|
من يشارك في تحرير الموصل حقا ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 5323 - 2016 / 10 / 24 - 17:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نسمع كثيرا عن اشتراك الجهات المتعددة في عملية تحرير الموصل و في الوقت نفسه لم يتوضح عن حقيقة من يشترك في العملية من عدمه، في المقابل ينفي البعض من اشتراك بعض اخر منهم علنا و يؤكد الاخر عن مشاركته رغما عن البعض الاخر النافي لذلك . بين مشاركة الاطراف ضاعت علينا القصة الحقيقية او موقف و نظرة كل طرف، اي انه واقع مرير يمكن ان نضيع فيه بين الحانة و المانة و الاهم هو هل تضيع لحانا، فسيكشفه لنا واقع المدينة لمابعد التحرير و ما تجره العملية لما يمكن ان يستقر عليه الوضع و ما تثبت المحافظة على حالتها السياسية الجديدة . الجدير بالذكر ان العملية كبيرة و مخططة لها من الاطراف العديدة، سواء من كانوا يشاركون الان فيه او لم يشاركوا، و لكن لكل منهم رغبته الجامحة في ان تكون له اليد الخاصة به في تحريك ما يمكن ان تصل اليه المحافظة، و يمكن ان تكون المخططات متقاطعة مع البعض كما تقابل الاطراف مع بعضها متخالفين و متصادمين، و نرى ذلك من خلال بيان الخلافات العلنية لحد وصولهم حتى التلاسن بعيدا عن التشاور و التفاهم . لو لم ندخل في الجزئيات فيمكن ان نحصر ثلاث جهات رئيسية؛ ايران و سلطة العراق المهيمنة و تركيا و سنة العراق و جزء من الكورد المائل الى ما ينويه هؤلاء، مع الكورد المتوزعين اصلا، الا انهم لهم احلام و توجهات خاصة بهم حول الكورد الموجود في تلك المحافظة و ما يجب ان يكونوا عليه بعد التحرير، سواء يكونوا جزءا من القضية الكوردية في اقليم كوردستان او تكون حالهم ملتصق بالمحافظة او الاقليم المستقبلي، و هذا ايضا فيه خلافات حتى بين الكورد انفسهم، و على الرغم من وجود العراقيل السياسية و من افرازات المعادلات الجارية و ما ينتج منها من الحال و المواد المتضررة المفاجئة الصادرة منها خلال جريان العملية . اي الاختلاط و الموزائيكية المكوناتين الموجودة في المدينة يمكن ان تصعب الحال اكثر من تسهيلها، بل حتى يعتبرها البعض ان ما تقع عليه المحافظة ما بعد التحرير يمهد على ما يكون عليه مستقبل العراق سياسيا و ديموغرافيا . تراهن جميع الاطراف المشاركة وغير المشاركة على معركة الموصل و ما يكون مصيره لتحقيق احلامهم و اهدافهم المختلفة و المتعددة التوجهات و الخلفيات . لا يمكن ان تتلائم بعض الاهداف و النيات التي يحملها البعض مع العوامل المطلوبة التي يمكن ان تدفعهم الى يتفقوا او يتواصلوا مع البعض لانهم متقاطعون مع البعضاصلا لاسباب تاريخية و جغرافية و ديموغرافية و سياسية ثابتة حتى اليوم، و الموصل مدينة حكمتها الجهات و الاطراف المختلفة ايضا طوال تاريخها الغابرة و الحديثة، و معركة الموصل اليوم فاصل تاريخي عدا كونها انعطافة في الكثير من المجالات و فوق جميعها السياسية و مستقبلها و مصيرها النهائي . و عليه تصر جميع الاطراف ان تكون لها قطعة ما من الكعكة و ان كانت هناك صعوبة في ان يحصل كل منهم على النسبة ذاتها و ان تحقق احلامها الكبيرة فيها . الاطراف المشاركة و منها تحاول ان تشارك كثيرة سواء بشكل مباشر او غير مباشر، و لكل منهم اساليبه و وسائله و طريقته و خططه و اجنداته و اعتماداته، بعضهم؛ الواقع يسهل له المشاركة باي شكل كان، الاخر له وسائله السرية و تحالفاته و تحركاته الخبيثة كانت ام صريحة، البعض الاخر له ثقله المعلوم و لا يمكن ان يتحرك الا في مجال امكانياته و قدرته فقط، و من خلال هذه المعمعة هناك توابع للاطراف الدولية و الجهات المختلفة في المنطقة و يعمل بالوكالة من اجل من يوالونه في السراء و الضراء . و من خلال هذه العملية تبين مدى الخلافات الموجودة بين جميع القوى حول مواضيع هامة و هو مشاركة ما هو المحسوب على السنة و الشيعة و الكورد على الارض من التوابع عسكريا و بالاخص الحشد الشعبي و الحشد الوطني و العشائر المختلفة و القوى السياسية المتععدة الشكل و الاهداف ايضا في هذه العملية و ليس ما يخص المحافظة و مستقبلها بحد ذاتها فقط . اما مستقبل المدينة او المحافظة بشكل كامل، فانه يمكن ان نقراه وفق التكهنات و المشاريع المختلفة الموضوعة و ما ينجح منها في نهاية الامر و من يكون المتسلط المسيطر الحاكم اكثر من غيره، هل تكون الدولة العراقية ام الاخرون و هل تبقى متوحدة ام تمسها الانشطار او التقسيم او التوزيع على ثلاث محافظات ضمن اقليم جديد، ام تبقى غير مستقرة لمدة طويلة مما يصيبها التمزيق و التهميش، و يمكن ان تدور فيه المعارك الجانبية لمدة غير قليلة . و هناك دواعم او عوامل تدفع لعدم بقاء المحافظة كما هي او لم ترسخ طريقة لتوحيدها ثانية بعدما اصابها التفريق و الاختلافات و الخلافات الطائفية الجذرية التي لا يمكن ان نعتقد بانها يمكن ان تتصالح او تتفاهم بالشكل المطلوب لبقاء وحدة المحافظة . و عليه يمكن ان نقول لا يمكن لاي طرف مهما كانت مواقف السلطة المركزية و توجهاتها ان يبقى بعيدا دون مشاركة و هو ينتظر ما يؤول اليه، فان كل طرف يستخدم ما لديه من اجل المشاركة الفعالة لضمان تحقيق اهدافه مهما كان نجاحه نسبيا وفق ما يفرز خلال العملية و بعدها، المشاركون داخليا هم؛ الجهات الثلاث و المحورين بشكل خاص، و خارجيا من المنطقة من الجانبين ايضا المحورين الشيعي و السني لكون العملية تمس استراتيجيتهما و دوليا من يشرف هو امريكا ظاهريا الا ان العملية مرتبطة بمدينة الحلب و القضية السورية، لذلك يمكن ان نعتقد بان روسيا ايضا من المشاركين رسميا و بشكل غير مباشر، هذا عدا تركيا و المتحالفين معها داخل العراق و في المنطقة سواء ضمن محورهم او خارجه، و ايران ايضا وفق تحالفها مع الدولة العراقية و جزء من الكورد او ثقلها المؤثر الاكبر، و ما تهدف اليه لوحدها ايضا بماتعتقد من انها لها اهداف خاصة ايضا بعيدا عن دول المتحالفين مع البعض المشاركين بشكل او اخر في عملية تحرير الموصل . كان من الاجدر ان تكون بعض الاطراف بعيدة لكونهم حاملات لاجندات خاصة على العكس مما يهم العراق كدولة مركزية، الا ان السيادة الناقصة و المشاكل الداخلية العميقة مهدت لمشاركة القاصي و الداني، و يكون لهم كلمتهم و ارائهم و مواقفهم المؤثرة سلبيا على عملية تحرير الموصل و مستقبلها .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الخطوة الاولى لوأد العلمانية في العراق
-
تجلت نوايا اردوغان للجميع
-
هل ينجح اردوغان فيما يخطط له في الموصل
-
هل نقرا على القضاء العراقي كما هو الكوردستاني السلام ؟
-
حقيقة دور امريكا الانية في القضية الكوردية
-
تراجع البارزاني عن استقلال كوردستان و احرق جميع اوراقه
-
الشكلانية الديموقراطية التي تستبطن حكم الحزب الواحد لدى عقلي
...
-
هل انغمست تركيا في المستنقع السوري حقا ؟
-
جمهورية اسلامية تركية بعد فشل الانقلاب
-
من يخون مربيه كيف يكون وفيا لغيره ؟
-
تجد الحل في بغداد اكثر من انقرة
-
من (يطلع من المولد بلّا حمص ) هذه المرة ايضا ؟
-
هل يوجد انسان حليم نزيه من مثله في هذا الزمان
-
هل خدعت تركيا الجميع ؟
-
الجميع متفق على الفدرالية في العراق و سوريا
-
فلتبق روسيا حكما و ليس خصما للكورد
-
النظام السوري يتمدد على حساب الجميع
-
هل يتحمل العراق تبعات معركة تحرير الموصل
-
استقلال كوردستان على ضوء المستجدات في الساحة السياسية لمنطقت
...
-
هل ما تفعله صومال يفيد العراق ؟
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|