|
هوامش على كتاب سمير امين وفرانسوا اوتار ( مناهضة العولمة – حركة المنظمات الشعبية في العالم ) (2/3)
معقل زهور عدي
الحوار المتمدن-العدد: 1416 - 2005 / 12 / 31 - 07:18
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
رابعا : وعي العولمة باعتباره حجر الأساس في وعي اليسار العربي الجديد
أحدث انهيار التجربة السوفييتية انهيارا مماثلا في تيارات اليسار العربي فانقسمت الى أشلاء بقي بعضها متسمرا على قبر التجربة السوفييتية وكأنه آثر الماضي على الحاضر والمستقبل ، وارتد بعضها الآخر الى ليبرالية حداثوية انسانوية ارتكزت على نزعة الثأر من الاستبداد وانتهاكات حقوق الانسان التي صاحبت التجربة السوفييتية وتشويهها لمسألة الديمقراطية لتصل في رد فعلها الى اللقاء مع الليبرالية الجديدة . ( اذا كانت العولمة العسكرية هي الجرافة التي ستزيل اكوام القمامة المتعفنة في منطقتنا فلم لا ) . هكذا تم التنكر فعليا لمبادىء اليسار والالتحاق بالفكر الليبرالي في طبعته الأسوأ ( الليبرالية الجديدة ) ، ونقول الأسوأ لأنه لامجال لمقارنتها با لليبرالية التقليدية التي حملها عصر التنوير والتي لعبت دورا ثوريا في الفكر الانساني فاتحة الطريق امام الانتقال من عصور الاقطاع المظلمة الى عصر الصناعة والبورجوازية ، عصر العلم والتكنولوجيا ، حاملة قيم المساواة والحرية وهدم العوائق امام التجارة والمواصلات . أما الليبرالية الجديدة فهي الطبعة المشوهة للأصل ، انها نزعة الرأسمالية للانقضاض على المنجزات الاجتماعية التي أحرزتها البشرية في حقبة مابعد الحرب العالمية الثانية ( دولة الرفاه الاجتماعية التي يظهر أوضح مثال لها في اوربا الشمالية – السويد – النرويج ) والمتميزة باعطاء الطبقات العاملة ضمانات واسعة للحياة الكريمة ( ضمانات صحية ، بطالة ، تعليم ، شيخوخة ..) ، مثلا تسعى الليبرالية الجديدة الى تسليع الصحة وخصخصتها والخصخصة في ميدان الخدمات الصحية تؤدي لانخفاض نوعية الخدمة فضلا عن ابقاء فئات واسعة من المجتمع غير قادرة على تأمين العلاج ، فالولايات المتحدة التي تخصص 14 بالمئة من الدخل القومي للصحة المخصخصة تحصل على خدمات تقل في النوعية عن اوربة الغربية التي لاتنفق سوى 7 بالمئة على الخدمات الصحية وأغلبها عامة لصالح تحقيق مراكز الاحتكارات الدوائية في الولايات المتحدة أرباحا خيالية تفوق كثيرا ماتحققه نظيراتها الأوربية ، أما تسليع التعليم وخصخصته فهو الطريق الملكي للتأكيد على تعميق اللامساواة الاجتماعية واعادة انتاجها ، وتمهيد الطريق لتعميم نظام تمييز عنصري في المستقبل . اقتصاد السوق الذي أصبح اليوم شعار الليبرالية السورية الجديدة هو بالضرورة اقتصاد الليبرالية الجديدة العالمية وهو مجتمع السوق ، اما قبول الأول ورفض الثاني فهو مجرد نكتة سمجة، وعلى الصعيد السياسي تظهر الليبرالية الجديدة انتكاسة حقيقية في مجال الديمقراطية وحقوق الانسان ( قوانين تقييد حرية الافراد وفضائح التجسس على المواطنين في أمريكا ، وفضائح المعتقلات السرية حول العالم والتعذيب المنظم بحجة مكافحة الارهاب ) . في سعيها لجعل القرن الحادي والعشرين قرنا أمريكيا مستغلة التفوق العسكري انتقلت الليبرالية الجديدة الى طورها الأكثر خطورة ( عسكرة العولمة ) وافتتحت هذا القرن بالحرب واحتلال افغانستان ثم العراق مستخدمة كل ترسانتها من أسلحة التدمير بما في ذلك الغازات السامة والقنابل المنضدة باليورانيوم ويجري ذلك باسم نشر الديمقراطية مثلما قامت الكولونيالية باستعمار العالم ونهب ثرواته باسم نشر الحضارة والتمدن .
ان التنكر لمبادىء اليسار والاستغراق في مسألة الديمقراطية كايديولوجيا وليس كمهمة تاريخية يمكن ان يسفرعن التحاق اليسار الليبرالي موضوعيا بالليبرالية الجديدة على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، والطريق الوحيدة لمقاومة ذلك التوجه الضار هو اعادة تشكيل وعي اليسار العربي انطلاقا من وعي العولمة .
نقول ببساطة لليساريين الليبراليين الذين مازالوا في منتصف الطريق مشكلتكم انكم تتجاهلون الحقائق الاقتصادية والسياسية العالمية ، تتجاهلون الصراع الاجتماعي الجاري على نطاق العالم ، وتخافون من النظر للوجه الحقيقي ل اليبرالية الجديدة ، وتستخفون بنضالات الشعوب . اليوم هاهي أمريكا اللاتينية تنهض من جديد في فنزويلا وبوليفيا والبرازيل لتقول لا لسياسة الهيمنة الأمريكية ولا ل الليبرالية الجديدة بطريقة ديمقراطية بينما أنتم تفضلون سياسة النعامة ، سياسة العميان الذين لايملؤ بطونهم سوى المفردات المشتقة من شعارات الديمقراطية ، حسنا الم تشبع الشعوب قبل ذلك من شعارات اوصلتها الى تفكيك الأوطان ؟ بؤر الصرا ع :
لم يأخذ الصراع الاجتماعي طابعه العالمي في أي وقت كما هو اليوم ، وربما تكون هذه أهم ميزة بدأت بالظهور من نهاية التسعينات ،اذ لم يعد الصراع دائرا حول مطالب جزئية ومعزولة ولكنه يدور – في مجراه العام – حول مسائل تتعلق بالكوكب بكامله ، وبقدر ما يصبح هذا الكوكب صغيرا بفعل ثورة الاتصالات والمواصلات بقدر ما تصبح العالمية صفة أصيلة لنضالات الأجيال الجديدة التي أصبح يعنيها الاحتلال الصهيوني والتمييز العنصري الذي يرافقه واحتلال العراق مثلما يعنيها تدهور أحوالها المعيشية وخطر البطالة وفقدان المكتسبات الاجتماعية والانسانية والتضييق على الحريات وتنميط الثقافة وتلوث البيئة ، فالملايين التي خرجت في لندن ضد الحرب على العراق كانت تعبر عن وعي اجتماعي جديد بأن السبب الحقيقي وراء مآسي البشرية هو سياسة الليبرالية الجديدة التي أصبحت قادرة على جلب الأذى والدمار لأي مدينة على سطح الكوكب. يفضي الصراع الاجتماعي العالمي الى انفجار بؤر هنا وهناك ، ورغم الملامح المحلية الموجودة دائما فارتباط البؤرة بالصراع العالمي لم يعد ظاهرا فحسب ولكنه يصبح أكثر فأكثر الطابع المهيمن لذلك الصراع . تشكل تلك البؤر العالمية فرصة لحشد تيارات مقاومة العولمة والدفع بها لتعديل موازين القوى لقد شكل حشد القوى العالمية ضد الحرب في العراق ولاحقا ضد احتلال العراق قوة سياسية لايمكن التقليل من أهميتها اسهمت في عزل الادارة الأمريكية ودفعها للتراجع عن خططها الجنونية للغزو العسكري واستخدام القوة، ورغم ان رأس الحربة كان المقاومة العراقية الباسلة على الأرض فالتعبئة السياسية العالمية والنضالات الجماهيرية بأشكالها المتعددة ( ومنها فضح الجرائم المرتكبة في السجون وقتل الأبرياء ..الخ..) تأتي كفعل مكمل لاغنى عنه من أجل هزيمة مشروع العولمة العسكرية في العراق. لقد كان ماسبق واضحا في اجتماعات المنتديات الاجتماعية العالمية والاقليمية وآخرها المنتدى الأورو متوسطي الذي عقد عام 2005 *(أتاك ) وصدر عنه بيان يتضمن الفقرة الآتية (وضع خطة من أجل تنظيم حملات مشتركة تؤدي إلى ممارسة دور قوي من أجل ترجيح كفة الصراعات الرئيسة للسياسات الراهنة (رفض احتلال العراق ، إرغام إسرائيل على التخلي عن سياستها التوسعية ، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني ، التنديد باتفاقيات الشراكة، المطالبة بإلغاء الديون، طرح مشاكل الخصخصة ، فضح سياسة إطلاق الحرية لتنقل الأموال والمصانع ، شرح وفضح دور الشركات المتعددة الجنسيات، الدفاع عن الخدمات العامة ، إثارة مشكلة الماء .) تلعب بؤر الصراع العالمية دور الخيط الذي ينظم حبات العقد ، والصاعق الذي يفجر بركان السخط وعوامل الغضب والاحباط المتعددة المصادر ، وهكذا تتجاوز أهميتها حدود المعركة التي تجري على الأرض ، لتنعكس على مجمل الصراع الاجتماعي العالمي فانكفاء الولايات المتحدة وهزيمتها الاستراتيجية في العراق ستكون له آثار بعيدة المدى على سياستها العالمية ومشروعها للهيمنة ، ومثل تلك الهزيمة ستفتح الباب أمام تصاعد قوى مقاومة العولمة في كل مكان من العالم ، وفي هذا السياق لانجد مصادفة في تصاعد مد اليسار الديمقراطي في امريكا اللاتينية مع توحل الغول الأمريكي في مستنقع العراق .
دروس الليبرالية الجديدة :
في احدى ندوات منتدى الأتاسي وقف متحدث يمثل احد تيارات المعارضة الرئيسية اليسارية ليشرح وجهة نظره في انتقاد الأوضاع الراهنة وطرح البديل فلم يجد مايقوله في الحقل الاقتصادي سوى الدعوة لجذب الاستثمارات الخارجية دون أي تقييد! تعتمد الليبرالية الجديدة العالمية على أدوات رئيسة للهيمنة يأتي في مقدمتها التحكم بحركة الاستثمارات الخارجية ، التمويل عن طريق الديون ، وبالتالي الخضوع لشروط صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في اعادة هيكلة الاقتصاد ويتدعم ذلك بشروط منظمة التجارة العالمية . - العلاقة بين الاستثمارات الخارجية والديون : يقول انصار العولمة الليبرالية ان علىالبلدان النامية ويضمون اليها بلدان شرق اوربة ان تسدد ديونها اذا كانت تريد الانتفاع بتدفق ثابت للاستثمارات الخارجية . - أما الديون ذاتها فقد أصبحت مسألة بدهية لاقتصاديات السوق فالتنمية وفق المعايير الرأسمالية تستلزم أمرين : الأول الخصخصة وبالتالي أن تصبح الدولة في وضع عاجز عن ايجاد موارد كافية خاصة بها . الثاني : انفاق الدولة على عملية التنمية ( المرافق العامة والبنى التحتية ) وسد العجز في ميزانيتها، وكلا الأمرين يستدعي الاستدانة وفق النموذج الليبرالي . ان ثلاث سنوات من تطبيق الخصخصة وتبني معايير اقتصاد السوق ومباشرة ضخ الانفاق بهدف تحديث البنى التحتية لتصبح ملائمة للاستثمار كافية لاغراق بلد مثل سورية بالديون ، أما ماذا يحدث بعد ذلك فيلخصه اريك توسان وارنو زاكاري ( ان تسديد الديون الأجنبية من أكثر آليات انتزاع الثروة وقاحة على الاطلاق وقد صار مصدرا لسخط عارم وحملات متكررة على مستوى الكوكب ، بلغت مجموع ديون العالم الثالث عام 1980 مبلغ 529 مليار دولار وأصبحت قيمة الدين عام 2001 1956 مليار دولار أما ماتم تسديده بين 1980 و 1999 فهو 3748 مليار دولار – المصدر: البنك الدولي تمويل التنمية 2001- 2002 ). في المكسيك تجري خدمة الدين العام الخارجي على حساب المنصرف على الخدمات الاجتماعية ( التعليم ، الصحة ..) وكذا الاستثمارات العامة ( الاسكان ، والبنية التحتية ) وتخصص الحكومة 30 بالمئة من الميزانية لخدمة الدين الخارجي . ولاتقتصر المصيبة في الديون الخارجية على ارهاق كاهل الاقتصاد الوطني ولكن يصبح الدين أداة لاخضاع السياسة الاقتصادية لشروط صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في سبيل عملية الاستدانة ذاتها أولا ومن ثم في سبيل الموافقة على اعادة جدولة الديون لاحقا ، وتتضمن تلك الشروط اعادة هيكلة الاقتصاد الوطني وتخفيض التزام الدولة الاجتماعي ورفع الدعم عن السلع الاساسية وقبول رقابة البنك الدولي على السياسة المالية للدولة والنقد ..الخ.. تظهر حركة رؤوس الأموال الاستثمارية توجهات ذات آثار سلبية وبالتالي فان وجود سياسة وطنية عقلانية قادرة على انتقاء الاستثمارات المفيدة وادماجها مع استراتيجية التنمية الوطنية تتطلب التمتع بحرية القرار وهو امر لايمكن تحقيقه اذا انطلقنا من الاستسلام لاقتصاد السوق والخضوع لهيمنة الليبرالية الجديدة. يورد الكتاب مثالا للاستثمارات قليلة الفائدة وذات الآثار السلبية في الاستثمارات العقارية في بعض دول الخليج ، حيث لاتؤدي تلك الاستثمارات الى تشغيل اليد العاملة الوطنية بينما تصبح هي ذاتها وسيلة لاغراق السوق في مضاربات مالية ترفع من مستوى التضخم ولاتؤدي الى نمو حقيقي ، ونضيف ان تلك الاستثمارات الفائضة بصورة هائلة عن حاجة النمو السكاني الطبيعي تشكل أرضية لتغييرات ديمغرافية ذات طابع عنيف ينذر بعواقب وخيمة على المدى البعيد .
* هوامش : أ تاك / فرنسا -مجموعة المتوسط - حزيران / يونيو 2005
#معقل_زهور_عدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هوامش على كتاب سمير امين وفرانسوا اوتار ( مناهضة العولمة – ح
...
-
السباحة عكس التيار
-
خيارات اعلان دمشق
-
تضامن ونقد لاعلان دمشق
-
برنامجان للتغيير الديمقراطي في سورية
-
تبدل التوازنات السياسية الداخلية في سورية بعد اعلان دمشق
-
قراءة في مسودة الدستور العراقي ومشروع الفدرالية 2/2
-
قراءة في مسودة الدستور العراقي ومشروع الفدرالية 1/2
-
أمريكا-هل مازال يباركها الرب؟
-
تجديد اليسار العربي-اليسار الديمقراطي اللبناني نموذجا 2/2
-
تجديد اليسار العربي- اليسار الديمقراطي اللبناني نموذجا 1/2
-
انكسار الحلم الصهيوني في غزة
-
مؤشرات لانكفاء القوة الأمريكية
-
تجديد اليسار العربي
-
الليبرالية ليست هي الحل
-
من ثقافة العنف الى ثقافة اللاعنف
-
في ضرورة تبلور خط اليسار داخل المعارضة السورية
-
بالأمل والمحبة والتصميم - منتدى الأتاسي سيبقى
-
جورج حاوي - الاستشهاد والشهادة
-
المعارضة السورية والمسألة الكردية
المزيد.....
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
-
نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا
...
-
-لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف
...
-
كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي
...
-
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص
...
-
ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
-
مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
-
إيران متهمة بنشاط نووي سري
-
ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟
...
-
هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|