أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير أمين - الخمر ودوافع تحريمه في اروقة البرلمان العراقي















المزيد.....

الخمر ودوافع تحريمه في اروقة البرلمان العراقي


أمير أمين

الحوار المتمدن-العدد: 5324 - 2016 / 10 / 25 - 18:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بعد أيام قليلة على إنتهاء مشاهد الدم الفظيعة التي نزفت من رؤوس الآلاف من أبناء شعبنا والتي كان للأطفال حصة فيها وعلى نطاق واسع وشمل بعض الفتيات التي توفت واحدة منهن وهي رضيعة في شهرها الثالث وبعد أيام قليلة من مشاهدتنا لموجات المواكب التي تسمى حسينية أو عبّاسية وهي تمتلأ بالأطفال الملطخين بالأوحال والأوساخ على رؤوسهم ووجوههم وملابسهم في مشاهد مثيرة للألم والحزن والقلق على مستقبل بلدنا وشبابنا الضائع , كنت أنتظر من البرلمان العراقي أن يصدر قراراً يمنع فيه تلك المواكب ويتخذ جملة من قرارات وإجراءات عقابية لكل من يقوم بالتطبير واللطم وضرب الزنجيل وخاصة لمن تقل أعمارهم عن الثامنة عشر ..لكن أملي خاب كما في كل جلسة برلمانية سابقة وقد صعقت هذه المرة حينما سمعت أنهم أصدروا قراراً جائراً بحق العراقيين في فقرته 14 / أ , التي تنص على (حظر استيراد وتصنيع وبيع المشروبات الكحولية بكافة أنواعها )...وتمت الإشارة في النقطة ب /.(.يعاقب كل من يخالف البند/ أ /..بغرامة لا تقل عن عشرة ملايين دينار ولا تزيد عن 25 مليون دينار عراقي ..!! ) وقد فسر رئيس اللجنة القانونية في البرلمان العراقي دوافعه لإتخاذ مثل هكذا قرار بأنه ينسجم مع الشريعة الإسلامية والتي حرمت الخمر كما يزعم هو .. فإذا كان هذا هو دافعه الأساسي ومعه عدد من الذين صوتوا معه لصالح القرار الجائر أقول له أن الإسلام لم يحرم الخمر مطلقاً في جميع سور وآيات القرآن وأود الإشارة الى أن الخمر تم ذكره في خمسة آيات قرآنية فقط وهي أولاً ..الآية رقم 219 من سورة البقرة والتي تسلسلها في القرآن هو رقم 2 ونصها هو . (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما )..وثانياً ..الآية رقم 43 من سورة النساء وتسلسلها في القرآن هو رقم 4 وتنص ...(يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون .).ثالثاً ...الآية رقم 90 من سورة المائدة وتسلسلها في القرآن هو رقم 5 ونصها هو (..يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فإجتنبوه )..ورابعاً ..الآية رقم 91 أيضاً من سورة المائدة المرقمة 5 ونصها يقول .(.إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون .).خامساً ..الآية رقم 67 من سورة النحل وتسلسلها في القرآن هو 16 ونصها هو ..( ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً )..نلاحظ هنا في هذه الآيات الخمسة من أربعة سور في القرآن لم يتم فيها تحريم الخمر سواء كان بيعه أو تصنيعه أو شربه والذي يدرسها بدقة وروية يفهم منها أن القرآن يشير الى عمل الشيطان حينما يأمر بإجتناب عمله ولو أنه يريد تحريمها لقال إجتنبوه حيث أنه قال أن الخمر والميسر والانصاب والازلام هي كلها رجس من عمل الشيطان وطلب إجتنابه أي الابتعاد عن أعمال الشيطان وليس فيها جميعها أي تحريم للخمر كما هو عليه الحال لتحريم الميتة والدم ولحم الخنزير وغيرها وبشكل صريح..!..وإذا تناولنا المسألة من الجانب الدستوري فقرار البرلمان هذا يعتبر غير قانوني وغير دستوري حيث تشير المادة ثانياً من الباب الأول الى ما يلي .(.يضمن هذا الدستور كامل الحقوق الدينية لجميع الافراد في حرية العقيدة والممارسة الدينية , كالمسيحيين والأيزيديين والصابئة المندائيين ) وفي الفقرة أولا من المادة 17 من الباب الثاني تشير الى .(.لكل فرد الحق في الخصوصية الشخصية ..! ).وفي المادة رقم 14 من الباب الثاني تنص على .(.العراقيون متساوون امام القانون دون تمييز ..! ) فلماذا تم إستثناء العراقيين القاطنين في إقليم كردستان من تطبيق هذا القرار ..! وتشير الفقرة ثانياً من المادة 37 على ما يلي .(.تكفل الدولة حماية الفرد من الإكراه الفكري والسياسي والديني ..! )وتقول المادة رقم 41 .(.العراقيون أحرار في الالتزام بأحوالهم الشخصية , حسب دياناتهم أو مذاهبهم أو معتقداتهم أو اختياراتهم )...والمادة 42 تشير الى أن .(..لكل فرد حرية الفكر والضمير والعقيدة .)..فهل درس الذي أصدر هذا القرار والذين وافقوا عليه هذه القوانين المثبته في الدستور العراقي والذي تنص الفقرة ب في مادته الثانية على أنه ..(.لا يجوز سن قانون يتعارض مع مباديء الديمقراطية ) وفي الفقرة ج تنص على ..(.لا يجوز سن قانون يتعارض مع الحقوق والحريات التي كفلها الدستور ..!.).فكيف إذن صدر هذا القرار أو القانون والذي نلاحظ هنا أنه يتعارض مع مباديء وقوانين الدستور العراقي ومع الديمقراطية والتي تحمي الأقلية من تعسف الأكثرية لكننا نلاحظ وبكل أسف أنه توجد الغام داخل مواد الدستور لم يتم تنقيحها والتخلص منها حتى لا يتعكز عليها الجهلة والمتخلفين والغارقين بالرجعية في إصدار مثل هكذا قرارات جائرة فمثلاً تشير الفقرة أ من المادة الثانية مايلي ..(.لا يجوز سن تشريع أو قانون يتعارض مع ثوابت وأحكام الشريعة الإسلامية ..!! ) هذه الفقرة والتي يجب رفعها الآن من الدستور هي التي تقف حجر عثرة بوجه تعزيز الحياة الديمقراطية في وطننا العراق بشكل جلي ويتحجج بها كل من يريد تشويه الديمقراطية والتعدي على حقوق الناس والتدخل في طريقة عيشهم وأكلهم وشربهم وملبسهم ونمط تفكيرهم بحجة تعارض أي شيء مع أحكام الشريعة وممكن أن يلزموا النساء جميعاً بإرتداء الحجاب كما هو معمول به في إيران بحجة الشريعة ويمكنهم أيضاً منع الحفلات والغناء والموسيقى والأعراس والتمثيل والمسرح والسينما والرسم والنحت وغيرها الكثير بنفس الحجة الغير منطقية والتي لا تنسجم مع تطورات عصرنا الحديث والتي تتناقض مع العلوم والتكنولوجيا والحضارة والتراث العالمي .ولو عدنا قليلاً للوراء لأيام الحملة الإيمانية المزعومة التي أطلقها صدام حسين في عام 1994 وسنه لقانون رقم 82 لسنة 94 لشاهدنا انها نصت على .(.منع بيع وتناول المشروبات الكحولية في النوادي والفنادق والمطاعم والمرافق السياحية فقط)...أي أنه أباح ذلك في غير هذه المحلات وحينما سقط النظام في نيسان عام 2003 وجد الأمريكيون قناني الويسكي الاسكتلندية الفاخرة والمشروبات الروحية في القصور الرئاسية وكان الرئيس وأولاده وعدد من وزراءه ومرافقيه يحتسون مختلف أنواع الكحول في منتجعاتهم الخاصة ويحيون ليالي حمراء بعيداً عن أعين الحساد والشامتين ..! فهل ينطبق هذا على المصوتين والمشرعين لهذا القرار الجائر بحيث أننا سنجد مخلفاتهم والتي يمنعونها عن الشعب بعد بضعة سنوات .!.ربما ..! وكل شيء جائز ..وأخيراً نقول أن هذا القرار يفتح الباب واسعاً أمام تصنيع الخمر الرديء والمضر للصحة وبشكل واسع في البيوت وأيضاً يفتح المجال أكثر مما هو عليه الآن من إتساع لنشاط منتجي ومروجي ومتعاطي المخدرات والتي ستساهم في حرف الشباب أكثر وسيكون ضررها بليغاً جداً ومضراً بصحة الأفراد وبالإنتاج في المجتمع..وهنا لابد لرئيس الجمهورية أن يقف موقفاً قوياً ويرفض بشكل قاطع التصديق على مثل هكذا قرارات مخجلة وتعسفية وتضر الشعب وإقتصاده الوطني وتخدم نهج بعض المتأسلمين الذين لا يفقهون من أصول الدين سوى القشور .وهو يعرف حق المعرفة أن شعبنا متعدد الأديان والقوميات والأعراق وفيه من المسلمين مئات الألوف من غير المتدينين والذين لا يلتزمون بما يسمى الشريعة سواء منعت الخمر أم أجازته بالإضافة الى بقية الأديان التي لم تمنع الخمر ..ونتمنى من البرلمان العودة الى رشده وتحسس آلام وأوجاع جماهير شعبنا العراقي وإصدار قوانين تمس حياة الناس وتحسن ظروف معيشتهم وترفع من مستوى دخلهم المادي ومن وعيهم وثقافتهم ترافقاً مع التخلص من الإرهاب وعصاباته الإجرامية بدل العمل على تجهيلهم وزرع البدع والخرافات والأفكار الظلامية في أذهانهم وفي نفوسهم .



#أمير_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهادة جامعية في وضع سياسي مضطرب
- من وحي أيام عاشوراء في مدينة الناصرية
- في ذكرى رحيل المطرب والملحن المصري الشيخ إمام
- عن القائد الانصاري الشيوعي علي خليل أبو ماجد
- رسالة الحزب الشيوعي العراقي عن إستشهاد النصيرة البطلة أنسام
- رد الى موقع الحوار المتمدن المحترم..على مقال نشر لديكم عن مق ...
- مفرزة بهدينان الكبرى والشهيد الأول النصير أبو إيفان
- بذور الشيوعية في سنوات الطفولة الأولى
- في ذكرى رحيل ملك الصعاليك الشاعر عبد الأمير الحصيري
- مرحى لمؤتمر حزبنا الشيوعي التاسع ..!
- رحيل الصديق هاني ناجي و 166 شهيد يدخل عامه الثلاثين!
- أيها العراقيون : إرسوا على بر قبل فوات الأوان !
- وجهة نظر حيادية لأحداث الربيع العربي .
- الوقوف أمام ضريح لينين !
- ستار كناوي ..خمسون عام على ميلاده..ربع قرن على الرحيل..!
- إنصاف الأكراد الفيلية مهمة وطنية عظمى !
- في ذكرى إستشهاد سكرتير محلية الناصرية مزهر هول راشد
- الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم باني مدينة الثورة ببغداد !
- الشهيدة موناليزا- ستون عام على ميلادها..ربع قرن على الرحيل !
- نقاط متفرقة لمؤتمر الشيوعيين العراقيين التاسع ٠٠ ...


المزيد.....




- أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم ...
- الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
- تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
- بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م ...
- موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو ...
- بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا ...
- شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ ...
- بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت ...
- بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير أمين - الخمر ودوافع تحريمه في اروقة البرلمان العراقي