|
ملاحظات حول الحركات الإسلامية بالمغرب
محمد البوزيدي
الحوار المتمدن-العدد: 1416 - 2005 / 12 / 31 - 06:58
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أصبح نقاش موضوع الحركات الاسلامية يتوزع في التحليلات الحالية ما بين التأريخ للموضوع من زاوية كرونولوجية، إلى التصدي للطروحات المختلفة لمختلف الفصائل بعقلية "إقصائية" أو "استئصالية" إلى التطرق لعملها بعيدا عن مشروعها المجتمعي وصولا لطرح السؤال : لماذا فرضت أو تحاول فرض نفسها كرقم صعب في المعادلة ؟ هل هو التلهف للسلطة مثل باقي التيارات السياسية أو الإصلاح الموعود المغلف بالتربية الخاصة للأتباع أعتقد أن الموضوع يخفي في وجهة نظري عمقا خاصا و هو أن الاهتمام بالحركات الإسلامية يجب أن يناقش سياسيا من ناحية مواقفها أو علائقها الاجتماعية و المتشبعة. بل يمكن التطرق له عبر ملاحظات متنوعة : 1. المشروع المجتمعي: ظل الجميع يناقش التوجهات ’الإسلامية’ دون نقاش مشروعها المجتمعي الذي يظل بعيدا دوما عن التحليل المعمق و ذلك في نظري راجع لأمرين اثنين: ــ عدم طرحه أصلا كتصور . فهل البرنامج الانتخابي اللحظي و الموسمي يعد مشروعا اجتماعيا،وهل تنظيم شخص واحد يختزل نظرة جماعة ما وتصورها كجماعة بل لماذا تصر جماعة العدل والإحسان على تقديم مؤلفات شيخها كانه المصدر الوحيد اين هو إنتاج الأطر الأخرى؟؟. و كلاهما البرنامج / المشروع يحارب من داخل الحركات إن لم يكن داخل نفس الفصيلة (حالة محمد البشيري ضمن جماعة العدل والإحسان / حالة محمد الخالدي ضمن العدالة و التنمية الذي فضل مع زملائه تأسيس حزب جديد بعد اليأس من إصلاح ذات البين داخل الحزب ) ومن ثم الانشقاق المحتوم من داخل الجزء المجزئ من الحركة الإسلامية . ــ البراغماتية السياسية:والذي مؤداه أنه داخل العمل السياسي لامحل للأخلاق بل الغاية تبرر الوسيلة 2. تجاوز هذا النقاش للمرور للممارسات العملية للتغطية على غياب هذا المشروع المتكامل في مختلف المجالات وفق تصور عصري. قد تتفق أن عبد السلام ياسين قدم مشروعه المتكامل ضمن إنتاجه المختلفة خاصة المنهاج النبوي .و سواء اتفقنا أو اختلفنا معه ,فهو موجود لكن أين هو مثلا لدى حزب العدالة و التنمية ؟؟ التي يعترف لها أنها نهلت لا و اقتدت بمسلكيات اليسار في فترة السبعينات لتحاول اكتساح المواقع المتعددة مرورا بالتركيز على الملف الاجتماعي نقابيا أو عبر العمل الاجتماعي القاعدي لكن قد يطرح السؤال :من منع الآخرين من التواصل مع مختلف الطبقات الإجتماعية؟؟؟ 3. السؤال المطروح: من يمثل الإسلام ؟ إن كان يمكن اعتبار هذه الحركات هي من يعبر عنه. فتصور السلطة السياسية مثلا يختلف لدى القطبين البارزين في المغرب من حزب العدالة و التنمية إلى جماعة العدل و الإحسان وصولا للجماعات السلفية، و كلها تطرح نفسها كتصور صحيح للإسلام مع محاربة/ و تكفير الآخرين. بل أن تصور حزب الاستقلال بدوره** الذي أعطى لجماعة بنكيران صفحة الإصلاح ضمن جريدة العلم في بداية الثمانينيات كمحاولة للعب على وتر الحركات الإسلامية واحتوائها كخزان للأطر وللأصوات الإنتخابية خاصة في لحظات عانت فيها من القمع المختلف .** يعلن عن نفسه كممثل للمشروع الإسلامي الحديث محاولا تغليفه بنفحات واقعية تضمر استغلالا سياسيا بطريقة فجة . 4. بحثت طويلا في الانترنيت عن تصور إسلامي يمكن أن تتفق عليه كل الحركات و لم أجده حتى تهت، و أقول الإسلام كتصور نظري وفق تصور حديث لتصريف الحياة العامة و كيف يمكن تطبيقه على أرض الواقع؟ و وفق أي مذهب أو منهج. و إذا أخذنا مختلف الدول و كلها تستند لهذه المرجعية ,و إذا قرأنا عن نظرة الحركات نفسها نجدها غير متفقة, بل حين يكون بمقدورها أن تكون في موقع معين لتكون الناطق الرسمي نجدها تقوم بمسلكيات ــ قد تفسر بالواقعية السياسية و النظرة الإستراتيجية ــ لكنها تضرب في الصميم بعض الممارسات التي أكدها الإسلام كمحاربة الظلم والتصدي للأعداء وضمان حقوق الإنسان ؟ كالمصادقة على قانون الإرهاب في البرلمان وطنيا /مسلكيات العدالة و التنمية في تركيا خاصة في العلاقة مع الكيان الصهيوني / الهجمات الإرهابية للسلفيين ــ نعت المختلف عنها بشتى النعوت ـالقدحية و تكفير الآخرين ولو من داخل التصور الواحد. 2البراغماتية السياسية : يمكن اختزالها في أسئلة مختلفة : ــ كيف يمكن الوثوق بحركات اتخذت ممن ساهم في تصفية جيش التحرير في الخمسينات زعيما لها ؟ وعلى الأكتاف ولمن لايعرف الخطيب يعود لتاريخه في الستينات ــ بل كيف يوثق بتسليمه حفيد أحد الموقعين على اتفاقية المطالبة بالاستقلال الذي احتمى به إلى السلطات التي كانت تبحث عنه ؟ ــ و لماذا نصر على تجاوز تاريخنا بكل بساطة لنحتفي بالبعض ؟ ــ ما هذا الإقصاء الذي تعرض ويتعرض له البرلماني ورئيس الفريق السابق الذي أبعد من الحزب تحت ضغوط وزارة الداخلية مصطفى الرميد والآخرون الذين أسسوا مؤخرا حزب النهضة و الفضيلة ؟ ــ ما معنى الانخراط التكتيكي داخل إطار تم خلقه شكل استمرارا لحزب إداري تم توظيفه بزعيمه الحالي لضرب الحركة الوطنية التقدمية في أواسط الستينات ؟ إنها ممارسات أولى تكفي للتموقف سياسيا من تيار يقدم نفسه كمطالب ب’عدالة’ اجتماعية و يطالب ب ’تنمية’ شاملة. ــ ما علاقة الأمر بوزارة الداخلية؟ أليست مختلف التطورات تبرهن وبالملموس أن اغلب الإطارات الإسلامية بالمغرب مازالت تتحرك وفق توجيه خاص ،وقد يبرر البعض ذلك أنه مفروض لكن في نهاية المطاف وبقبوله بتوجهات خاصة فقد انخرط في لعبة تحريك الدمى من بعيد ومن قريب. ــ ما هو تاريخ كل طرف النضالي ،رغم أن الشرعية التاريخية ليست حقوقا محفوظة لأحد ؟ قد نحاول تجاوز الأوصاف الانفعالية التي نادينا بها داخل الجامعة المغربية *الظلامية /الرجعية /....*و التي تدخل في إطار الصراعات الإيديولوجية اللحظية و التي مارسها كل طرف و ذهب ضحيتها المناضلون. بل و الطلبة البسطاء ... و نجا القادة من كل الأطراف وفق مقولة لينين" المناضل آخر من يعتقل". لكن الواقع قد يجبل في أغلب الأحيان بمفارقات أخرى تدعو لتأكيد مواقف سابقة. فعلا نسجل إيجابيات قد ترصد لهذا الطرف أو ذاك. لكن في نفس الوقت نفضح و نعري كل الاختلالات الحاصلة التي تقع حقيقية دون انبهار بأحد مهما وصلت تجربته الخاصة في تصريف أو النظر للشأن المجتمعي. قد يفسر البعض هذا الموقف أنه يأتي ضمن إطار الاصطفاف وسط حملة قد تبدو محاولة لاستئصال تيار وفق قواعد خاصة يمارسها كل طرف لحسابات انتخابية محضة.لكن يجب ألا ننسى أن الأنظمة قد يكون لها معارضون من كل الأطياف و من كل التوجهات و ليس بالضرورة أن يكونوا قد جندوا رغم أن الأمر قد يبدو كذلك، بل و للمفارقة أن تلك الأطياف قد تختلف جوهريا مقارنة مع الاختلاف مع النظام. ويعتبر نموذج المناضل المغربي عبد الحميد أمين متميزا في تعاطيه مع الملفات الحقوقية وفقا لمقولة فولتير. قد أخالفك الرأي لكني أستطيع أن أدفع حياتي ثُمنا لدفاعك عن وجهة نظرك.فقد دافع عن المعتقلين في إطار 16ماي بقوة لاختلال شروط المحاكمة العادلة رغم أن الكل يدرك أنه يختلف معهم في المواقف والتصورات الإيديولوجية والمواقف السياسية وللموضوع بقية
#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المثقف في زمن اللامعنى
-
كل عام ..............ونحن...........
-
الطفلة الكائن المقهور
-
الثرات الغنائي بواحات وادي درعة
-
صرخة أخرى :لماذا يمنعوني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
-
ناجي العلي :الشهيد الحاضر/الغائب
المزيد.....
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية
...
-
بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول
...
-
40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة
...
-
“فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|