إفلاس السعودية في سياق الجهاد من أجل فلسطين

ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 5330 - 2016 / 11 / 1 - 12:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إفلاس السعودية في سياق جهادها من أجل فلسطين
محمد التويجري نائب وزير الاقتصاد في السعودية كشف منذ أسبوع أن السعودية على وشك الإفلاس.
كنز البترول الذي ظنه بعض أبناء جلدتنا ثراء لا مثيل له اتضحت الآن حدوده: هو ثروة تشبه من يربح الجائزة الأولى في "اللوتو" يحقق ثروة بصفته فرداً ولكن تلك الجائزة لا تشكل بالطبع مدخلاً لبناء اقتصاد وطن أو أمة. ولا نضيف معلومة هامة عندما نقول إن سويسرا تبيع من الساعات ما يوازي نفط السعودية.
لكن يجب أن نتذكر أن "الريع" النقدي من البترودولار محفوظ في "وفارة" الولايات المتحدة، ومن المعروف أن من السهل إيداع الأموال في أمريكا ولكن من الصعب سحبها عند الحاجة إلا بكميات قليلة وضمن موافقة صانع القرار الاقتصادي والسياسي في واشنطون ونيويورك.
لكن كيف تصل السعودية إلى حافة الإفلاس؟
1. هناك نفقات "الأسرة": يبلغ عدد أفراد العائلة حوالي ثلاثين ألف نفراً. ينفق واحدهم في المتوسط مليون دولار، وهذا يعني أن ثلاثين مليار دولار هي مصاريف الأسرة. نعم ثلاثون ألف مليون دولار تنفق السعودية على حمص وفلافل وشاي وخبز للأولاد والبنات، طبعاً لا بد من بعض الشوكلاتة السويسرية وبعض النزهات والسفرات.
2. هناك سوء إدارة الاستثمارات مما جعل مجمع نفط الخليج واحداً من أكبر الخاسرين في سياق الانهيار الذي وقع ما بين 2008 إلى 2011 تقريباً والذي طارت فيه آلاف المليارات على نحو غامض وذهبت إلى نخب المال في شمال االعالم؟
3. الحروب الجهادية الضرورية التي تشترك فيها السعودية في اليمن وسوريا وليبيا وغيرها. ولكي ندلل على ذلك نشير أن لبنان وحده قد كلف السعودية خلال عشرين سنة ما يربو على 80 مليار دولار.
4. انهيار أسعار النفط الذي ساهمت السعودية فيه بغرض إلحاق الأذى بروسيا وايران فاحترقت أصابعها قبل الجميع. كيف لا وهي بلد يعيش على ريع النفط والنفط والنفط ولا شيء غيره؟
وحدها فلسطين لم تكلف السعودية شيئاً. وحدها فلسطين لم تكن سبباً في خسارة المملكة شيئاً من كنوزها المحفوظة لليوم الأسود، وحدها فلسطين حظيت من الغنائم السعودية بالكلام والكلام، وربما أن الاقتصاد "الإسرائيلي" قد استفاد من السعودية سراً وعلناً أكثر بكثير من مجموع الصدقات السعودية على أهل فلسطين منذ وجدت مملكة آل سعود وحتى تاريخه.
للأسف لم تكن فلسطين وجهة للدعم المالي السعودي، ولا الدعم بالسلاح، ولا بالمجاهدين، ولا حتى بالفتاوى: لقد كرس ذلك كله من أجل الجهاد في سوريا ولبنان والعراق واليمن، ويبدو أنه من بين عوامل أخرى قد أكل كنز مغارة علي بابا وبين أنه كنز أقل حجماً مما توهم أصحابه.

#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات