عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 5331 - 2016 / 11 / 2 - 04:10
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ذات يوم وطني، أرادت "مصر للطيران"، أن تضع على طائراتها العابرة للقارات، شعاراً يعكس الهوية المصرية المتمثلة في "حورس"، متطلعاً إلى المستقبل!
وحورس، هو اسم للصقر، ويعني عند أجدادنا الفراعين: "هو الذي أعلى"، أو: "ذلك الذي فوق"، وليكتمل المعنى، ويصبح: "وجه السماء".. وجه يمرح في أنوار الفضاء فوق الغمام، ومُعبّراً عن الخير!
ومنذ ذلك اليوم عينه، وقوى الشر، سمحت للخيانة والغدر، والقسوة والمظالم، والحسد والتعصب، والجبن والأنانية، أن تتألب كلها ضد ذلك الصقر المصري؛ لتحد من طيرانه، وتحليقه.. اما باختطافه، أو: بطرحه من عليائه إلى اليم العميق!
ولكن "حورسنا"، يعرف كيف يستجمع عظمته الملكية، وكيف يستعيد بطولاته في جمع اشلاء الاعزاء المتناثرة، وجمع اشلاء الأمل، والثقة في عدالة السماء!
صقرنا، لا يتغذي على فريسة ضمائرهم الميتة ـ كعادة الصقور التي لا تتغذى على الفريسة الميتة حتى ولو كانت جائعة ـ، ولكنه يدعو أعدائه إلى زيارته في أحد متاحفنا الأثرية، ليروه شامخاً ممتطياً حصاناً وهو يطعن تنيناً قابعاً بين سيقان حصانه؛ ليُذكرهم بذلك النضال الذي ما زال مستمراً بين الخير والشر!
قد تجتاز الخطوب المُدلهمة قلب حورسنا، ولكنه أبداً سيظل مغرداً بانشودته الخالدة، هذه:
" كصقر من ذهب أطير،
"على أجنحتي البرّاقة المفرودة،
" حين يسحب الأفق النقاب من على وجهه،
"وتقفز الشمس من بين فكيّ الثعبان، وإلى الأرض يعود الموتى.
" إلى الغرب أتخذ طريقي،
" وقت أن تشتعل السحب الملتهبة بالنور،
"وتمخر مركب الشمس بين أبواب الليل،
"في وهج البحيرة المشتعلة.
"إلى كرسي القضاء أسير،
"ويقف أعدائي صُماً مبهوتين،
"حين يرونني قادماً لا يجرأون على الكلام،
"بوصفي ذلك الذي قتل إله الشر.
"إلى علو السماء أطير وأجلس ذاتي على عرشي،
"وقوة الله معي.
"فأنا الصقر الذهبي."!
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟