أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - بين الخمور ومخمور قصص للمتاجرة بالوطن














المزيد.....

بين الخمور ومخمور قصص للمتاجرة بالوطن


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 5324 - 2016 / 10 / 25 - 18:25
المحور: المجتمع المدني
    


لن أتوقف عند الرأي القائل: أن منع الخمور سيزيد المتاجرة بالمخدرات، ومنعه بداية تشريعات متشدة، وله آثار إجتماعية على بعض المكونات وخسائر إقتصادية، ولا مع الرأي الذي يفترض أن تكون كل القوانين وفق الشريعة الإسلامية، وظاهرة إنتشاره خطر مقصود يهدد المجتمع.
سأقف عند نقاط الحرية الشخصية، وحقوق الإنسان والأديان والتقاليد والأعراف وإيجابيات وسلبيات القانون.
إنشغلت مواقع التواصل الإجتماعي، وإنتفض كثيرون، وكأن القانون سيغلق كل منافذ التهريب؛ في بلد يهرب له السلاح الثقيل ومختلف الإرهابيين، وتجوبه مخابرات من أغنى الدول الى افقرها، وصار الحديث عن المخمور أكثر من جبهة مخمور والقيارة والموصل، وتأسفوا على بعشيقة لأنها لا تستطيع إنتاج الخمور مقارنين المشرعين بالدواعش، وتحدثوا بصوت كأن الشعب العراقي لا يعيش بدون الخمور؛ فيما ناقضهم آخرون بأن الدين هو الحاكم ولا مجال لبيع الكحول.
لا أعتقد أن مشكلتنا ستحلها تجريم بيع الخمور، ورُب قوانين مهمة وعدالة إجتماعية تحد من عمليات سرقة المال العام، الذي يضع الأموال بيد من يعقود صفقاتهم بليالي حمراء، وخمورهم لا تأتي عن طريق المنافذ التي تخضع للكمارك والضرائب، وعلى رفوف البرلمان قوانين مهمة تقاذفتها التجاذبات السياسية، ويُغطيها غبار الفساد والمصالح الضيقة؛ كقانون المحكمة الإتحادية، ومجلس الإتحاد والنفط والغاز، وما يتعلق بخدمة المواطن والعدالة إجتماعية، وتُزيل الفوارق الطبقية بين المسؤول والمواطن، والبعض قال: هل الخمور حرام والفساد حلال؟!
مَنْ قال أن الدستور العراقي لم يُحرم الفساد، ولم يُشدد الأحكام على ناهبي المال العام؛ إلاّ أنه واضح ونشم روائح ونشاهده عندما تتكاثر مئات آلاف دور الصفيح بلاخدمات؛ بينما تتعالى بيوت مسؤولين كان ميراثهم عربة وحصان ورغيف خبز يابس؟!
المتجول في شوارع بغداد يتسأل: هل أن حاجة المجتمع أن يوجد 50 مشرب من ساحة النصر الى كهرمانة، وهل مقبول أن تُباع الخمور في الشوارع والأزقة وبين الأحياء السكنية، وفي أيّ مجتمع متحضر هكذا يتناولها المراهقون في تقاطعات الطرق والسيارات وأمام حتى الجوامع؟!
إن الحديث بسوداوية عن نتائج منع الخمور في العراق؛ فيه مجافات للحقيقة، ومن يقول: أن المنع سيسبب أضرار إقتصادية وإنخفاض ضرائب وتعطيل عمال وناقلين ومعامل؛ فيمكن القول أن إستقرار الأمم بالمحافظة على قيمها وتقاليدها وإحترام الحريات العامة وحقوق الإنسان، وصحيح أنه حرية شخصية، ولكن عندما يبدأ كالوباء ينخر المجتمع؛ فلابد من إيجاد علاج وأن كان وقتي، وضوابط تمنع إستخدامه بتهور، مع إحترام الأقليات الدينية التي لا تحرمه؛ رغم القناعة الإسلامية بأن الخمر محرم عند كل الأديان السماوية.
عند الحديث عن الحرية؛ لابد من فهمها أولاً، ثم معرفة حدودها وأين تتوقف، وفي أي مكان تتجاوز الحرية على حريات الآخرين، وتتجاوز حقوقهم وأعرافهم وتقاليدهم وأديانهم.
العراق بلد متعدد الطوائف والأعراق، وما يهم أن تشريع القانون في فقرات يُخالف الدستور وآخرى يُطابقه، ولكن أن يصبح حديث شاغل للشارع هو المهم بالوقت الحاضر، وصار الحديث عنه أكثر من حديث المعركة المصيرية، وكان المفترض تشريع قوانين مهمة للعملية السياسية والخدمة المجتمعية، وفي مسألة الخمور؛ من المفترض وضع ضوابط لمنع إنتشاره بشكل ملفت؛ في أماكن مخصصة بعيدة عن المساكن، ومحاسبة من لا يمتنع من بيعه للصغار؛ وإلاّ من يشرب الخمر بالشوارع؛ لا يُبالي بالبحث عن أي مُسكر آخر؛ إذا كان من يتاجرون بالمخدرات والسلاح طلقاء، وإذا كان القانون صحيح فأن التوقيت خاطيء والعراق يخوض معركة، وبحاجة الى تظافر الجهود الإعلامية، وأن كان خاطيء فأنه مقصود.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش يلفظ أنفاسه وأسباب للقناعة العالمية
- مأدبة غداء الصدر من أعدها؟!
- ثورة الموصل وثيران أقليمية
- العراق وتركيا؛ توتر جديد لصراع قديم
- ثورة الثورات وأهدافها
- شراكة الناخب المرتشي والسياسي الراشي
- التحالف الوطني خطوة صائبة وقفزات الى الأمام
- واشنطن بين الإتهام وشكوك الخليج
- ألف شكر للفاسدين والأغبياء والخونة
- التحدي القادم بعد الموصل
- موقع العراقي في الشرق الأوسط الجديد
- عدم الإنحياز متحدون على الإنحياز
- العراق بمواجهة رأس الأفعى
- ما وراء إستهداف الأسواق
- إجازة الموظفين وسلبياتها الإقتصادية
- مواجهة العاصفة الإقتصادية
- إختيار الزعيم زعيماً للتحالف الوطني
- نهاية داعش وواجبات الدول
- النواب بين الواجب والمسؤولية والمشاكسة
- منطقة لم يطأها بسطال عراقي


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - بين الخمور ومخمور قصص للمتاجرة بالوطن