أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سمير إبراهيم خليل حسن - محطة ٱلجزيرة وممارسة ديمقراطية ٱلظلام















المزيد.....

محطة ٱلجزيرة وممارسة ديمقراطية ٱلظلام


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1415 - 2005 / 12 / 30 - 09:02
المحور: الصحافة والاعلام
    


بدأت محطة ٱلجزيرة ٱلقطريّة ٱنطلاقتها فى جوٍّ من طغيان ٱلاستبداد على كلِّ شىء فى بلادٍ لا يسمع منهاۤ إلا صوت ٱلسلطان على بابا وأركان سلطته ٱلأربعون حرامى. وهذا جعل شاشة هذه ٱلمحطة تحضر لدى جميع ٱلذين يتطلعون ويتشوقون لحريّة ٱلكلمة وكشف ٱلحقِّ ٱلمغطّى بكذب ٱلمتسلطين وجهلهم ٱلمعمم على جميع وسآئل نقل ٱلمعلومات.
وبعد حين فقد تبين أنّ هذه ٱلمحطة تحرص على ٱتباع منهاج ٱلوكز على ٱلجنبين. فهى تارة تثير مسألة ضد هذا ٱلسلطان ٱلمُّستبدّ توقظ شعبه من غفلته عن أعماله. ثمّ تعود تارة أخرى لتفتح ٱلباب لهذا ٱلسلطان للعمل على ٱستمرار تخدير شعبه. وهذا ٱلمنهاج ٱللاعب لعبة ٱلإثارة لا يخرج عن مفهموم ٱلنفاق ومفهوم ٱلاستبداد نفسه وعن وسآئلهما ٱلماكرة وٱلمضللة. وقد جعلت هذه ٱلمحطة من برنامجها "ٱلشريعة وٱلحياة" وأحاديث ٱلدكتور ٱلكاهن يوسف ٱلقرضاوى ٱلبوصلة لمنهاجها ٱلذى يبث مفاهيم تفرّق ٱلناس إلى كافرين ومؤمنين وفق مفاهيم ٱبن تيميّة ٱلاستبدادية ٱلشيطانيّة ٱلتى يستند إليها على بابا فى سلطته منذ وقت طويل. وهى ٱلمفاهيم ذاتها ٱلتى تزرع بذور ٱلقتل فى نفوس أكثريّة جاهلة فى عموم ٱلأرض من ٱلذين دمغ مأمور ٱلنفوس شهادة ميلادهم بٱلاسم مسلم. وهذا ٱلبرنامج يبين للمتابع وجهة ٱلمحطة ٱلرئيس "فرّق تسد" فى جوٍّ من حرية ٱنتقال ٱلمعلومات على ٱلهوآء.
ولا تختلف برامجها ٱلأخرى عن هذا ٱلمنهاج ٱلاستبدادى. فقد أرادت ٱلعمل على ممارسة أعمال ٱلتحريض وٱلكراهية وٱلقتل بين ٱلناس بزعم أنّ هذا ٱلعمل هو من أركان ٱلديمقراطية (تعمل بٱسم ٱلديمقراطية وجوّها ٱلمنتشر فى جميع ٱلأرض وبٱسم حرية نقل ونشر ٱلمعلومات). وهى ترىۤ أن حرية ٱلتحريض على ٱلكراهية وٱلقتل هى من أسس حرية ٱلرأى. وهى تدفع ببرنامجها ٱلإذاعى فى هذه ٱلوجهة. وهى بذلك ٱلمفهوم تنفرد بنشر جميع رسآئل تنظيم ٱبن تيميّة ٱلمشهور بٱسم "ٱلقاعدة" وٱلملحقين به من جماعاتٍ مأجوجة مُّرجفة (إرهابية). وهى تظهر هذه ٱلجماعات وكأنّها قوَّة تفعل رجفاتها بٱسم دين ٱللَّه تقتل وتخرّب وتدمّر وتذرع ٱلخوف فى كلِّ مكان. وهى تعمل على تثبيت فكرة شيطان تقول أنّ ٱلديمقراطيّة فى بلادنا لا تقوم بعون خارجىّ. وتطلب من شعوبنا ٱلامتناع عن قبول ٱلعون ٱلخارجىّ بما تقدمه من مفاهيم قريشيّة عن ٱلوطنيّة وٱلقوميّة وٱلدين. وهى تعلم أنّ نشر هذه ٱلمفاهيم يبعد عن شعوبنا مفاهيم ٱلمدينة ومثلها ٱلمبصر فى ٱلحكم ٱلرَّسولىّ بين أقوام مختلفة. كما يبعد فرصة ٱلنفع من ٱلعون ٱلخارجىّ ويترك شعوبنا مكشوفة أمام على بابا وحرامييه ٱلأربعين ٱلذى ينقضّ عليها فيقطع ألسنتها وأيديهاۤ أكثر ممَّا فعل بها فى ٱلماضى ٱلقريب.
لقد عملت هذه ٱلمحطة بأسلوب ٱلابتزاز. حرضت شعوبنا على سلاطينهم فنشرت بعضًا من أعمالهم لتجعلهم يسارعون لدفع ما تطلبه ٱلمحطة ثمنًا لتغيير وجهة تحريضها. وهى بعد أن رضخ بعض هؤلآء ٱلسلاطين لابتزازها كانت تستضيف ممثلين عنهم وما زالت لإصلاح ٱلصورة ٱلتى نشرتها. وهذا يجعل شعوب هؤلآء ٱلسلاطين فى حيرة من أمرهم. وقد وقعوا فى شرك برامجها ٱلتى تعمل لتضليل ٱلناس بزعمها للديمقراطية.
وهى ٱليوم تدفع بكلِّ ما لديها لتظهر موقفًا مُّساندًا للجاهل ٱلطاغوت صدام حسين من بعد سقوط سلطته بعونٍ خارجىّ. وتعمل ذلك بٱسم حقوق ٱلإنسان! متناسية أنّه عمل مع أركان حرامييه على نزع ٱلروح من نفوس ٱلعراقيين لسنين طويلة.
ومن أجل تعزيز موقفها وتوجهها فهى تحضر على شاشتهاۤ أشخاص يحرضون على ٱلكراهية وٱلقتل بٱسم شرع ودين قوم. وكان على شاشتها فى يوم ٱنتخابات ٱلبرلمان ٱلعراقى ممثل سلطة صدام حسين فى ٱلأمم ٱلمتحدة يتحدث عن أسس ٱلديمقراطية! نعم ٱلدورى هو ٱلذى تحدَّث عن ٱلديمقراطية وزعم بنقض ما يجرى فى ٱلعراق من ٱنتخابات ٱليوم!
كمآ أنّها كانت سريعة فى ٱستغلال مفاهيم ٱلديمقراطية. فعملت على ٱلإيقاع بين بريطانيا وٱلولايات ٱلمتحدة من خلال ما نشر عن فكرة للرئيس ٱلأمريكى بعملٍ ضد محطة ٱلجزيرة ٱلتى رأى فىۤ أعمالها ٱلتحريضيّة أنها مثل أفعال أولئك ٱلمأجوجين ٱلذين ينشرون ٱلخراب وٱلدّمار وٱلموت فى جميع ٱلأرض. وهو لم يجعل من فكرته فعلا محققًا. وقد تركها فكرة خطرت له فى حديث مع رئيس وزرآء بريطانيا.
أمَّاۤ أنا فأرىۤ أنّ فكرة ٱلرئيس ٱلأمريكى هى فكرة صواب توافق ما جآء فى كتاب ٱللَّه عن ٱلمحرّض على ٱلرَّجفة. فقد بين كتاب ٱللَّه أنّ ٱلمنافق (ٱلذى ينفخ ويأجّ فى نفوس ٱلجاهلين ٱلذين فى قلوبهم مرض فيدفع بعضهم لفعل ٱلرّجفة وقتل ٱلناس وتدمير مصالحهم وزرع ٱلخوف فى نفوسهم) أنّه مثل فاعل ٱلرّجفة يؤخذ ويقتل بسبب تحريضه على ٱلكراهية وٱلقتل. وفكرة ٱلرئيس ٱلأمريكى لا تخالف حكم كتاب ٱللَّه على ٱلمنافق. وهو ما تفعله محطة ٱلجزيرة من خلال منهاجها فى تسويق أخبارها ٱلتى تأجّ بٱسم دين قريش. وهى وحدها من بين ٱلمحطات ٱلفضآئية ٱلتى ظهر من مراسليها متعاونون مع تنظيم ٱلقاعدة.
وأرىۤ أنّ ٱلرئيس بوش قد أخطأ فى تردده وٱمتناعه عن منع هذا ٱلمنافق ٱلكبير من نشر تحريضه ٱلبغيض. وكان عليه أن يقدم على وقف إرسالها من دون تردد سندًا للبلاغ ٱلعربىّ:
"لئن لم ينتهِ ٱلمنافقون وٱلَّذين فى قلوبهم مرض وٱلمرجفون فى ٱلمدينة لنغرينّك بهم ثمّ لا يجاورونك فيهآ إلا قليلا(60) ملعونين أينما ثُقفوا أُخذوا وقتّلوا تقتيلا(61) سنّة ٱللَّه فى ٱلذين خَلَوا من قبل ولن تجد لسنّّة ٱللَّه تبديلا(62)" ٱلأحزاب.
أقول هذا وأنآ أعلم بشدَّة ردّ ٱلفعل على قولى من أهل مكّة. لكن هذا ماۤ أرى وأناۤ أفهم أنّ كتاب ٱللَّه للنَّاس جميعًا وليس لأهل مكَّة كما يزعمون على ٱلرُّغم من هجرهم له. وأنّ ٱسم ٱلمدينة هو ٱسم لكلِّ مجتمع مدينىّ (مدنىّ) يقوم على ٱلقول ٱلعربىّ "لآ إكراه فى ٱلدِّين". سوآء ءَكان فى ٱلولايات ٱلمتحدة أو غيرها. وكتاب ٱللَّه يوجِّه لحماية مجتمع ٱلمدينة وأهلها (من دون تحديد لقوم) من فتن ٱلمنافقين ورجفات ٱلمرجفين ويبيِّن أنَّ قتل ٱلمنافق وٱلمرجف "سنّة ٱللَّه فى ٱلذين خَلَوا من قبل ولن تجد لسنّّة ٱللَّه تبديلا".
وأدعو مَن يزعم ٱتباع كتاب ٱللَّه أن ينظر طويلا فى سورة ٱلأحزاب ليرىۤ أنّ ٱسم ٱلمدينة هو ٱسم لمجتمع مدينىّ من دون ٱلنظر فىۤ أصل أهله ٱلقومىّ. وليرىۤ أنَّ كلَّ مَن يظنُّ أنّ كتاب ٱللَّه له وحده فقد ضلّ ضلالا بعيدًا.
وأقول لأهل محطة ٱلجزيرة ما قاله ٱللَّه للذين ضلوا:
"عَسَىٰ رَبُّكُم أَن يرحَمَكُم وإن عُدتُّم عُدنا وجعلنا جهنَّمً للكَٰفرينَ حصيرًا" 8 ٱلإسرآء.
فلكم أن تبقوا مع أهل مكّة وضلالهم عن ٱلحقِّ أو أن تصيروا من أهل ٱلمدينة وتنشروا دعوتهم للديمقراطية ٱلمتوجهة إلى مجتمع مدينىّ لآ إكراه فيه على فرد أو طآئفة.



#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجتمع مكَّة ومجتمع ٱلمدينة من ٱلأمس إلى ٱل ...
- حديث ٱلرَّسول وحديث ٱلنَّبىّ
- ٱلأمريكيون هم ٱليوم رسل إقامة دين ٱلحقِّ ف ...
- أصل ٱلإنسان
- كلمة -حداثة- لا تدلّ على جديد
- لماذا مؤتمر بٱسم ٱلإسلام؟
- الذكرى الرابعة لانطلاق موقع الحوار المتمدن
- ٱلثقافة وٱلحداثة
- أفكار للحوار
- ٱلدِّين ٱلقَيِّم
- من أجل دولة ديمقراطية مدينية فى سوريَّا
- إلى ٱلذين دمغ مأمور ٱلنفوس شهادة ميلادهم بٱ ...
- أنشودة مجاهد!
- ٱلتهديد بٱلقتل وهدر ٱلدَّم شرع شيطان
- متابعة ٱلقول فى ٱلاعتراض علىۤ إعلان دمشق
- مثل عن ٱلذين فى قلوبهم زيغ
- بلاد ٱلشام أنا
- ما هو ٱلفرق بين ٱلطريق وٱلسبيل؟
- لَبسُ ٱلدليل
- قول فى ٱلاعتراض على توقيعات إعلان دمشق


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سمير إبراهيم خليل حسن - محطة ٱلجزيرة وممارسة ديمقراطية ٱلظلام