|
الحركة السياسية في كوردستان العراق
حبيب مال الله ابراهيم
(Habeeb Ibrahim)
الحوار المتمدن-العدد: 5323 - 2016 / 10 / 24 - 15:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحركة السياسية في كوردستان العراق د. حبيب مال الله ابراهيم أولا: أصل الكورد(*) أسست شعوب منطقة الشرق الأوسط، كلها تقريبا خلال القرن العشرين دولها المستقلة الجديدة، فالشعوب العربية كونت في منطقة الشرق الأوسط خمس عشر دولة بعد إنعتاقها من السيطرة العثمانية، على الرغم من وقوعها تحت الهيمنة البريطانية والفرنسية، وبعضها أقام دولا مستقلة صغيرة جدا في النصف الثاني من القرن العشرين، كما في الخليج والتي لم يتجاوز نفوس بعضها عند التأسيس عشرات الآلف من البشر(1)، فضلا عن العراق وإيران وتركيا وسوريا التي يتواجد الكورد فيها بأعداد كثيرة، هنالك دول أخرى يتواجد فيها الكورد وان كان بأعداد أقل مثل: جنوب غرب أرمينيا وبعض مناطق أذربيجان ولبنان، ويعد الكورد إحدى أكبر القوميات التي لا تملك وطنا أو كيانا سياسيا موحدا معترفا به عالميا. إن تاريخ الشعب الكوردي عريق في المنطقة وعلى الأرض التي يعيش عليها اليوم، فالتنقيبات الأثرية المكتشفة عن عهد الملك الآشوري (توكولتي- ننورتا) في أواخر القرن الثالث عشر ق.م تشير إلى وجود قبائل في المنطقة أطلق عليها في أحد الألواح (كوتي) وفي لوح آخر (كورتي)، وان هذه القبائل انحدرت من جبال زاكروس الكبرى في أثناء العهد السومري، وكان أول ملوك هذه القبائل هو (أي أناتوم) الذي حارب العيلاميين، وكان ملكا على لكش، ثم الملك لوكال- زاكيري الكوتي الذي حكم في أوروك (الوركاء) وسومر.(2) ذكر المؤرخ اليوناني زينوفون (427 - 355) ق.م، في كتاباته شعبا وصفهم "بالمحاربين الأشداء ساكني المناطق الجبلية" وأطلق عليهم تسمية الكاردوخيين الذين هاجموا الجيش الروماني في أثناء عبوره للمنطقة عام 400 قبل الميلاد، وكانت تلك المنطقة استنادا لزينوفون جنوب شرق بحيرة (وان) الواقعة في شرق تركيا، ولكن بعض المؤرخين يعدون الكاردوخيين شعوبا هندوأوروبية انضمت لاحقا إلى الشعب الكوردي الذي بإعتقاد بعضهم، ترجع جذوره إلى شعوب جبال زاكروس غير الهندوأوروبية. ومن ملوك هذه القبائل أيضا (انو بانيني) فاتح هالمان أو حلوان الواقعة بين قصر شيرين وكرمنشاه، ووفق دراسات المتخصصين فإن الشعب الكوتي كان يعيش في بلاد سومر قبل أن تؤلف الحكومات فيها بزمن قصير، وان آخر ملوكهم كان "أتريكان الكوتي" وجاء ذكر بلاد الكورد عند كزينوفون(**) Xenophon في كتابه الموسوم Anabasis والمشهور برحلته، إذ يتحدث فيه عن عودة الجيش اليوناني والمكوّن من عشرة آلاف مجند في عامي 401-400 ق.م (3)، وقد ورد ذكر الكوتيين في أحد الرُقم السومرية في عهد الملك سرجون الأول 2330-2280 ق.م، وكتبت هذه الوثيقة بإذن سرجون الأول عام 2340 ق.م، إذ جاء فيها قوله بفخر كبير بأنه غزا بلاد الكوتيين.(4) يقول المؤرخ تورود انجين انه قد اطلع في المجلة الآشورلوجية على لوحتين أثريتين عليهما بعض نقوش وكتابات يرجع تاريخها إلى ألفي سنة قبل ميلاد المسيح (ع)، مفادها انه كان هنالك إقليم يدعى كار داكا بجوار أهالي سو su، الذين كانوا يسكنون في جنوب بحيرة (وان)(5)، ويشاطره الرأي د.كمال فؤاد(6) إلى أن كلمة (Ka-Kar-da) وردت في لوحين سومريين يرجع تاريخهما إلى حوالي 2000 سنة ق.م، كاسم لبلد يمكن تحديد موقعه بمناطق الروافد العليا لنهري دجلة والفرات.(7) ويؤكد العالم الروسي البروفيسور مينورسكي في كتابه (الكورد...ملاحظات وانطباعات) أن الكورد ينحدرون بأصلهم من القبائل القديمة التي سكنت غرب المنحدرات الشرقية لجبال طوروس وحتى زاكروس، حيث يشتمل القسم الغربي منه على زاكروس كوردستان، وان هذه القبائل توسعت وامتدت من بحيرة أورمية حتى بوتان، وأسست في القرن الرابع قبل الميلاد إمارة مكهرت.(8) وجاء ذكر الكورد في كتابات الجغرافي اليوناني سترابو ففي القرن الأول قبل الميلاد، فكتب قائلا: بالقرب من دجلة بلاد الكورد الذين سماهم القدامى "كوردوك" ومن مدنهم "سريزا" و"ستالكا" و"بيناكا". وهي محصنة جدا وفيها آكام مسورة بسور خاص يجعلها تكون ثلاث مدن، غير إن ملك أرمينية استولى عليها ثم استولى عليها الرومان بهجوم خاطف(9). وجاء في مقدمة كتاب الشرفنامة في أنساب الشعوب الكوردية "والشعب الكوردي أربعة فروع كبيرة تختلف لهجات لغتهم وسحنتها وآدابها، أولهم "كرمانج" وثانيهم "لر- اللر" وثالثهم "كلهر-كلور" ورابعهم "كوران-الجوران"، وتبدأ حدود كوردستان من واطئ بحر الهرمز الملاصق للبحر الهندي، ممتدة بخط مستقيم حتى ولايتي ملاطية ومرعش، وفي الجانب الشمالي من هذا الخط ولاية فارس وعراق العجم وأذربيجان والأرمينيتان، الصغرى والكبرى ويحدها جنوبا العراق العربي والموصل وديار بكر.(10) بالمقابل هنالك آراء حول ارتباط نسب الكورد بالميديين الذين حكموا أجزاء من العراق وإيران في المدة الزمنية الممتدة بين القرن التاسع والسادس قبل الميلاد، ثم انصهروا في بوتقة الإمبراطورية الاخمينية التي حكمت في المدة بين عامي 566 – 330 ق.م.(11) لقد دخل الميديون إيران من جهة القوقاس، حاملين معهم لغة هندواوربية ومن المنحوتات الجبلية المنتشرة في كوردستان تم التوصل إلى ان الاشوريين من سكّنة أعالي بلاد ما بين النهرين، كانوا قد قاموا بسلسلة من الغزوات على أراضي الميديين، أي أراضي الكورد، وعلى أثرها هاجم الكورد وحلفائهم البابليون عاصمة الآشوريين (نينوى) ودمروها وذلك عام 607 قبل الميلاد.(12) وحسب المؤرخ الكوردي محمد أمين زكي (1880 - 1948) في كتابه "خلاصة تاريخ الكورد وكوردستان" يتألف الكورد من طبقتين من الشعوب، الطبقة الأولى التي كانت تقطن في كوردستان منذ فجر التاريخ "شعوب جبال زاكروس"، وهي شعوب "لولو، كوتي، كورتي، جوتي، جودي، كاساي، سوباري، خالدي، ميتاني، هوري، نايري"، وهي الأصل القديم جدا للشعب الكردي، والطبقة الثانية: هي طبقة الشعوب الهندو- أوربية التي هاجرت إلى كوردستان في القرن العاشر قبل الميلاد، واستوطنت كوردستان مع شعوبها الأصلية وهم "الميديين والكردوخيين"، وامتزجت مع شعوبها الأصلية ليشكلا معا الأمة الكوردية. ثانيا: الكورد في العصر الأموي حين أعلن عبد الله بن الزبير نفسه خليفة على المسلمين في مكة، وقعت الجزيرة العربية والعراق وبعض المناطق الشرقية من الخلافة تحت سلطته، وظهرت في هذه الفترة حركة في العراق بقيادة والي الكوفة مختار الثقفي، وقام الثقفي بطرد والي الكوفة عبد الله بن معطي العدوي، ونادى بدم الحسين (عيه السلام).(13) وقد استفاد عبد الملك بن مروان 685-705 م من النزاع الواقع بين الخوارج وخليفة مكة، إذ عقد اتفاقية مع البيزنطيين، واحتل الكوفة عام 691 م، وبذلك استعاد الأمويون سلطتهم على العراق، كان مصعب بن الزبير شقيق عبد الله بن الزبير واليا على العراق، وبعد هزيمة ابن الزبير، عين عبد الملك بن مروان، الحجاج بن يوسف الثقفي واليا على العراق، بهدف القضاء على الخوارج والشيعة.(14) في أثناء المدة بين 700-705 م قامت انتفاضة بقيادة والي سجستان عبد الرحمن بن محمد الأشعث(**)، وقد شارك في هذه الانتفاضة بعض القبائل العربية وسكان البصرة والكوفة والكورد، وبلغ عدد الثائرين مائة ألف، بحيث لم يكن بوسع الحجاج قمع الانتفاضة إلا بجهد كبير، وحاول أعيان قريش وبعض القبائل العرابية في سوريا إقناع عبد الملك بن مروان ان يعزل الحجاج عن العراق إلا ان محاولاتهم باءت بالفشل، وقمع الحجاج الانتفاضة ولم تنته إلا بإلقاء القبض على الأشعث وإعدامه عام 705م، ويشير الطبري وابن أثير والذهبي ان الكورد قد شاركوا في حركة ابن الأشعث وابدوا مقاومة ضارية ضد قوات الحجاج، ويذكر البلاذري استنادا إلى المدائني، ان الكورد كانوا عناصر نشيطة في حركة ابن الأشعث، وقد أرسل الحجاج ضدهم قوات سورية بقيادة عمر بن هاني العبسي.(15) ثالثا: الكورد في العصر العباسي تم فتح منطقة كوردستان في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، فبتوجيه منه أرسل سعد بن أبي الوقاص جيشا بقيادة هاشم بن عتبة لدخول جلولاء(16)، وقد تسلم العديد من المرشحين للخلافة العباسية قبل توليهم الخلافة، الولاية على هذه المنطقة، مثل: أبو جعفر المنصور، الذي ولي على الجزيرة وكوردستان وأذربيجان في زمن الخليفة أبي العباس السفاح، أما الخليفة المهدي فنصب هارون الرشيد واليا على كوردستان وأذربيجان وسائر البلاد الغربية.(17) اتجه جيش آخر بقيادة عتبة بن مرقد للاستيلاء على الموصل عام 640 م، إلا ان التاريخ الدقيق لفتح الموصل ليس معروفا(18)، وقبل الاستيلاء على الموصل قامت الجيوش العربية بفتح مدينة تكريت، إذ تقدمت بمحاذاة نهر دجلة نحو الشمال، وبعد حصار استمر أربعين يوما سقطت مدينة تكريت، واضطر البيزنطيون إلى التراجع، وتقدمت الجيوش العربية بعد ذلك باتجاه الموصل لتفتحها ومن ثم فتح المناطق الكوردية المتاخمة للموصل.(19) وكانت غالبية سكان البلاد، قبل الفتح الإسلامي لها، تؤمن بالديانات العراقية والفارسية والكوردية القديمة، ومنها العقيدة البابلية والآشورية والزرادشتية والزرفانية والايزيدية والمثنوية والمانوية، التي سادت مناطق إيران وأجزاء من العراق حينذاك، قبل دخول الديانة اليهودية والمسيحية والإسلامية إلى المنطقة، ولهذا السبب كان المدونون لتلك الحقب يتحدثون عن التداخل والتشابك في العادات والتقاليد والطقوس الدينية التي كان السكان يمارسونها.(20) وقد انتشر الإسلام بين أبناء الأمة الكوردية بلهجاتها الأربع: الكرمانج والكوران واللور والكلهر على يد الصحابيين خالد بن الوليد وعياض بن غنم، وقد بذل الكورد الكثير في سبيل نشر الإسلام والتمسك به، فضلا عن أنهم خاضوا معارك دموية من أجل الحفاظ على استقلالهم وحريتهم بين سنتي 888-905 م في كوردستان الشمالي.(21) اشترك الكورد في جميع الثورات التي نشبت في كوردستان وهمذان أيام أبي جعفر المنصور(22)، وثاروا في عهد المعتصم في المناطق المحيطة بالموصل بقيادة جعفر بن مهر حسن مير حسن في عام 225 هجرية-840 ميلادية، وكذلك في عهد المقتدر بالله أو في أثناء حكم البويهيين(23)، ووقعت في هذه المناطق معارك غير قليلة بين جيوش الخلافة وقوى الكورد.(24) وفي أثناء المدة الواقعة بين 990-1096 أقيمت الدولة المروانية الدوستكية في القسم الشمالي من كوردستان وكانت عاصمتها ميافارقين (سليفا اليوم)(25)، وكذلك الدولة الحسنوية البزركانية في القسم الشمالي من كوردستان "من نهاوند شرقا إلى شهرزور، وكانت عاصمتها دينور.(26) رابعا: الكورد في العهد العثماني كان السكان الكورد في منطقة كوردستان يعيشون في قرى متباينة الكثافة السكانية وأحيانا في دور منفردة (يةك مالة) ومتناثرة ومتباعدة، وخاصة في المناطق الجبلية منها، وكانت الكثافة السكانية تزداد في المناطق السهلية والوديان وعلى ضفاف الأنهر، ومنها بشكل خاص نهر دجلة وتفرعاتها، وكذلك الأنهار المتكونة من مساقط المياه والعيون في داخل كوردستان الجنوبية أو القادمة من المناطق الجبلية الكوردستانية في إيران وتركيا (27)، وقد ظهرت ما بين القرن الخامس عشر والتاسع عشر عشرات الإمارات الكوردية ومنها إمارة ارديلان، وسوران، وبابان، وبادينان، و بوتان لكن أي من أمراءها لم يستطع أن ينقل إمارته إلى شكل دولة.(28) وتمثلت أسباب تأخر الشعور القومي لدى الكورد برغبة روؤساء القبائل بدورهم الفاعل في الحراك السياسي والاجتماعي فيما بقيت الولاءات القبلية ذات الاعتبار الأول عند نخب الكورد وجمهورهم في كوردستان العراق(29)، إن الشعور القومي لدى الكورد قد بدأ بالظهور والنمو بعد النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي ودفع لذلك عاملان: يتمثل الأول، بالشعور القومي المتنامي في ذلك العصر ولاسيما في الشرق الأوسط وبالأخص لدى العرب جيران الكورد وشريكهم في الدين والآلام في مواجهة السياسة العثمانية غير المنصفة، والآخر بسقوط الأمارات شبه المستقلة، وقد كان لتسيير تركيا حملة عسكرية عام 1834 بإعادة احتلال كوردستان والقضاء على الأمارات الموجودة أثراً على قيام الكورد لأول مرة بحركة قومية في سنوات 1843م - 1846م بقيادة بدرخان باشا.(30) في العام 1500 بدأ إسماعيل الصفوي رحلة الغزو والتوسع على حساب المناطق المجاورة له، أي نحو كوردستان وبلاد ما بين النهرين، التي لم تكن حتى ذلك الحين خاضعة لأية دولة، بل كان فيها الكثير من الإمارات الإقطاعية الكوردية والتركمانية والأرمينية والعربية، وكذلك بقية سكان منطقة كوردستان من أتباع الديانة المسيحية من كلدان وآشوريين، وخلال مدة وجيزة من بداية القرن السادس عشر أصبحت منطقة كوردستان وبلاد ما بين النهرين كلها تحت الاحتلال الصفوي.(31) إن الغزو الفارسي الصفوي لهذه المناطق وممارسات الحكام الجدد أساليب الاضطهاد وتهديده حدود الدولة العثمانية، دفع بالسلطان سليم الأول إلى اتخاذ جملة من الإجراءات التي لم تختلف في صرامتها عن تلك التي مارسها الصفويون، إذ بدأ التفكير بغزو المنطقة ووضع حد للتهديد الصفوي لحدود الدولة العثمانية التي كانت قد بدأت لتوها تتحول إلى إمبراطورية قوية وواسعة الأرجاء، فبدأت منذ عام 1513 بتنظيم مجزرة انتهت بقتل 45000 إنسان من أتباع المذهب الشيعي في منطقة الأناضول تتراوح أعمارهم بين 7-70 عاما.(32) وفي عام 1514 بدأت الحملة العثمانية على الدولة الصفوية مستهدفة احتلال كل المنطقة التي كانت قد احتلتها قبل ذاك، وفي العام نفسه خاضت الدولة العثمانية معركة جالدرين ضد قوات الدولة الصفوية على مقربة من بحيرة أورمية في كوردستان إيران، وأنزلت بها ضربة قوية هرب على أثرها إسماعيل الصفوي، وترك مدينة تبريز لتسقط بأيدي المحتلين الجدد دون مقاومة، ثم أجبرت القوات العثمانية على الانسحاب قبل بدء موسم الشتاء بسبب موقف الانكشاريين من الحرب، إذ برز لديهم ميل للتعاطف مع الصفويين والشيعة.(33) وتعد معركة جالديران في عام 1514 البداية الفعلية لتقسيم أراضي كوردستان بين الدولة الفارسية والدولة العثمانية، وحارب الكورد إلى جانب سليم الأول تحت تأثير التجانس المذهبي السني(34)، كذلك نتيجة مساعي العلامة الكوردي إدريس البدليسي، الذي استطاع أن يقنع زعماء الإمارات الكوردية بأنهم سوف لن يفقدوا استقلالهم إذا ما وقفوا إلى جانب العثمانيين(35). وهو ما أشار إليه الدكتور بله شيركو في كتابه (القضية الكوردية..ماضي الكورد وحاضرهم) حيث يقول: لعب العلامة إدريس البدليسي دورا مهما في حسم الأمور لصالح السلطان سليم الأول ضد الشاه الفارسي إسماعيل الصفوي، بسبب معرفته الجيدة بالأمراء الكورد آنذاك، كما كانوا يعترفون له بالفضل والعلم.(36) أما أبرز النتائج التي ترتبت على هذه المعركة والتي انتهت لصالح الدولة العثمانية هي: انتقال احتلال المنطقة الكوردية من الدولة الصفوية إلى الدولة العثمانية، أي بقاء المنطقة محتلة من قبل دولة أخرى، وعلى خلاف موقف الدولة الصفوية التي كانت تعين باستمرار حكاما من القزلباش الأذريين على المناطق الكوردية، وافق السلطان سليم الأول أن يبقى الأمراء الكورد حكاما على مناطقهم. لكن المنطقة تحولت إلى ساحة دائمة للصراع والحروب الدامية بين الدولتين الصفوية والعثمانية، ولم تكن ساحة كوردستان مكانا للمعارك فحسب، بل كان أبناء كوردستان وقودا لهذه الحرب وسدا مانعا وحاميا للدولة العثمانية، كما أصبحت عشائر المنطقة مستعدة للمساومة بين الدولتين وفق الظروف التي تمر بها، وبالتالي وفق أجواء جديدة للصراع والنزاع العسكري بين العشائر الكوردية، وبسبب من طبيعة التشدد والتطرف الديني عند السلاطين العثمانيين انتقل هذا وبحدود معينة إلى بعض الجماعات الدينية في كوردستان ليشدد الصراع ضد اليزيديين أو ضد المسيحيين على سبيل المثال، وأعلن السلطان سليم الأول بلاد ما بين النهرين خاضعة للدولة العثمانية، بعد انسحاب القوات الصفوية من معركة جالديران بالرغم من انها حتى ذلك الحين لم تكن كذلك.(37) وبعد حروب عديدة ومديدة تم في عام 1639 عقد معاهدة (قصر زه هاب) بين الدولة العثمانية في عهد السلطان مراد الرابع والدولة الفارسية في عهد الشاه صفي الدين الصفوي، وبموجب هذه الاتفاقية تم تقسيم كوردستان بين الدولتين وتثبيت الحدود بينهما(38). وهي الحدود التي ما تزال قائمة بين إيران والعراق ويطلق الكتاب الكورد على الاتفاقية التي وقع عليها في عام 1639 باعتبارها كرست "التقسيم الأول لكوردستان".(39) لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، "بل نشبت العديد من الثورات الكوردية ضد السلطات العثمانية التي حاولت السيطرة على الإمارات الكوردية والتي كانت تجاهد للحفاظ على استقلالها الذاتي، وهذا ما أدى إلى قيام السلطات العثمانية بتجهيز الحملات العسكرية ضد الثوار الكورد، وكانت تلك الحملات تستهدف سكان القرى الكوردية الواقعة على طريقها، فتقوم بتدميرها وتشريد سكانها أو نقلهم إلى المناطق ذات الكثافة السكانية التركية، وقد تكررت الحملات العثمانية أكثر من 18 مرة في منطقة درسيم وحدها".(40) أما التقسيم الثاني لكوردستان، والذي لا يزال قائما، فقد وقع في أعقاب الحرب العالمية الأولى ويعد من نتائجها، إذ أصبحت هذه المنطقة والمناطق المجاورة لها تحت الانتداب البريطاني، وأصبحت أراضي كوردستان موزعة بين أربع دول هي تركيا والعراق وإيران وسوريا، إذ حافظت إيران على ذلك القسم الذي كان بحوزتها وفق تلك الاتفاقية، ووزعت الأراضي التي كانت بحوزة الدولة العثمانية التي خسرت الحرب العالمية الأولى بينها وبين العراق وسوريا.(41) خامسا: كوردستان العراق تحت الاحتلال البريطاني كانت سنوات الحرب العالمية الأولى قاسية على الشعب الكوردي وعلى بقية الولايات التابعة للدولة العثمانية حينذاك، فالمعارك الحربية بين القوات البريطانية والعثمانية التي ساهمت في تخريب البلاد ونشر الرعب والدمار والموت بين الناس، فضلا عن المجاعات والأوبئة التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الناس، جعلت السكان يتمنون نهاية الحرب والخلاص من الحكم العثماني، خاصة وان وعود البريطانيين للكورد كانت معسولة.(42) وبهذا الصدد أشار الدكتور كمال مظهر أحمد(43) "إلى أنه من مجموع اثنا عشر الف شخص في عشرين قرية من قرى كوردستان الشمالية (كوردستان تركيا)، مات منهم ثمانية آلاف شخص في الأشهر الستة أو السبعة الأولى من الحرب العالمية الأولى". لم يكن اهتمام بريطانيا منصبا على المنطقة العربية فحسب، بل وعلى المنطقة الكوردية أيضا، سواء كانت شرق أو جنوب أو غرب كوردستان، ولكن اهتمامها بجنوب كوردستان جاء بسب الدلائل المتوفرة عندها والتي كانت تشير إلى وجود النفط في المنطقة، فضلا عن أهمية هذه المنطقة من الناحيتين العسكرية والتجارية، وتجلى ذلك الاهتمام بوضوح في مراسلات الجنرال برسي كوكس مع الحكومة البريطانية بعد انسحاب القوات الروسية من إيران ومن كوردستان الشرقية التي كانت وما تزال تقع ضمن الحدود الإيرانية.(44) وكما وقع مع العرب، أعطى المسؤولون البريطانيون والفرنسيون الوعود إلى زعماء ورؤساء القبائل الكوردية، وكانت تلك الوعود تتضمن موافقة الحلفاء على النظر الجدي بمطالب الكورد في تحقيق وحدة بلادهم، ومنح الاستقلال أو الاستقلال الذاتي لمنطقة كوردستان ضمن الوصاية البريطانية، ولكن في واقع الحال، كانت الحكومتان البريطانية والفرنسية قد وضعتا الخطط السرية لتقسيم المنطقة بينهما والتي وجدت تعبيرها في بنود اتفاقية سايكس بيكو التي وقعت في العام 1916، ثم وقع عليها فيما بعد ممثلو روسيا القيصرية، والتي فضحتها الدولة السوفيتية في أعقاب انتصار ثورة أكتوبر الاشتراكية عام 1917.(45) واتفقت هذه الدول على أن تصبح ولاية الموصل، وبضمنها القسم الأكبر من كوردستان الجنوبية (كوردستان العراق)، وفق بنود هذه الاتفاقية من حصة فرنسا، وأن تكون إيران وقسم من كركوك خاضعين للوصاية البريطانية. وفي أعقاب الحرب العالمية الأولى تمكنت بريطانيا، وفق مناورات ومساومات عديدة، إقناع فرنسا بجعل سوريا ولبنان من حصة فرنسا دون منازع ومنحها حصة مناسبة من امتيازات النفط العراقي، في مقابل جعل ولاية الموصل ضمن حصتها التي شملت عمليا إيران والعراق وتركيا، أي بضمنها كل كوردستان ما عدا القسم المتبقي في الحدود التي رسمت مع سوريا.(46) وقبل توقيع اتفاقية الهدنة في مودروس في الثلاثين من شهر تشرين الثاني عام 1918، بين دول الحلفاء والدولة العثمانية بدأت القوات البريطانية معاركها ضد القوات العثمانية في كوردستان العراق، واحتلت في أيار من عام 1918 مدينتي كفري وطوزخورماتو التابعتين لكركوك، ثم تم احتلال الموصل في العاشر من تشرين الثاني من العام نفسه، وبهذا أصبحت ولاية الموصل كلها ضمن الاحتلال البريطاني، "عندما اجبر الأتراك على الانسحاب من مدينة السليمانية سلموا السلطة في خريف عام 1918 إلى الشيخ محمود البرزنجي، باعتباره زعيما عشائريا ودينيا، فضلا عن كونه من إقطاعيي المنطقة المتنفذين".(47) ويبدو إن محادثاته مع سلطات الاحتلال البريطاني ساعدت على تثبيته في مركزه كحاكم على المدينة في نهاية عام 1918، وأصبحت السليمانية مقرا لحاكميته، وعينت في الوقت نفسه الخبير البريطاني بشؤون المستعمرات الميجر نويل E.M.Noel مستشارا له، كما عينت عددا من رؤساء العشائر الكوردية الأخرى كمسئولين عن مناطق جمجمال وحلبجة وغيرها، واعتبروا ممثلين للحكومة البريطانية أولا، ووضعت الآخرين بعض المستشارين السياسيين البريطانيين لمساعدتهم في أداء مهماتهم، وكان هذا الإجراء تحديدا لصلاحيات مسؤوليات الشيخ محمود، إذ حصرت مسؤولياته في السليمانية وليس في كوردستان الجنوبية (كوردستان العراق) كلها.(48) وحين أشرفت الحرب العالمية الأولى على الانتهاء، كان الكورد كسائر القوميات الأخرى الراضخة تحت نير الاحتلال العثماني، ينتظر من الحلفاء الوفاء بوعودهم التي أطلقوها في أثناء الحرب في مناسبات عديدة بخصوص حق تلك الشعوب في نيل حريتها وإنشاء كيانات خاصة بها، كما أشار إلى ذلك بوضوح التصريح الأنكلو فرنسي في7 تشرين الأول عام 1918، والمبادئ الأربعة عشر التي أعلنها الرئيس الأمريكي (ولسن) بحق تلك الشعوب في تقرير المصير، وعند وصول نبأ مؤتمر السلام المزمع عقده في باريس أرسل الوطنيون الكورد ممثلين عنهم إلى المؤتمر لعرض قضيتهم، فأجمع وجهاء الكورد على انتخاب الجنرال شريف باشا ممثلا للكورد في هذا المؤتمر.(49) بذل الوفد الكوردي جهودا في عرض المطالب الكوردية بإقامة دولة كوردية مستقلة، ولأجل ذلك قدم الوفد مذكرتين إلى المؤتمر عام 1919، ونتيجة لهذه الجهود قرر الحلفاء في النهاية إقامة دولة للكورد وأخرى للأرمن على أراضي الدولة العثمانية، كما تم توقيع معاهدة سيفر عام 1920، والتي جاءت لتسوية أمور الدولة العثمانية وبضمنها إقامة دولتين مستقلتين واحدة للكورد وأخرى للأرمن.(50) كان طرفا المعاهدة هما بريطانيا وفرنسا واليونان وايطاليا ورومانيا ويوغسلافيا وتشيكوسلوفاكيا وبولندا وبلجيكا واليابان والحجاز وأرمينيا من جهة، وسلطان تركيا من جهة أخرى، فضلا عن الوفد الكوردي، وقد تضمنت المعاهدة ثلاثة بنود، تنص على منح الشعب الكوردي الحكم الذاتي كخطوة أولى قبل الحصول على الاستقلال الكامل، عملا بمبادئ تقرير المصير ووفقا لمبادئ ولسن الأربعة عشر. إلا انه بسبب المصالح البريطانية آنذاك لم تنفذ بنود معاهدة سيفر، خصوصا بعد اكتشاف النفط في ولاية الموصل، ورفض تركيا لبنودها بعد الانتصارات التي أحرزتها على الجيش اليوناني عام 1921، وإلغاء الجولة العثمانية رسميا عام 1922، لذلك عقدت معاهدة لوزان في 14 تموز من العام 1922، واحتفظت تركيا بموجب هذه المعاهدة بأراضيها كافة، وجاءت المعاهدة خالية تماما من اسم الشعب الكوردي وكوردستان.(51) سادسا: انتفاضة السليمانية عام 1919 في أعقاب الاحتلال البريطاني للمنطقة، كان المراقب حينذاك يلاحظ على المجتمع العشائري الكوردي المسائل الآتية: نمو المشاعر الكوردية بين بعض المثقفين والمتعلمين والمتنورين، سواء الذين كانوا في تركيا أو في أوربا، وبعض رؤساء العشائر الكوردية ورجال الدين، وظهر في هذه الأثناء ولأول مرة شعار "كوردستان للكورد"، وتزايدت الشكوك في الوعود البريطانية التي أعطيت لرؤساء العشائر، وخاصة للشيخ محمود البرزنجي، باستقلال كوردستان التي أصبحت تحت الوصاية البريطانية.(52) تشير أغلب المصادر التي تبحث في الحركات الثورية الكوردية إلى أن تحركات عديدة كانت قد بدأت في ربيع عام 1919، ابتداء من انتفاضة عشيرة كويان على مشارف زاخو وعشيرة بارزان بقيادة الشيخ أحمد بارزاني، وتم قمع هاتين الحركتين بقوة السلاح وبقسوة بالغة من جانب القوات البريطانية، وبالرغم من هذا القمع وبسببه أيضا قام الشيخ محمود الحفيد البرزنجي في أيار من العام نفسه بحركته الثورية وتحريره لمدينة السليمانية من القوات البريطانية ومن المستشارين البريطانيين، العسكريين منهم والسياسيين، وإعلان نفسه حاكما على المدينة، فضلا عن إعلان استقلال كوردستان باعتبار السليمانية عاصمة ونواة الدولة الجديدة.(53) وبعد مدة وجيزة وسع الشيخ محمود نفوذه إلى كركوك والى الحدود الشرقية الإيرانية، واعتبرت القوات البريطانية هذا التوسع بمثابة إشارة خطر كبيرة تهدد مصالح الحكومة البريطانية في المنطقة، إذ كانت تخشى على منابع النفط في كركوك والموصل أولا، كما كانت تخشى من احتمال اتساع لهيب الثورة إلى مناطق أخرى من كوردستان الجنوبية والشرقية ثانيا، خاصة وان أصداء هذه الحركة كانت قد انتشرت سريعا في المناطق العربية والكوردية والإيرانية، واستكمل الشيخ محمود البرزنجي، وهو الشخصية المحترمة والمحبوبة في أوساط العشائر الكوردية، تلك الخطوة بوضع علم كوردستان وإصدار الطوابع والنقود التي تحمل صورته ووضع الأختام البريدية. وصدرت في هذه الفترة الجريدة التي تعبر عن وجهة نظر الحكومة الكوردية التي أسسها برئاسة شقيقه قادر البرزنجي والتي سميت بـ"شمس كوردستان".(54) وتسنى للقوات البريطانية التي لم تستخدم قواتها العسكرية في قمع هذه الانتفاضة فحسب، بل واعتمدت المناورة السياسية ومارست أسلوب فرق تسد، إذ تمكنت من التأثير على بعض خصوم الشيخ محمود البرزنجي من رؤساء العشائر الأخرى وحركتهم ضده. وبعد مدة وجيزة تمكنت بريطانيا من القضاء على هذه "الدولة الكوردية الفتية"، بعد أن جرح وأسر الشيخ محمود نفسه في معارك مضيق بازيان في حزيران من العام 1919، وترحيله مخفورا إلى بغداد، ونفيه منها إلى الهند.(55) وفي الوقت نفسه كان السيد طه بن السيد صديق بن السيد عبيد الله الشميدناني يفاوض في بغداد بهدف إقامة الحكم الذاتي، ولكنه فشل في ذلك، ولكن حصل على وثيقة تطمينية تتضمن النقاط الآتية:(56) 1. يعلن عفو عام في كوردستان. 2. الا يحاول تنصيب رئيس واحد فيها. 3. أن تكون إعادة المسيحيين إلى أوطانهم مشروطة من عندنا بأن الكورد سوف لا يكونون تحت السيطرة الأرمينية. 4. أن تكون حكومة صاحبة الجلالة مستعدة لتقديم المساعدة المادية نفسها التي تقدمها في العراق. إلا أن تلك الوعود والتطمينات ذهبت أدراج الرياح، إذ كانت التحضيرات قد اتخذت باتجاه يحرم الكورد من إقامة دولتهم المستقلة أو منحهم الحكم الذاتي في كل أرجاء كوردستان، بالرغم من أن الموقف إزاء هذه المسألة لم يكن واحدا بين موظفي سلطات الاحتلال البريطاني في المنطقة.(57) ويشير لونكريك إلى إن الموقف إزاء كوردستان وولاية الموصل عموما وإدارتها من جانب بريطانيا مباشرة لم يكن يعجب الوزراء العراقيين الذين كانوا يرون إن الكورد جزء لا يتجزأ من العراق، وكأن بريطانيا كانت تعير انتباها إلى ما يفكر به الوزراء العراقيون بهذا الصدد، إذ في ضوء هذا الموقف تقرر إبقاء الإدارة المستقلة لولاية الموصل ولكن دون الموافقة على إقامة الدولة الكوردية أو الحكم الذاتي لكوردستان الجنوبية.(58) بعد الحرب العالمية الأولى، سنحت للكورد، كغيره من القوميات الأخرى، فرصة لإنشاء دولة قومية لهم، ولاشك ان انهيار الدولة العثمانية قد خلف فوضى وفراغا سياسيا في المناطق الكوردية، كوردستان الشمالية (جنوب وجنوب غرب تركيا)، وشمال العراق (كوردستان العراق)، إلا ان بريطانيا التي شجعت الكورد على المشاركة في انهيار الدولة العثمانية، عارضت فيما بعد تأسيس الدولة الكوردية، وذلك كبند تم تثبيته ضمن اتفاقية لوزان التي وقعت يوم 24 تموز من عام 1923.(59) بدأت محادثات لوزان للسلام في 20 تشرين الأول عام 1922، مثل بريطانيا اللورد كرزن، ومثل تركيا عصمت باشا اينونو، بعد أن أعلنت تركيا بعدم التزامها بمعاهدة سيفر (الموقعة في آب من عام 1920)، وكانت تطالب بولاية الموصل حتى جبل حمرين، بينما كانت بريطانيا تطالب نيابة عن العراق بولاية الموصل، وبنت تركيا مطاليبها على عدة أسس أهمها:(60) 1. العرق: زعم الأتراك بأن العرب أقلية في المنطقة، وان الأتراك والكورد غير منفصلين عرقيا. 2. العامل الاقتصادي: بأن معظم تجارة المنطقة المتنازع عليها تديرها تركيا. 3. قانونيا: أن الولاية احتلتها بريطانيا بعد هدنة مودروس Mudros بين قوات الحلفاء والإمبراطورية العثمانية. 4. حق تقرير المصير: إذ زعم الأتراك بأن السكان يختارون الانضمام إلى تركيا. سابعا: ثورة أيلول عام 1961 بعد ثورة 1958 التي قادتها حركة الضباط الأحرار بقيادة عبد الكريم قاسم، تأسس النظام الجمهوري وأدى ذلك إلى أن يستبشر الشعب الكوردي خيرا وأن يمنحهم النظام الجديد الحقوق القومية وأن يعاملهم على اعتبار المواطنة، لا على أساس تفضيل قومي كما كان الحال مع النظام الملكي. بعد إعلان الجمهورية العراقية في 14 تموز 1958 أعلنت الجماهير الكوردية تأييدها للجمهورية العراقية وأكدت تمسكها بالوحدة العراقية، ومنذ ذلك الوقت اختار الشعب الكوردي بإرادته الحرة الوحدة مع الشعب العربي(61)، خاصة وقد أكدت المادة الثالثة من دستور الجمهورية العراقية ان العرب والكورد شركاء في الوطن ويقر هذا الدستور حقوق الكورد القومية ضمن الوحدة العراقية، غير انه سرعان ما تراجعت الحكومة العراقية من اعترافها بالمادة السابقة.(62) إلا ان النظام الجديد لم يكن متفهما للقضية الكوردية بالشكل الذي يضع لها حلا نهائيا، بحيث تتحول الخلافات الحكومية-الكوردية إلى نقطة قوة في تاريخ الشعب العراقي، ونهاية لحقبة المظالم التي وقعت على الكورد، فقد حاول عبد الكريم قاسم خلق خلافات بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة الملا مصطفى البارزاني وبين العشائر الكوردية، عن طريق لقائه بها. "يذكر فؤاد عارف بهذا الصدد ان قاسما أراد في سبيل تحقيق هدفه أن يضرب الواحد بالآخر، فكان يتصل برؤساء القبائل على انفراد، لخلق الشقاق والخلاف بينهم".(63) فشل عبد الكريم قاسم في كسب أية كتلة كوردية إلى جانبه، في صراعه مع البارزاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني، وبدلا من ذلك قرب عددا من الأغوات الكورد الذين كانوا قد تعاونوا مع النظام الملكي، وشجع على الصراع بينهم وبين البارزاني وعمل على إذكائه، وذلك بتزويد القبائل المتصارعة بالأموال والأسلحة، وقد أكد انه إذا دخل الكورد صراعا بعضهم مع البعض الآخر فان الجيش لن يتدخل أبدا.(64) ولجا عبد الكريم قاسم إلى اسلوب آخر، وهو الادعاء بأن الكورد ليس لهم شخصية قومية متميزة ومستقلة، وأخذ يتحدث باستخفاف عن دورهم في التاريخ العراقي، فمثلا في شتاء سنة 1960، أعلن ان كافة الثورات التي حدثت في العراق قبل عام 1958 قد حركها أو شجعها المستعمرون، باستثناء ثورات 1920، 1936، 1941، وان لديه المستمسكات بين أولئك وبين الذين سخروهم من المستعمرين، وفي هذا اتهام ضمني للحركات البارزانية، كما اخذ القاسم يتحفظ في خطبه العامة عن ذكر الكورد والقضية الكوردية.(65) ومما زاد في حساسية عبد الكريم قاسم، زيارة البارزاني إلى موسكو في 5 تشرين الثاني عام 1960، بدعوة من الحكومة السوفيتية للمشاركة في احتفالات ثورة أكتوبر، وتطرقه مع المسؤولين هناك، إلى تدهور الوضع في كوردستان العراق، وطلبه التوسط لدى قاسم لإعادة الأوضاع إلى حالتها الطبيعية، كما حذر من احتمال قيام انقلاب ضد نظام قاسم، وناشدهم مدّ يد العون للشعب الكوردي، وقد أخذ عهدا منهم بذلك.(66) عند عودة البارزاني من موسكو في مطلع شهر آذار من عام 1961، ونجاحه في كسب التأييد السوفيتي، وجد ان قاسما اتخذ عددا من الخطوات لإضعاف مركزه، مثل سحب السيارة التي كانت تقله، واضطراره إلى ترك دار الدولة التي كان ينزل فيها، وحاول البارزاني التفاهم مع عبد الكريم قاسم وان يزيل شكوكه ويبددها، وإقناعه بأن ظنون التآمر عليه لا أساس له، وانه لا يضمر أي سوء، لكن دون جدوى.(67) عند ذلك أدرك البارزاني، ان شكوك قاسم قد بلغت حدا يصعب إزالتها، وان إقامته في بغداد أصبحت غير مجدية، ان لم تكن محفوفة بالمخاطر، فغادرها في أواسط آذار من عام1961، إلى بارزان. بدأت السلطات الحكومية عقب ذلك بحملة ضد أعضاء الحزب الديمقراطي الكوردستاني، فأغلقت معظم فروعه، كما عطلت جريدة (خةبات) في 22 آذار عام 1961، وبحلول شهر نيسان من العام نفسه لم يتبق لدى الكورد أية صحيفة مجازة رسميا، ومع انتهاء شهر أيار اتجه الحزب للعمل السري. قدم الحزب الديمقراطي الكوردستاني مذكرتين إلى عبد الكريم قاسم، الأولى في 8 حزيران 1961 كانت ذات طابع عام، تتعلق بالوضع السياسي في العراق وتشكو من لا مبالاة الحكومة إزاء المطالب القومية والثقافية للكورد، والثانية في 20 تموز من العام نفسه، وأكد فيها خطورة الوضع، وطالبت المذكرة بسحب القوات العسكرية التي أرسلت إلى بعض المناطق في كوردستان وتطبيق المادة الثالثة من الدستور المؤقت وإزالة جميع سياسات التفرقة العنصرية المتبعة بحق الكورد، وإطلاق الحريات للشعب وإنهاء مرحلة الانتقال وإدارة البلاد وفق نظام ديمقراطي.(68) أرسلت السلطات سرا لجنة أمنية لدراسة الوضع في كوردستان وتقديم أفضل حل للقضاء على نشاط الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وقدمت اللجنة في 2 آب من عام 1961 تقريرا مفصلا عن أسباب التوتر في المنطقة، اتهمت فيه الحزب الشيوعي العراقي على تشجيع العناصر "المتمردة" وهاجم التقرير بشدة الملا مصطفى البارزاني واقترح التقرير استخدام القوة العسكرية وضرب المنطقة بالقنابل والصواريخ من الجو والأرض وحرق القرى البارزانية.(69) حين لم يصدر أي ردّ فعل عن عبد الكريم قاسم تجاه المذكرتين التي قدمهما الحزب الديمقراطي الكوردستاني، قام الحزب بالدعوة إلى إضراب سياسي عام في جميع أنحاء كوردستان العراق في السادس من أيلول عام 1961، إلا ان ذلك لم يؤثر على موقف قاسم، الذي أصبح أكثر تصميما على إنهاء الثورة الكوردية لنظامه، وقد اصدر أوامره بضرب تجمعات الكورد بالمدفعية وقصف دربندخان بالطائرات، ثم القيام بحركات عسكرية في 11 أيلول عام 1961، وبدأ القتال الذي استمر حتى سقوط حكم عبد الكريم قاسم في 8 شباط عام 1963.(70) بعد انقلاب 8 شباط 1963 وعد حزب البعث الكورد بمنحهم الحقوق الوطنية والقومية وذلك بإعطائهم حكماً ذاتياً إلا ان أي من هذه الأمور لم يتحقق(71)، وبعد تولي عبد الرحمن البزاز منصب رئيس الوزراء في أيلول 1965م، حاول إحلال السلام في جميع المناطق العراقية وأعلن عام 1966 أن الحكومة العراقية مستعدة للاعتراف بالقومية الكوردية والحقوق القومية للكورد، وبعد أيام من المفاوضات أعلن البزاز بيان 29 حزيران الذي أقر بوضوح وبشكل لا لبس فيه بالطبيعة الثنائية القومية للدولة العراقية، وربما كان هذا هو الأساس الذي اعتمده حزب البعث لاحقاً في بيان 11 آذار 1970م.(72) ربما كانت محاولة البزاز مخلصة لكنها صعبة التنفيذ على أرض الواقع لاسيما وان هناك كتل قوية ومؤثرة في الجيش كانت معادية لأي تسوية عبر المفاوضات، لذلك آلت الاتفاقية إلى الفشل بعد أسابيع قليلة من توقيعها ولم تجر محاولات لاحقة لحل المشكلة سوى زيارة الرئيس عبد الرحمن عارف للبارزاني في تشرين الأول 1966 ولكنه لم ينجح خصوصاً وان البارزاني رسخ مواقعه في كوردستان.(73) أما حكومة ناجي طالب، فأنها اتبعت محاولة تسليح الجناح السياسي للحركة الكردية ضد ما يسمى بالجناح العشائري بقيادة البارزاني ولم تكن هناك محاولة جدية في المدة من 1963- 1968 لحل المشكلة الكردية سوى محاولة رئيس الوزراء عبد الرحمن البزاز التي سبق الإشارة إليها وكان أهم ما فيها هو البيان الذي أحتوى على اثنتي عشرة نقطة لحل تلك المشكلة وهذه النقاط هي:(74) 1. اعتراف الحكومة بالقومية الكردية بشكل قاطع في الدستور المؤقت واستعدادها لتأكيد هذا المعنى وزيادته جلاء في الدستور الدائم. 2. الحكومة على استعداد لتأكيد هذه الحقيقة و وجودها الفعلي في قانون المحافظات، أن يكون لكل محافظة ولكل قضاء ولكل ناحية شخصية معنوية معترفاً بها. 3. اعتراف الحكومة باللغة الكردية لغة رسمية مع اللغة العربية في المناطق التي يسكنها أغلبية كردية. 4. إجراء الانتخابات النيابية في الحدود الزمنية التي نص عليها الدستور المؤقت , وسيتمثل الأكراد بالمجلس الوطني بالعدد الذي يتناسب مع مجموع السكان الكلي. 5. مشاركة الأكراد أو إخوانهم العرب الوظائف العامة كافة. 6. تحديد عدد من المنح و البعثات في مختلف الفروع للأكراد. 7. يكون موظفو المناطق الكردية من الأكراد بقدر ما توافر العدد المطلوب منهم. 8. أن تكون الصحافة في المناطق الكردية باللغة الكردية أو اللغة العربية أو بهما معاً. 9. إصدار عفو عام عن الذين ساهموا في أعمال العنف في الشمال وعودة جميع الموظفين والمستخدمين من الأكراد إلى وظائفهم. 10. عودة منتسبي القوات المسلحة إلى وحداتهم وإصدار العفو عن العائدين. 11. عودة الفرسان إلى أماكنهم. 12. إعادة توطين كل الأفراد والجماعات الذين هُجّروا إلى مناطقهم. في الحادي عشر من آذار عام 1970 وبعد عشر سنوات من المعارك الدامية توصلت السلطة المركزية في العراق والحركة الكوردية المسلحة بقيادة الملا مصطفى البارزاني إلى اتفاق شامل وسلمي للمشكلة الكورية(75)، واهم ما في هذا الاتفاق كان الاعتراف بحق الكورد بالحكم الذاتي على أن يتحقق ذلك في موعد أقصاه أربع سنوات من تاريخ الاتفاق، أي في آذار عام 1974.(76) بعد فشل المفاوضات، فشلت الحكومة في تأسيس المجلس الوطني الكوردستاني وبسبب الخلافات على مدينة كركوك وخانقين وسنجار والبدء بتنفيذ محاولات لاغتيال قياديي الحزب الديمقراطي الكوردستاني بدءا بإدريس البارزاني، وعدم جديتها في الاعتراف بوجود كورد في مدينة كركوك واتهام الحزب الديمقراطي الكوردستاني بالحصول على الدعم من إيران، ساهمت كل هذه الأسباب في استئناف القتال بين القوات العراقية من جهة والحزب الديمقراطي الكوردستاني من جهة أخرى. أظهرت قوات البيشمركة قدرة على الصمود أمام القوات العراقية المسلحة تسليحا حديثا، علما أنها كانت تستطيع بسهولة دخول الأراضي الإيرانية لسماح الحكومة الإيرانية لها، بسبب الخلافات التي كانت قائمة بين العراق وإيران حول شط العرب. عندما وقعت بعض المواجهات المسلحة بين الطرفين العراقي والإيراني، أدركت إيران بأن تصعيد الموقف سيكون مضرا بمصالحها في المنطقة، فاتجهت إلى سياسة التعايش السلمي مع العراق، وفي ذلك الوقت أدركت الحكومة العراقية أيضا أن كسب إيران هو الحل الوحيد والسريع للمشكلة الكوردية في كوردستان.(77) بعد سلسلة من الاجتماعات السرية والعلنية بين نائب رئيس العراق آنذاك صدام حسين وشاه إيران، وقع الجانبان اتفاقا في السادس من آذار عام 1975 في الجزائر سميت بـ(اتفاقية الجزائر) بقصد حل المشاكل بين كلا البلدين، تنازل العراق بموجبها عن بعض الأراضي في محاولة لضرب الحركة القومية الكوردية في كوردستان العراق. وكان من نتائج اتفاقية الجزائر اندلاع ثورة كولان عام 1976، وظلت مندلعة حتى دخلت الحركة الكوردية مرحلة جديدة بحلول عام 1991، حين اندلعت انتفاضة ربيع عام 1991، وتحرر الجزء الأكبر من كوردستان العراق. ثامنا: الأحزاب الكوردستانية العراقية ظهرت العديد من الأحزاب السياسية في كوردستان العراق خلال النصف الأول من القرن العشرين نتيجة التطورات التي شهدتها المنطقة جراء حصول العديد من الدول على استقلالها وتقسيم منطقة كوردستان إلى أربع مناطق بين سوريا والعراق وإيران وتركيا، بيد انه هنالك العديد من العوامل التي ساهمت في ذلك، منها:(78) 1. زيادة الوعي القومي، نتيجة زيادة الوعي العام في المنطقة وإحساس الكورد بافتقارهم إلى دولة على غرار العرب والترك والفرس. 2. الضغوطات التي مارستها الحكومات العراقية المتعاقبة من أجل الحيلولة دون امتلاك الكورد لقوة تمنحه الحق بالمطالبة بحقوقه. 3. النظرة الضيقة التي كانت الحكومات تنظر بها إلى الكورد، في الدول التي يعيشون فيها. وبالرغم من كل ذلك فان العديد من المعوقات قد حالت دون ظهور أحزاب سياسية كوردية في كوردستان العراق، ومن أبرزها: عدم وجود اتفاق بين الكورد بشأن الزعامة السياسية، ويعود سبب ذلك إلى إن المنطقة عاشت تحت وطأة التكتلات العشائرية، واستمالة الحكومات العراقية المتعاقبة للشخصيات الكوردية للحيلولة دون انضمامها إلى الأحزاب التي تأسست، حتى بعد أن ساهم الوعي القومي إلى اعتبار الانضمام للأحزاب واجب قومي وذلك بعد النصف الثاني من القرن العشرين، وبدا ذلك واضحا في أثناء اندلاع ثورة أيلول عام 1961، وثورة كولان عام 1976. وقد ساهمت هذه الأوضاع بمجملها إلى تأسيس أحزاب قومية تطالب بحقوق الكورد وتشجيع الكورد على الانخراط فيها لممارسة نشاطاتها داخل المدن الكوردستانية، "على الرغم من وجود بعض الكورد في الأحزاب العراقية الأخرى التي لم تكن قائمة على أساس قومي أو ديني أو مذهبي".(79) (1-3) حزب هيوا (الأمل) بعد عام واحد من اغتيال الفريق بكر صدقي الذي نفذ انقلابا عسكريا عام 1936 وصل عن طريقه إلى الحكم، "التقت مجموعة من طلاب إحدى الثانويات في كركوك لتشكيل جمعية سياسية، اجتماعية سرية، أطلقت على نفسها اسم داركةر (الحطاب)، تيمنا باسم جمعية مماثلة برزت في ايطاليا تحت اسم كاربواري (أي الفحامون، التي كانت تسعى إلى توحيد ايطاليا بالتعاون مع غاريبالدي.(80) وفي عام واحد تكونت للجمعية علاقات واسعة مع مجموعات من الطلبة الكورد الوافدين إلى كركوك، ثم أولئك الذين عادوا إلى مدنهم بعد الدراسة، وقاموا بتشكيل حلقات أو خلايا جديدة لهذه الجمعية، وكانت أهدافها السياسية هي المحرك الأساس لالتحاق الطلبة الكورد بها(81). وان الجمعية رفعت شعار تحرير أقاليم كوردستان وتوحيدها في دولة كوردية مستقلة.(82) دعت قيادة الجمعية، بعد أن تلمست حيوية ونشاط المشاركين فيها ورغبة الانتساب إليها والاندفاع الكبير صوب العمل السياسي، إلى عقد اجتماع واسع داعية له مجموعة من الشخصيات السياسية والاجتماعية الكوردية المعروفة، وعقد هذا الاجتماع عام 1938 في مدينة كركوك، وفيه تم الاتفاق على تأسيس حزب هيوا (الأمل)، كما تم انتخاب رئيس الحزب، السيد رفيق حلمي، وأعضاء اللجنة المركزة التي توسعت فيما بعد لتضم إليه أعضاء جدد من غير الطلبة.(83) بلغ أعضاء الحزب، بعد مدة وجيزة من تأسيسه، خمسة آلاف وخمسمائة شخص كان معظمهم من الضباط ونواب الضباط والجنود والطلاب والمثقفين من محامين وأطباء ومعلمين ومدرسين، كما كان له عدد كبير من المؤيدين والمؤازرين، كما حظي الحزب بتأييد معظم أبناء الشعب الكوردي، وكانت خطواته السياسية موضع قبول وتأييد واسعين منها.(84) ولكن سرعان ما تكون جناحان داخل الحزب، كان يترأس الجناح اليميني رئيس الحزب رفيق حلمي وكان هذا الجناح يطالب بتقوية علاقة الحزب مع بريطانيا، أما الجناح اليساري، الذي كان يضم الغالبية الساحقة من أعضاء الحزب التقدميين الوطنيين ضباطا وجنود ومثقفين، فقد كان يطالب بإلحاح بتقوية علاقة الحزب مع الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية.(85) تبنت قاعدة الحزب وعدد كبير من قياديي حزب هيوا الأهداف الأساسية نفسها التي تفجرت بسببها الانتفاضات المسلحة في فترات مختلفة، سواء في أثناء الحكم العثماني، ومنها انتفاضة عشائر بارزان برئاسة الشيخ عبد السلام البارزاني عام 1909 واستمرارها وتوسعها في عام 1910 واندحار القوات العثمانية التي سعت إلى إخمادها(86). والانتفاضة والحركات المسلحة التي قادها الشيخ محمود الحفيد على امتداد المدة الواقعة بين 1919-1932، وحركات الشيخ أحمد بارزاني في الثلاثينات وغيرها من الحركات الكوردية على نطاق كوردستان العراق في أثناء سنوات العقد الرابع من القرن العشرين.(87) وفي عام 1943 اشتد الخلاف في صفوف حزب هيوا بين جناحيه اليميني واليساري، وتفاقم مع انفجار الانتفاضة المسلحة التي شملت مناطق واسعة من كوردستان، واضطر رئيس الحزب إلى تأييد الانتفاضة والدعوة إلى مساندتها تحت ضغط القاعدة الحزبية ولجنة الحرية (الجناح العسكري للحزب)، ولهذا اصدر الحزب بلاغا يدين فيه سياسة الحكم وقصفها الجوي المتواصل ضد المناطق الكوردية ورفضها الاستجابة لمطالب الشعب الكوردي، مما راح ضحيته مئات الضحايا الأبرياء، أبدى تأييده لقضية الشعب الكوردي بقيادة مصطفى البارزاني.(88) ولم يكن هذا التأييد الصادر من مكتب رفيق حلمي، رئيس الحزب حارا وصادقا، ويرى البعض انه السبب الذي من اجله دب الخلاف بينه وبين لجنة الحرية، الجناح العسكري للحزب، ولهذا السبب أيضا انتهى الأمر إلى استقالة رفيق حلمي من رئاسة الحزب ومن الحزب عموما، وكانت البداية الفعلية لتفكيك الحزب وابتعاد الجناح اليميني عن العمل في الحزب بعد مدة وجيزة من استقالة رئيس الحزب، أما الجناح اليساري فقد واصل نشاطه باتجاهات عد تشكلت منه عدة تنظيمات، وبالتالي انتهى وجود حزب هيوا في عام 1946.(89) (2-3) الحزب الديمقراطي الكوردستاني في 16 أيلول من عام 1943 تأسست منظمة كوردية باسم (كؤمةلَةى ذيانةوةى كورد) (ذ.ك) أي جمعية انبعاث الكورد في كوردستان إيران بمساهمة بعض الكورد من كوردستان العراق، ولغرض السرية روعي أن لا يتجاوز عدد أفراد التنظيم الـ 100 عضو، تم تنظيمها في خلايا(90)، وبعد عام واحد على تأسيسها واتساع نشاطها وتنامي قاعدتها الحزبية والمؤيدين لها، تم انتخاب القاضي محمد لرئاستها، والذي أصبح لاحقا رئيس جمهورية مهاباد الكوردية التي تأسست في كوردستان إيران في 23 كانون الثاني 1946، والذي أعدمته السلطات الإيرانية بعد سقوط الجمهورية الفتية بعد مرور أقل من عام واحد على تأسيسها.(91) كانت كوردستان إيران آنذاك واقعة تحت الدعاية السوفيتيه، التي عملت على إلحاق مهاباد إلى الاتحاد السوفيتي، وظهر عقب ذلك حزب جديد أسسه القاضي محمد، باسم الحزب الديمقراطي الكوردي، فتم التوقيع على بيانه التأسيسي من قبله و105 من الأعضاء المؤسسين، وكان أبرز ما جاء في أهداف الحزب:(92) 1. أن يحظى كورد إيران بالحرية وبإدارة شؤونهم المحلية والحصول على الحكم الذاتي في إطار الدولة الإيرانية. 2. أن تكون اللغة الكوردية لغة التعليم والدوائر الرسمية. 3. أن يتم فورا انتخاب البرلمان الإقليمي لكوردستان وفقا للقانون الدستوري، وأن يشرف على قضايا الدولة والشؤون الاجتماعية كافة. 4. أن يكون كل موظفي الدولة في المنطقة من أهلها. 5. أن يكون هنالك قانون واحد للفلاحين والأعيان مع ضمان مستقبل كلا الطرفين. 6. أن يبذل الحزب الديمقراطي الكوردي جهودا خاصة لإقامة الوحدة والإخوة الكاملة مع الشعب الأذربيجاني والشعوب الأخرى التي تعيش في أذربيجان. 7. ان الحزب الديمقراطي الكوردي سيناضل لتحسين الحالة المعنوية والاقتصادية للشعب الكوردي من خلال التنقيب عن ثروات كوردستان الطبيعية، ومن خلال تطوير الزراعة والتجارة وتحسين الخدمات الصحية والتعليم. 8. يطمح الحزب الديمقراطي الكوردي لأن تكون الشعوب التي تعيش على ارض إيران قادرة على النضال بحرية من أجل سعادة وتقدم بلدها. في عام 1946 شكل السيد إبراهيم احمد فرعا للحزب الديمقراطي الكوردي في السليمانية، وكان حذرا في علاقاته بهدف عدم جلب انتباه الحكومة العراقية إلى العلاقة القائمة بين حزبه والحزب الديمقراطي الكوردي في إيران، الذي تأسس ليكون حزبا قوميا على مستوى كوردستان.(93) وعلى صعيد كوردستان العراق تأسس في السادس عشر من آب الحزب الديمقراطي الكوردي(***) برئاسة الملا مصطفى البارزاني، مستفيدا من نضال الشعب الكوردي في كوردستان العراق الذي كان آخره آنذاك قيادته للانتفاضة المسلحة بين عامي 1943-1945، ومن دور عائلته في النضال، فضلا عن تجربته الشخصية في قيادة القوات المسلحة لجمهورية مهاباد التي تأسست في كوردستان إيران.(94) تشكل الحزب الديمقراطي الكوردستاني من ثلاثة تيارات فكرية وسياسية فاعلة في الحركة السياسية والتحررية الكوردية في كوردستان العراق، وهي: أ. التيار الماركسي المتمثل بالعناصر والمنظمات الحزبية التي قررت الالتحاق بالحزب الديمقراطي الكوردستاني بعد حل الحزب الشيوعي الكوردستاني (شورش). ب. التيار الديمقراطي المتمثل بالمجموعة المرتبطة بتجمع رزكارى كورد (استقلال الكورد)، الذي حل نفسه في أعقاب حل حزب شورش عام 1946. ج. التيار العشائري الذي قاد نضال الشعب الكوردي في أثناء المدة الواقعة بعد الحرب العالمية الأولى والمتمثل بالعائلة البارزانية وعلى رأسها الشيخ عبد السلام البارزاني والشيخ احمد البارزاني والملا مصطفى البارزاني. انعقد المؤتمر الأول (المؤتمر التأسيسي) للحزب الديمقراطي الكوردستاني في بغداد في 16 آب 1946، وقد حضر المؤتمر حوالي 32 مندوبا كانوا يمثلون تجمع رزكاري كورد المنحل ومندوبي حزب شورش المنحل(95) وعناصر مستقلة، وحضر إبراهيم أحمد ممثلا عن فرع الحزب الديمقراطي لكوردستان إيران في السليمانية بصفة مراقب، وقد عقدت الجلسة الأولى للمؤتمر في دار سعيد فهيم.(96) في الجلسة الختامية للمؤتمر جرى انتخاب أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب، وقد تم انتخاب 15 عضوا للجنة المركزية وهم: الملا مصطفى البارزاني رئيسا للحزب، الشيخ لطيف الشيخ محمود نائبا أول للرئيس، كاكة زياد آغا نائبا ثاني للرئيس، عضوية كل من: حمزة عبد الله، ومير حاج أحمد، ود.جعفر محمد كريم، وعلي عبد الله، وصالح اليوسفي، وعبد الكريم توفيق، ورشيد عبد القادر، ورشيد باجلان، وعوني يوسف، والملا حكيم خانقيني، وطه محي الدين معروف، ومصطفى خوشناو، وعبد الصمد محمد (احتياط أول)، أما أعضاء المكتب السياسي فقد انتخبتهم اللجنة المركزية وهم: حمزة عبد الله، ود.جعفر محمد كريم، وعبد الكريم توفيق، وعلي عبد الله، ورشيد عبد القادر، وتقرر في الجلسة الختامية للمؤتمر أيضا إصدار جريدة سرية ناطقة باسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني باسم (رزكارى)(97) على ان توظف المستلزمات الطباعية لحزب شورش وتجمع رزكارى كورد لطبع الجريدة.(98) أما المؤتمر الثاني للحزب الديمقراطي الكوردستاني، فقد عقد في منزل السيد علي حمدي ببغداد في شهر آذار من عام 1951، بحضور 30 عضوا، من ضمنهم إبراهيم أحمد، الذي أسس فيما بعد مع جلال الطالباني، حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني، وانتخب الملا مصطفى البارزاني رئيسا للحزب، فضلا عن اللجنة القيادية التي ضمت: إبراهيم أحمد، ونوري شاويس، وجليل هوشيار، وعمر مصطفى، وبكر إسماعيل، ومحمد أمين مصطفى.(99) (3-3) حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني في 1/6/1976 تم تأسيس حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني في برلين، بحضور السادة: جلال الطالباني، ود.فؤاد معصوم، وعبد الرزاق عزيز فيلي، وعادل مراد، وكمال فؤاد، وعمر شيخ مورس، ود.لطيف جمال رشيد، فضلا عن السيدة هيرو إبراهيم أحمد(100)، ويشير الدكتور فؤاد معصوم(101) إلى ان التنظيمات التي تكون منها حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني هي: 1. العصبة الماركسية اللينينية، التي كانت قد تأسست على شكل حلقات في عام 1970، وكان يرأس هذه العصبة: شاسوار جلال (آرام)، ونوشيروان مصطفى، وحكمت محمد كريم (ملا بختيار)، وآزاد هورامي، وسالار عزيز (نجم الدين عزيز)، وعمر عبد الله (ملازم عمر). 2. الحركة الاشتراكية الكوردستانية، وكانت تضم مجموعة من الملاكات القيادية التي عملت قبل ذلك في الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وكان على رأسها: علي العسكري، ورسول مامند، وخالد سعيد (دكتور خالد)، والملازم طاهر علي والي بك، وسعدي عزيز (سعدي كجكة)، وعمر مصطفى (دبابة). 3. الخط العام للاتحاد الوطني الكوردستاني، ويسمى أيضا بالخط العريض، وكان على رأسه: جلال الطالباني، ود.فؤاد معصوم، ود.فؤاد كمال، ود.عمر شيخ موس، وعادل مراد، وحسين بابا شيخ. وفي أثناء المدة الواقعة بين عامي 1976-1992 شارك الاتحاد الوطني الكوردستاني في عدد من التحالفات التي تأسست من الأحزاب السياسية العراقية التي كانت تعمل في دمشق، والتي أطلق عليها "التجمع الوطني العراقي"وضم في صفوفه: حزب البعث العربي الاشتراكي (قيادة قطر العراق)، والحزب الشيوعي العراقي (القيادة المركزية)، والحركة الاشتراكية العراقية، ومؤتمر القوميين الاشتراكيين، والحزب الاشتراكي، وجيش التحرير الشعبي العراقي والاتحاد الوطني الكوردستاني، ثم كان شريكا في "الجبهة الوطنية والقومية الديمقراطية" التي انبثقت في 22/11/1980 من مجموعة من الأحزاب التي شكلت التجمع الوطني العراقي فضلا عن الحزب الشيوعي العراقي بعد أن خرج منها الحزب الشيوعي العراقي (القيادة المركزية)، وأصدرت الجبهة ميثاقها الوطني وبيانها السياسي حول أوضاع العراق السياسية ومهمات الحركة الوطنية حينذاك.(102)
المصادر () يتألف كوردستان من ما يقارب من 200000 ميل مربع من الأراضي، تساوي مساحته مساحة فرنسا، يشكل فيها الكورد الأغلبية العرقية، وهي متاخمة استراتيجيا لأقاليم ثلاث جماعات عرقية رئيسية أخرى في الشرق الأوسط هي: العرب والترك والفرس. المصدر: مهردار.ر.ايزادي، الكورد، ترجمة معصوم مائي وباران سندي، فصل من كتاب عشائر كوردستان، بيروت، رابطة كاوا للثقافة الكوردية، 2002، ص143. ( ) د.كاظم حبيب، لمحات من نضال حركة التحرر الوطني للشعب الكوردي في كوردستان العراق، أربيل، دار آراس للطباعة والنشر، 2005، ص29. (2) د.كمال فؤاد، ملاحظات انتقادية حول كتاب "خلاصة تاريخ الكورد وكوردستان"، السليمانية، مطبعة الاتحاد الوطني الكوردستاني، 2000، ص18. (**) قائد عسكري ومؤرخ يوناني. (3) د.كمال فؤاد، مصدر سابق، ص18. (4) Zuhdi Al-Dahoodi, Die Kurden, Geschichte, Kutler und Ueberlebenskampf, Umschau Verlag, Frankfurt am Main, 1987, S. 54. (5) صباح آرام، الملامح السياسية لتاريخ الكورد الحديث والمعاصر، أربيل، منشورات مجلة (ئاسوى بةوةردة)، 2004، ص102. (6) د. كمال فؤاد، مصدر سابق، ص17-18. (7) المصدر نفسه، ص17-18 (8) مينورسكي، الكورد...ملاحظات وانطباعات، ترجمة: د.معروف خزندار، بغداد، بدون دار نشر، 1988، ص 50. (9) ...........، نشرة كوردنامة (نشرة دورية تعنى بالشأن الكوردي العام)، لندن، العدد الأول، نيسان، 1995، ص18. (10) شرف خان البدليسي، شرفنامة، ترجمة: جميل الملا أحمد الروزبياني، ط2، أربيل، مؤسسة موكرياني للطباعة والنشر، 2001، ص50. (11) وليم ايكليتون، العشائر الكوردية، ترجمة: حسين الجاف، أربيل، دار آراس للطباعة والنشر، 2007، ص13. (12) المصدر نفسه، ص13. (13) أرشاك بولاديان، ، الأكراد: من القرن السابع إلى القرن العاشر الميلادي وفق المصادر العربية، ترجمة: مجموعة من المترجمين، دمشق، دار التكوين للنشر والتوزيع، 2004، ص68. (14) المصدر نفسه، ص69. (***) عبد الرحمن بن الأشعث: ثار ضد الحجاج، واتفق مع الكورد سنة 702م ووجه إلى جيش الحجاج ضربات موجعة. (15) أرشاك بولاديان، مصدر سابق، ص72. (16) محمد أمين زكي، خلاصة تاريخ الكورد وكوردستان من أقدم العصور التاريخية حتى الآن، ط2، بغداد، بدون دار نشر، 1961، ص123. (17) المصدر نفسه، ص 128. (18) سليمان صائغ، تاريخ الموصل، القاهرة، بدون دار نشر، ج1، 1923، ص57-60. (19) أرشاك بولاديان، ص43. (20) المصدر نفسه، ص 289-299. (21) إبراهيم الداقوقي، أكراد الدولة العثمانية، فصل من كتاب عشائر كوردستان، بيروت، رابطة كاوا للثقافة الكوردية، 2002، ص 12-13. (22) جغاليا.و.ي، كورد إيران من الفتح الإسلامي إلى الفتح الامبريالي، مقالة منشورة في نشرة كوردنامة، لندن، العدد الثاني والثالث، 1995، ص128. (23) المصدر نفسه، ص130. (24) المصدر نفسه، ص132-135. (25) د.كمال فؤاد، مصدر سابق، ص15. (26) المصدر نفسه، ص15. (27) هنري فيلد، جنوب كوردستان: دراسة أنثروبولوجية، ترجمة: جرجيس فتح الله، أربيل، دار ئاراس للطباعة والنشر، 2001، ص14-18. (28) فاروق علي عمر، الصحافة الكوردية في العراق: البدايات 1914ـ1939، رسالة ماجستير، جامعة بغداد، كلية الآداب، قسم الأعلام، 1999، ص30-31. (29) عوني قرستح، الأقليات في التاريخ العربي منذ الجاهلية وإلى اليوم، دار رياض الريس للكتب والنشر، 1994، ص389. (30) فاروق علي عمر، مصدر سابق، ص33. (31) د.كاظم حبيب، مصدر سابق، ص42. (32) Dr. Ernest Werner, Dr. WMarkov, geschichte der turken, academie-verlag, berlin, 1979, p.88. (33) د.كاظم حبيب، مصدر سابق، ص43. (34) سيار الجميل، العثمانيون وتكوين العرب الحديث، بيروت، مؤسسة الأبحاث العربية ، 1989، ص330. (35) إبراهيم الداقوقي، أكراد الدولة العثمانية، مصدر سابق، ص13. (36) بلة شيركو، القضية الكوردية...ماضي الكورد وحاضرهم، جمعية خويبون الكوردية الوطنية، النشرة الخامسة، رابطة كاوة للثقافة الكوردية، دار الكاتب، بيروت، 1986، ص16. (37) د.كاظم حبيب، مصدر سابق، ص44. (38) د.كمال فؤاد، مصدر سابق، ص16. (39) Zuhdi Al-Dahoodi, Die Kurden, Geschichte, Kutler und Ueberlebenskampf, Umschau Verlag, Frankfurt am Main, 1987, S. 107. (40) إبراهيم الداقوقي، أكراد الدولة العثمانية، مصدر سابق، ص 13-14. (41) Zuhdi Al-Dahoodi, Die Kurden, S. 107. (42) د.كاظم حبيب، مصدر سابق، ص78. (43) د.كمال مظهر أحمد، كوردستان في سنوات الحرب العالمية الأولى، ترجمة: محمد الملا كريم، ط2، بغداد، دار آفاق عربية للطباعة والنشر، بدون تاريخ، ص226. (44) د.كاظم حبيب، مصدر سابق، ص80. (45) المصدر نفسه، ص80. (46) المصدر نفسه، ص80. (47) عزيز الحاج، القضية الكوردية في العشرينات،ط2، بغداد، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1985، ص32. (48) Strohmeier.Martin & Yaclan.Heckmann, Lale. Die Kurden-Geschichte-Pokitik-Kultur, Beckische Reihe, Verlag C.H. Beek, Muenchen, 2000, s. 118. (49) د.عبد الستار طاهر شريف، الجمعيات والمنظمات والأحزاب الكوردية في نصف قرن، السليمانية، دار سردم للطباعة والنشر، 2007، ص83. (50) شورش حسن عمر، حقوق الشعب الكوردي في الدساتير العراقية-دراسة تحليلية مقارنة، مركز كوردستان للدراسات الإستراتيجية، السليمانية، 2005، ص29. (51) د.عبد الستار طاهر شريف، مصدر سابق، ص97. (52) م.س. لازاريف، المسألة الكوردية 1891-1917، ترجمة أكبر أحمد، السليمانية، مركز كوردستان للدراسات الإستراتيجية، 2001، ص228. (53) المصدر نفسه، ص71-74. (54) المصدر نفسه، ص71-74. (55) ستيفن همسلي لونكريك، العراق الحديث من سنة 1900 إلى سنة 1950، ترجمة: سليم طه التكريتي، ج1، منشورات الفجر، ص174. (56) عزيز الحاج، القضية الكوردية في العشرينات، ط2، بغداد، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1985، ص19. (57) المصدر نفسه، ص36. (58) المصدر نفسه، ص37. (59) عثمان علي، الكورد ومحادثات لوزان للسلام عام 1922-1923، كركوك، مجلة الفجر الجديد، العدد 8، تشرين الثاني 2003، ص 128. (60) المصدر نفسه، ص128-129. (61) جلال الطالباني، أيهما نختار لمصلحة العراق وتعزيز وحدته الوطنية: الالحاق القسري أم الاتحاد الاختياري، السليمانية، منشورات مكتب الإعلام المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني، 2004، ص32. (62) مسعود البارزاني، البارزاني والحركة التحررية الكردية: ثورة أيلول، الجزء الثالث، اربيل، مطبعة وزارة التربية، 2002، ص22. (63) د.عبد الفتاح علي البوتاني، العراق: دراسة في التطورات السياسية الداخلية 14 تموز 1958-8 شباط 1963، بغداد، دار الزمان للطباعة والنشر، 2008، ص279. (64) المصدر نفسه، ص279. (65) المصدر نفسه، ص279-280. (66) مسعود البارزاني، البارزاني والحركة التحررية الكوردية: ثورة أيلول، مصدر سابق، ص22. (67) المصدر نفسه، ص22. (68) د.عبد الفتاح علي البوتاني، العراق: دراسة في التطورات السياسية الداخلية 14 تموز 1958-8 شباط 1963، مصدر سابق، ص284. (69) المصدر نفسه، ص285. (70) د.كاوس قفطان، الحركة القومية التحررية الكوردية في كوردستان العراق 1958-1964، السليمانية، منشورات وزارة الثقافة في إقليم كوردستان، 2004، ص156. (71) جواد كاظم البيضاني، موقف الأحزاب السياسية في العراق من القضية الكردية (1958-1968)، بغداد، دار العباد، 2004، ص93. (72) مصطفى فرحان تقي، قضايا الفيدرالية في الصحافة الكردية العراقية الناطقة بالعربية: جريدتي التآخي والاتحاد أنموذجا، رسالة ماجستير، كلية الإعلام، جامعة بغداد، 2006، ص57. (73) ماريون و بيتر، من الثورة إلى الدكتاتورية في العراق منذ 1958، ترجمة: مالك النبراسي، بيروت، منشورات الجمل، 2003، ص146. (74) وميض عمر نظمي وآخرون، التطور السياسي المعاصر في العراق، بغداد، الجمهورية العراقية، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ص146. (75) د.سعد ناجي جواد، العراق والمسألة الكوردية: 1958-1970، لندن، دار السلام، 1990، ص54. (76) المصدر نفسه، ص137. (77) د.سعد ناجي جواد، دراسات في المسالة القومية الكوردية، مصدر سابق، ص139. (78) للمزيد انظر: هوكر طاهر، قومية بلا عنوان (أسباب عدم تأسيس دولة كوردية)، أربيل، مؤسسة موكرياني للبحوث والنشر، 2006، وأيضا: مسعود البارزاني، البارزاني والحركة التحررية الكوردية (ثورة بارزان 1943-1945)، أربيل، بدون دار نشر، 1986. (79) د.كاظم حبيب، مصدر سابق، ص236. (80) د.جمال طالباني، حزب هيوا، مطبعة خاك، السليمانية، 2002، ص45. (81) د.كاظم حبيب، مصدر سابق، ص236. (82) د.جمال طالباني، مصدر سابق، ص49. (83) علي عبد الله، تاريخ الحزب الديمقراطي الكوردستاني -العراق– حتى انعقاد مؤتمره الثالث، كوردستان العراق، 1968، ص18. (84) المصدر نفسه، ص18 (85) د.عبد الستار طاهر شريف، مصدر سابق، ص151-152. (86) م.س. لازاريف، المسألة الكوردية 1891-1917، ص228. (87) د.عزيز الحاج، القضية الكوردية في العشرينات، مصدر سابق، ص91-126. (88) د.عبد الفتاح علي يحيى البوتاني، وثائق عن الحركة القومية الكوردية التحررية: ملاحظات تاريخية ودراسات أولية، مؤسسة موكريان للطباعة والنشر، أربيل، 2001، ص536-538. (89) د.كاظم حبيب، مصدر سابق، ص242. (90) ارجي روزفات الصغير، جمهورية مهاباد الكوردية، ترجمة: مجلة الفجر الجديد، مجلة الفجر الجديد، كركوك، العدد 12، آذار 2004، ص142. (91) د.عبد الرحمن قاسملو، كوردستان والكورد: دراسة سياسية اقتصادية، ترجمة: ثابت منصور، براغ، 1967، ص 72. (92) ارجي روزفات الصغير، مصدر سابق، ص 144-145. (93) د.كاظم حبيب، مصدر سابق، ص243. (****) تغير اسمه في المؤتمر الثالث المنعقد عام 1953 إلى الحزب الديمقراطي الكوردستاني. (94) د.كاظم حبيب، مصدر سابق، ص243. (95) نجاة حسن، تاريخ الحزب الديمقراطي الكوردستاني، محاضرة القيت في مقر الفرع الثالث للحزب الديمقراطي الكوردستاني، 2007. (96) المصدر نفسه. (97) رزكار نوري شاويس، رزكارى ثم خبات: لسان حال الحزب الديمقراطي الكوردستاني، أربيل، منشورات مؤسسة برايتي وخبات، 1989، ص14. (98) صدر العدد الأول من جريدة رزكارى شهر أيلول عام 1946، إذ طبع بالطابعة اليدوية وسحب بالرونيو في منطقة الأعظمية وتم توزيعها بشكل سري. (99) نجاة حسن، تاريخ الحزب الديمقراطي الكوردستاني، مصدر سابق. (100) عادل مراد، محاولة جادة لكتابة جزء من التاريخ الحديث لكورد العراق، جريدة الاتحاد الأسبوعية، العداد (373) بتاريخ 9/6/2000، ص11. (101) د.فؤاد معصوم، الاتحاد الوطني الكوردستاني: البدايات، جريدة الاتحاد الأسبوعية، كوردستان، العدد 373 بتاريخ 9/6/2000، ص11. (102) مجلة الثقافة الجديدة، يصدرها الحزب الشيوعي العراقي، العدد 126، تشرين الثاني- كانون الأول 1980، ص166-186.
#حبيب_مال_الله_ابراهيم (هاشتاغ)
Habeeb_Ibrahim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ضفتان
-
شيزوفرينيا قصصية
-
الخطاب السياسي في التلفزيون
-
الرحيل
-
ماذا بعد مظاهرات كوردستان؟
-
انتظار
-
حكاية قصة
-
حلم أدبي
-
كونراد… كان هناك
-
مفهوم المعلومات واهميتها
-
المعلومات
-
تأريخ الصحافة
-
الدكتور زهدي الداوودي .. والبعد الرابع
-
الصحافة الاستقصائية
-
الوقت بين الماضي والحاضر..
-
حرية الصحافة بين النظرية والتطبيق
-
الاعلام الحديث
-
الاعلام الدولي وعصر -انفجار المعلومات-
-
مفهوم الخطاب وسماته
-
مجتمع المعلومات ومجتمع المعرفة
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|