أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعيد مضيه - اكتوبر عظيم المجد















المزيد.....



اكتوبر عظيم المجد


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 5332 - 2016 / 11 / 3 - 09:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أكتوبر عظيم المجد..
صنيع إرادات الملايين صريع إدارة البيروقراطية

مثلما أشهرت دول الرأسمال حقدها المرعوب ضد ثورة اكتوبر فسارعت لخنقها في مهدها ، فقد انهمرت شلالات الحقد المضمخ بالرعب عبر الحملات النفسية والفكرية والسياسية والاجتماعية ضد اكتوبر وضد كل ما ينتسب إليه من أفكار ومبادئ وقواعد اجتماعية ونظم سياسية. الحرب ضد اكتوبر تتواصل حتى بعد فشل التجربة الاشتراكية وانهيارها.فمنجزات اكتوبر وكذلك إخفاقاته تقدم دروسا نفيسة لا يجوز ان يغفلها المناضلون الجادون من اجل التغيير الديمقراطي.فالذي فشل ليس الماركسية ، إنما الخروج على الماركسية. مكمن الحقد البرجوازي على اكتوبر رسالتها التي لم تزل رقما صعبا في ميادين الفكر وعلوم الاجتماع والسياسة وفي النضال التحرري - التقدمي للشعوب.
تفجرت الثورة الاشتراكية في روسيا في السابع من نوفمبر( تشرين ثاني) 1917؛ وكان التاريخ يوافق الخامس والعشرين من اكتوبر في روسيا (كانت تتبع التقويم الشرقي)، فحملت الثورة المجيدة اسم اكتوبر.
أبرز التلفيقات لتشويه حقيقة اكتوبر وجوهره، فريتان: نظرية ماركس للإطاحة بالنظام الرأسمالي مغلوطة، والدليل فشلها؛ وان ما حدث في 25 اكتوبر 1917[ حسب التقويم الشرقي] إنما هو انقلاب نفذته مجموعة من المغامرين، فرضوا حكما إرهابيا. وشارك في ترويج الادعاء العديديون من ادعياء الماركسية من مناشفة داخل الحركة العمالية الروسية واشتراكيين ديمقراطيين في اوروبا بمسوغ ان ظروف روسيا القيصرية ودرجة تطورها الاجتماعي لا تؤهلها لبناء النظام الاشتراكي. استثمرت الدعاية المضادة ازمات الحياة في البلاد السوفييتية دعما لتخرصاتها ؛ ثم هبط انهيار التجربة الاشتراكية في العقد الأخير من القرن الماضي نعمة على إيديولوجيي الرأسمالية؛ بزغت فرضية فوكوياما حول نهاية التاريخ بانتصار الليبرالية الجديدة، ثم فرضية هينتنغتون حول صراع الحضارات بدلا للصراع الطبقي. واخيرا برز في الحياة السياسية والفكرية للولايات المتحدة المحافظون الجدد، يتطلعون لقرن اميركي يسود العالم، ويتوعدون بتحطيم كل قوة تتصدى للهيمنة الأميركية. أرسى المحافظون الجدد ليبرالية اقتصادية جديدة، تتطلع بنهم محموم إلى نسف استقرار الدول لتغدو أرضا يبابا غير قابلة للسكن، تصول فيها فرق المتطرفين المسلحين وفرق الموت المأجورة المشكلة من إرهابيين مأجورين يخوضون الحروب بالوكالة.وسوريا وليبيا واليمن أمثلة لما يدبر لبقية الدول، ومنها حتى روسيا.
تحت وطأة الليبرالية الجديدة التي سادت معظم أقطار العالم، خاصة الأقطار العربية، تكابد الجماهير الشعبية اوضاعا حرجة، وبانحسار جاذبية الاشتراكية لا تجد الجماهير المأزومة بجانبها سوى الرجعية فكرا وسياسة تلوذ بشقيهما السلفي والعلماني الزائف. جاء مد الحركات التكفيرية في المجتمعات العربية والإسلامية بعض نتائج انسداد الافق التقدمي امام الجماهير المستلبة والمفقرة .
بعكس التخرصات المعادية انشق الأفق الثوري عن أكتوبر عرسا شعبيا شهدت أيامه اوسع ديمقراطية وأعمقها ، مثلت ذروة إحدى اعمق الحركات الجماهيرية التي شهدها التاريخ على الإطلاق . خذلت البرجوازية الجماهير التي نفذ صبرها إزاء الاستبداد السياسي وهيمنة الإقطاع ومشاكل الحرب. وبرز سؤال اساس ما زال يطرح نفسه على المجتمعات التي لم تقطع الحبل الصري مع تخلف العصر الوسيط وعلاقاته الاجتماعية وقيمه: إذا أحجمت البرجوازية عن قيادة عملية التغيير التقدمي ولدى الحركة الثورية الحزب والتحالف الطبقي الجاهزين لتنفيذ المهمة التاريخية فهل يتوجب التذيل للبرجوازية في نكوصها عن واجبها ام التقدم لقيادة العملية الثورية؟ لم يجب على السؤال المحوري غير لينين وحزبه؛ كان الجواب بضرورة المبادرة لقيادة العملية التاريخية. وهذا درس هام آخر.
يطرح هذا السؤال بإلحاح في الوقت الراهن على المجتمعات التابعة لمراكز الرأسمالية وعلى الحركات الوطنية الديمقراطية الطامحة للتحرر والديمقراطية والتنمية. احترام لينين للجماهير وتقديره السامي لوطنيتها ولروحها الثورية وسم نشاطه منذ بدايته بالإصغاء لنبض الجماهير وسبر نفسيتها وأخذ كل ذلك بالاعتبار في تكتيكه الثوري . دعا كوادر الشيوعيين للتغلغل في أوساط الجماهيرفي كل لحظة من لحظات المد الثوري او انحساره. وبعد سقوط القيصرية في شباط 1917، نشب الصراع بين الثوريين ومناهضي الثورة وانطلقت اتهامات فظة ضد لينين وحزبه بلغت حتى التخوين. . "خلال الصراع اقتنعت بروليتاريا بطرسبورغ، وبعدها بروليتاريا البلد برمته، وبعد البروليتاريا اقتنع الجنود والفلاحون من تلقاء أنفسهم، بتجربتهم، أن البلاشفة كانوا على حق. على هذا النحو، في بضعة أشهر، أصبحت حفنة "العصبويين" و"المغامرين" و "المتآمرين"، "عملاء آل هوهنزولرن"، الخ، الحزب القائد لتلك الملايين المستيقظة. الإخلاص للبرنامج الثوري، وعداء لا توافق فيه للبرجوازية، والقطع التام مع الاشتراكيين المتذيلين للبرجوازية، والثقة العميقة في قوة الجماهير الثورية، تلكم هي دروس أكتوبر الرئيسة"(1).
كان الشيوعيون قد اكتسبوا لقب البلاشفة ، من الكلمة الروسية المرادفة لكلمة الأكثرية داخل مؤتمرالحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي المنعقد في بداية القرن العشرين. بات الأقلية مناشفة. مع تشكل السوفييتات في شباط 1917 كان للبلاشفة 2-5 بالمائة فقط من عضوية المجالس؛ وشيئا فشيئا اكتسب البلاشفة المزيد من المقاعد إلى ان باتوا يشكلون الأغلبية. إن اكتساب المقدرة على قيادة بروليتاريي وأشباه بروليتاريي المدن والقرى هو بالضبط ما أظهر الكفاءة الثورية للبلاشفة. وهذا احد دروس اكتوبر النفيسة.
التقط لينين المعيار الذي تقاس به درجة نضج الظروف الثورية. الحزب الثوري يساعد في الإنضاج ولا يكتف الأيدي انتظارا لمعجزة ويترك الأمور للتلقائية. ومع تشكل المزاج الثوري للجماهير طلب لينين الشروع بالثورة وإلا تضيع الفرصة ويتبدد المزاج الثوري. يميز لينين المزاج الثوري للجماهير عن الوعي الثوري للحزب وعناصره. الثاني مستدام ويعدي الجماهير ؛ بينما المزاج الثوري حالة من التوتر المقرون بالتفاؤل والحماس تعلو وتنحسر، ولا ينجح تحرك ثوري بدون تشكل المزاج الثوري لدى أغلبية الجماهير. وهذا درس آخر من دروس اكتوبر. تحققت على أرض الواقع وحدة العمال والفلاحين الكفاحية.
بالقوة الدافعة للمزاج الثوري، المرشدة بالقيادة الثورية، امتلكت الجماهير الواسعة القوة على الأرض أيام أكتوبر؛ امتلكت سلطة القرار وادوات التنفيذ. إنه انتظام البروليتاريا والفلاحين في نقابات واتحادات وداخل المجالس المنتخبة، وقيادة تحترم الجماهير مدركة ان الجماهير تقاد بالاقتناع وليس بالأوامر أوتعسف السلطة.
كان ذلك في مرحلة الإطاحة بسلطة الرجعية، وتواصل في مرحلة البناء. حافظ لينين على العلاقة الحميمة بالجماهير الكادحة. حانت لحظة التراجع والتنازل للجماهير المتعبة والمرهقة بعد فترة قصيرة من عمر الدولة الجديدة. فمن أسخف المواقف لدى الثوريين التعامل مع الجماهير بالأوامر أو الأحكام العرفية. التحالف لا يتحقق بوسائل القسر؛ وهذا درس هام آخر من الدروس المفصلية لثورة اكتوبر .
أقر المؤتمر العاشر للحزب في 21 آذار1921 الخطة الاقتصادية الجديدة (نيب). كان تقرير لينين المقدم للمؤتمر تطويرا للنظرية حول الاشتراكية؛ دافع لينين عن نهج بناء الاشتراكية في روسيا المتخلفة ثقافيا واقتصاديا. عرف لينين الإدارة الاشتراكية بأنها التنظيم الأرقى للعمل المستند إلى الملكية العامة لوسائل الإنتاج، والموجّه بالانتظام الحر والواعي للشغيلة. والتنظيم الحر يتطلب ديمقراطية أوسع من ديمقراطية البرجوازية، وأشمل بحيث تتجاوز السياسة إلى إدارة الإنتاج الاجتماعي؛ بينما التنظيم الواعي يستدعي إنهاض الثقافة الوطنية من خلال تصفية الأمية وإدخال العلم في الإنتاج وترقية نمط العلاقات الاجتماعية. هكذا تحتل الديمقراطية الاشتراكية مرتبة ارقى من الديمقراطية البرجوازية، والأدق ليبراليتها. وهذا ما لم يتضح في مجرى البناء الاشتراكي بعد رحيل لينين. وبالنتيجة المأساوية غيب من تاريخ الثقافة السياسية. كتب لينين يدحض حجة التخلف الثقافي بالقول " إذا كان ينبغي، في سبيل إنشاء الاشتراكية، بلوغ مستوى معين من الثقافة ( مع العلم أنه ما من أحد يستطيع أن يقول بدقة ما هو هذا ’ المستوى المعين من الثقافة‘ لأنه يختلف في كل من دول أوروبا الغربية ) فلماذا لا يمكن لنا أن نبدأ أولا بالظفر، عن طريق الثورة ، بالشروط المسبقة لهذا المستوى المعين، لكي نتحرك فيما بعد للحاق بالشعوب الأخرى، مستندين إلى حكم العمال والفلاحين وإلى النظام السوفييتي(2). انجزت ثورة أكتوبر في أيامها الأولى وضع أدوات الإنتاج بأيدي الشغيلة، بينما وضع البندان -إشاعة الديمقراطية وجعلها نمط حياة ونشر الثقافة على أوسع نطاق- ضمن برنامج الخطة الاقتصادية الجديدة(نيب). مهمتان متشابكتان يحكمهما جدل الثقافة والديمقراطية ، وجدل الديمقراطية والاشتراكية، مندمجتان ضمن خطة ترمي إلى وضع الثقافة والعلم بمتناول الفلاحين والبرجوازية الصغيرة في المدن، كي تتحول إلى نصير واع للاشتراكية.
قدر للثورة الثقافية المنشودة جيل من الزمن، وليس أربع سنوات فقط. في تلك الأثناء يجري بالتدريج إحلال إيديولوجيا الاشتراكية بدل الإيديولوجيا البرجوازية ذات الجذور الممتدة عميقا في الوعي الاجتماعي. والعملية تحتاج إلى النفس الطويل والمثابرة ؛ فكل تهاون في تثبيت دعائم الجديد يجير تدعيما لعناصر الإيديولوجيا القديمة . استطاع لينين والحزب الشيوعي الإبقاء على جذوة الاندفاع الثوري بتنمية ثقافة الجماهير، وتزويدها بمعطيات الأوضاع الناشئة، ورفع مهارات العمل والبناء ، وإذكاء آمالها بانتصار البناء الاشتركي.
لو لم يكن ثمة حزب يسترشد بالعلم ، لتم استنفاذ طاقة الجماهير الثورية الهائلة في انفجارات مشتتة، ولانتهت تلك الأحداث العظيمة إلى أشرس ديكتاتورية مضادة للثورة . جاءت أكتوبر انتفاضة وطنية، منظمة في وضح النهار ، بشكل أساسي في اطار مؤسسات منبثقة عن السوفييتات؛ ولم يزد ضحايا الثورة حتى انتصارها "عن ضحايا حوادث السير في نهاية أسبوع عادي في بلدان أوربا الرئيسية." كما نقل عن احد المؤرخين.
بالمقارنة تتجلى ساطعة سلبيات القيادة الاوامرية للمقاومة الفلسطينية، حيث أهملت التنظيم والوعي في إدارة المقاومة فابتليت بالفوضى والفلتان، اللذين اوديا ولسوف يوديان بالمقاومة، إلى الانتكاسة تلو اخرى . إن هذا ما يلحظ حاليا لدى كل مراقب للمقاومة الفلسطينية . إن مراعاة مزاج الجمهور والتغلغل في نفسيته وتحسس قدرات الجماهير على العمل والتحدي امور غفلت عنها القيادات الفلسطينية فتعاملت مع عناصر المقاومة الشعبية، ومع الجماهيربالإكراه في احايين كثيرة، كما يتجلى في دعوات الإضراب كما لو انها قطعات عسكرية عليها إطاعة الأوامر دوما وفي كل الظروف. وهذه إحدى خطايا القيادة الاوامرية الغريبة عن الثورة الديمقراطية.
كان ما تقدم يتم على صعيد الداخل في مرحلة تمكين الثورة؛ وعلى الصعيد الدولي قطع لينين بشرعية مقاومة التوسع الكولنيالي للامبريالية بنضال تحرري مثابر. تبدو هذه القضايا بدهية في الوقت الرهن ؛ لكنها تطلبت نضالات شاقة كي تغدو مبدأ راسخا في الثقافة السياسية للنضال الثوري التقدمي .
أعلنت الدولة السوفييتية بقيادة لينين مساندتها لنضال الشعوب التحرري،كمبدأ لا تحيد عنه، فضحت اتفاق سايكس بيكو لتقسيم تركة آل عثمان في الشطر العربي وأعلن تخليه عن حصة روسيا في مضائق الدردنيل والشطر الشمالي من تركيا. ردت البرجوازيات الأوروبية بهيستيريا منفلتة لتكثيف حملة دعاية في عشرينات القرن الماضي ، معادية للسوفييت وللشيوعية في بلدان الشرق، حملة ألصقت بالشيوعية وبالدولة السوفييتية الكثير مما ينفر شعوبا تنطلي عليها الدعاية وتصدق الإشاعة، ليس لديها الخبرة التي تكشف وتفند أكاذيبها.
.في بداية التحولات الاجتماعية تنبأ لينين، بأن إنجاز المهمة التاريخية ـ إلغاء استغلال الإنسان واستغلال الأمم ـ سوف تقدم المثال الملهم لشعوب العالم؛ كما ان مصير حركة تحرر شعوب الشرق من نير الكولنيالية يتوقف إلى حد بعيد على نجاح الحل العادل للمسألة القومية في الاتحاد السوفييتي.
ومن الضروري الإشارة إلى أن لينين ، وقد اقتنع بخطته للبناء الاشتراكي ، حذر شعوب الشرق " من تقليد تكتيكاتنا. .. عليكم أن تتكيفوا مع الظروف الملموسة التي لا يوجد لها مثيل في أوروبا؛ عليكم أن تتمكنوا من تطبيق نظرية وممارسة الاشتراكية في ظروف يشكل المزارعون الأغلبية من السكان؛ حيث المهمة تتمثل في شن النضال ضد بقايا العصور الوسطى وليس ضد الرأسمالية "(3). افترض لينين، بأفقه الواسع، ن الجدل المادي لم يكتمل بالتجربة الأوروبية، وأن لشعوب الشرق ما ضيفه للجدل المادي التاريخي وإغناء هذا العلم المرشد للتطور الاجتماعي، وذلك باستيعاب تجربة التطور الاجتماعي للبلدان التي ما زالت مرتبطة بالعصر الوسيط في ميادين الاقتصاد والسياسة والعلاقات الاجتماعية والثقافية. غير أن الأممية الثالثة ، بوحي من ستالين، جمدت الجدل المادي في نسق مغلق مفروض من أعلى فمسخت المادية الجدلية إلى قدرية وحتمية تاريخية ساذجة.
ومثال آخر قدمته ثورة اكتوبر يرشد النشاط الثوري خلال المرحلة الانتقالية. أمكن إنجاز التطور الصناعي المستقل وتحدي قيود الرأسمال العالمي. وحسب توصيف الدكتور سمير أمين، المستند إلى اعتراف لينين، "أقيمت بالتدريج رأسمالية دولة ذات بعد اجتماعي ومستقلة عن مؤثرات الرأسمالية العالمية. واعتمد هذا النظام الاقتصادي والاجتماعي على تبلور ’تكتلات‘ مصلحية تجمع معاً أصحاب القرار والعمال الفاعلين فى قطاع إنتاجى معين... دخلت النقابات العمالية شريكا في إدارة المصانع".

قراءة الواقع بدقة وحصافة، لكي يرفع الشعار الملموس في الواقع الملموس، تدحض التخيل الزاعم أن نهج البناء الاشتراكي يتم على غرار المخطط الهندسي يلتزم به البناءون من البداية للنهاية، أو الخطة العسكرية تنفذ بقدر ضئيل من التعديل. فتلك التخيلات تشكل القاعدة التي يقوم عليها الزعم بأن فشل التجربة الإشتراكية مرادف لفشل الماركسية. لم ينشغل لينين ولا ماركس او انجلز من قبل في إعداد مخطط جاهز للمستقبل المنظور او البعيد ؛ فذلك غريب عن الماركسية وروحها الجدلية . البناء الاشتراكي يتوقف على عناصر عديدة في الواقع، المتفق عليه منها ان البناء الاشتراكي يشترط في كل مرحلة الاستهداء بزيادة إنتاجية العمل الاجتماعي واضطراد ازدياد رفاهية المجتمع، وتصفية إيديولوجيا البرجوازية وسياساتها وممارساتها من الوعي الاجتماعي. اما التفاصيل فمرهونة بالظروف الملموسة أثناء البناء الاجتماعي الجديد. المفهوم الماركسي للاشتراكية ليس مخططا جاهزا يجري إسقاطه على واقع محدد، ولا هو خطة عسكرية تنفذ بقدر من التعديل؛ إنما هو تفكير بالملموس في الواقع المتعين. ولدى طرح برنامج الخطة الاقتصادية الجديدة تحفّظ لينين في تحديد أسلوب الانتقال إلى البناء الاشتركي، فذلك حسب وجهة نظره " يتوقف على التوازن الطبقي في ذلك الحين".

في " وصية لينين السياسية" ، كتاب بحجم 260 صفحة من القطع الصغير ألفه بيلماك وصدر عن دار التقدم عام 1989. يقول الكتاب في مقدمته أن لينين اضطر للانقطاع عن حضور اجتماعات الحزب والحكومة عامي 1921 و22بعد أن اشتد المرض عليه، وأصاب الشلل يده اليمنى وساقه اليمنى . كان ذلك بتأثير الطلقة التي أصابته في رقبته لدى محاولة اغتياله. وضع لينين تحت مراقبة الأطباء، وفي كانون أول 1922شرع يملي على سكرتيرتين ملاحظاته واقتراحاته بصدد قضايا الثورة الثقافية. بعض المقالات نشرت بالبرافدا ، والبعض بقي مجهولا في حينه ونشر بعد عام 1953. استمر لينين يملي وصيته حتى أيار 1923 ثم توقف عن النشاط إلى أن توفي في نيسان 1924. على نجاح الثورة الثقافية يتوقف نجاح عملية البناء الاشتراكي . الاشتراكية ، في نظر لينين، ليست قضية القمة في جهاز الدولة ، وليست قضية الشيوعيين فحسب، بل هي في المقام الأول قضية الملايين المرشدين بإيديولوجيا الاشتراكية .
أكثر ما أثار قلق لينين خطر البيروقراطية ووسائلها الإدارية، الأوامرية والقسرية، في التعامل مع الجمهور. من جهة باتت البيروقراطية ضرورية لإدارة عمليات الإنتاج والإدارة والتخطيط؛ ومن الجهة المضادة فالبيروقراطية خطرة في نفس الوقت إذا انفردت بمهمات الإدارة. " إذ بدون مشورة خبراء في مختلف حقول المعرفة والتقاني والخبرات ، فإن الانتقال إلى الاشتراكية سيكون مستحيلا".... ذلك أن "الاشتراكية تدعو إلى تقدم الجماهير الواعي نحو إنتاجية عمل أعظم بالمقارنة مع الرأسمالية. يجب على الاشتراكية إنجاز هذا التقدم بطريقتها الخاصة ،بوسائلها الخاصة ، أو لنقل بالوسائل السوفييتية. والأخصائيون ، بسبب الوسط الاجتماعي المحيط ، هم برجوازيون بالحتم وبصورة رئيسة ... والآن علينا الرجوع إلى الطريقة البرجوازية القديمة ونوافق على أن ندفع ثمنا عاليا مقابل ’خدمات‘ الخبراء البرجوازيين ... ونتراجع في هجومنا ضد الرأسمال ( ذلك أن الرأسمالية علاقات اجتماعية محددة وليست مبالغ مالية)، وذلك خطوة للوراء من جانب سلطتنا السوفييتية الاشتراكية .."(4) . في نفس المقال يشير لينين إلى ضرورة إبلاغ الجماهير بذلك ، وان لانخفي عنها شيئا، و"إلا سقطنا في حضيض السياسة البرجوازية".
كلما تعقدت المهمات الملقاة على عاتق الجماهير وتعاظمت يزداد الإلحاح على الثقافة الإنسانية والتطوير الروحي الشامل للإنسان. وهذا يقتضي ربط العمل الإبداعي للفنانين والأدباء والإنتاج الفكري بعامة بحياة الناس ورفع مستواهم الثقافي بحيث يتذوقون الفنون والثقافة الرفيعة. " إذا أردنا، عن طريق السياسة الاقتصادية الجديدة أن نتوصل إلى جذب مجموع السكان إلى الاشتراك في التعاونيات فينبغي لهذا الغرض مرحلة تاريخية كاملة. وإذا حالفنا التوفيق فإننا نتمكن من اجتياز هذه المرحلة في مدى عشر سنوات أو عشرين سنة. ومع ذلك ستكون هذه المرحلة مرحلة تاريخية خاصة، وبدون هذه المرحلة التاريخية، دون تعميم التعليم، ودون إدراك الأمور إدراكا كافيا، دون تعويد السكان إلى حد كاف على استخدام الكتب، دون أساس مادي لذلك، دون بعض الضمانات مثلا، ضد رداءة الموسم، ضد المجاعة الخ بدون كل ذلك لن نبلغ هدفنا..... محور النشاط ينتقل اليوم إلى النشاط التثقيفي، لولا العلاقات الدولية، لولا الواجب الذي يقضي علينا بالنضال من أجل موقعنا على النطاق الدولي. ولكن إذا طرحنا جانبا الوضع الدولي واكتفينا بعلاقاتنا الاقتصادية الداخلية فإن محور عملنا ينحصر اليوم فعلا في النشاط التثقيفي"(5). ولفرط حرصه على الموضوع يعود للتأكيد مرة بعد أخرى. " فلتجديد جهاز دولتنا ينبغي لنا مهما كلفنا الأمر أن نضع نصب أعيننا المهمة التالية: اولا أن نتعلم وثانيا أن نتعلم أيضا وثالثا أن نتعلم دائما. ثم العناية بأن لا يأتي العلم حرفا ميتا أو جملة شائعة على الموضة( وهذا – وليس لنا أن نخفيه- ما يحدث لنا في أغلب الأحيان ) بأن يدخل العلم حقا في العادات، ويصبح جزءا لا يتجزأ من حياتنا كليا وفعلاً. وبالمختصر ينبغي لنا أن نطلب ما لا تطلبه أوروبا الغربية البرجوازية."(6 ) تلك هي المعالم الأساس للإيديولوجية الاشتراكية. العلم والثقافة للجماهير، كي يستقرا في الوعي الاجتماعي كممارسة يومية عبر النشاط الإنتاجي لتغدو عادات وقيم متداولة في النشاط اليومي، وليس ديكورا تجميليا يستعرض به في المجالس والدواوين والمباريات الكلامية. اعتاد لينين القول أن العادة والتقليد يقفان عقبة كأداء بوجه التقدم. اما عندما يغدو العلم عادة فهو بطبيعته متطور وينقض نفسه باستمرار. ولذا فالعادة العلمية تتطور بتطور العلوم، وتتطور معها شخصية الفرد ومواقفه ومثله باتجاه تقدمي.
انحرافات ستالين
للأسف الشديد قطعت العملية في منتصف الطرق وانفردت إيديولوجيا البرجوازية في تسيير الأمور. لم يتم الالتزام بالوصية اللينينية، وأسفر الإخلال بالوصية عن خذلان إيديولوجيا الطبقة العاملة. والبناء الذي جرى في الاتحاد السوفييتي تم بتوجيه الإيديولوجيا البرجوازية، وانهار مسترشدا بالإيديولوجيا البرجوازية..
بوفاة لينين المبكرة واستخلاف ستالين من بعده، وهو المولع بالأوامر الإدارية وبالذاتية المفرطة تقرر المصير البائس لثورة اكتوبر ووليدها البكر، بلد الاشتراكية الأول . هذا المصير المأساوي عبرته الثورات التاريخية وعهود تشكل الملكيات القوية السابقة لثورة أكتوبر, حلل ماركس ظهور البونابرتية في فرنسا الثورية فقال ،" تشكلت آلة دولة كلية الجبروت وخارقة التمركز، وتضخمت السلطة التنفيذية ، وأخضعت هذه السلطة المجتمع المدني واستقرت فوقه، وتسربت في جميع مسامه وقيدت مظاهره الحية والمستقلة ، بما فيها أصغرها"(7).
أظهرت خبرة البناء الاشتراكي، بمنجزاتها وإخفاقاتها، أن السياسة ليست فكرا فحسب، بل هي فكر يتبلور بالتفاعل مع النفسية، فكر تتحكم في تجلياته الكيمياء النفسية للقيادة و توازنات القوى. كل نظرية تتعثر بغبار الواقع؛ ذلك أن الواقع ينعكس في النفس البشرية بنماذج متضاربة تحكمها الخبرة والطاقة الذهنية وكثافة المعرفة وأمور أخرى. المراقبون للسياسة السوفييتية لاحظوا فرقا واضحا بين قيادة لينين وقيادة ستالين. أفسح لينين المجال للرأي الآخر وتسامح مع تباينات الآراء ؛ كان أوسع أفقا وأكثر خبرة بالنفسية البشرية ؛ بل طالما استشار لينين في تكتيكاته مواضيع علم النفس الاجتماعي ، بينما ألغى ستالين دراسات علم النفس وأبحاثه، ومارس القيادة بأسلوب أوامري غير متسامح مع تباينات الآراء. فرض ستالين نظاما شموليا، عماده القيادة البيروقراطية للإنتاج وتسيير امور الدولة كافة. وقلدته أكثرية بلدان التحرر الوطني؛ بذلك وضع ستالين حجر الأساس لانهيار عام 1989.
حققت الإدارة البيروقراطية نجاحا مؤقتا في تنفيذ عملية بناء سريعة وعلى حساب تضحيات جمة للكادحين ، خاصة الفلاحين، والإخلال بقاعدة النمو المضطرد لرفاهية الجماهير. تطورت بسرعة الصناعات البازغة حديثا، بحيث أمكنها تزويد متطلبات الحرب الوطنية بما اتاح تحطيم الآلة الحربية للغزاة النازيين. بعد الحرب بات محتما في ظل الإدارة البيروقراطية تباطؤ نمو الإنتاج، وتدنى بعد عقود لينخفض عن وتائر النمو في البلدان الرأسمالية..
بصفته الأمين العام توفرت لستالين الإمكانية والقدرة على " التأثير في توجيه شئون الدولة بشكل حاسم" كما قال لينين حين نصح وهو خارج اللجنة المركزية بسبب مرضه، بإبعاد ستالين عن هذا المركز.نقل مؤلف كتاب " وصية لينين السياسية" عن انستاس ميكويان الذي شغل عضوية اللجنة المركزية خلال الفترة 1926- 1966(8) "إني إذ ألقي نظرة إلى الماضي ، أعتقد أن بعضهم (في اللجنة المركزية) اعتقد، خلافا لتحذير لينين، لم ير في ستالين منافسا جديا، وأن بعضا آخر لم ير فيه مدعيا بدور زعبم من طراز بونابرتي . ولهذا فضلوا إبقاءه على تقديم أحد ما من قادة الحزب ممن هم أوفر هيبة ويتمتعون بمكانة بصفتهم نظريين وإيديولوجيين. كانوا يخشون من أن يتمكن زعيم من هؤلاء أن يفرض هيبته ويلحق الضرر بالقيادة الجماعية".
اقترفت جرائم الإدارة الأوامرية في ظروف استعيض خلالها عن رقابة هيئات الحزب والحكومة بمراقبة ستالين شخصيا. عهد ستالين إلى اورجو نيكيدزه إعداد تقرير عن ’التخريب ‘ في الصناعة لتقديمه إلى الاجتماع الموسع للجنة المركزية، شباط – آذار1937؛ فحاول هذا عبثا إقناع ستالين ببطلان اتهاماته لأعضاء حزبيين وقياديين. انتحر أورجونيكيدزه، وكلف ستالين مولوتوف بتقديم تقرير عن ’التخريب‘ في الصناعة"(9) .
اتضح من فشل التجربة الاشتراكية وكذلك في جميع دول العالم الرأسمالية أن تسليم الصناعات والبنوك المؤممة إلى أجهزة الدولة البيروقراطية لا يغير من واقع اغتراب العامل عن عمله، ولا يصونها من الاستغلال الرأسمالي. حدث تضخم هائل في وظائف الدولة الإدارية ـ لا في الحياة السياسية وحسب، بل وفي الحياة الاقتصادية والثقافية والإيديولوجية.عبر ستالين عن المضمون الفعلي للاستبدالية في صيغة لا تحتمل أي التباس: "الكوادر يقررون كل شيء"(10)
استفحلت الخروقات لمبادئ الاشتراكية خلال الحقبة البريجنيفية، مما يؤكد تنامي نفوذ إيديولوجيا البرجوازية. كان يطلق عليها "الستالينية الجديدة". لوحظ ان انتقادات عبادة شخصية ستالين الواردة في مؤلف "تاريخ الحزب الشيوعي السوفييتي" قد شطبت في مؤلف تال صدر في عهد بريجينيف. وباستفحال الخروقات تم الانحدار إلى درك السياسات البرجوازية، كما ورد في تقرير غورباتشيف حول البيريسترويكا، وكان حينذاك متحمسا ومتفائلا: " .. صواريخنا تشق طريقها بدقة متناهية نحو مذنب هالي ، وتسرع لموعدها مع كوكب الزهرة؛ ولكن رغم هذا النصر للفكر الهندسي والعلمي فإننا نلاحظ تخلفا واضحا في مجال استخدام المنجزات العلمية لتلبية الاحتياجات الاقتصادية ، وكذلك تخلفا في الأجهزة المخصصة للاستخدام المنزلي بالنسبة للمستوى العصري"... إلى أن يقول التقرير "راحت تتقهقر تدريجيا القيم الفكرية والأخلاقية... كما سادت في العلوم الاجتماعية روح التنظير المدرسي وجرى استبعاد الأفكار الخلاقة في مجال النظرية الاجتماعية ... نشأت هوة بين القول والعمل ساهمت في تكريس السلبية الاجتماعية وعدم الإيمان بالشعارات المطروحة. ومن الطبيعي أن تهتز الثقة في وضع كهذا بكل ما يقال من فوق المنابر وعلى صفحات الجرائد والكتب المدرسية . وبدأ الانهيار في الأخلاق الاجتماعية والانهيار في أحاسيس التضامن العظيمة فيما بين الناس".(11)
يلفت النظر أن انهيار الاتحاد السوفييتي لم يكن بفعل ثورة شعبية أطاحت بالنظام؛ سدنة النظام وقادته الكبار هم الذين اجهزوا عليه. أقدم ييلتسين على خيانة عظمى حين انتهك دستور البلاد وفكك الاتحاد واقتصاده وتركه يتداعى بالضربات دون ان ينبري من يوقف الخيانة او يمنع المأساة . ذلك ان الطبقة العاملة حكم عليها بالقعود جانبا بينما البيروقراطية تقرروتقرر إلى أن قررت الخيانة.

هوامش
1- تروتسكي: دروس اكتوبر
2- لينين: حول التعاون
3- 3- لينين : المجموعات، المجلد 30 ، ص 160-161
4- 4- لينين: مقال الشعار العام للحظة الراهنة.
5- لنين: مقال "من الأفضل أقل شرط ان يكو احسن.
5- 6- بيلماك: وصية لنين السياسية ، دار التقدم موسكو 1989- ص96
7- ماركس وانجلز: المنتخبات في ثلاثة اجزاء- دار التقدم ،موسكو ،ص222
8- مجلة "أوغونيوك "عام 1987، العدد 50، ص5،
9- بليماك: مصدر سابق، ص103
107-- بليماك: مصدر سابق ،ص 10-
11- غورباتشيف: عملية إعادة البناء _ ترجمة عدد من الأساتذة، إصدار دار الكرمل للنشر والتوزيع، عمان ، ص19-20



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوراة في ثقافة البرجوازية
- بالقرون النووية يناطحون العدالة وحقوق الإنسان
- مقامرة الاستيطان تضوي عبثية المراهنة على المجتمع الدولي
- رصاصات التحدي .. فمن يرد التحدي
- المقاومة الزراعية -تجربة رائدة في فلسطين المحتلة
- تفجيرات نيويرك في ذكراها الخامسة عشرة
- ليتهم يصغون إلى ما تجهر به المخابرات الإسرائيلية
- تفجيرات نيويورك تدبير لتفجير النظام الدولي القائم (2من3)
- تفجيرات البرجين التجاريين تدبير لتفجير النظام الدولي السائد
- حلف استراتيجي مع داعش
- من رحم واحد جميع انماط الإرهاب المقنع بالدين
- إيران والفلسطينيون
- إيران والفلسطينيون محور الصراع بين نتنياهو والقادة الأمنيين ...
- إيران والفلسطينيون محور الصراع بين نتنياهو والقيادات الأمنية
- تركيا وإسرائيل تمتثلان للاستراتيجية الأميركية
- مناخات الهزيمة
- تجليات الكبد في المحرقة الفلسطينية
- سكب الوقود على المحرقة الفلسطينية
- الليبرالية الجديدة توسع دائرة ضحايا الرأسمال 2
- بريكاريات بدل بروليتاريا.. الليبرالية الجديدة توسع دائرة ضحا ...


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سعيد مضيه - اكتوبر عظيم المجد