حميد تقوائي
الحوار المتمدن-العدد: 5328 - 2016 / 10 / 30 - 21:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حرب الموصل والدونكيشوتيون "اعداء الامبريالية"!
حميد تقوائي
احد الدلائل التي تعتمد عليها القوى اليسارية من موقفها " المعادي للامبريالة" و ظاهريا السوبر راديكالي هي ادانتهم الهجوم على الموصل قائلين" اننا ضد للرأسمالية ولسنا ضد ألأسلام السياسي!". في عالمهم الالهي فان الأسلام السياسي لا ربط له بالرأسمالية! الا نستطيع بنفس هذه الدلائل فصل الحركات القومية و الفاشية و والعرقية و المعادية للمرأة والعنصرية المعادية للمهاجرين و غيرها عن الرأسمالية معلنين اننا ضد الرأسمالية ولكن لسنا ضد هذه الحركات الرجعية ؟!
ان القوى اليسارية اللاهوتية المتماسكة من امثال مجموعة ال س . دبليو. بي SWP في بريطانيا قد وصلت الى هكذا استنتاج وتدافع علنا عن حسن نصر الله و احمدي نجاد!، فبالنسبة لهؤلاء الدونكيشوتيين الذين يعلنون الحرب على الرأسمالية في اذهانهم، بينما هم في الواقع يصبون الماء في طاحونة الرأسمالية!، فان الرأسمالية بالنسبة لهم عبارة عن مفهوم تجريدي يجب محاربته في الكتب و على الورق. اما في العالم الواقعي فانهم لا يدمغون بالنضال ضد الرأسمالية في قيافتها و تجسداتها السياسية. انهم عندما يواجهون قوى من امثال داعش و القاعدة و حسن نصرالله و الجمهورية الأسلامية الذين يلجون الميدان باسم المستضعفين و "معاداة امريكا" فهم يقفون الى جانبهم بشكل رسمي و عملي او على الاقل يقفون موقفا سلبيا مختارين الحياد.
اليوم ينبهوننا هم انفسهم بان هزيمة داعش ستدفع بالوضع نحو الاسوأ ! الداعشيون في ايران، ومن اجل تبرير حكومتهم الالترا رجعية و المعادية للانسان، يقولون نفس الشيء: بسقوط الجمهورية الأسلامية فان الوضع سيزداد وخامة أكثر.
وجهة النظر هذه و الموقف اليساري المريخي هذا لا يختلفان عن معاداة أمريكا على شاكلة الخميني وخامنئي و لكن باطر والفاظ يسارية. لا يمكن تقديم هدية افضل من هذه للرأسمالية المعاصرة! لذا فان نقد وفضح هذه الأشكال الدونكيشوتية اليسارية تشكل جزءا من النضال ضد الرأسمالية المعاصرة.
26 اكتوبر 2016—من الصفحة الرئيسية للحزب الشيوعي العمالي الأيراني
ترجمة سمير نوري
*دون كيشوت / هي رواية اسبانية للكاتب الاسباني ميجيل دى سيرفانتس ويعتبر "دون كيشوت" أو كما تنطق بالاسبانية (دون كيخوتة) واحدة من الروائع العالمية في الأدب الروائي الساخر.
#حميد_تقوائي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟