أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - حثالة البرجوازية والموازنة














المزيد.....

حثالة البرجوازية والموازنة


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5328 - 2016 / 10 / 30 - 22:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اهم المسائل في مشروع قانون الموازنة لم تمسها سياسة التقشف، هي عدم تقليل الرواتب الفلكية لجميع المناصب الرئاسات الثلاثة واعضاء البرلمان والقضاء في المحكمة الاتحادية وغيرها، سوى البند العام في الاستقطاع والذي اشار الى ٤,٨٪، وعدم الغاء العديد من المناصب الطفيلية والزائدة في مجمل مناصب العملية السياسية المذكورة، اسوة ما ذهبت اليها شروط صندوق النقد الدولي كما ذهبت الى عدم توظيف العاملين في مؤسسات الدولة، ومنح الاجازات الى الموظفين لمدة ٥ سنوات براتب اسمي، والمسألة الاخرى تحويل الاستقطاعات الى مؤسسة غير رسيمة وهي الحشد الشعبي ولم يقرها البرلمان. والحق يقال ان الموازنة ذهبت في تقليل عدد مركبات الرئاسات الثلاثة ونواب رئيس الوزراء، والتي لا تشبع ولا تسمن في سد عجز الميزانية الذي يقدر بـ٢١٪. ولكن بموازاة ذلك كما اشرنا في مناسبة اخرى، أعيدت الاستقطاعات لرواتب اعضاء البرلمان والتي تقدر بـ٤٠ مليون دينار لكل شخص منذ بداية العام الحالي. ونترك جواب السؤال التالي للقارئ، لماذا لم يتبرع لا البرلمان ولا الحكومة الحالية بـ٤٠ مليون دينار الذي اعيد لكل عضو في البرلمان للحشد الشعبي والنازحين؟
بيد ان اهم القضايا التي تعتبر غير قانونية وغير دستورية في الموازنة هي التخصيص المالي لمؤسسة الحشد الشعبي من استقطاعات رواتب العمال والموظفين والمتقاعدين، اذ تعتبر عملية التفاف كبيرة على سرقة تلك الشرائح الاجتماعية بوضح النهار من جهة، وعلى تمويل ميليشيا مسلحة غير قانونية من ميزانية الدولة بشكل رسمي. والا لماذا لم يلحق تمويل الحشد الشعبي بميزانية وزارة الدفاع؟ والجواب واضح كي تكون هذه المؤسسة مستقلة عن وزارة الدفاع ماليا وعسكريا، وتستخدم كجهاز قمعي بيد قوى الاسلام السياسي الشيعي في ضرب المعارضين، وعدم اعطاء اية فرصة بمن يستلم وزارة الدفاع في تهميش الحشد الشعبي او نقل قياداته او تغيير تركبيته، وخاصة الكل يعلم بأن وزارة الدفاع من حصة "السنة" على الاقل خلال المدى المنظور.
لنعود من جديد الى مشروع قانون الموازنة، ويعتمد بنسبة اكثر من ٩٠٪ على ريع النفط والقروض والضرائب. لنبدأ بريع النفط فيذهب قسم اساسي منه الى تمويل الدواوينية الطفيلية التي تتكون من اعضاء الرئاسات الثلاثة ومجلس النواب ومجلس القضاء، من معاشات ورواتب ومصاريفهم الخاصة وملحقاتهم من الحمايات والمركبات والموظفين الدرجة الاولى، والى وزارة الدفاع والداخلية التي اثبتت احداث العاشر من حزيران ٢٠١٤ يوم سقوط الموصل بأنها أكثر المؤسسات الفاسدة على الاطلاق، وحرابها ابدا موجهة ضد العمال والموظفين والعاطلين عن العمل لفرض القوانين القمعية والتعسفية المذكورة عليهم. والقسم الاخر من ريع النفط يذهب لتمويل مشاريع السرقة والنهب الوهمية والحقيقية اضافة الى فوائد قروض المؤسسات الدولية كما هو واضح في الموازنة. اما الجزء الاخر لتمويل الموازنة، فيستند على الضرائب. فكما هو معروف في بلدان العالم الذي هناك فيها الحد الادنى من احترام آدمية البشر، فهناك ضرائب يدفعها العمال والموظفين من رواتبهم، ولكن يحصلون في مقابلها على خدمات الكهرباء وتعبيد الشوارع وتنقية البيئة والصحة والتعليم وتوفير المتنزهات في المناطق والاحياء وتنظيف الشوارع. الخ. لكن في "العراق الجديد" يفرضون الضرائب على المجتمع دون اي مقابل. فلا الكهرباء موجودة ولا الشوارع معبدة، وجبال من الزبالة تزيين المدن بدل من المتنزهات، وفي فصل الشتاء تغرق البيوت نتيجة الامطار الممزوجة بالمياه الاسنة والمستشفيات اصبحت خاوية وهكذا دواليك. وكما قال عادل امام في مسرحيته الشهيرة "شاهد مشافش حاجة" التي عرضت في عقد السبعينات، انه يدفع فاتورة التلفون وليس لديه تلفون. وفي التحليل الاخير، ان المواطن يدفع "إتاوة" وليس ضريبة لأنه محظوظ اذ ولد بغفلة من الزمن في جغرافية اسمها العراق والتي اعتبرت من اسوء البلدان الثلاثة للمعيشة في العالم.
وتزامنا مع مشروع قانون الموازنة سن قانون حظر المشروبات الروحية، واصدرت وزارة التعليم العالي، قرار بمنع حرية اللبس في الجامعات بالنسبة للطلبة. وهنا لا نقصد ابدا الزي الموحد، بل نقصد مواصفات اللبس بأن لا تلبس الطالبة "تنورة" فوق الركبة ولا تكون ضيقة والتدخل حتى في أرتفاع كعب الحذاء بأن لايتجاوز 5( سم)، وينطبق عدم اللبس الضيق على ايضا على الطلاب. واذا ما تمعنا بحزمة القوانين والقرارات الصادرة في العراق ، بدءا بالبطاقة الوطنية العنصرية، وسياسة التقشف التي كل يوم تزيد من شد الاحزمة على بطون العمال والموظفين، وقانون حظر المشروبات الكحولية، وتأسيس ميلشيات مسلحة اسمها الحشد الشعبي وقانون الاحزاب التي هي نسخة طبق الاصل من قانون الاحزاب رقم ٣٠ عام ١٩٩١ الذي صدر في زمن نظام صدام حسين، ومشروع قانون حرية التعبير الذي يخنق التعبير بامتياز اذ ذيل بعبارة وجمل "ان لا يخل بالنظام العام والآداب" الفضفاضة، حيث اجري عليه قراءة اولى، فأن العراق يمضي الى دولة افقار ودكتاتورية اسلامية طائفية وفاشية سافرة كما نوهنا من قبل.
ومن تتبع تلك القوانين والقرارات، فأن الطبقة البرجوازية الجديدة الحاكمة في العراق والتي تشكلت بعد الاحتلال، بفضل سرقة ريع النفط وتجويع الجماهير، ليست لديها اية مشكلة مع البرامج الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي طرحتها حكومة المالكي او التي تطرحها حكومة العبادي، في خنق العمال والموظفين والعاطلين عن العمل والنساء والشباب على جميع الاصعدة، فهي متفقة فيما بينها. ولكن مشكلتها تكمن في تشرذمها السياسي التي تكمن في الصراع على حصة الامتيازات والنفوذ.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هو التملق ام الخوف من الاسلاميين؟
- الاوغاد لا يقضون على داعش
- سكان الموصل ومصير دولة الاسلام الشيعي
- الاوضاع السياسية في العراق.. ملاحظات اولية حول تقسيم العراق ...
- فاشية الدولة التركية والاستحقاق السياسي في العراق
- انهم يذرفون الدموع على حلب! ما امس الحاجة اليوم الى اممية ما ...
- سمير عادل -عضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العرا ...
- الطبقة العاملة وحرامية الخضراء ومناسبة العاشوراء
- تقسيم العراق نحو تقسيم الكعكة
- مجلس السياسات الاستراتيجية بين معركة الموصل وصك الاسنان
- مجلس النواب ودكتاتورية الحرامية
- اقالة العبيدي: رسالة للجماهير واخرى للإخوة الاعداء
- عصابات العشائر وعشائر العصابات
- دفاعا عن ناهض حتر..في الدفاع عن حق الرأي والتعبير
- عام على مهزلة اصلاحات العبادي.. عام من نشر الاوهام
- ترامب لم يقفز من السماء
- العامل وعضو البرلمان
- التعليم الجامعي وابناء العمال والكادحين هدية صندوق النقد الد ...
- ما وراء الاستعراض العسكري في ساحة التحرير
- التراجيدي البريطاني والكوميديا العراقي في تقرير تشيلكوت


المزيد.....




- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
- عاجل | مراسل الجزيرة: 17 شهيدا في قصف إسرائيلي متواصل على قط ...
- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - حثالة البرجوازية والموازنة