أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسين صالح - منع الخمور..الطريق الى المحظور - تحليل سيكولوجي















المزيد.....

منع الخمور..الطريق الى المحظور - تحليل سيكولوجي


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 5325 - 2016 / 10 / 27 - 10:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لا يعنينا هنا شرعية ودستورية قرار البرلمان العراقي الذي( يمنع استيراد وصناعة وبيع المشروبات الكحولية(،والجدل الدائر حول عدم دستوريته التي ( تتناقض مع الحقوق والحريات الفردية،) والرد بأنه( لا يمكن سن قانون يتعارض مع ثوابت الإسلام)..انما الجوانب السيكولوجية والاجتماعية لعواقب هذا القرار.كما لا تعنينا المفارقات العجيبة الغريبة التي حدثت في ظل حكم الاسلام السياسيي وآخرها،ان قادته يعدّون من يستورد او يصنع او يبيع الخمور حراما ويعاقبونه (بغرامة تتراوح بين 10 إلى 25 مليون دينار) ،فيما فعل الفاسدين الذين نهبوا ملايين الدولارات يسرحون ويمرحون وبينهم من يشرب الخمور ويعمل الموبقات مسكوت عنه،وان اغلب رؤساء الكتل والنواب يحملون جنسيات غربية يفترض فيهم انهم تاثروا بثقافة مجتمعاتها التي تحترم من يذهب لاماكن العبادة احترامه لمن يذهب لأماكن شرب الخمور.كما لا يعنينا هنا اتهامات (الدعارات والموبقات) التي وجهها احد النواب الى احزاب الاسلام السياسي الشيعي،وما اذا كانت حقائق ام دعاية انتخابية مبكرة.

في خطابنا هذا الموجّه اساسا الى السادة الرلمانيين،نبدأه بحقائق سيكولوجية - اجتماعية وعلمية.
الأولى:ان استيراد وصنع وبيع الخمور موجود في العراق الحديث وشائع فيه من عشرات السنين،
الثانية:ان تعرض الانسان للضغوط النفسية يضطره الى ان يلجأ الى تعاطي الخمور او المخدرات،
الثالثة:ان اضرار تعاطي المخدرات اشد واقسى وأخطر وأعم من اضرار شرب الخمور،
الرابعة:ان المرجعية الدينية دعت الى قيام دولة مدنية وليس الى دولة دينية.

وللسادة البرلمانيين نقول،ان العراق كان في السبعينيات وما قبلها،يعدّ من بين الدول الأقل نسبة في تعاطي المخدرات..والسبب الرئيس هو ان تعاطي الخمور في العراق كان مشروعا،وانه هو الذي جنّب العراقيين تعاطي المخدرات. وبنشوب الحرب العراقية الايرانية بدأت المخدرات تدخل العراق ،واخذت تزداد بعد ان توافرت كل الأسباب: النفسية والأسرية والاقتصادية والاعلامية. بل انها بدأت تزرع في العراق..فتقارير الاستخبارات الامريكية تشير الى ان انقطاع التمويل المالي عن الجماعات الارهابية ادى الى توجه هذه الجماعات الى زراعة اشهر نبتة مخدرات(الداتواره) في مناطق من محافظة ديالى .وتضيف بان الهيروين والمايجوانا بدءا يدخلان العراق عبر الحدود المشتركة مع ايران على يد عصابات اتجار غير مشروع تنشط في اواسط آسيا،ما اضطر الحكومة العراقية لاستيراد كلاب مدربة واجهزة كشف عن المخدرات المركبة ادى الى الاستيلاء على كميات كبيرة من المواد المخدرة وتدمير انواع مختلفة منها .وما يزيد من تعاطي المخدرات في العراق انه يشكل ممرا رئيسا لخطوط نقل المخدرات العالمية عبر افغانستان وايران لاسيما بعد ما حصل من فوضى وانفلات امني عقب التغيير هيأ فرصة نادرة لمافيا العصابات الدولية بتحويل طريق الحرير القادم من آسيا عبر العراق ممرا للمتاجرة بالمخدرات ومحطة عبور نحو دول الخليج واخرى اقليمية.
ومع اهمية المخاطر الاجتماعية والاقتصادية لتعاطي المخدرات،لكن اوجعها انها تؤدي الى موت تدريجي او مفاجيء،وابشعها انها تضطر المتعاطي لارتكاب جرائم السرقة والقتل،واقبحها انها تدفع بعض المتعاطين والمدمنين الى الخيانة الزوجية،وممارسة البغاء والدعاره والقواده، واكراه محارمه على الزنا..بل والزنا بالمحارم!
ولقد حظيت ظاهرة تعاطي المخدرات باهتمام كبير في العقدين الاخيرين من قبل علماء النفس والاجتماع والقانون وصنّاع السياسة، لما تحدثه المخدرات من تحلل للقيم وتدمير للاخلاق، ولآن انتشارها بين سكان شعب ما يؤدي ليس فقط الى الاضرار بالصحة الجسدية والنفسية للمتعاطين لها، بل انها تؤخر او تعرقل منجزات الدولة وخططها التنموية وتضعف امنها الداخلي والخارجي ايضا حين توظّف المافيا الدولية للمخدرات في قضايا سياسية تكون الدولة منشغلة عنها بقضايا تعدها اخطر مثل الارهاب كما هو الحال في العراق.
والاخطر، ان النمو المضطرد لتعاطي المخدرات يؤدي الى تفكيك الروابط القائمة بين الفرد والمجتمع، وتراجع سلطة المعايير الاخلاقية التي تعدّ نماذج موجّه للسلوك، وزيادة حالات الانحرافات السلوكية بين المراهقين والشباب بشكل خاص .والذي لا ينتبه اليه كثيرون ان الأسباب التي تدفع الى تعاطي المخدرات اصبحت متوافرة في العراق بشكل مثالي!. فالدراسات تشير الى ان الفرد يلجأ لتعاطي المخدرات في الحالات الاتية :
• موت احد افراد الاسرة، او شخص عزيز عليه فيلجأ لها لنسيان الازمة..ولا يوجد ناس في أي مجتمع بالعالم فقدوا اباءهم او احبتهم في انفجارات ارهابيه واحتراب طائفي كالذي حصل في العراق ، فضلا عن حالات التهجير والهجرة خارج الوطن.
• انهيارات اجتماعية كبيرة وخطيرة :تفكك أسري ،طلاق ،وما يقرب من ثلاثة ملايين يتيم بين اطفال ومراهقين وشباب فقدوا اباءهم في الحروب ،وعدد مماثل من الارامل.
• عدم الرضا عن الحياة والقلق من المستقبل وكثرة البطالة التي زادت نسبتها بين الشباب بشكل خاص.
• وجود اجانب يتعاطون او يتاجرون بالمواد المخدره.
• توافر المواد المخدره وسهولة الحصول عليها .
• تطرف ديني وضغوط نفسية يقابلها انفتاح غير منظبط على الاعلام الغربي يدفع بشباب ومراهقين الى تعاطي مخدرات صار الحصول عليها سهلا.
نضيف الى ذلك ما اكدته دراسات اجنبية وعربية من ان انتشار المخدرات يرتبط بدرجة الانفتاح على الثقافة الغربية،والعراق يعد البلد رقم (1) في المنطقة الذي انفتح على هذه الثقافة عبر قنوات فضائية بما فيها اباحية ،واختلاط دام تسع سنوات بافراد قوات اجنبية بعد التغيير.
نعم،ان شرب الخمور له اضرار اقتصادية ونفسية واجتماعية وصحية ان تطور الى ادمان،لكن اضرار المخدرات اقسى واشد باضعاف على الفرد والاسرة والمجتمع والدولة.والثابت ان اضرار المخدرات على الحياة الاسرية بليغة جدا،فيما يمكن ان تكون لشرب الخمور (فوائد) اسرية.. نعيد هنا ذكر نكتة لها دلالة:
في 18 كانون الثاني 2012 عقدت في اربيل ورشة عمل لمناقشة مسودة مشروع قانون المخدرات في الاقليم حضرها وزيرا الصحة والثقافة في حكومة الاقليم ووفدان من وزارتي الصحة والتعليم العالي في الحكومة الاتحادية وقضاة واختصاصيون اخرون. وقد تضمن القانون مادة تقضي بمنع بيع المسكرات. وحين جاء دورنا في المداخلة قلنا ان احد اسباب عدم تعاطي العراقيين للمخدرات هو تناولهم للعرق العراقي..وعلى حد تعبير (صاحب خبرة): لماذا يلجأ العراقي للمخدرات ولديه حليب السباع!.
والنكته، ان نائبة في البرلمان العراقي طالبت الحكومة والبرلمان بتحريم بيع الخمور من زاخو الى الفاو. فعلّق احدهم بقوله ان هذا يذكرني بقصة "عرقجي عراقي" خلاصتها: انه كان يأتي كل ليلة بربع عرق هبهب ويعمل لنفسه "مزّه" ويجلس في بيته يشرب حتى الثماله. وبدل ان يسمع ام كلثوم او داخل حسن تنهال عليه زوجته، وكانت قبيحه جدا، بعبارات التحقير والتشهير: (ابو العرك..يلما تستحي..امخلص فلوسنا عالعرك..وعايفنا كاتلنا الجوع.. يلفاضحنه بين الناس...).
وفي ذات ليلة قال لها كلمة كان لها مفعول السحر بحيث لبست له في الليلة التالية الاحمر.. وعملت له "المّزه" بنفسها. فحين انهالت عليه بالعبارات اياها التي تبدأ بـ "ابو العرك"..رفع كأسه وقال لها :
((لج دسكتي.. مو هو هذا المحليج بعيني!))
ارتاح الحاضرون للنكته وارتاحوا اكثر لاقتراح رفع المادة الخاصة بالخمور لسبب مشروع هو: دعوا العراقيون يسكرون كي ينسوا همومهم!



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارهابيون..من جنسيات وخلفيات مختلفة الى جماعة جهادية.كيف حص ...
- حسين المظلومين و(حسين) الفاسدين
- الارهابيّون..من جنسيات مختلفة الى جماعة جهادية..كيف يحصل هذا ...
- الأرهابيون..من خلفيات مختلفة الى جماعة موحدة..كيف يحصل هذا؟! ...
- العراقيون والفيسبوك الذي خذلوه - تحليل سيكولوجي
- لنتقن الدعاية ونحذر الشائعة
- ثقافة نفسية(300) الخوف الاشراطي
- النازحون ..والدعم النفسي المفقود
- (رحمة)..في فوق مستوى الشبهات..ليست مريضة نفسيا!
- مسرحية الفساد..في حديث جهينة!
- تفسير حلم المشي في الشارع!
- يتباهى بالعقل الايراني ويتجاهل العقل العراقي!
- العراق على كف عشيرة!
- قصيدة عارية!
- تحليلات سيكوسياسية..لفضيحة آب البرلمانية!
- شعوب ما تحت البطن..وما فوقها! (الحلقة الثانية)
- شعوب ما تحت البطن..وما فوقها! (الحلقة الأولى)
- ماذا لو ان الحزب الشيوعي العراقي استلم..الحكم؟.لمناسبة ذكرى ...
- دعوة لتشكيل حكومة الشعب
- ( ترنيمة ) العيد


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسين صالح - منع الخمور..الطريق الى المحظور - تحليل سيكولوجي