أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد مهران - السياسة والدين والأخلاق














المزيد.....

السياسة والدين والأخلاق


مصطفى محمد مهران

الحوار المتمدن-العدد: 5328 - 2016 / 10 / 30 - 00:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعجب كثيراً من مصطلحات تنسب للسياسة كلمة الاخلاق أوالدين مثل أخلاقيات السياسة ، أو الإسلام السياسي ، أو الدين السياسي ، فنسب كلمة سياسة لدين معين هو ظلم بيِّن لهذا الدين ، لأن السياسة شيء متغير ومتذبذب لا يعرف أي قيم أاو تقاليد أو أوامر ، ومن يمارسون السياسة بواجهة دينية هو كمن قال فيهم الله تعالى "يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم".
أما عن أخلاقيات السياسة فهو مصطلح متنافر ، لأن السياسة لا تعرف الأخلاق ، فاذا وقعت الحرب فلا تتحدث عن الاخلاق ، الحرب نفسها فعلٌ لا أخلاقى ، وعندما تقوم الثورة أو يقع الانقلاب فلا تتحدث عن الأخلاق ، لإنهما يؤديان فى الغالب إلى أحداث فوضوية لا أخلاقية .
يُخطيء من يتصور أن هناك منافسة شريفة ، فالمنافسة على السلطة معناها سحب قدميك عند فرض قدماي ، إما أنا أو أنت ، غالبٌ أو مغلوب ، وفي سبيلها ؛ أي فى سبيل السلطة أنت تطيح بكل من يصارعك عليها أو ينافسك فيها أو حتى يكون عدو محتمل فتؤده وهو في المهد.
لذلك أي حضارة في التاريخ قائمة أساساً على الحروب والصراعات ، سواء أكانت صراعات داخلية أو حروب مع دول أخرى خارجية ، حتى ولو كانت هذة الحضارة حضارة دينية مثل حضارة مصر القديمة مثلاً ، أو حتى الحضارة الاسلامية ؛ فحضارة مصر القديمة لم تقم إلا بعد تأسيس الدولة القديمة ، ذلك على إثر توحيد القطرين وما سبقه من صراعات داخلية أدت إلى توحيد القطبين الشمالى والجنوبي ومن ثم بدء العصر المسمى ب"عصر الاهرامات" ، كما أن الدولة الوسطى لم تقم أيضاً إلا بعد صراعات داخلية استمرت لمئات السنين اختتمت بتوحيد القطرين ثانيةً واستكمال قصة الحضارة ، أما عن الدولة الحديثة فلم تؤسس إلا بعد حرب الهكسوس وطردهم من مصر وتحرير البلاد ثم الحملات التوسعية لتحتمس الثالث ومن بعده رمسيس الثاني.
وعندما أذكر أن الحضارة الإسلامية قامت بعد صراعات وحروب ، فهذا لا يعنى أن الإسلام انتشر بحد السيف ، فحاشا لله ، بل يوجد فرق شاسع بين فترة الدعوة إلى الإسلام والحضارة الإسلامية ، فالحضارة لم تقم إلا بعد استتاب الدين وانتشاره ، والفترة الدعوية للإسلام والتى استمرت لعقود ، هي مشابهة تماماً للفترة الدعوية لسيدنا موسى وما تخللها من هجرة وخروج وصبر ومعاناه ، وهي أيضاً مشابهة للفترة الاولى للمسيحية وهروب السيد المسيح مع أمنا مريم العذراء من فلسطين إلى مصر ، واضطهاد الرومان للمسيحيين وتهجيرهم وقتلهم وتشييد الاديرة للتعبد في الصحراء خفية .
وإنما قصدت القول بان الحضارة الاسلامية نفسها انقسمت الى عدة دول هذة الدول تصارعت مع نفسها لتفرض كل دولة مذهبها وطريقة حكمها ومدارسها وطرز فنونها وأساليب عمارتها ، كما حاولت هذة الدول ربط دويلاتها مع بعضها البعض لبسط نفوذها وسيطرتها على بعض الأراضي والبلدان المجاورة لها حتى وصل نفوذ الدولة العثمانية إلى أوروبا ، ليختتم بها تاريخ أعظم وأنبل وأرقي حضارة عرفتها الإنسانية وهي الحضارة الاسلامية.
لكن في الحقيقة مقولة فصل الدين عن السياسة هي ليست مقولة ليبرالية بالمرة ، بل هي مقولة في صلب سياسة التيار الديني نفسه ، حتى وإن لم يصرح بها ، بل وإن صرح بمعارضتها ، بل وإن آمن بمعارضتها ، لأنه أول من نفذها وأدخلها في مجال السياسة .
وفي النهاية ، فإننى أشدد على أن السياسة لا تمت للأخلاق أو للأديان بصلة ، فالسياسة لا دين لها ، بل هي ممارسة بعيدة عن أى مباديء أو قيم أو أخلاقيات أو حتى قوانين وضعت لتحد من غريزتها الشيطانية.
د.مصطفى مهران



#مصطفى_محمد_مهران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصلحة
- بيع الأثار بين إحلال الدين وتحريم الدولة
- المرشد السياحي : حكاية مهنة تحتضر


المزيد.....




- ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا ...
- السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا ...
- -صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ ...
- بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا ...
- مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع ...
- إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا ...
- مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا ...
- من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
- غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ ...
- طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد مهران - السياسة والدين والأخلاق