أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ماهر الشريف - لماذا يجب أن تطالب منظمة التحرير الفلسطينية بريطانيا بتحمل مسؤوليتها عن مأساة شعبنا الفلسطيني؟














المزيد.....

لماذا يجب أن تطالب منظمة التحرير الفلسطينية بريطانيا بتحمل مسؤوليتها عن مأساة شعبنا الفلسطيني؟


ماهر الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 5332 - 2016 / 11 / 3 - 22:56
المحور: القضية الفلسطينية
    



كنت قد كتبت نص هذه المقالة، قبل عام بالتمام. واليوم نشهد حملة واسعة تنتظم على مستوى العالم ترمي إلى دعوة الحكومة البريطانية في الذكرى المئوية لوعد بلفور سنة 2017 الى تحمل مسؤوليتها عن الماساة التي لحقت بالشعب الفلسطيني. وذلك من خلال اتخاذ الإجراءات السياسية التي تدعم مطالبه الوطنية العادلة.

في سنة 1905، أغلق آرثر جيمس بلفور، الذي كان يشغل منصب رئيس وزراء بريطانيا، أبواب بلاده أمام الهاربين اليهود من مذابح سلطات قيصر روسيا... وشرعت دوائر وزارتي الخارجية والمستعمرات البريطانيتين، منذ ذلك الحين، في البحث عن "ملاذ" لهؤلاء اليهود الملاحقين خارج حدودها، مقترحة على زعماء الحركة الصهيونية تارة أوغندا، وتارة أخرى سيناء، أو العريش...

في "مؤتمر بلتيمور" في نيويورك، الذي عقده الصهيونيون الأميركيون، في أيار (مايو) 1942، تخلت الحركة الصهيونية عن هدفها "المخادع" بإقامة "وطن قومي" لليهود في فلسطين، متبنية صراحة هدفها الحقيقي الرامي إلى جعل فلسطين "دولة يهودية"، وصرّح دافيد بن غوريون، الذي شارك في مداولات ذلك المؤتمر، قبل انتهاء الحرب العالمية الثانية بفترة قصيرة، بما معناه أن الحرب العالمية الأولى فتحت الطريق أمام قيام دولة يهودية في فلسطين، بينما ستجعل الحرب العالمية الثانية قيامها أمراً ممكناً...

والواقع، أنه كان من الصعب تصور صدور "وعد بلفور"، ومن ثم فرض "نظام الانتداب" على الولايات العربية التي كانت تخضع للسيطرة العثمانية، لولا اندلاع الحرب العالمية الأولى... كما كان من الصعب تصور قيام "دولة إسرائيل"، وحصولها على الاعتراف الدولي، لولا اندلاع الحرب العالمية الثانية وقيام النازيين الألمان بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق الملايين من اليهود الأوروبيين، والتي جيّرتها الحركة الصهيونية لخدمة مشروعها في فلسطين.

كانت الحكومة البريطانية، بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى، قد بدأت تفكر بكيفية حماية مصالحها في منطقة الشرق الأوسط، وبخاصة بعد أن لاح في الأفق احتمال انهيار السلطنة العثمانية؛ فوجدت أن أفضل وسيلة لحماية هذه المصالح هي في دعم مشروع الحركة الصهيونية في فلسطين... فإقامة كيان يهودي/حاجز فوق الأرض الفلسطينية، يفصل مشرق العالم العربي عن مغربه، سيمنع قيام وحدة عربية، وبخاصة بين مصر وسورية، وسيحمي الوجود البريطاني في مصر وفي قناة السويس، وسيضمن بالتالي حماية الطريق إلى الهند "درة تاج" بريطانيا العظمى.

كما أن دعم المشروع الصهيوني سيجعل بريطانيا وحدها تسيطر على فلسطين، ويحول دون مشاركة حليفتيها، فرنسا وروسيا، معها هذه السيطرة، في حال تم تدويل فلسطين وفق "اتفاقية سايكس- بيكو" في أيار (مايو) 1916.

انطلاقاً من كل هذه الاعتبارات الجيو- سياسية، "تكرّم" آرثر جيمس بلفور نفسه، الذي صار يشغل منصب وزير الخارجية، على الحركة الصهيونية بوعده الشهير في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) 1917، وذلك حتى قبل أن تكون القوات البريطانية، بقيادة الجنرال اللنبي، قد بدأت احتلالها فلسطين.

كان ذلك الوعد البريطاني، الذي تعامل مع الفلسطينيين ليس بصفتهم شعباً له حقوق سياسية وإنما بصفتهم جمعاً من "طوائف" لها حقوق دينية ومدنية، بداية مأساة الشعب الفلسطيني...

فبفضله، راحت الحركة الصهيونية، التي كانت ضعيفة النفوذ بين جماهير اليهود الأوروبيين - المتعاطفين بأغلبيتهم، قبل صدور الوعد، مع أنصار "الاندماج" أو مع المتدينين الأرثوذكس أو مع الأحزاب الاشتراكية الثورية- راحت تتحول إلى قوة مؤثرة في أوساطهم... وعلى أساس إدراج هذا الوعد ضمن صك الانتداب، قامت بريطانيا، الدولة المنتدبة، وبتغطية من عصبة الأمم، بتوفير مقومات قيام "الوطن القومي" عن طريق تسهيل هجرة اليهود إلى فلسطين وتمكينهم من استملاك الأراضي، وبخاصة الأميرية منها، ومنح أغنيائهم امتيازات استثمار ثرواتها الطبيعية.

لقد طالبت معظم الشعوب التي خضعت للاستعمار أو القهر العنصري من مستعمريها أو قاهريها – وبعضها ما زال يطالب – بتعويضها عما لحق بها من مآسٍ... ويتوجب على الشعب الفلسطيني، وممثليه الشرعيين، مطالبة بريطانيا، الدولة الأولى المسؤولة عن مأساته، بتعويضه عما لحق به –وما زال يلحق به- من ظلم وتشريد وسلب...

ونظراً إلى أن هذا الشعب يرفض أن يكون التعويض عما لحق به تعويضاً مالياً - لو قبل آباؤنا تعويضات مالية لاندثرت قضيتنا؛ ونحن نرفض مثلهم وكذلك سيرفض أبناؤنا- يصبح مطلوباً من الحكومة البريطانية أن تعترف أولاً بمسؤوليتها عن مأساته، ثم أن تساهم، ثانياً، في المحافل الدولية، وبشكل فعال، في دعم نضاله من أجل إقامة دولته المستقلة وضمان عودة لاجئيه إلى وطنهم، وذلك، أولاً، عن طريق الاعتراف بدولته المعلنة، التي نالت اعتراف أكثر من 130 دولة، ثم، ثانياً، عن طريق المشاركة في طرح مشروع على مجلس الأمن يضع سقفاً زمنياً لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن الأرض الفلسطينية، ويرغم الحكومة الإسرائيلية على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، بما فيها القرار 194.



#ماهر_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين في الكتابة التاريخية العربية
- قضية القدس بين بعديها الديني والسياسي
- كلمات لكن من دون التزامات
- اتفاقية سايكس - بيكو وعلاقتها بوعد بلفور
- يوم وطني يحييه الشعب الفلسطيني في أماكن تجمعه كافة
- يسار أميركا اللاتينية.. حتى تبقى نافذة الأمل مفتوحة
- قرار التقسيم والخيارات الفلسطينية
- الغاز في شرق المتوسط: التحديات والإمكانيات
- انتصرت فلسطين لأن إسرائيل عجزت عن كسر إرادتها
- إضاءات على فكر -المثقف الشغيل-
- عندما يتحرر القائد الشيوعي ويبقى ملتزماً
- انطفاء نجم مضيء في سماء الثقافة التنويرية والتقدمية العربية
- تاريخ فلسطين العثماني - الحلقة الثانية - فلسطين في العهد الع ...
- تاريخ فلسطين العثماني - الحلقة الأولى - فلسطين في العهد العث ...
- الشيوعيون العرب والنضال ضد الفاشية والنازية
- من تاريخ الصحافة الشيوعية العربية في فلسطين
- قرن على الصراع العربي - الصهيوني: هل هناك أفق للسلام؟
- عصبة التحرر الوطني في فلسطين (1943-1948): تجربة تنظيم شيوعي ...
- مساهمة في النقاش حول اليسار ومستقبله
- لا تزال فلسطين همّاً فكرياً عربياً؟


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ماهر الشريف - لماذا يجب أن تطالب منظمة التحرير الفلسطينية بريطانيا بتحمل مسؤوليتها عن مأساة شعبنا الفلسطيني؟