|
مؤلف ومصادر القرآن 6
سامي الذيب
(Sami Aldeeb)
الحوار المتمدن-العدد: 5332 - 2016 / 11 / 3 - 17:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هذا المقال من سلسلة "مؤلف ومصادر القرآن" يتكلم عن مصادر القرآن وفقا للتسلسل التاريخي ويعتمد أساسا على مقدمة وهوامش طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي المتوفرة مجانا من موقعي http://goo.gl/OOyQRD وورقيا من امازون https://goo.gl/nKsJT4). ولا يسمح نظام موقع الحوار المتمدن بوضع هوامش، ولذلك من تهمه مراجعي يمكنه الرجوع لتلك الطبعة. ومن يهمه الأمر يمكنه الإستماع لحلقتي عن هذا المضوع في قناة جسور يوم السبت 5 نوفمبر 2016 الساعة السادسة مساء بتوقيت القاهرة، الساعة 12 ظهرا بتوقيت نيويورك. . في المقال السابق http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=535916 تكلمت عن القرآن واسم محمد والأحرف المقطعة والبسملة ثم سورة العلق. واليوم سأتطرق لمصادر القرآن في سورة القلم رقم 2 في التسلسل التاريخي وقم 68 في التسلسل المعتاد). . سورة القلم وقصة النبي يونس ------------------ يطلق عليه في العبرية اسم يونا. وفي اللاتينية اسم Jonas. وفي الترجمات العربية للكتب المقدسة اليهودية والمسيحية يطلق عليه اسم يونان. وهناك سورة تحمل اسم يونس 51-10. وعنوان هذه السورة مأخوذ من الآية 98، وهي الآية الوحيدة التي تذكر يونس . يونس في القرآن ---------------- أول مرة جاء ذكر النبي يونس في سوة القلم: تقول الآيات 2-68: 48-50 من هذه السورة: فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ * لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ * فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ . وقد جاء ذكره أيضا في الآيات التالية 51-10: 98 - فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آَمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ 56-37: 139-148 - وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ * وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآَمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ يلاحظ هنا إختلاف في ترتيب الأحداث بين القرآن وسفر يونان (انظر لاحقا نص هذا السفر). فنحن نجد هذه الواقعة بعد توبة أهل نينوى واستياء يونان من رحمة الله، فخرج إلى شرقي المدينة وجلس هناك وأعد له الله الخروعة. أما في القرآن فإن الله يرسله إلى أهل نينوى بعد جلوسه في العراء وتظليله بشجرة اليقطين. ونجد كلمة اليقطين في شعر إبن أبي الصلت: فانبت يقطينا عليه برحمة - من الله لولا الله ألفى ضاحيا (http://goo.gl/zM6O6Z). وتتكلم التوارة عن الخروعة (קיקיון قيقيون) وليس عن اليقطين. فقد يكون هناك خطأ في النسخ. وقد تلاعب قاموس المعاني بالكلمة لتبرئة القرآن. فهو يقول: يقطين مفرد يقطينة: (النبات) كلّ شجر لا يقوم على ساق، كالبطِّيخ والقثّاء، وغلب إطلاقه على القَرْع، ويطلق الإسم أيضًا على ثمار ذلك الشّجر (http://goo.gl/9ziy0I)، بينما من المعروف أن اليقطين نبتة وليس شجرة. . 73-21: 87-88 - وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ويلاحظ وجود تناقضين في القرآن: تقول الآية 2-68: 49 «لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ» بينما تقول الآية 56-37: 145 «فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ». فهل نبذ أم لا؟ وهل مذموم أم سقيم؟ . وجاء ذكر النبي يونس ضمن قائمة انبياء: 92-4: 163 - إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا 98-6: 84-86 - وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ يلاحظ من هذه الآيات أن القرآن لم يلتزم في ذكر الأسماء لا الترتيب الزماني ولا الترتيب بحسب اللافضلية. . يونس في الأناجيل ----------- جاء ذكر النبي يونان في إنجيل متى مرتين وانجيل لوقا مرة واحدة كما يلي حِينَئِذٍ قَالَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ: يَا مُعَلِّمُ نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَةً . فَقَالَ لَهُمْ: جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ. لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ، هَكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال. رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَيَدِينُونَهُ لأَنَّهُمْ تَابُوا بِمُنَادَاةِ يُونَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ هَهُنَا! (متى 12: 39 - 41) ودَنا الفِرِّيسيُّونَ والصَّدُّوقيُّونَ يُريدونَ أَن يُحرِجوه، فسأَلوه أَن يُرِيَهم آيةً مِنَ السَّماء. فأَجابَهم: «عِندَ الغُروبِ تقولون: صَحْوٌ، لأَنَّ السَّماءَ حَمراءُ كالنَّار. وعندَ الفَجْر: اليَومَ مَطَرٌ، لأَنَّ السَّماءَ حَمراءُ مُغبَرَّة. فمَنظَرُ السَّماءِ تُحسِنونَ تَفسيرَه، وأَمَّا آياتُ الأَوقاتِ فلا تَستَطيعونَ لَها تَفسيراً. جيلٌ فاسدٌ فاسِقٌ يُطالِبُ بِآيةٍ ولَن يُعطى سِوى آيةِ يونان». ثُمَّ تَرَكَهُم ومَضى. (متى 16: 1-4) واحتَشَدتِ الجُموعُ فأَخَذَ يقول: «إِنَّ هذا الجِيلَ جيلٌ فاسِدٌ يَطلُبُ آية، ولَن يُعْطى سِوى آيةِ يُونان. ٠فكما كانَ يونانُ آيةً لأَهلِ نِينَوى، فكذلِكَ يَكونُ ابنُ الإِنسانِ آيَةً لِهذا الجيل. مَلِكَةُ التَّيمَنِ تَقومَ يَومَ الدَّينونَةِ مَعَ رِجالِ هذا الجيلِ وتَحكُمُ علَيهِم، لِأَنّها جاءَت مِن أَقاصي الأرضِ لِتَسمَعَ حِكمَةَ سُلَيمان، وههُنا أَعظَمُ مِن سُلَيمان. رِجالُ نِينَوى يَقومونَ يَومَ الدَّينونَةِ مَعَ هذا الجيلِ ويَحكُمونَ علَيه، لأَنَّهم تابوا بإِنذارِ يُونان، وههُنا أَعظمُ مِن يُونان (لوقا 11: 29-30). . يونس في التوراة ------------------- في العهد القديم سفر كامل من أربعة فصول قصار يعرف بسفر يونان ننقلها هنا بالكامل حتى يقارن القاريء بينها وبين ما جاء في القرآن:
الفصل الأول: «كانَت كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلى يونانَ بنِ أَمِتَّايَ قائلًا: «قُمِ آنطَلِقْ إِلى نينَوى المَدينَةِ العَظيمة، ونادِ علَيها، فإِنَّ شَرَّها قد صَعِدَ إِلى أَمامي». فقامَ يونانُ لِيَهرُبَ إِلى تَرْشيشَ مِن وَجهِ الرَّبّ، فنَزَلَ إِلى يافا، فوَجَدَ سَفينَةً سائِرةً إِلى تَرْشيش. فدَفَعَ أُجرَتَها ونَزَلَ فيها لِيَذهَبَ مَعهم إِلى تَرْشيشَ مِن وَجهِ الرَّبّ. فأَلْقى الرَّبُّ ريحًا شَديدةً على البَحْر، فكانَت عاصِفَةٌ عَظيمةٌ في البَحْر، فأَشرَفَتِ السَّفينَةُ على الِآنكِسار. فخافَ المَلاَّحونَ وصَرَخوا كُلٌّ إِلى إِلهِه، وأَلقَوُا الأَمتِعَةَ الَّتي في السَّفينَةِ إِلى البَحرِ لِيُخَفِّفوا عَنهم. أَمَّا يونان، فكانَ قد نَزَلَ إِلى جَوفِ السَّفينةِ وآضَّجَعَ وآستَغرَقَ في النَّوم. فدَنا مِنه رَئيسُ البَحَّارَةِ وقالَ لَه: «ما بالُكَ مُستَغرِقًا في النَّوم؟ قُمْ فآدعُ إِلى إِلهِكَ لعَلَّ اللهَ يُفَكِّرُ فينا فلا نَهلِك». وقالَ بَعضُهم لِبَعْض: «هلُمُّوا نُلقِ قُرَعًا لِنَعلَمَ بِسَبَبِ مَن أَصابَنا هذا الشَّرّ». فأَلقَوا قُرَعًا، فوَقَعَتِ القُرعَةُ على يونان. فقالوا له: «أَخبِرْنا بِسَبَبِ مَن أَصابَنا هذا الشَّرّ. ما عَمَلُكَ ومِن أَينَ جِئتَ وما أَرضُكَ ومِن أَيِّ شَعبٍ أَنت»؟ فقالَ لَهم: «أنا عِبْرانِيّ، وإِنِّي أَتَّقي الرَّبّ، إِلهَ السَّموات، الَّذي صَنَعَ البَحرَ واليَبَس». فخافَ الرِّجالُ خَوفًا شَديدًا وقالوا لَه: «لِمَاذا صَنَعتَ ذلك؟» وقد عَلِموا أَنَّه هارِبٌ مِن وَجهِ الرَّبّ، لِأَنَّه أَخبَرَهم. وقالوا لَه: «ماذا نَصنعُ بِكَ حتَّى يَسكُنَ البَحرُ عنَّا؟» وكانَ البَحرُ يَزْدادُ هِياجًا. فقالَ لَهم: «خُذوني وأَلْقوني إِلى البَحرِ فيَسكُنَ البَحرُ عنكم، فإِنِّي عالِمٌ أَنَّ هذه العاصِفَةَ العظيمَةَ إِنَّما حلَّت بِكم بِسَبَبي». وكان الرِّجالُ يُجَذِّفونَ لِيَرجِعوا إِلى اليابِسَة، فلَم يَسْتَطيعوا لِأَنَّ البَحرَ كانَ يَزْدادُ هِياجًا علَيهم. فدَعَوا إِلى الرَّبِّ وقالوا: «أَيُّها الرَّبّ، لا نَهلِكَنَّ بِسَبَبِ نَفْسِ هذا الرَّجُل، ولا تَجْعَلْ علَينا دَمًا بَريئًا، فإِنَّكَ أَنتَ، أَيُّها الرَّبُّ، قد صَنَعتَ كما شِئتَ». ثُمَّ أَخَذوا يونانَ وأَلقَوه إِلى البَحْر، فوَقَفَ البَحرُ عن هَيَجانِه. فخافَ الرِّجالُ الرَّبَّ خَوفًا شَديدًا، وذَبَحوا ذَبيحَةً لِلرَّبِّ ونَذَروا نُذورًا». . الفصل الثاني: «فأَعَدَّ الرَّبُّ حوتًا عَظيمًا لِآبتِلاعِ يونان. فكانَ يونانُ في جَوفِ الحوتِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وثَلاث لَيالٍ. فصَلَّى يونانُ إِلى الرَّبِّ إِلهِه مِن جَوفِ الحوتِ، وقال: إِلى الرَّبَ صَرَختُ في ضيقي فأَجابَني مِن جَوفِ مَثوى الأَمواتِ آستَغَثتُ فسَمِعتَ صَوتي قد طَرَحتَني في العُمْقِ في قَلبِ البِحار فالنَّهرُ أحاطَ بي جَميعُ مِياهِكَ وأَمواجِكَ جازَت عَليَّ. فقُلتُ: إِنِّي طُرِدتُ مِن أَمامِ عَينَيكَ لكِنِّي سأَعودُ أَنظُرُ هَيكَلَ قُدسَكَ. قد غَمَرَتْني المِياهُ إِلى حَلْقي وأَحاطَ بِيَ الغَمر وآلتَفَّ الخَيزُرانُ حَولَ رأسي. نَزَلتُ إِلى أُصولِ الجِبال إِلى أَرضٍ أُغلِقَت علَيَّ مزاليجُها لِلأَبَد لكِنَّكَ أَصعَدتَ حَياتي مِنَ الهُوَّة أَيُّها الرَّبُّ إِلهي. عِندَما غُشِيَ على نَفْسي تَذَكَّرتُ الرَّبَّ فبَلَغَت إِلَيكَ صلاتي إِلى هَيكَلِ قُدسِكَ. إِنَّ الَّذينَ يَعبُدونَ أَوثانَ الباطِل فلْيَكُفُّوا عن عِبادَتِهم. أَمَّا أَنا فبِصَوتِ شُكرٍ أَذبَحُ لَكَ وما نَذَرتُه أُوفي بِه. مِنَ الرَّبِّ الخَلاص! فأَمَرَ الرَّبُّ الحوتَ، فقَذَفَ يونانَ إِلى اليابِسَة». . الفصل الثالث: «كانَت كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلى يونانَ ثانِيَةً قائلًا: «قُمِ آنطَلِقْ إِلى نينَوى المَدينةِ العَظيمة، ونادِ علَيها المُناداةَ الَّتي أُكَلِّمُكَ بِها». فقامَ يونانُ وآنطَلَقَ إِلى نينَوى بِحَسَبِ كَلِمَةِ الرَّبّ، وكانَت نينَوى مَدينَةً عظيمةً جدًا، يَقتَضي آجتِياُزها ثَلاثَةَ أَيَّام. فدَخَلَ يونانُ أوَّلًا إِلى المَدينةِ مَسيرَةَ يَومٍ واحِد، ونادى وقال: «بَعدَ أَربَعينَ يَومًا تنقَلِبُ نينَوى». فآمَنَ أَهلُ نينَوى بِالله، ونادَوا بِصَوم ولَبِسوا مُسوحًا مِن كَبيرِهم إِلى صَغيرِهم. وبَلَغَ الخَبَرُ مَلِكَ نينَوى، فقامَ عن عَرشِه، وأَلْقى عنه رِداءَه وآلتَفَّ بِمِسْح وجَلَسَ على الرَّماد. وأَمَرَ أَن يُنادى ويُقالَ في نينَوى بِقَرارِ المَلِكِ وعُظَمائِه: «لا يَذُقْ بَشَرٌ ولا بَهيمةٌ ولا بَقَرٌ ولا غَنَمٌ شَيئًا، ولا تَرْعَ ولا تَشرَبْ ماءً، ولْيَلتَفَّ البَشَرُ والبَهائِمُ بِمُسوح، ولْيَدْعوا إِلى اللهِ بِشِدَّة، ولْيَرجِعْ كُلُّ واحِدٍ عن طَريقِه الشَّرِّيرِ وعنِ العُنفِ الَّذي بِأَيديهم، لَعَلَّ اللهَ يَرجِعُ ويَندَمُ ويَرجِعُ عن آضطِرام غَضَبِه، فلا نَهلِك». فرَأَى اللهُ أَعْمالَهم وأًنَّهم رَجَعوا عن طَريقِهم الشَّرِّير. فنَدِمَ اللهُ على الشَّرِّ الَّذي قالَ إِنَّه يَصنعُه بِهم، ولم يَصنَعْه». . الفصل الرابع: «فساءَ الأَمرُ يونانَ مَساءَةً شَديدَةً وغَضِب. وصَلَّى إلى الرَّبِّ وقال: «أَيُّها الرَّبّ، أَلَم يَكُنْ هذا كَلامي وأَنا في أَرْضي؟ ولِذلك بادَرتُ إِلى الهَرَبِ إِلى تَرْشيش، فإِنِّي عَلِمتُ أَنَّكَ إِلهٌ رَؤُوفٌ رَحيمٌ طَويلُ الأَناةِ كَثيرُ الرَّحمَةِ ونادمٌ على الشَّرّ. فالآن، أَيُّها الرَّبّ، خُذْ نَفْسي مِني، فإِنَّه خَيرٌ لي أَن أَموتَ مِن أَن أَحْيا». فقالَ الرَّبّ: «أَبِحَقٍّ غَضَبُكَ؟» وخرجَ يونانُ مِنَ المَدينَةِ وجَلَسَ شَرقِيَّ المَدينة، وصَنَعَ لَه هُناكَ كوخًا وجَلَسَ تَحتَه في الظِّلّ، رَيثَما يَرى ماذا يُصيبُ المَدينَة. فأَعَدَّ الرَّبُّ الإِلهُ خِروَعَةً فآرتَفَعَت فوقَ يونان، لِيَكونَ على رَأسِه ظِلٌّ فيُنقِذَه مِنَ الضَّرر، ففَرِحَ يونانُ بِالخِروَعَةِ فَرَحًا عَظيمًا. ثُمَّ أَعَدَّ اللهُ دودَةً عِندَ طُلوعِ الفَجرِ في الغَد، ولَسَعَتِ الخِروَعَةَ فيَبِسَت. فلَمَّا أَشرَقَتِ الشَّمسُ أعَدَّ اللهُ ريحًا شَرقِيَّةً حارَّة، فضَرَبَتِ الشَّمسُ على رَأسِ يونان، فأُغمِيَ علَيه، فتَمَنَّى المَوت لِنَفسِه وقال: «خَيرٌ لي أَن أَموتَ مِن أَن أَحْيا». فقالَ اللهُ لِيونان: «أَبِحَقٍّ غَضَبُكَ بِسَبَبِ الخِروَعَة؟» فقال: «بِحَقٍّ غَضَبي حتَّى المَوت». فقالَ الرَّبّ: «لقَد أَشفَقتَ أَنتَ على الخِروَعَةِ الَّتي لم تَتعَبْ فيها ولِم تُرَبِّها، والَّتي نَبَتَت بنتَ لَيلَة، ثُمَّ هَلَكَت بِنت لَيلَة، أَفَلا أُشفِقُ أًنا على نينَوى المَدينةِ العَظيمةِ الَّتي فيها أَكثَرُ مِنِ آثنَتَي عَشرَةَ رِبْوةً مِن أُناسٍ لا يَعرِفونَ يَمينَهم من شِمالِهم، ما عدا بَهائِمَ كَثيرة؟» . تصبحون على (ا)سلام. . النبي د. سامي الذيب مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي مجانا من موقعي http://goo.gl/OOyQRD وورقيا من امازون https://goo.gl/nKsJT4 ترجمتي الفرنسية من امازون https://goo.gl/wIXhhN كتبي الاخرى بعدة لغات في http://goo.gl/cE1LSC يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb
#سامي_الذيب (هاشتاغ)
Sami_Aldeeb#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أخطاء القرآن 3: الالتفات (مكرر)
-
حوار مع مسلم مصري: داعش والإسلام
-
مؤلف ومصادر القرآن 5
-
أخطاء القرآن 2: الالتفات
-
الفصل بين الرجال والنساء في القبور
-
أخطاء القرآن 1: مقدمة
-
مؤلف ومصادر القرآن 4
-
سبب تحريم الخمر في الإسلام
-
وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ
-
مؤلف ومصادر القرآن 3
-
مؤلف ومصادر القرآن 2
-
مؤلف ومصادر القرآن 1
-
كيف صمد الإسلام وهل هناك امل في التغيير؟
-
القرآن عند الشيعة
-
هل القرآن كتاب ام كشكول؟
-
الأمبراطور ماركوس اوريليوس اسوة حسنة
-
التسلسل التاريخي للقرآن هو الحل 2
-
التسلسل التاريخي للقرآن هو الحل 1
-
القرد العجوز والموز في الفخ
-
ملك المغرب والإسلام وصالون التجميل 3
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|