أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالرازق مختار محمود - للاحتكار وجوه أخرى














المزيد.....

للاحتكار وجوه أخرى


عبدالرازق مختار محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5323 - 2016 / 10 / 24 - 17:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


شاعت في الأيام الأخيرة موجة من النقد اللاذع، والهجوم الشديد، على ثلة من البشر، تم وصفهم بالمحتكرين، والمحتكر هو الشخص الذي حبس طعام الناس، وأقواتهم عند قلتها، وحاجتهم إليها؛ ليرتفع السعر ويغلى، والاحتكار في الاقتصاد هو تفرّد شخص، أو جماعة بعمل ما؛ لغرض السَّيطرة على الأسواق، والقضاء على المنافسة.
وهذا الفعل مجرم بحكم القانون، ومحرم بقول الدين؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يحتكر إلا خاطئ، وفي المستدرك وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى: أن يحتكر الطعام، وفيه أيضا قال: المحتكر ملعون.
وفي اللحظات الصعبة من تاريخ الأمم يصبح هذا الفعل أكبر جرما، وأشد إثما؛ لأنه يرقي إلى درجة الخيانة، خيانة النفس، وخيانة الأهل، وخيانة الوطن.
وإذا كان المحتكر هذا حاله، وذاك عقابه، وتلك سماته، ووجب علينا مواجهته وعقابه. فإنه وللأسف الشديد بيننا من المحتكرين كثر، خافية ملامحهم، باهتة صفاتهم، منزوية أفعالهم، عظيمة آثارهم.
هم فئة من المحتكرين لبًس عليهم إبليس فعلهم، فوجوههم ظاهرها العطاء، وباطنها الاحتكار.
فالمعلم الذي يلهو، ويلعب في مدرسته، ولا يخرج ما لديه في فصله، أو مداوم على أجازته، فإذا ذهب إلى قاعات الدروس الخصوصية، نجده فارسا مغوارا، يأتي بالجديد من الوسائل، والأساليب، ويسعى بكل السبل إلى المشهيات والمقبلات والمثيرات من الطرائق والاستراتيجيات، ويبدع دوما في كل ما يجذب الطلاب، فهذا أيضا معلم ( محتكر) حبس ما لديه من علم، وخان الأمانة، وضيع على الطلاب في فصولهم أوقاتهم، وسخر جهده، وطاقته من أجل أموال يحصدها في قاعات الدروس الخصوصية.
والمسئول الصغير ضعيف الإمكانات الذي لا يستمع لمعاونيه، وينفذ دوما أمره على خطورته، ويحصد دوما من النتائج أضعفها هو ( محتكر) يضر بمن تولى أمرهم، فجعل القرار على ضعفه حكرا عليه، وضرب بمصالح الناس عرض الحائط، ولا هم له إلا إنفاذ أمره، والمحافظة على صورته.
والطبيب الذي غاب عن المستشفى الحكومي، وأهمل في المستوصف الأهلي، وقصر في دوامه النهاري، وعلى عجل فحص القليل دون عناية، بغيه أن يذهبوا جميعا أو يذهب هو إلى عيادته الخاصة، أو المستشفى الاستثماري، هو أيضا طبيب ( محتكر ) بخل بما لديه على من يستحق من أجل المزيد من الأموال، دون مراعاة لضعف، وعجز هؤلاء، ودون مراعاه لتلك الرسالة السامية، التي أقسم على حملها بأمانة.
وأصحاب المحلات والمقاهي الذين حجزوا جورا، واغتصابا، وعدونا، نصف الأرصفة التي حصصت للناس، ناهيك على تلك الضوضاء، والملوثات التي ملأت المكان دون مراعاة لمريض، أو مسن، أو طالب علم ..... هو أيضا من المحتكرين الذين استغلوا علو صوتهم، أو رشوتهم، أو بلطجتهم؛ ليمارسوا احتكارهم في وضح النهار، وعلى قارعة الطريق، وأمام أعين المسئولين.
نعم هناك وجوه أخرى للاحتكار، فالذي يستغل نفوذه؛ ليحصل على استثناء هو محتكر، والذي قصر في عمله محتكر، والعالم الذي يبخل بعلمه محتكر، والذي لا يلتزم بحارته في الطريق محتكر، والوجوه العكرة التي تبث سمومها ليل نهار على الشاشات؛ لهدم الوطن هي أيضا محتكرة.......
نعم للاحتكار وجوه أخرى وصور مختلفة وأشكال متعددة، بعضها واضح وبعضها ليس كذلك، ولكن الواضح أن العديد يمارسون هذا الفعل المجرم، والمحرم، والمنبوذ، فليرجع كل منا إلى نفسه؛ ليبحث بصدق عن صور الاحتكار لديه، يرفضها، ويقومها؛ فإذا أصحلنا ما بداخلنا سوف يتحول كل ما يحيط بنا إلى صلاح.
فتغيير النفس من الداخل، وبداية الإصلاح، والتغيير من نفوسنا، حتما سوف يعقبه تغيير الجميع، فهي سنة الله في الكون، فالله لا يغير ما بقوم من ضعف، وعوز، ووهن، حتى يغيروا ما بأنفسهم من أنانية، وجشع، واحتكار.



#عبدالرازق_مختار_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للشعب إعلام يلهيه
- لا صوت يعلو فوق صوت المصلحة
- وزارة واحدة تكفي
- المسئول الفقاعة
- أُريد: منصة عربية في زمن التغريب
- لا تقف على ظل المعلم
- لأننا فقراء ننفق على التعليم
- ودقت أجراس الضغط النفسي
- أمة بلا أهداف سفينة بلا رُبّان
- خدعوك فقالوا ثروة
- معوقات تطوير التعليم في وطننا العربي
- تسريع القراءة في عصر التكنولوجيا
- أطفالنا أكبادنا في أحضان الشاشات


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالرازق مختار محمود - للاحتكار وجوه أخرى