أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نوري جاسم المياحي - الدهاء السياسي سلاح ضروري للضعفاء















المزيد.....

الدهاء السياسي سلاح ضروري للضعفاء


نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 5327 - 2016 / 10 / 29 - 19:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كلنا نعلم ان مصير المواطن في السراء و الضراء ...سعادة او شقاء ..يتحكم به السياسي ومن بيده الامر والقرار ..والواقع المؤلم الذي يمر به العراقيين اليوم وبسبب قلة من الساسة غير المؤهلين لتوفير فرص الحياة الكريمة للمواطن ..وفي كل مجالات الحياة ..وانهاء النزاعات لمحلية والإقليمية باتباع سياسة عقلانية حكيمة نفتقدها بشكل واضح ..
فبالأمس لفت انتباهي موقف كان الاجدى والاجدر بالحكومة العراقية ان تتبناه في السياسة الخارجية .. ودون ان تخسر شيء وانما تثبت وجودها على الصعيدين الإقليمي والدولي ولكن الأسف العراق في هذه الأيام يفتقد الى ساسة حرفيين ودهاة ..
فليس خافيا على المراقب المستقل ان سياسة العراق الخارجية فاشلة فشل ذريع ومخجل وانا اعلم وكل من يحب العراق يعلم ان الولايات المتحدة وفي مخططاتها ومن قبل الاحتلال وضعت الخطط المفصلة لارتهان إرادة واستقلال العراق وحتى مستقبله ..فاختارت لهذه الغاية اشخاص مزدوجي الولاء والجنسية لتنفيذ مخطاطتها بشكل مباشر او غير مباشر... ومنذ 13 سنة ونحن نلاحظ ذلك وكل النكبات والماسي التي مرت بالعراقيين والتي سيمرون بها بسبب ولاء هؤلاء الساسة لدول الجوار ونسوا وطنهم ...سوآءا كانوا مع هذا الطرف او الطرف المعادي ويبقى شعبنا هو الضحية ويدفع الثمن من دماء شبابه ..
ولكي لا اطيل عليكم ..كل من يتصدر اليوم كقادة سياسيين في المشهد السياسي هم من العراقيين ومن مواطني بريطانيا العظمى ..اي باختصار شديد قلبه مع بريطانيا ولسانه مع العراق ..ومنهم على سبيل المثل وليس الحصر وزراء خارجيتنا الاولين واللاحقين ..حرص الوزير الاول على ترسيخ علاقات الإقليم بالعالم الخارجي. والعراق في المرتبة الثانية ..وعندما بدل ..فقد بدل بوزير يتهم بانه طائفي وان الرجل ولاءه لإيران ..وانا أقول ( واعوذ من كلمة انا ) يا طائفيون ..اتقوا الله وارحموا شعبكم فالرجل هو وغيره ولاءهم للعرش البريطاني والطائفية للاستهلاك المحلي ..
والذي يحز بقلبي ان ساستنا من رعايا بريطانيا نسوا او يتناسون ان بريطانيا العظمى وساستها هم قمة في الدهاء السياسي وهي التي تحرك أمريكا ومحميات الخليج وغيرها ولم يستغلوا هذه الميزة لحفظ ماء وجه الشعب العراقي بعد الاحتلال (بعد ان وقع الفأس بالراس) ..
ولكن للأسف لم اجد احد رعاياها من قادة العراق الحاليين استغل هذه المواطنة لصالح شعب العراق ..ولم اسمع يوما ما خبرا ..مثلا (ومن باب المجاملة على الأقل) ان رئيس الوزراء او وزير خارجيته التقى بملكة بريطانيا (وقدم لها فروض الطاعة باسم شعبنا المظلوم )او رئيس وزراءها او حتى وزير خارجيتها ..لسبب بسيط من وجهة نظري ...البريطانيون لا يحترمون مواطنيهم السياسيين من اصل عراقي.
كلنا نعلم ان العراق اصبح ضعيفا بعد الاحتلال ولا احد يشكك في ذلك وأنا شخصيا اشعر بعدم الارتياح عندما اشاهد شابا معمما يلبس الملابس العسكرية وبدلا من الخوذة المعدنية يلبس عمامة ويتكلم بلغة العسكر وهو لا يفقه بها شيئا...فللعسكرية رجالها ...وكما يقول العراقيون (ضاع الداس ياعباس )..
الدهاء والحنكة السياسية هي موهبة وليست وراثة عن الاب والجد .. وليست بلبس الجبة والعمامة واطالة اللحية ومسك السبحة ... وانما باختيار الشخص المناسب للمنصب المناسب ..وشعبنا ضحية لهؤلاء الناس ...واقولها بصراحة وانا لست من المدافعين عن بريطانيا ولست من حملة جنسيتها ...وحتى لم ازر بريطانيا يوما ..وليس لي احد في بريطانيا ...ومع هذا انصح العبادي وغيره من حملة الجنسية البريطانية ان يستعينوا بالدبلوماسية البريطانية لسد النقص والفشل في السياسة والدبلوماسية العراقية ( مثلا لتبني شكوى العراق في مجلس الامن ضد الاحتلال التركي ) كي لا يبقوا لقمة سائغة لكل من هب ودب من دول الجوار ...
فليس عيبا ان يستعينوا ببريطانيا وهي دولة عظمى ولها مصالحها التاريخية بالعراق وهي أيضا وطنهم وهم رعاياها وبالتأكيد ستهب لنجدتهم ان احسنوا التصرف والسلوك معها ... لان العراق اليوم احوج ما يكون الى صديق ولو كان مصلحيا ..وهذه وجهة نظر شخصية بحتة ولو انني واثق ان الكثيرين لا يتفقون معي بحجة الترويج للاستعمار البريطاني ..
بالأمس عقد اجتماع ثلاثي ضم وزراء خارجية كل من روسيا وايران وسوريا ...واقول لوزير خارجيتنا المبجل ..داعش وانصارها ومن لف لفهم يعتبرونك صفويا وخادما لإيران وينسون انك بريطاني ...ما ضرك لو حضرت هذا المؤتمر او هذا الاجتماع ولو بصفة مراقب ؟؟ ان كنت تخاف من زعل أمريكا ......وبهذه الحركة البسيطة والتي لو قمت بها لدوخت الدبلوماسية الامريكية وحتى البريطانية ولكن للأسف لا تستطيع القيام بهذه الخطوة الجريئة ...لأنك (مو كدها) مثل ما يقول العراقيين ..
فمن لم ينظر في السياسة الخارجية ببعد نظر فقد ضيع الكثير من الفرص الذهبية في خدمة العراق ..فروسيا اليوم والرئيس بوتن بالذات ورقة رابحة للضغط على امريكا وحلفاءها من الطامعين بالعراق ولو احسنت استخدام هذه الورقة ( بعد ان تنظف وزارتك ممن لا يمت للخارجية بصلة من الحبربشية واللكامة ) ....
وكم من أمة قضى عليها غباء وغرور زعمائها ومنها عراقنا الحبيب وشعبه الذي يتجرع الذل والهوان بسبب احزاب دينية طائفية محاصصتيه حقيرة .. وعلى الاقل اقرأوا التاريخ وتعلموا منه السياسة ودهاءها وحتى ولو من اعداءكم ..
قال المغيرة بن شعبة وهو احد دهاة العرب الخمسة يصف سياسة الخليفة الثالث (رض) كان عمر أفضل من أن يَخْدَع، وأعْقَل من أن يُخدَع.
يقول ابن خلدون في مقدمة تاريخه: إنَّ العرب أبعد الأمم عن سياسة الـمُلْك. وهذه الايام تثبت صدق قول هذا الفيلسوف ...فلننظر حوالينا من يقتل بعضنا البعض ..نجدهم ملوكنا وقادتنا ..ويعزي السبب في ذلك في عدم اجادتهم السياسة هو تعودهم على حياة البداوة وهذا كان في زمانه ..اما اليوم فهو في رايي العيش الرغيد والتمرغ والعمالة في احضان المستعمر الجديد
ويقول ابن خلدون في مقدمته .. إن علماء الدين من بين البشر هم أبعد الناس عن السياسة ومذاهبها. وللأسف نجد اليوم (العكام) والمعمم وخطباء الجوامع هم الساسة ويحولون الدين الى احزاب سياسية ..ويشرح سبب عدم صلاحية رجل الدين للسياسة هو اعتمادهم على الامور الذهنية والنظريات الفكرية والاعيب اللغوية ( كصاحبنا الوزير ) ... اما السياسي فملم بواقع الحياة اليومية والحال ..اي ان العالم نظري والسياسي واقعي عملي ..
وهذا لا يعني استغناء السياسي عن دور العالم كليا وانما بعض الاحيان يستشار في النظر والتمحيص والمشورة ... والقرار يترك للسياسي وحسب تقيمه لمصلحة المجتمع ..
ومن الامثلة على ذلك كان هناك وزير تونسي يعقد مجلس من علماء جامع الزيتونة، ويستشيرهم فيما يهمه من مسائل العامة، فيشبعونها بالبحث والتمحيص والمناقشة ومتى وصلوا الى حل ناجع وصحيح ..نرى الوزير يرقص فرحا من السعادة ..ويردد قائلًا: لا تتقدم أمة إلا بعلمائها.
وشتان بين عالم حقيقي قلبه وعقله مع شعبه ومعمم لا يفقه في السياسة ولافي العلم شيء وكمثل على ذلك ان أحدهم طلق العنان للسانه ودون ان يعي خطورة تأثير قوله على الاخرين عندما يقول (سننتقم من قتلة الحسين من اهل الموصل) وبذلك اجج الاحقاد الطائفية ونيرانها بعدة كلمات اضرت بشعب العراق ولم تنفع اهل الموصل...والكل تسأل ما علاقة اهل الموصل بقتلة الحسين قبل 1400 سنة ..؟؟
والخلاصة ليس كل من لبس العمامة اصبح عالما ...وليس كل من صار وزيرا للخارجية اصبح سياسيا وداهية من دهاقنة السياسة ..وليس كل من جلس على الكرسي اصبح قائدا ..
مسكين شعب العراق يبقى هو الضحية ...
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا



#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا مخادعة ومصلحية فاحذروا الاعيبها
- اللا شرعية اصبحت بالقوة والعنجهية شرعية
- الإسراع بمعركة الموصل وعواقبها
- الحقد الطائفي يقتل حب الوطن
- لا للحرب مع تركيا وار دوغان
- ذكريات طفولتي عن عاشوراء
- لعبة جر الحبل بين الروس والامريكان وعواقبها الخطيرة
- رفقا بشعبنا المظلوم ياخلفاء الله بالأرض
- ظاهرة الدعارة المشرعنة دينيا
- السعودية وسيناريو الفخ الأمريكي
- هل العراقي يقرأ الممحي ؟؟
- دوافع تهميش الاخرين أنانية وليست عقائدية
- المهمش يهمش المهمش
- زماننا أيام زمان
- بعضهم ارهابي وان لم ينتمي للارهاب
- حفيدة سيبويه تبعث من جديد
- بدأ اللعب الأمريكي على المكشوف
- عذرية وبكارة العراقيات كما افهمها
- مقلب من مقالب أيام زمان
- الجشع والمرض وكفن الميت


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نوري جاسم المياحي - الدهاء السياسي سلاح ضروري للضعفاء