أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الفكر الإسلامي وعقلية الأحتواء














المزيد.....

الفكر الإسلامي وعقلية الأحتواء


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5331 - 2016 / 11 / 2 - 04:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الفكر الإسلامي وعقلية الأحتواء


منذ أن عرف المسلمون نص قرآني يقول (إن الدين عند الله الإسلام) وهم يرددون نصا أخر بذات المعنى على أنه قاعدة الوجوب الأولى (ومن يأت بغير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الأخرة من الخاسرين)، هذه الفكرة بمضمونها الأحتوائي تقصي كل الأديان عن التشرف بكونها حق متساو للجميع في الإيمان بها والخيار قرار بيد الإنسان، العقلية الدينية التي تؤمن بحدود النص أيضا لا تريد أن يكون هناك منافس للإسلام كدين، بل تريد وتعمل على جعل الفوز بمعناه الوارد في مفهوم المعاكسة النصي هو الغالب، أولا لأعتبارات أنهم يحبوا أن تكون الناس كلها فائزة ولاسيما من كان له إيمان بدين سابق، فأولئك لهم تجربة مع الله ويعلمون معنى الخسارة.
الذي لا يفطن له الكثير من قادة الفكر الإسلامي وليس النص الديني أن مفهوم الإسلام أقدم كقيمة إيمانية من نزول الدين الخاتم والذي أسمه الحقيقي الدين المحمدي، الدين الذي ختمت به الشرائع وفتح فيه باب العقل البشري ليكون نبي كل زمان طالما أن يفهم مقاصد الدين، فمن لا يعرف أن الدين الذي جاء متواترا ومتتاليا كان الهدف منه أن يكون العقل البشري هو القاعدة المشرعة للوجود بما بتأهل به من أساسيات التعقل المثالية، سوف لن يفهم الدين ويعيش على هامش الظن والتفسير والتأويل الأعتباطي للنصوص، فليس كل من تخرج من كلية الطب مثلا أصبح مبدعا في البحث الطبي والتطوير والتجديد، فمنهم من يقض العمر كله لا يجرؤ على أن يفعل أكثر مما تعلم على يد أساتذته ولو فتحت له ل الفرص، ومنهم من يصنع من تجربته التعليمية مفتاحا لكل جديد في الطب وحتى يمزج الخيال العلمي مع علمه التطبيقي.
بعض رجالات الفكر الديني أيضا يبقى جامدا عن حدود النص ويتقيد بالبناء اللفظي ولا يجرؤ حتى على منح نفسه فرصة للتأمل بوجود معنى أخر مضمر أو باطني أو حتى أحتمالي من خلال أستخدام اللغة، الإسلام بالنصوص القرآنية هو كل تسليم لله بحقيقة خالدة أن الرب الخالق إنما يبعث الرسل لغرض وحيد هو أن يجعل الفرد الإنسان في أفضل الخيارات وأحسن موارد العمل ليعيش مكرما بما أنعم الله عليه، فهو مسلك لأنه فعل بالتسليم بهذه الحقيقة وعاشها عقليا عندما ينصاع لإرادة الله بالتفكر والتدبر والتعقل، لذلك قيل ساعة من التدبر خير من عبادة ألف عام.
القضية إذن ليست في العبادة بل بالتفكر، والتفكر يقود دوما بوعي المؤمن إلى الأكتشاف الضروري لمعاني الوجود(ربنا ما خلقت هذا أطرا ولا بطرا)، هذه المعاني في الإسلام هي التي تعنون وعيه الوجودي وهي التي تشرعن الإسلام كدين لن يقبل الله بديلا عنه، لقد كان إبراهيم عندما كلفته السماء بالرسالة وباشر في حث العقل على التدبر كما فعل هو، هو من اطلق على أتباعه لفظ (المسلمين) وموسى وعيسى وما بينهما من أنبياء كلا كانوا مسلمين، فهل نترك إسلام هؤلاء وكلهم رسل وأنبياء ونحن نقر لهم بالحق والحقيقة أنهم كذلك، ونعود لنحشر أنفسنا لوحدنا في عربة الإسلام التي تسير على سكة الحق منفردة؟، سؤال برسم من يعبد النص ويقدمه على القصد ولا يتعبد بالفكرة كونها الجوهر منه.
الدين في كل مضامين الرسالات رحمة من الله الذي هو رب الناس مؤمنهم ومنكر الإيمان وهو المسئول عن تحديد الفائز والخاسر، وليس هناك بديل عن هذا الإقرار فلماذا نتدخل نحن في أعطاء صكوك الفوز وصفات الخسران للناس، من حقي كمؤمن بدين أن أشرح للناس عقيدتي ومن حق الناس أيضا أن تفهم ما أقول، ولكن ليس من حق أحد أن يفرض ما لا يتوجب ولا يستوجب أن يكون، الرحمة مدار أعتقاد من أرادها وسعى لها سيجد الله في كل طريق يمكن أن نجد في الخير والفضيلة والحق والإنسانية والجمال، وبالتالي مقولة أن الله جميل يحب الجمال واحدة من سلسلة مقالات منها الله خير يحب كل خير، والله فاضل يحب كل فضيلة، إذن الله هو العنوان وليس الدين هو العنوان في الفوز والخسارة، فمن عرف نفسه وما تريد عرفه ربه وما يريد.
فعندما نؤمن أن الله هو جوهر قضية الإيمان وليس الدين الذي هو رؤية الله لنا وأمنيته أن نكون، ممن يلتزم بخططه العقلية ويتدرب على أن يكون عقله قارئ جيد للخطة الربانية، عندها سيكون العالم كله مسلما ليس بالهوية ولكن بالفعل الذي يريده الرب لنا، وعندها أيضا ستختفي المسميات ويبقى العنوان إن الدين عند الله الإسلام الذي لا يفرق بين الإنسان والإنسان لمجرد أنه يحمل فهما أخر للقضية، وعندما يدرك الفكري الديني الذي يؤمن بأن إقصاءه للأخر هو نتيجة فهم مغلوط لحقيقة الإسلام سنمضي جميعا إلى ما هو فوز لكل ولا يخسر أحدنا فرصة ولا يضيع أحدنا الهدف، الأحتواء أذن منهج معادي لقضية الإيمان ومفسد له بل ومحطم لعروة الوثوق بالله ربا للجميع، لأنه فقط من يمكنه أن يصنف وفقط من يمكنه أن يعلم الحقيقة المطلقة دون وسيط.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار العربي والمدنية الديمقراطية ... أختلاف وأتفاق
- فضاءات العقل الإنساني بين المتخيل والواقعي
- المدنية وصراع الهيمنة الثقافية والأجتماعية _ ح2
- المدنية وصراع الهيمنة الثقافية والأجتماعية _ ح1
- التجربة البشرية ومهمة الدين.
- الطريق إلى الوعي الطريق إلى الديمقراطية والمدنية.
- وأنا المجنون زماني
- صراع الماضي على أطلال الحاضر(تركيا الحاضر والعصملية المتجذرة ...
- تأزيم المأزوم وسياسة تشتيت الوعي
- ليس بالخمر وحده يموت الإنسان.
- وهم الظل المتعافي
- المشرع العراقي بين وهم ثوابت الإسلام ومبدأ الحرية الشخصية وح ...
- شبهة الردة وحكم النص القرآني في إبطالها
- جواد الشلال .... شاعر يركب صهوة الحب بهدوء
- القضية الأخلاقية في النظرية الفلسفية المثالية
- غدا........................
- الحزن دراسة في فهم المعنى وكشف الدلالة _ ح3
- الحزن دراسة في فهم المعنى وكشف الدلالة _ ح2
- الحزن دراسة في فهم المعنى وكشف الدلالة _ ح1
- النار تحرق وجه الارض


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الفكر الإسلامي وعقلية الأحتواء