أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - شذى احمد - من بين انياب العبث














المزيد.....

من بين انياب العبث


شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5322 - 2016 / 10 / 23 - 23:19
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


شهور طويلة مرت على لجوئهم ،ولا شيء يحول في الافق.. صغيرهم اوفرهم حظا . التحق بالمدرسة وبدأ بدراسة اللغة. اما من جاء وبيده كراسه الجامعي، فهو في مأزق البحث عن مكان له تحت الشمس

القاعات العريضة ،والمختلطة المتمثلة في صالات الالعاب خصصت للكثير منهم حتى يلوح في الافق حل افضل. ويتم توزيعهم اما على مراكز لجوء افضل او يتم فرزهم لمدن اخرى

لكن المدينة الكبيرة المترامية لم تبخل عليهم بالكثير من المرح والمتعة بين ساعات الغضب والحنق وقلة الحيلة. حيث تجمعات شباب مثلهم في مناطق تواجد العرب ، وقضاء اوقات ممتعة في سرد السير الذاتية ، واقامة علاقات صداقة تأخذ اشكال جديدة . فلا زمن يحسب ولا حسيب ورقيب يتحكم في خروجهم ودخولهم، مستغلين الثغرات التنظيمية في البقاء مثلا صيفا طيلة الليالي على ضفاف النهر ، او المبيت في بيوت بعضهم الذين حالفهم الحظ وحصلوا على سكن

وتبقى اكثر المنغصات تلك الزيارات المتكررة الرتيبة للدوائر الرسمية المزدحمة على الدوام. حتى هذه الاماكن رغم صرامة حراسها ويصادف ان يكون الكثير منهم من العرب ام متحدثيها. رغم هذا لا يتوانى بعضهم من عمل مقالب مضحكة تمنحه بعض المرح في اجواء شديدة الكأبة

كما فعل حسام ذات مرة .. لقد مل واخوته المهاجرين من الوقوف ساعات طويلة بانتظار دورهم بالدخول او انقضاء الدوام الرسمي والطلب منهم الحضور مرة اخرى

نظر فاذا بالجموع مستمتعة بمشاهدة التلفاز وهي تجلس بارتياح على المقاعد التي امتلأت ولم تلح في الافق رغبة ايا منهم في المغادرة

لتوه تعرف على خاصية جديدة لهاتفه الذكي. ادار احرفه قلب تطبيقاته بحرفية ومهارة ثم ضغط بلؤم فاذا بالشاشة الكبيرة تنطفئ
عم التذمر بين الجالسين ، فظل حسام يرقبهم دون ان يطرف له جفن.. تململ البعض وقرر ان يمط رجليه. نهض وغادر المكان فاسرغ لياخذ مكانه، وهو يضحك بسره

في الطريق الى شارع العرب حيث يحلو لهم تسميته في العاصمة. وبخه الاخ الكبير وحذره من مغبة فعلته علهم سيمسكون به مستقبلا ،وينزلون به عقوبة . فهنا الكل يخاف التبعات القانونية.. استمع بصمت لأخيه..دون ان ينبس ببنت شفه. وفجأة مر باحد المقاهي. كان اغلب الجالسين من العرب مستمتعين بمسلسل لا يفهمون منه الشيء الكثير يستعينون بين الفواصل الاعلانية بمترجم لشرح الاحداث فلما التفت اخوه اخرج هاتفه الذكي واطفأ الشاشة
سمع الأخ الكبير الصياح يعلو من المقهى، فاثار فضوله. لما تطلع فاذا بالشاشة سوداء . التفت لأخيه فلم يجد كان على الجهة الاخرى من الشارع يستمتع بالتهاب وجبة سريعة ، ويغمز له بتحدي فعلتها مرة اخرى فما قولك..يبتسم الأخ الأكبر .. وينتهد علها نسمات عليلة في هذا الجفاف القاحل لأغراب لا يكسر صواري حياتهم وصباهم الحزن



#شذى_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجل فانت
- راحلة بين العناوين
- ولم يعد عبود يغني
- يظل اللون ارجواني اللبوة الجريحة -2
- حائط المقهى
- ارادتي +نقودي=هجرتك
- اللعبة الجائرة
- اوجاع المهاجرين
- من فتحت الحدود خسرت الاصوات
- ضاع محمد والوطن
- يظل اللون ارجواني اللبوة الجريحة
- لما يزعجك دكاني
- عندما تكون العيد
- أصفار شهادة الميلاد
- يظل القيد ارجواني- الخديعة
- يظل القيد ارجواني -الطاعة اولا
- يظل القيد ارجواني-التمرد
- خياطة تقود ثورة
- كان له
- وضاع الوطن مرتين


المزيد.....




- الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا ...
- شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
- استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأر ...
- لبنان يريد -دولة عربية-.. لماذا تشكّل -آلية المراقبة- عقبة أ ...
- ملك وملكة إسبانيا يعودان إلى تشيفا: من الغضب إلى الترحيب
- قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأط ...
- رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مج ...
- -حزب الله- يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
- قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
- استخبارات كييف وأجهزتها العسكرية تتدرب على جمع -أدلة الهجوم ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - شذى احمد - من بين انياب العبث