أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - وعي التحدي أم تحدي اللا وعي















المزيد.....

وعي التحدي أم تحدي اللا وعي


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1415 - 2005 / 12 / 30 - 10:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليس من طبيعة الوعي كعمل فكري , أن يستهدف في تحديه لللاوعي , على شكل مبارزة مشهدية , يغلب عليها الجانب الاستعراضي , ولايمكن لمثل هكذا عمل إلا أن يتسم بالسطحية , فتكون أدوات الوعي ضعيفة ولا تصمد في التحليل , ولذلك فإنها ستحدث مباعدة بشكل لا واعي , في حين أن غايتها هو الحصول على المقاربة بشكل واعي , وسيكون الإخفاق مشعا للإحباط , وهو الحالة السائدة هذه الأيام , والآلام من ترافق الكوارث الإنسانية , كما لوكانت ظلالها .
نحن في الشرق الأوسط , نواجه شبح أزمة مدمرة , ستفتك بمجتمعاتنا على الصعيد النفسي الواهم , بأكثر مما تفعله استراتيجيات الحرب المدمرة فعليا , كقصة الوباء الذي وعد بالفتك بألوف معدودة من البشر , في حين ساهم وهم الخوف منه بالقضاء على عشرات الألوف , ويعود السبب في ذلك لعقدة مستغلقة , ومتمشكلة , تبدو في ظاهرها البسيط من نوع , عدم التصالح مع الذات , وعدم التصالح مع الآخرين , وبنفس المستوى مفارقة عدم التلاؤم بين الداخل والخارج , وبين الوطني والأجنبي , ولم توجد بعد الحدود المرسومة بتعبير متناقض ( صلابة مرنة ) , من نوع الفولاذ المرن , لا الحديد الصلب .
إن مثل تلك النتيجة لايمكن الحصول عليها بدون معالجة ضرورية , تأخذ بالحسبان التوافقات الزما نية والمكانية في آن واحد معا ,
فلا ينفع مطلقا الفصل بين ماهو متزامن بطبيعته , ولنأخذ على سبيل الحكمة المثل الشرقي , الذي ينص على أن العلف المدعوم بالفيتامينات لن ينفع الفرس , حين لا يقدم إليها الافي وقت السباق .
لقد أعدت الإيديولوجية الأمريكية الإمبريالية , على الضد منا أفراسا قوية مشبعة بقوة , ومدربة بطريقة مجربة , وليس من قبيل الصدفة أن نجد أنفسنا تجارا ذوي حظ مادي غير مشروع , إزاء عملية اصطياد تقطع علينا الطريق , ونحن آمنين بدون حصانة حقيقية , تجردنا بكل صلافة , من الثروة غير المشروعة التي حصلنا في سنوات الغفلة , بشكل غير مشروع , عبر غياب عملية التصالح مع النفس المحلية , وربما عن طريق تحد الذات الوطنية وبنفس المستوى من الصلافة , فيختلط بدون وجه حق الأجنبي القوي مع الوطني الضعيف , وهكذا ؟.
من الحكمة الشرقية أن من يصارع الشر من أجل الخير سينتصر , وفي القول قوة أخلاقية رفيعة المستوى , بينما يصرع الشر القوي الشر الأضعف منه , وفي القول قوة علمية و ولكن مع الضعف الأخلاقي المبين .
القضية السابقة الموضوعة بشكل مفتوح لايمكن أن تكون ذات معنى بدون كمية ضخمة من الصدق مع النفس , ليس في حسن النية فحسب , بل في الإخلاص بدون حدود في ترسيم الحدود الآمنة , للصمود أمام الإعصار القادم حقا , وهو ليس محتملا بل حقيقي , وله مقدمات , سابقة كان يمكن لها أن تكون كافية لإحداث التوازن المطلوب لوكان لدينا أدنى روح استعداد ليس في قبول الحقائق , بل وفي صنع حقائقنا الذاتية الداعمة لبقائنا قريبا من ميولنا وأهوائنا على أفضل نحو .
عندما يجد الإنسان نفسه كمزرعة للقمل وقد عشش في زوايا مختلفة من جسده , وثيابه , أو مصابا بالجرب والحكة المزمنة والدامية , فلابد له من أن يتعرى من الثياب , يحرق ما يجوز حرقه , وأن يسفح بكرم الدواء على كامل جسمه , الأمر الذي يعيد الاعتبار للحكمة الداعية للإنسان بعدم الابتعاد كثيرا عن القول ( من يخرج للدنيا عاريا , فالله يكسوه , قبل أن يكسوه الآخرين ) , والدعوة للتعري هنا رمزية وضوحا , حيث أن الغاية منها مواجهة النفس و بشكل صادق للغاية , انطلاقا منها , والمطلوب هو العودة الدائمة إليها , وقد تتشابه مع القول استفت قلبك فانه سيفتك , وعلى الأخص مساءلة العقل , فما لم يتعرف الشعاع الذاتي الموجه بعناصره الذاتية , فلاشيء أصيل يمكن أن يستخلص من التأمل الذاتي الواعي ,وموازنة الذات وكأن لا محيط حوله سوى الحقيقة الأولى المتمثلة في الإله , وهو الله , فيما قبل وفيما بعد , وانه وان كان المنطق يبدو عاجزا , وبشكل مؤقت على استنباط أدوات تحليلية عقلية , فأول الحياة غشاوة وآخرها غشاوة , ومن المعقول إحالة المنقول نحو الماورائية , ولكن المبدأ الجدلي القائل بتحول التراكمات الكمية الموروثة , ولو بشكل انطباعي تأملي , فلاشيء يمنع أبدا من أن تقفز ذات عصر الى مرحلة العلومية التفاؤلية , الوثوقية في البناء , فما الاحباطات المزعومة عن نهاية العالم , سوى رد الفعل من نوع فقدان حياة عزيز , نقف فيها بأسى عند لحظة موت يائسة , وننسى فيها أن الحميمية والخوف والفقدان إنما نشأتا بسبب الحياة والاتصال , ونسيان الموت في الحلقة الجدلية , ولذلك لابد من إعادة النظر العقلي بالموت والحياة .
ليس في الحياة موت يشبه العدم , فالحياة تنتشر على شكل سلسلة , وكل كائن حي موجود فيها , إنما هو تاريخي , وال تاريخانية هنا معناها التحول الأبدي المستمر , والتكاثر في الظروف الملائمة , مالم نتصادم مع المالثوسية في التوازن الكارثي الحاسم , ويصبح شأن الإنسانية شأن كل تنام عضوي بكتيري وحتى فيروسي , والغريب بشريا أنه يتصادم مع نفسه حينا أو يتصارع , في حروب فناء على الذات والآخر , ويتوافق حينا آخر كما لوكان متهادنا بشكل غريزي غير واع .
الموت كالحياة :
الحياة بفرح , متناقضة مع الموت بحزن , ومن المنطقي في الوعي اعتبار وجود خلل , فالحياة في فرح وهلا هل , تستوجب الموت في سرور وزغاريد , وعدم الانصياع لخدعة التواصل الإنساني , وقد أكون مضطرا لصدم مشاعر القارئ , في الحديث الواقعي , الفج عاطفيا , بالقول , إن ثمن فقدان أغلى الناس علينا في التواصل , هو مجرد اثنان وسبعون ساعة لاغير و على الطريقة التي تمضى فيها الشيكات النقدية , وتلك صدمة أخرى , تضاف الى الصدمات المطلوب إحداثها عن طريق وعي العقل , لتحاشي لحظة الشعور بالكارثة بشكل واهم , وهي من نوع كاريكاتوري هزلي ساخر : نهاية العالم .
الحياة موجودة من قبل ملايين السنين , وقد قال أحدهم , ما لذي سيتبقى مني بعد عشرات الألوف من السنين ؟!.
العالم لم ينته , بعد و ولن ينته وفقا لأهوائنا , وليس في بشريتنا من يصلح قليلا للمقاومة والصمود مع الأزلية سوى الجزء العقلي المفكر , متحديا الوعي , وشجاعا في مقاربة اللا وعي .
لماذا أكتب ؟
كتب الإنسان حتما منذ وجد , بل هو نفسه مشروع كتابة , منذ اشرع اللوح الأبدي و بل ومنذ فتحت صفحات الدفتر الكوني , ولم يزل بعد اثمن ما فيه رموز العقل الإنساني , وليس في الأمر آنية إنسانية , متعالية , فبشريتنا والصفر سواء أمام الأعاصير والبراكين والزلازل , ومع السبات والنوم والثمالة السكرانة .
رسوم البشر الكتابية , وكتاباتهم الرسومية , لا قيمة لها بدون الحامل العقلي شبه الواعي , الواعي لجدلية أن نحن جميعا الواحد الأول وليس الأحد , وأنا جميعا صنو للواحد المتناثر , في العاطفة الكاذبة , وليس في العقل الصادق .
لماذا أكتب , بل لماذا اخط حرفا واحدا , إذا لم أع معنى قريبا من ضرورة أن أكون , بحثا عن معان أن أكون وفي اتساع عميق جدا للكون , فنحن كبشر قد لا تستوقفنا نملة , في معاناتها التراجيدية , في حين نمجد مالا يستحق التمجيد , في النسبية الآنية والمطلقة , غير المركزية في الادعاء الكاذب لحلم أن يكون الكون مجرد نزوة لنا , وأن يتصنع بغباء وفقا للرغبة الهمجية في أن يكون وفقا لأهوائنا في أن يكون ؟!.
قد لا ينسجم الجزء مع الكل , والفرد مع المجموع , والأهم الفرد مع مقتضيات ذاته , وهنا تكبر المسألة , لأن في الفرد الواحد المعزول رسالة أبدية , بينما لا يخلو المجموع من اللا صدق العلمي , والعري الضروري أمام الله ؟!.
العري أمام الله :
حقيقة لا تستحق الجدل مطلقا , فالعري أمام الوالدين , من لحظة الميلاد , والزمن كاف لإدراك تلك الأزمنة وحتى لحظة الوعي المصطنع غالبا , وبأساليب تربوية مريعة , لا تستهدف المغالطة لمجرد المغالطة , ولكنها تصنع الفرح اللا واعي , بضرورة التقاء وتقاطع فرح الميلاد مع سرور الموت .
أمام الحقيقة , وفي السعي لبلوغها , فلابد من الاعتراف العميق , بوجود مستويين متعاليين , في البحث عنها , وعند العمل بإخلاص من أجل تحقيق مقاربات حدوثها , بهدف الأنسنة , وبلوغ كرامة عالية لها , وإطلاق طاقاتها الخلاقة , بشكل جدوائي يقلل من المصطنعات القسرية , بل ليوائم مابين الفعل الإرادي ومقتضيات الطبيعة الإنسانية وحاجاتها المتنامية , في التكامل من جهة والتقدم من جهة أخرى .
الثورة العالمية وعملية نقل الأثر , عن طريق الوعي , بما يتناسب مع الموروث العقلاني , في الاتعاظ بتجارب الآخرين , لتوفير آلام التجارب المعروفة , وهي تجارب عالمية متاحة , مضيئة لايمكن تجاهلها , وإخفاء آثارها , وتزوير نتائجها إلا للعمل اللئيم والمكابر ,والموغل في أنانيته وغطرسته , بشكل مضلل و يؤدي الى الاستبداد المتوج بالتسلط والطغيان , وهي أمراض لفئات يمكن أن تكون من الناحية الدعائية بشرية , ولكنها في حقيقة الأمر فاقدة لكل وجدانية إنسانية , بحيث سيفتضح في يوم ما , ماهية الجوانب المرضية للمتمردين عليها , وعلى أنهم مجرد أشخاص مرضى ( بسيكوباثيين ) نفسيا , موغلين في الأنانية , والطموحات غير المشروعة , ليس على حساب الآخرين الذين ينظر إليهم بشكل عدائي مجرد , بل , وفي تدمير أنفسهم , ومجتمعاتهم الملحقة بصورة ساذجة , وحين تدق ساعة الحقيقة , فلا بد أن ينكشف للعيان كل الأطراف المعيقة لحياة الإنسان وحاجاته في التقدم , وتحقيق حياة أفضل .
في البحث عن نواة عملية التقدم :
إن كل ماهو مسبق , مصدره صقيع متجمد , موروث رث , مقبول بالقسر على علاته , سيكون هزيمة فاضحة , قبل المواجهة الجادة , فماهو غير مقنع محليا البتة , لايمكن له أن يكون قوة حضورية , أو ( حضارية ) , فهو لا يشكل بنية صالحة ليس للإصلاح فحسب و بل وحتى في إعادة البناء المعروفة تربويا بأنها عملية شاقة للغاية , وهذا مما يجعل العقدة تركيبية , بحيث يصير بقاء الأحوال على ماهي عليه , أهون بلا مالا يقاس مع راديكالية التغيير المطلوب إحداثه , بالتقاطع الإجباري مع خطوط عمل القوة الخارجية , أو الأجنبية بلغة شوفينية , ولذلك فان كل سذاجة أو نية طيبة في التعامل مع التغيير القادم , هو الوحيد الذي يلعب دورا ايجابيا سلسا , يسهل مرور المشاريع المفروضة , بل ويخفف من وطأة معاناة القبول , والذي بدونه ستتعرض الكيانات القديمة للنسف و التشظي , وصناعة المفارقة , وتقديس الألم , بشكل غامض وغير مفهوم , بدون وجود أي بديل حياتي تقاربي , يستند على أقل استنفار لمبررات العقل الواعي , بما يسوق الى عنوان المقالة , وعي التحدي أم تحدي اللا وعي , ففي الأول عقلنة وعلومية ومسؤولية وفي الثاني ما ورائية , بل روح استسلام قد يقال عنها قدرية من الجانب السلبي .
الفصل الأول



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمام والكلب الفرنساوي
- الحوار المتمدن حر , فلماذا يحار ؟
- السجن
- شعوب (ماع ماع ) , وحكام طغاة رعاع ؟
- الشرق المقلوب ولزوم قلب الغرب ؟ - بقية
- الشرق المقلوب ولزوم قلب الغرب ؟
- الشرق الشوفيني , يساري أم يميني ؟
- السيناريو السوري المتوسط ؟
- المفروض والمطلوب من إعلان دمشق ؟
- أمام : در ؟
- البحث عن غيلان ؟
- مطرود
- نخب اليانصيب
- السماء الجرداء بلا طيور
- الطيور
- المعوقون
- الديمقراطية والإصلاح السياسي في العالم العربي
- أحفاد بدون أجداد
- لو كنت قرأت التاريخ
- ? الدنيا , اشتعلت نار


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - وعي التحدي أم تحدي اللا وعي