أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين كركوش - السياسة الأميركية في العراق : هل بدأ العد التنازلي للانتقال مِن نشر الفوضى إلى مرحلة قطاف ثمار الفوضى ؟ ج 1















المزيد.....

السياسة الأميركية في العراق : هل بدأ العد التنازلي للانتقال مِن نشر الفوضى إلى مرحلة قطاف ثمار الفوضى ؟ ج 1


حسين كركوش

الحوار المتمدن-العدد: 5329 - 2016 / 10 / 31 - 20:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصدمة والترويع
قبل الحرب قالت الولايات المتحدة إنها ستستخدم خلال الحرب التي ستشنها لغزو واحتلال العراق اسلوب ( الصدمة والترويع shock and awe ).
عسكريا ، يعتمد هذا الأسلوب على استخدام القوة الساحقة ونشرها بطريقة استعراضية مبالغ فيها جدا ، لشل أي قدرة على التدبير والتفكير عند العدو على أرض المعركة ، وتحطيم معنوياته وسحق أي رغبة عنده للقتال ، للتمكن من أحكام السيطرة السريعة ، وربح المعركة.
وقد طبقت الولايات المتحدة هذه الخطة بحذافيرها. وبعد أن حققت الخطة هدفها ، طوتها الولايات المتحدة و وضعتها في أدراج أرشيف كليات الحرب ، ونساها الجميع ، لأنها أصلا ، تكتيك عسكري مؤقت.

الصدمة والإيقاظ العنيف
لكن هناك ، كما اعتقد ، خطة ليست تكتيكية مؤقتة وإنما استراتيجية انقلابية بعيدة المدى ، ليس لها سقف زمني ، و لا تتعلق بالجانب العسكري ، وإنما بالجانب البشري ، أي إحداث تحولات مجتمعية.
ونحن نميل لتسمية الخطة الثانية ( الصدمة والإيقاظ العنيف).

الهدف من تطبيق هذه الخطة هو ، تحقيق أهداف مناقضة تماما للأهداف العسكرية.
هذه الخطة ، أو بالأحرى هذا المشروع بدأ تنفيذه مع بدء عمليات نهب ممتلكات الدولة ، مباشرة بعد دخول القوات الأميركية بغداد. وتحدث عنه وزير الدفاع الأميركي والرجل الثاني بعد الرئيس بوش في الأدارة الأميركية وقتذاك ، دونالد رامسقيلد رامسفيلد ، كالتالي :
بعد يومين على الاحتلال ، أي في 12/4/2003 ، عندما كانت عمليات نهب ممتلكات الدولة في بداية ذروتها والحرائق تشتعل في كل مكان في بغداد ، قال رامسفيلد ، معلقا على عمليات النهب ، بأنها (جزء من ثمن تحرير العراق). ورفض رامسفيلد ، المعروف بصراحته اللامتناهية، اعتبارها أفعالا سيئة ، وأضفى عليها توصيفا لطيفا محببا ، فقال إنها مجرد أفعال يعوزها الترتيب ( untidy) ، شأنها شأن الحرية ، فالحرية أيضا غير مرتبة.
وأعطى رامسفيلد تعريفا فريدا من نوعه لمعنى الحرية والإنسان الحر ، لا يوجد حتى في الديمقراطيات الغربية. فقال : إن ( الناس الأحرار هم أحرار أن يقوموا بأفعال خاطئة ، وأن يرتكبوا جرائم وأمورا سيئة ، وهم أيضا أحرار أن يعيشوا حياتهم كما يرغبون وأن ينجزوا أفعالا رائعة ، وهذا ما سنراه يحدث هنا (في العراق) :
Freedom’s untidy , and free people are free to make mistakes and commit crimes and bad things. They’re also free to live their lives and do wonderful things and that’s what’s going to happen here.

ما قاله وزير الدفاع حينها ليس هفوة سياسية أو سوء تعبير.
رامسفيلد عندما تحدث عن (المستقبل) كان يعني أن الولايات المتحدة جاءت للعراق لإنجاز مشروع تغييري مجتمعي طويل الأمد ، وأنها هي وحدها المسؤولة ، بدون منازعة أي جهة عراقية وإقليمية ، عن تقرير مصير العراق ، وأن لا (بطولة) أو (زعامة) أو (قيادة) محلية عراقية تنازعها في تقرير مصير العراق.
ما قاله رامسفيلد (بداية) تطبيقية لمشروع أميركي استراتيجي بعيد المدى ، في منتهى الخطورة ، ولكن في منتهى الوضوح ، تريده الولايات المتحدة أن يبدأ في العراق ثم يمتد لبلدان المنطقة.

المحللون الذين كانوا يتابعون في تلك اللحظات عمليات النهب كانوا يقولون : ها هو زمام الأمور قد فلتَ من اليد الأميركية منذ الساعات الأولى ، و إن هذه الفوضى بداية مستنقع فيتنامي جديد أوقعت أميركا نفسها داخله ، و سوف لن تخرج منه كما تتمنى.
كان أولاءك المحللون من أصحاب النوايا الطيبة ، قطعا. لكنهم كانوا يحللون الأمور ويستخلصون النتائج وفقا لفهم كلاسيكي قديم للسياسة الأميركية ، وللعلاقات الدولية ، أي قبل وقوع الزلزالين اللذين دشنا بداية القرن الحادي والعشرين ، و غيرا العلاقات الدولية رأسا على عقب ، وهما سقوط الاتحاد السوفيتي ، و وقوع هجمات 11 أيلول ضد برجي التجارة.

لم يعرف أولاءك المحللون بأن عمليات النهب كانت تتم بتشجيع أمريكي ، وأن الأوامر الأولى التي أصدرها لجنوده الجنرال تومي فرانكس ، القائد العام لقوات الاحتلال الأميركية في العراق ، هي عدم استخدام القوة لمنع عمليات النهب. ولم يغير فرانكس أوامره إلا بعد عدة أيام ، أي بعد أن تحقق الغرض الأميركي ( الأولي ) من وراء عمليات النهب ( نشر الفوضى ) ، كمقدمة تمهيدية لتحقيق أهداف آخرى استراتيجية بعيدة المدى.
كانت قوات الاحتلال الأميركية على استعداد ، لو لم يبادر العراقيون بمحض إرادتهم لعمليات النهب ، أن تدق أبواب بيوتهم بيتا بيتا وتدعوهم للقيام بعمليات النهب.
العراقيون قاموا بتلك الأفعال بطريقة عفوية ، ربما انتقاما من نظام صدام حسين ، وربما بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي كانوا يعانون منها. لكنهم كانوا ، دون أن يعرفوا ، يطبقون ما كانت الولايات المتحدة تعتبره الدرس الأول في كيفية تدمير جدار الخوف ، و في تعلم كيفية فك عقدة اللسان واليد ، وعقدة الذهن والتفكير عند العراقيين ، و الخطوة الأولى في نشر (الفوضى الخلاقة) التي تحدثت عنها كونداليزا رايس ، و التي (تخلق) لاحقا تغيرات مجتمعية (رائعة) ، على حد تعبير رامسفيلد.
بالتأكيد ، أن العراقيين الذين قاموا بأفعال النهب هم أعداد قليلة مقارنة بعدد نفوس العراق ، لكننا نتحدث هنا عن الدلالة الرمزية لعمليات النهب.

خطة (الصدمة والترويع) تهدف إلى (شل) النظام السياسي القائم بقيادة صدام حسين ، وتعطيل حركته بالكامل ، عسكريا وسياسيا. أما خطة (الصدمة والإيقاظ العنيف ) كان هدفها العكس تماما.
كان هدفها إحداث رجة كهربائية تمثلت في حقن الفرد العراقي ، وبطريقة مباغتة ، بجرعات من الحرية المتوحشة المنفلتة من كل عقال ( حد ارتكاب الجرائم ، على حد تعبير رامسفيلد). وهذه الجرعات تفوق ألف مرة القدرة الاستيعابية عند الفرد العراقي ، ثم السماح له أن يمارس تلك الحرية المتوحشة إلى حدها الأقصى المتوحش ، بدون أي قيود وبدون أي شروط ، وبدون وجود لأي (سلطة).
و بالإمكان تشبيه هذه الخطة كالتالي : ملايين من البشر يغطون في نوم عميق بعد أن شلهم الخنوع و الرعب التاريخي من تسلط حكامهم ( هذا ما فعله تاريخ العراق الطويل منذ قرون وحتى الأيام الأخيرة لحكم صدام حسين )، و أنهكهم الجوع والذل والعوز واليأس (هذا ما كان قد فعله بالعراقيين الحصار الاقتصادي الذي فرضته الولايات المتحدة). وعلى حين غرة تطلق أمام مسامعهم ، وهم يغطون في نومهم ، صرخات عنيفة مدوية مرعبة توقظهم من سباتهم فزعين مصدومين. وعندما يستفيقون ويستعيدون صحوهم ويقفون على أقدامهم يجدون أمامهم قوات أجنبية تقول لهم إن هناك أمامهم ، على مدى البصر ، موائد صُفت عليها أنواع الأطعمة الفاخرة ، و وُضعت عليها أموال طائلة لا يحرسها أي حراس ولا تتحكم بها أي (سلطات) ، ومن يسرع أكثر من غيره ويستخدم ذكائه الخاص ويعتمد على مبادرته الفردية ومهارته الخاصة سيربح أكثر من غيره.
ماذا سيحصل و كيف سيكون المشهد ؟ ستصبح البراغماتية الذرائعية هي السائدة. و سيحدث بالتأكيد تدافع ومعارك ، وقد يقوم الفرد بقتل جاره أو ابن عشيرته وحتى قتل أخيه ، إذا أعاقه من تحقيق مبتغاه . وفي هكذا مشهد سيتصرف الناس بدون اعتبار لأي مصدات أو عوائق أو ممنوعات دينية وسياسية وأخلاقية وعشائرية ومجتمعية. ستتدمر أو تختفي في هذه العملية كل (سلطة).
وهذا ما حدث. فالعراقيون الذين شاركوا في عمليات النهب ما كانوا سيتوقفون عن النهب حتى لو كانت قد وقفت بوجههم و منعتهم جميع المرجعيات الدينية والعشائرية والسياسية والمجتمعية ، ومنظومة القيم الأخلاقية السائدة ، والتقاليد والعادات والأعراف.
لقد تغيرت الأمور في العراق رأسا على عقب ، بين ليلة وضحاها.
في 08/4/2003 كان يوجد (قانون) وتوجد (قوة) لتطبيق القانون ، لكن في غياب شامل للحريات.
في 09/4 اختفى القانون (الدولة ومؤسساتها) ، واختفت القوة ( أجهزة الشرطة والأمن والجيش) ، وانبثقت حريات لا ضفاف لها ، بل قل ظهرت فوضى بأوسع معانيها.
ولم يكن ذاك تفكيرا عفويا من قبل الولايات المتحدة.
كانت الولايات المتحدة تهدف ، بتدميرها للدولة العراقية القائمة (وليس فقط النظام السياسي القائم) ، وبعد ذلك بنشرها للفوضى ، إلى خلط الأوراق ، وزعزعة أسس المراتبية الأبوبة التي يقف عليها المجتمع العراقي.
كانت تريد تدمير جدار الخوف عند العراقيين ؛ ليس الخوف من نظام صدام حسين فقط ، وليس الخوف السياسي ، فحسب ، وإنما خوف العراقيين (التاريخي) من (السلطة) ، أي سلطة ومن (القيادة) ، أي قيادة ، ومن الزعامة ، أي زعامة ، وفي كل ميادين الحياة.
كانت الولايات المتحدة تريد ، ومنذ الأيام الأولى ، (حقن) الفرد العراقي بثقافة (جديدة) براغماتية ذرائعية تتجاوز المنطق السائد ، والثوابت المتعارف عليها ، ليس في السياسة وحدها وإنما في جميع ميادين الحياة.
بتشجيعها عمليات النهب ، كانت الولايات المتحدة تهدف لتدمير فكرة (الدولة الراعية) ، والتبشير باقتصاد السوق و بالرأسمالية ، كنظام اقتصادي اجتماعي ، و قيمها المتمثلة في الاعتماد على المبادرة الفردية ، و تشجيع الحركة و الديناميكية الرافضة للسكون و البقاء في البيت اعتمادا على هبات وعطايا الدولة الراعية.
وما يزال العراقيون يتذكرون كيف كانوا يشاهدون ، منذ الأيام الأولى بعد الاحتلال ، بعض البيوت العراقية وأمامها تصطف مجموعة من السيارات المنهوبة (الحواسم) ، و يتحدث أمامهم من نهبها بفخر وبسعادة وبدون أي خوف ، بينما ينظر الآخرون بحسد لهذا العراقي الذي أثرى بين ليلة وضحاها. ويقينا أن أكثريتهم قالوا مع أنفسهم : ولماذا لا نفعل نحن الشيء نفسه ؟


يتبع



#حسين_كركوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة الأميركية في العراق بين الثوابت والمتغيرات
- عراق ما بعد داعش هو (الجوهر) ومعركة الموصل (تفاصيل)
- القبائل في العراق لا مساهمات لها في بناء الحضارة المدينية
- العشيرة منزوعة الدسم
- هل المجتمع العراقي عشائري أولا و حَضَرَي ثانيا أم العكس ؟
- جماهير التيار الصدري : الفتات المبعثَر على موائد أثرياء الشي ...
- ( لي سان كيلوت ) : نار الثورة الفرنسية و رمادها
- عراقيون مظهرهم تقدمي و أفكارهم رجعية
- ماذا يحدث بالضبط للتحالف الوطني هذه الأيام ؟
- هل يكتب العراقيون معاهدة ويستفاليا جديدة خاصة بهم ؟
- هل تصح المقارنة بين مقتدى الصدر وبين المرشح للرئاسة الأميركي ...
- حكام آل سعود يعيشون هذه الأيام في رعب وتنتظرهم أيام عصيبة
- روحاني يؤكد أن إيران تقاتل في العراق دفاعا عن مصالحها القومي ...
- الأزمة التي تتعمق في العراق: السبب في (السايبا) وليس في سائق ...
- (الهمج الرعاع) في العراق يحولون حياة النخب السياسية والدينية ...
- العراق في غرفة الإنعاش والعبادي يروي نكات عن التكنوقراط
- مَن يتذكر (رجل من العراق) أسمه وصفي طاهر ؟
- أصبحت (مقاتل) الشيعة العراقيين في زمن حكم الشيعة تُبث على ال ...
- - أنفسنا السنة - لكن - لعن الله الواثق - !
- طوفان الدم والجثث المتعفنة وخيبات الأباء في قصائد سيغفريد سا ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين كركوش - السياسة الأميركية في العراق : هل بدأ العد التنازلي للانتقال مِن نشر الفوضى إلى مرحلة قطاف ثمار الفوضى ؟ ج 1