي .. يرخوا يشد .. جلد تخين و ودن من طين و أخرى من عجين يهبهبوا حولة يقول(( خليهم يتسلوا)) .. و أهي الحياة فل الفل .. وربنا رازقها من وسع .. واللي ميعجبوش كدة يبقي بطر . رجال جيش حسين طنطاوى كان قد مر عليهم أكثر من ربع قرن بدون حرب ..أى في زمن 73 كان أغلبهم لم يولدوا أو كانوا أطفالا فيما عدا أعداد محدودة من المسنين الذين تعلموا من أين تؤكل الكتف .. فتم تصعيدهم إلي مستويات أكثر من عقيد .. مجموعة عواجيز يظنون أنهم مخلدون في مناصبهم يستمتعون بالملايين و الترف الخاص باباطرة الازمان الغابرة .. سلطة و مال .. و سفريات .. و مميزات .. وميزانية لا تراجع من الجهاز المركزى .. و علاقات أسرية مع حيتان البزينس .. وأبناء مبارك وحسين سالم .. و حج و عمرتين كل سنة علي حساب المعلم . ضباط الجيش من القادة الذين سلمهم مبارك البلاد كانوا النموذج الذى يجمع كل ما هو مطلوب في هذه اللحظة .. تعليم و تدريب أمريكي .. عقلية سلفية مرتبطة بأرض الوحي المقدسة .. علاقات أسرية متشابكة وذات مصالح متبادلة مع كبار نهابي بيت المال .. و حب الشعب لجيشة التي ترسبت بقوته في اللاوعي منذ أن حمل عربة نعش عبد الناصر و سار بها. لقد كان رئيس الاركان في أمريكا أثناء تنحية مبارك و إستمع جيدا( لعقربة) البيت الابيض و أسوده .. وجاء حاملا الرسالة .. إنهم يريدونها ..إسلامية سلفية .. إخوانجية ..فأين المفر . ضباط الجيش من القادة عديمي الثقافة محدودى القدرات المدجنين .. لم يكن لديهم خيارا إلا إستدعاء رموز ترضي عنهم السيدة هيلارى و سفيرتها .. مثل طارق البشرى و يحي الجمل .. و أعضاء من عصابة البزينيس مثل محلب .. و بدأت الانتفاضة تحفر لها مسارا أخر عندما عاد الاف الهاربين السلفيين و الجهاديين و خرجوا في جمعة قندهار يصيحون إسلامية إسلامية .. وحوش تولدت تحت طاجن العجين الذى تركه مبارك و نام . أيضا ليس موضوعنا أن نقيم فترة حكم طنطاوى و فريقه .. ولكن كان واضحا من اليوم الاول أن ضباط الجيش الحكام في 2011 .. يخالفون هؤلاء الذين حكموا في 1954 ..إنه الفارق بين القط و الاسد .. كلاهما من نفس الفصيلة اللبونية .. ولكن أحدهما تم تدجينه خلال ثلاثين سنة من حكم الجمهورية الثالثة للعسكر . منذ سنتين خرج الشعب يهتف يسقط يسقط حكم المرشد .. و خرجت النساء يولولن علي حريتهن المفقودة بواسطة قوات الامر بالمعروف .. و الاقباط يصرخون .. من السلفيين الذين يحصلون الجزية منهم في الصعيد .. و طالبوا بتدخل عبد الناصر حبيبنا الذى طالما رعي الشعب و إهتم ببلاويه .. و جاء الفارس المنقذ .. ولكن ليس فوق حصان ابيض ..و إنما راكبا عربة رولزرويس جوست فاخرة .. يربت علي الجميع و يمنحهم إبتسامه ساحرة .. و خلفة معاونيه .. من كبار المستثمرين .. و أنصارهم من فقهاء السوق المفتوح .. و مدربيهم من قيادات صندوق الدين . الفارس المنقذ كانت لديه خطط و لكن لم يعرضها علي ((نور عينيه)) من الشعب الذى فوضه .. لقد خاف من الحساد و عيون الاشرار .. وملاعيب شيحة التي يقومون بها .. لذلك بدأ في التنفيذ خطوة .. خطوة .. علي نهج المبارك (دارى علي شمعتك تقيد ) و خايفين ليه هو ((إنتم حتفهموا أحسن مني !!.)) المليونير إبن العائلة الغنية .. الذى تبرع بنصف ثروته من أجل مصر فكانت أرقام مهولة أمامها ستة أو سبع أصفار .. يحقق الان سياسة طبقته .. رفع كل القيود عن تغول المستثمرين الاجانب و المصريين .. و فتح السوق علي مصراعية .. و توجية الثروة المصرية في إتجاة ((الريال ستيت)) ..إنها حلول أمريكية .. ينفذها بدم بارد و فكرمقتنع و مصالح مشتركة مع الفاسدبن.. يحكم مصر الان أبناء من القوات المسلحة .. ولكنهم يختلفون عن الابناء الاخرين الذين حكموها منذ ستة عقود . بالامس تم (تعويم ) الجنية أو كما يقولون تحريرة .. و إرتفع سعر الدولار رسميا بنسبة 50% من قيمة الجنية المصاب أى أن مدخراتي وراتبي و معاشي .. قضمت الحكومة ثلثها .. في قرار إستلزم فاصل طويل من المخادعة و التضليل و إلقاء الرعب في القلوب .. لقد تم كسر السدود الواقية من التسونامي .. و الموجات العالية قادمة .. يعتبرها أبناء الطبقة الحاكمة لازمة لغسيل وسخ السنين .. و هم لا يعرفون لعجز في تصورهم ماذا ستحدثه من تخريب في الواقع . في زمن الجمهورية الرابعة لحكم العسكر .. سيذكر التاريخ أنه قد تم تخريب مصر كليا ..و إستسلامها لصندوق الدين .. وأن فوائد هذه الديون تتجاوز الميزانية التي تستولي عليها الحكومة قهرا بواسطة قوانين القيمة المضافة و الضرائب المرتفعة و الجمارك المبالغ فيها و تخفيض الخدمات ..وأنه لم ينجو من الطوفان إلا مليون بشرى يمثلون طبقة من أسيادنا الحكام و قديما قالوا إذا ما رايت نيوب الليث بادية .. فلا تحسبن أن الليث يبتسم ..فتهلل للمستثمرين و تغني تسلم الايادى .
#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من الذى يتأمر علي من !!
-
كاد مبارك أن يخرج بنا من هذه الدايلما .
-
بوذا، لاوتسي، كونفوشيوس أيضا أنبياء
-
هل أصبحنا محترفي دجل و شعوذة . !!
-
6 أكتوبرلكن من 3200 سنة
-
ماذا لو كتبت كلمة السيد الرئيس أمام الامم المتحدة .؟
-
الغلابة يحسبوها بالورق والقلم
-
الموجة عالية يا ولدى ..إهرب !!
-
لا اؤمن بما يقال عن الرخاء.
-
عبد الناصر .. و إخناتون.
-
إضطهاد أقباط مصر مستمر .
-
غير راض عن تعاملنا مع قضية المنيا .
-
أحاديث النكدى أبو وش عكر .
-
((رد قلبي )) قصة سخيفة و فيلم هابط .
-
الانسان الطقسي .. ضمور لقيم المعاصرة
-
12 ديسمبرذكرى تعاسة المصرى
-
هل عدنا لزمن حكم المماليك!!
-
غير متفائل،بل شديد التشاؤم.
-
عندما أثبتُ أنني مش حمار .
-
فلننظر خلفنا بغضب و نبصق
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|