أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هبة الله الذهبي - أرض السراب














المزيد.....

أرض السراب


هبة الله الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5331 - 2016 / 11 / 2 - 15:23
المحور: المجتمع المدني
    


سفينة نوح تمضي حيث لا منشأ لها ولا قرار ..

كُتب لأرض السراب عالماً حقيقياً يندثر خلف أحلامنا , وتعلو جبهاتنا خيبات الأمل .

عندما صعدنا أولَ مرّةٍ إلى سفينة نوح كانت الأحلام والآمال ترتقي للوصول نحو أرض السراب و وضع بذور القمح فيها , لم يتخيل من ركبَ السفينة وقتها أن أحلامه هذه ستكون يوماً في حلقةٍ مفرغة تدور وتعود لنفس البداية .

والآن أين سفينة نوح , ومن سيبنيها , ومن سيكون عليها ؟
هل هي السفن الفضائية التي تُبنى , أم أنها اندثرت كما اندثرت أرض الأحلام ؟

لم يكن الحاضر بأفضل من الماضي سوى بأن الإعلام أصبح أقوى وأنفذ بفضل القنوات الفضائية والإنترنت والتلفزة , فما الفرق بأن يحدث طوفان آخر ينتزع الخراب النسبي الموجود , أم أن ندامة ما وقعت في الطوفان الأول , ولن يتكرر طوفان آخر ولا سفينة أخرى .

الإنسان هو الإنسان أينما كان وأينما وجد بكل حذافيره , يؤلمني أن أرض السراب واقعٌ يجتاح شريحة كبيرة في مجتمعنا من مختلف الأعمار , وكأننا نعيش وهماً وننام وهماً ونأكل وهماً ونموت وهماً , ما الجدوى إن لم يكن لدى كلِّ واحدٍ منا بصمة تنقله لأرض الواقع ؟

لانزال في حالة التبعية المطلقة في كل الأحوال , الاقتصادية والدينية والسياسية والاجتماعية , صحيح أن مجتمعنا لا ينشأ إلا من هذه الظواهر ولكنها في الحقيقة تودي بنا إلى مجهول و كل منا مقتنع أنه أدى دوره على أتم وجه , ورسالته التي خلق لها حتى ولو كانت مساعدة أعمى في الطريق , فعندما ينضج الفكر ويخرج من ترهات مكتوبة وأحياناً ملعونة ليرى أن الإنسان لاتتوقف حياته على أرض السراب وسفينة نوح , وإنما ولدَ لخيرٍ أعظم , بقوةٍ عظمى ليفجر طاقاته في الكون العظيم , لا لينتظر مصيبة من يكره ليقول عنها أنها عقاب , ولمن يحب أنها رفع درجات , وازدهار من يكره أنه انتقام . وازدهار من يحب محبة وعطاء , عندها نكون قد بدأنا في وضع أول دعائم البشرية .

فمن وضعكَ أيها الإنسان لتكون القاضي في شؤون غيرك , فلو ارتقينا طرفةَ عين لوجدنا أن الكون مفتوح لنا كلنا دون استثناء للخير والشر , لعرفنا كيف نخرج من هذه الفتن المتجسدة فينا كلياً برغباتنا في السباق إلى أرض السراب , أرض الوهم في القبور تحت الحجار.

مصيرنا يتوقعه الباقون على وجه الأرض في المستقبل , وربما أجيال وأجيال تمتلك العلم والمفهوم الحقيقي للإنسانية والبشرية , فتأخذ بيد هذه الأمور لتجمعها بلا منازع , وتكون أرض السراب حقيقة مجسدة بالخير خالية من عبئ معطيات الماضي الذي لا نزال ندفع للآن الكثير من تراكماته .

ويُخيل إلينا أننا حققنا ذاتنا وما نحن إلا ذرات متراكمة في الكون تتحد لتنشئ بعضها بعضاً , فإما أن تكون واعية أو مستمرة في عذاب البشرية , ورب ذرةٍ طافية تمتلك من الحب والوعي ما يمتلكه الملايين , فهل حقاً نحتاج إلى مخلّصين , أم أن المخلّص فينا , وحدنا من نخلّص هذه الذات , أحياناً تنفجر الأفكار في أرض السراب وتنمو وتتطور وتتجسد , وما لم نكن في يقظة ٍ حقيقية فلن تكون لهذه الأفكار سوى الضياع , كضياع ذرات الكون في شغف اللقاء أم تراها تلتقي في أرض السراب , أو لا تلتقي فتستحيل إلى ذكرياتٍ تموت في عماءها , فأرض السراب ومضةُ تدور بمخيلة كلِّ محبٍ للخيال والحقائق , ولابدَّ أن كلَّ واحدٍ فينا في خلوةٍ ما وقع فيها , فاستقام أو سَرح .



#هبة_الله_الذهبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سحر الشرق
- إلى أين يذهب بنا الآخرون ؟
- خمسة أميال من الحكمة
- صناعة الكذب
- نصفك الآخر
- عندما يموت الوطن.. نفكر جميعاً بالانتحار
- العقيدة بين الفكر والحقيقة


المزيد.....




- الرئيس اللبناني يدعو ضباط أمن الدولة إلى مكافحة الفساد وعدم ...
- تقرير: اعتقال عميل بـ الشاباك سرب وثائق سرية
- تحويل القيادي في حركة -أبناء البلد- رجا إغبارية إلى الاعتقال ...
- الاحتلال يستهدف مخيمات النازحين في مختلف مناطق قطاع غزة
- الأونروا: إسرائيل استهدفت أكثر من 400 مدرسة في غزة منذ أكتوب ...
- خمسة شهداء إثر قصف الاحتلال خيام النازحين في قطاع غزة
- اعتقال قيادي طلابي فلسطيني في جامعة كولومبيا
- تصاعد الاحتجاجات في -إسرائيل- للمطالبة بوقف الحرب وإعادة الأ ...
- درب آلام الأسرى الطويل..عندما يُمنع الأسير من الكتاب المُقدّ ...
- حصار ومداهمات واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هبة الله الذهبي - أرض السراب