أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - القضية الأخلاقية في النظرية الفلسفية المثالية














المزيد.....

القضية الأخلاقية في النظرية الفلسفية المثالية


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5321 - 2016 / 10 / 22 - 04:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


القضية الأخلاقية

القضية الأخلاقية في الفكر الفلسفي المثالي تشكل ركيزة الفهم الأساس لتفسير كل الظواهر والموضوعات التي تتعلق بالوجود، من خلال تبنيها لمبدأ عام وهو أن الإنسان كائن عاقل ويفكر وينتج الجديد، بمعنى أنه كائن إيجابي متعدد الروابط مع واقعه، فهو يؤثر بالواقع بوجوده ويتأثر أيضا بالواقع بنفس الطريقة، لذا فهو كائن متحرر من القانون المادي بدرجة ما ولا يخضع بالضرورة في رؤيته ووعيه للتجرد المادي، بمعنى أن يتطور ويتغير ويتبدل كشخص وكمجموعة قيم وكثقافة وفهم ومعرفة بالعديد من المؤثرات، لكن الأبرز والأهم منها هو حرصه على البحث عن توازن ما يستخدمه للبحث عن السعادة عندما يجعل من موضوعها هو موضوع الحق والخير ولو وفقا لقياس نسبي وذاتي.
هذا الجانب المهم في حياة الإنسان يبدو غائبا بالغالب ولا يستبان له أثر في المدرسة الفلسفية المقابلة القائمة على الأحتكام على المنطق القانوني الصارم لأليات العلم، أو لأليات الفهم المادي المتحمور حول قضية الوجود والعدم، لذا لا عجب مثلا أن يكون المفهوم المادي للقضية الأخلاقية مفهوم هامشي وأحيانا غير واضح تماما، بأعتبار أن التجريد العلمي والمادي والحسي لا يمكنه أن يفهم بشكل حاد ومحدد القيمة الأخلاقية كمفردة علمية أو وجودية محسوسة عند المدرسة المادية العقلية أو التجريبية، إذا هذا التباين هو مصدر مهم وأساسي يمكن أن يفسر الكثير من الأفكار التي تطفو على الواقع الفكري، في عالم يسير بقوة نحو التجرد الحقيقي وتختفي فيه الكثير من ضروريا الحس المثالي، الذي يساهم بنوع من التوازن الروحي والعقلي عند الإنسان في زمن يتحول رويدا إلى أحادي التوجه والفهم الحسي لرؤية كونية جديدة.
التعبير الأخلاقي للواقع إنسانيا هو مختصر مفهوم القضية كما أرى، فعندما يعبر عن ذاته المنفردة وعن ماهوية الذات من خلال معيار نسبي قابل للتبدل والتغير على أنه وجه أخر للوجود، فإنه يقر بحقيقة العلم من أن ليس كل ما لا يعرف تحديدا أو لا تنطبق على القضية الوجودية المادية فهو حقيقي، طالما لم يحسم العلم والمنطق الوجودية بنهائية جازمة هذه القضية، فمن يزعم اليوم من الوجودين أو الماديين العقلانيين مثلا أن قيم مثل الحق والخير والفضيلة هي قيم وهمية؟، وإن كانت نسبية ومتغيرة ومتبدلة تطابقا مع المتحولات المادية الحولية، هذا الإقرار المثالي المدعوم أصلا بمنطق علمي، يعزز القضية الأخلاقية ويمنحها دور في أعادة صياغة العالم صياغة توازن وليس صياغة تكييف كوني ولا تطبيع واقعي.
معنى ذلك أن الفلسفة المثالية عندما تتبنى القضية الأخلاقية بالشكل المطروح هنا إنما تتماهى مع الواقع الطبيعي ومع الطبيعة الواقعية للوجود دون أن تجتزئ الواقع أو تفرده، فالمادية تستخدم القانون المادي العلمي المجرد والمنسجم مع جزئية وجودية من جزئيات متعددة قد نعرف منها النقيضين أو الطرفين الأبرز وهما الحد المثالي والحد المادي، إنما تريد أن تثبت أن الوجود الحقيقي هو وجود أحادي القطبية ويدور حول ماهيته المجردة دون أن يؤمن بإمكانية الواقع الواقعي في تثبيت حقيقته، أي أن المدرسة المادية مدرسة صارمة وحقيقية وجدية لكنها جزئية لأنها تنكر أن الوجود متعدد الأوجه وأحتمالات التنوع ليس وهما ولا ترفا عقليا بمقدار ما هو واقع طبيعي ملتصق بنا.
إذن فالقضية الأخلاقية هي من أهم محاور التفريق بين المدرسة المادية بشقيها التجريبي والعقلي وبين المدرسة المثالية بشقيها المعرفي البشري أو المعرفي الديني، وحتى نكون أكثر وضوحا نرى أن أهتمام المدرسة المثالية بالقضية الأخلاقية هو أهتمام بطبيعية الوجود والوجود الطبيعي للإنسان ككائن معرفي، قادر على الفرز والتفريق بين الحسن والقبح أبتدأ وبالتالي تبني قضايا الحق والعدل والخير والفضيلة والأمل بصورة تفصيلية، دون أن يخضعها لغير المنطق الطبيعي أو يخضعها للقانون المادي المجرد.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غدا........................
- الحزن دراسة في فهم المعنى وكشف الدلالة _ ح3
- الحزن دراسة في فهم المعنى وكشف الدلالة _ ح2
- الحزن دراسة في فهم المعنى وكشف الدلالة _ ح1
- النار تحرق وجه الارض
- رحلتي في المرافئ القديمة
- قراءة باردة على صفيح يغلي
- قتل الطفولة وتجريم المجتمع.
- وما ذا بعد؟
- في ذكراه الخالدة “الحسين ينهض من جديد-.
- في رحابة ليلة الحزن السرمد
- جرد حساب فكري _في كتاب الإسلام والماركسية , للكاتب ذياب مهدي ...
- جرد حساب فكري _في كتاب الإسلام والماركسية , للكاتب ذياب مهدي ...
- تقديم وتوطئة ومدخل ضروري لكتاب الماركسية والإسلام _ذياب مهدي ...
- دور المثقف ومعالجة المشكل الأجتماعي
- العراق التاريخي هو عراق اليوم والتجربة لم تنجح في التغيير
- العدل الألهي..... والظلم البشري في تسخير النصوص الدينية المض ...
- التحريف الكهنوتي ومنهج الأستحمار الديني
- أحيوا أمرنا ....ح2
- أحيوا أمرنا ....ح1


المزيد.....




- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
- تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
- هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه ...
- حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما ...
- هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
- زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - القضية الأخلاقية في النظرية الفلسفية المثالية