أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عبدالخالق حسين - بلاد العرب أوطاني!! مجزرة اللاجئين السودانيين في القاهرة مثالاً














المزيد.....

بلاد العرب أوطاني!! مجزرة اللاجئين السودانيين في القاهرة مثالاً


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1416 - 2005 / 12 / 31 - 10:26
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


(بلاد العرب أوطاني.. من الشامي لتطوانِ)، هكذا قال لنا الشعراء العرب الذين أرادونا أن نعتقد أن دولنا الوطنية هي من صنع الاستعمار وأطلقوا عليها (الدول القُطرية). فالوطن اختزل إلى مجرد قطر، وأن الحدود بين البلاد العربية مصطنعة، وعلينا أن نهدمها من أجل وطن أكبر يمتد من المحيط إلى الخليج سموه (الوطن العربي). والويل لمن يتجراً ويقول (العالم العربي) بدلاً من (الوطن العربي) فتنهال عليه تهمة الشعوبية والعمالة للصهيونية والاستعمار أما إذا كان في العراق أيام البعث أو في سوريا الآن، فيدفن حياً على طريقة البعثيين وغيرهم من القوميين العروبيين.

وقد كرس دعاة (الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة) خيرة المغنين من أمثال العندليب الأسمر الراحل عبدالحليم حافظ، لإثارة الجماهير العربية ومخاطبة عواطفها بدلاً من عقولها، فكان العندليب يصدح ليل نهار:
وطني حبيبي.. وطني الأكبر..
يوم وره وره يوم أمجادُه تكبر..
وانتصاراته مليةْ حياتُه..
وطني بيكبر وبيتحرر... وطني وطني.....!

وطني يا أغلى وطن في الدنيا
وطني يا قلعة للحرية
إنت الباني مع البانين
وإنت الهادم للعبودية!!
***********
فهل هناك كذب أكبر من هذه الأكاذيب؟ ليت العندليب الأسمر يشق قبره اليوم ويبعث حياً ليرى كيف تحول هذا الوطن إلى أكبر سجن للعبودية بدلاً من قلعة للحرية. مسكين هذا الوطن الذي صار من أغلى أمنيات شعوبه هي مغادرته والعيش في الدول الغربية "الاستعمارية" بلاد "الكفار". وهل هناك دليل أوضح مما نسمعه بين وقت وآخر، من أخبار عن غرق سفن وعلى ظهرها كذا عدد من العرب الهاربين من بلدانهم طالبين اللجوء في أوربا وقد صاروا طعاماً لقرش البحار؟

مناسبة هذه المقالة هي المجزرة التي ارتكبتها شرطة (جمهورية مصر العربية) بحق المشردين السودانيين في القاهرة صباح هذا اليوم 30/12/2005. وقد فر هؤلاء من ظلم حكامهم في السودان هرباً من جرائم إبادة الجنس فلجئوا إلى مصر "العروبة" وقلبها النابض، ينشدون فيها حق النخوة والدخالة والمروءة والحماية العربية، فما كان من تقاليدنا العربية المجيدة إلا ومقابلتهم بالرصاص وقتل عشرة منهم، وجرح العشرات. وهناك تقارير أخرى تفيد أن عدد القتلى بلغ العشرين، معظمهم من الشيوخ والنساء والأطفال. فهكذا النخوة العربية وإلا فلا... إنها بطولة خارقة، أليست كذلك؟

اللاجئون السودانيون وقد أحاطت الشرطة بهم وبينهم نساء وأطفال (بي بي سي)

أسوق هذا الكلام إلى الإعلاميين العرب الذين لم يتوقفوا عن شتمنا ،نحن الليبراليين، ليل نهار، وينعتوننا بأننا من "كتاب المارينز" وعملاء للإمبريالية الأمريكية والصهيونية إلى آخره من الكلام الرخيص، على إنهم الكتاب الأحرار. إنهم أحرار لأنهم اختاروا بملء إرادتهم الوقوف إلى جانب "القائد الضرورة" ورمز شرف الأمة العربية "الرئيس" صدام حسين، غير مبالين بمحنة الشعب العراقي. أحرار وأشراف لأنهم يمجدون الأنظمة المستبدة ويدافعون عن جرائمها. قليلاً من الخجل يا حكام العرب ومن يدافع عنكم من الكتاب المنافقين. وهل أبقيتم أية قيمة للإنسان العربي في وطنه؟
لنرى ما هو موقف الكتاب العرب وفضائياتهم ووسائل إعلامهم من هذه المجزرة بحق البؤساء السودانيين؟ لنتصور ولو لحظة واحدة، أن هذه المذبحة قد حصلت في أمريكا أو أية دولة غربية بحق اللاجئين، فماذا سيكون رد فعل الإعلام العربي؟ تالله لأقاموا الدنيا دون أن يقعدوها. وقد اعتدنا على ما يردده الإعلام العربي ومعه منظمات حقوق الإنسان في الغرب من التهم ضد أمريكا بأنها تسيء معاملة المعتقلين في غوانتنامو. ولكن ما أن قررت أمريكا قبل أشهر ترحيل عدد من المتهمين العرب إلى بلدانهم ليحاسبوا فيها من قبل حكوماتهم حتى تغيرت النغمة فنظموا الاحتجاجات الشديدة خوفاً على المتهمين من قسوة بلدانهم. أليس هذا اعتراف ضمني أيها السادة أن "الوطن العربي" هو أسوأ من معتقل غوانتنامو؟.

أما كان لدى الشرطة المصرية وسيلة أخرى أقل قسوة لإخراج هؤلاء اللاجئين العزل من أماكنهم بدلاً من الرصاص وقتل الأبرياء؟ ما هو موقف الحكومات العربية "الديمقراطية جداً" من هذه المجزرة؟ وما هو موقف منظمات حقوق الإنسان والأحزاب القومية العربية والإسلامية واليسار الأوربي من هذه الجريمة؟ فهل نتوقع منهم مظاهرات احتجاجية على هذه الفعلة الشنيعة التي يندى لها جبين الإنسانية أم دورهم ينحصر فقط في التظاهر على الديمقراطية في العراق كما عمل اليساريون في مدريد مثلاً في العام الماضي احتجاجاً على إجراء الانتخابات في العراق؟ لنتصور أن الشرطة الأمريكية أطلقت الرصاص على المعتقلين في غواناتمو، فماذا سيكون رد فعل هؤلاء؟ حقاً أننا نعيش في عالم اللامعقول.



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخوان المسلمون في ضوء نتائج الانتخابات المصرية
- نتائج الانتخابات العراقية بين الرفض والقبول
- البقاء للأصلح..الديمقراطية مثالاً
- لا استقرار في المنطقة إلا بزوال النظامين الفاشيين، الإيراني ...
- التجربة الديمقراطية في العراق
- دور المنافقين في صنع المستبدين
- المقاومة والإرهاب وجهان لعملة واحدة فاسدة
- ماذا يعني البعث في ذاكرة العراقيين؟
- مؤتمر القاهرة يخدم أعداء العراق
- رسالة من العراق إلى أنظار حكومتنا الرشيدة
- مؤتمر الأقباط العالمي الثاني انتصار للمظلومين
- إقرار الدستور إنتصار لكل العراقيين
- ماذا هيأتم للانتخابات القادمة؟
- محكامة صدام عادلة لأنها تحت الإحتلال!
- ملاحظات حول محاكمة صدام حسين
- أهمية الاستفتاء على مسودة الدستور
- صولاغ الوزير الغشيم
- ما يجري في العراق فضيحة عربية
- من الذي يحكم في العراق؟
- من المستفيد من تصاعد التوتر في البصرة؟


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عبدالخالق حسين - بلاد العرب أوطاني!! مجزرة اللاجئين السودانيين في القاهرة مثالاً