أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - مازن كم الماز - دماغ لينين - بول غريغوري














المزيد.....

دماغ لينين - بول غريغوري


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5328 - 2016 / 10 / 30 - 12:51
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


الدروس ( من قصة دماغ لينين )

ما زالت قصة دماغ لينين مثيرة حتى اليوم . لقد أصبحت موضوعا لرواية و ما تزال الكتابات العلمية عن فوغت و أبحاثه على دماغ لينين تنشر حتى اليوم في المجلات العلمية . كما قلت من قبل , إن القصة كما وردت في الأرشيف السوفيتي الرسمي تطرح عدة أسئلة و ألغاز . أولها لماذا كان ستالين راغبا في إبعاد فوغت عن المشروع . كان فوغت في محاضراته و كتاباته العامة يدافع عن الرأي القائل بأن دماغ لينين كان يملك علامات تشريحية للعبقرية . هذا ما قاله على ما يبدو أمام "مجموعة صغيرة من القادة السوفييت" عام 1929 . لماذا إذن كان يمثل خطرا على الجانب السوفياتي ؟ كان فوغت يعمل في إطار العلم العالمي , حيث يرحب بالجدال و بالأطروحات المعارضة , لا في البيئة الخاضعة , المسيطر عليها جيدا , للعلم السوفيتي . "اكتشافات" فوغت عن عبقرية لينين كان يمكن تحديها علنا و حتى قلبها رأسا على عقب , مثل الافتراض المضاد أن "الخلايا الهرمية العملاقة" للينين قد تكون علامة على التخلف العقلي . في "العلم" "السوفيتي" لم تكن هناك أطروحات معارضة خاصة عندما يكون خط الحزب هو ضرورة التأكيد على عبقرية لينين . اللغز الثاني هو لماذا أضيفت ملفات اللجنة المركزية عن دماغ لينين من قبل المؤرشفين الروس إلى المجموعة ألأرشيفية "محاكمة الحزب الشيوعي" . جمعت هذه المجموعة الأرشيفية كدليل إثبات من قبل المدعين في القضية ضد الحزب الشيوعي التي جرت في وقت مبكر من حكم يلتسين ( و التي لم تتعرض أبدا للقضايا الرئيسية في الإرهاب أو القمع السابق ) . لذلك يفترض أن ضم هذه الملفات يعني أنها تمثل دليلا ما على الأخطاء أو الجرائم التي ارتكبت . لكن ما هو الخطأ أو الجريمة في هذه الحالة ؟ "الجريمة" هو أن ملفات دماغ لينين تكشف النخبوية الهائلة ( المتطرفة ) للنظام السوفيتي . رغم أن الاتحاد السوفيتي كان "دولة عمال و فلاحين" لكن العمال و الفلاحين لم يكونوا يوما في موقع المسؤولية , كانت الدولة تدار "نيابة عنهم" من قبل ستالين أو المكتب السياسي . كان يجب السيطرة على العمال و الفلاحين من قبل البلاشفة الأذكياء و حتى العباقرة الذين يعرفون أفضل من الجميع , ما هو جيد لهذه الجماهير . في أحاديثهم الخاصة تحدث البلاشفة عن العمال و الفلاحين بسخرية . في اجتماعات المكتب السياسي في منتصف العشرينات وصف الفلاحون بأنهم جشعون و مستعدون ليضعوا أيديهم على أية قطعة أرض حتى لو كانت تعود للقديس بيتر . و العمال بأنهم نكدين , غير راغبين في العمل و لا يمكن الوثوق بهم . لم يلتق لينين حتى قيام الثورة البلشفية بعامل أو يذهب إلى معمل . من دون حكم تلك النخبة المستنيرة على الجماهير غير المنضبطة لن توجد أبدا جنة للعمال و الفلاحين . بناءا على هذا المنطق يجب أن يكون مؤسسو ديكتاتورية البروليتاريا أنفسهم فوق ( متفوقين على ) الجميع . عبر عن هذه الفكرة ليون تروتسكي عندما علق على تراجع حالة لينين الصحية : "كان لينين عبقريا , يولد العبقري مرة واحدة في القرن , و تاريخ العالم يعرف اثنين فقط من عباقرة الطبقة العاملة : ماركس و لينين . لا يمكن خلق العبقري و لا حتى بأمر من أكثر الأحزاب قوة و انضباطا , الحزب هو الذي يمكنه أن يحاول أن يعوض عن تلك العبقرية طالما كانت غائبة , بمضاعفة جهوده الجماعية" . مقارنة فوغت دماغ لينين بأدمغة "الناس العاديين" و حتى المجرمين هي قمة تدنيس المقدس . أما العلماء السوفييت ذوي المواقف السياسية "الأكثر صحة" فقد قاربوا هذا الموضوع الحساس بدقة أكبر بمقارنتهم دماغ لينين مع أدمغة الشخصيات الرائدة في العلم و الفنون , و حتى هنا كان عليهم أن ينتهوا إلى استنتاج تروتسكي نفسه – أن دماغ لينين كان أكثر تفوقا حتى من أدمغة كبار العلماء و الشخصيات الأدبية . اللغز الأخير هو لماذا بعد انتظار 11 عاما من الدراسات لم يقم ستالين بنشر تلك الدراسات التي تتحدث عن عبقرية لينين في الصحافة السوفيتية الخاضعة جيدا للرقابة ؟ أحد التفسيرات قد يكون أن ستالين لم يرغب في عام 1936 , بينما كان يعقوم بإعدام خصومه السياسيين , بتذكير الحزب بلينين "العبقري" الذي كان يعامل خصومه بطريقة أكثر إنسانية . و قد تكون عادة كتم الأسرار عصية على التغيير . كل الوثائق في الملف بين عامي 2925 و 1936 عنونت ب"سري" أو "سري للغاية" . لم يعلن أبدا عن أن دماغ لينين كان قد خضع للدراسة . إبلاغ الناس بأن العلماء السوفييت قد وجدوا أن لينين كان عبقريا , كان أكثر مما كانت القيادة السوفيتية المهووسة بالأمن قادرة على أن تتحمله .

نقلا عن
https://rosswolfe.files.wordpress.com/2016/05/paul-r-gregory-lenins-brain-and-other-tales-from-the-secret-soviet-archives.pdf



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعوم تشومسكي عن سوريا : مجموعة قاتمة من الخيارات
- من هو السجين هنا ؟ - بول غريغوري ... عن حراس معسكرات الغولاغ
- نصوص لدانييل خارمز مهداة إلى حلب
- ليس دفاعا عن تشومسكي - تعليق على مقال الرفيق فؤاد النمري
- الأناركية و القومية
- نظرة تاريخية على الموقف من المثلية الجنسية في العالم الإسلام ...
- فيصل القاسم و دي كابريو و بوتين و السوريون
- لقد أنقذوا دماغ لينين
- الدم الذي لا ينتهي
- الأناركيون الروس يتساءلون : هل انتهت أنتيفا ( حركة معاداة ال ...
- من الإنسكلوبيديا الأناركية – الأناركية , الهرمية
- مقتطفات من -لماذا لست مسيحيا- لبرتراند راسل
- برتراند راسل عن اللاأدرية
- الأغبياء , إنهم يشتمون النبي محمد
- هل يجب أن نسخر من الأديان ؟ لتوني غيبسون
- حلب
- ران برييور عن ( فيلم ) أفتار
- رسالة مفتوحة إلى الرفيق جيلبر الأشقر
- هل ساعد النظام السوري فعلا في صعود الإسلاميين
- حركة احتلوا وول ستريت : الديمقراطية ضد التسيير الذاتي


المزيد.....




- ما ردود فعل دول أوروبا على إعلان ترامب رسوم -يوم التحرير-؟
- الحرية الأكاديمية في خطر: قرارات ترامب تهدد تمويل الجامعات ا ...
- غارات إسرائيلية تستهدف مطارين عسكريين في سوريا
- وزير الدفاع الإسرائيلي: العملية العسكرية في غزة تتوسع لاستيل ...
- قائمة بالرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على الدول العربية.. ...
- الرسوم الجمركية..قواعد ترامب ترعب أوروبا
- ترامب يلاحظ -تعاونا جيدا- من قبل روسيا وأوكرانيا بشأن السلام ...
- -ديلي إكسبريس- نقلا عن مصدر مقرب من إدارة ترامب: إيران قد ت ...
- الخارجية السورية: تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري وإصابة ا ...
- وزير الخارجية الفرنسي يحذر من صدام عسكري مع طهران إذا انهارت ...


المزيد.....

- نعوم تشومسكي حول الاتحاد السوفيتي والاشتراكية: صراع الحقيقة ... / أحمد الجوهري
- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - مازن كم الماز - دماغ لينين - بول غريغوري