منذر مصري
الحوار المتمدن-العدد: 1414 - 2005 / 12 / 29 - 11:42
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
تأخرنا في تعزيتك! ولكن هل تأخرنا كفاية لنصل في وقتنا المحدد، عند دورنا، آخر الصف، كما ولدنا، نحن أبناءك السوريين، ووجوهنا إلى الحائط، الأحرار كما أنت أسميتنا. أ كان يلزمنا كلُّ هذا الوقت لننفض عنا الخوف، ونتمالك روعنا... أ كان يلزمنا كلُّ هذا الوقت لنصدق، أن جبرانَ آخر من حملة الراية وملتفحي الوشاح ... قد غاب.
وهل تقبل عذرنا، حين نقول: أنه قد حال بيننا وبين الوصول إليك، جدار من دخان أسود يسد الأرض، ويغطي بجناحيه الكتيمين نظرة السماء! ولا يعد بشيء سوى الخراب والموت.
تأخرنا، لأنه ليس لكلماتنا قوة ألمك، ولا عظمة حزنك، ولا أن تجاري، مهما صدقت، كبرياء تواضعك. ولكنه جبرانك من أوقفها، وجهاً لوجه القتلة، عيناً بعين الجريمة! ولكنه جبرانك وسميرك، وبقية أبنائك، نحن، من ليس لدينا، سواها، كلماتنا. التي، حقاُ، تخيفهم.
غاب جبران، ولكنه ليس وقت دموع ويأس، ولا وقت كراهية وانتقام، أنت قلت. بل بصيص ضوء شق شحم الليل، لينعكس بريقه في عيوننا، خيط هواء في نفق الدخان، أراد لنا أن نتنفسه من طرفه ونتقدم إليه.
تأخرنا، نعترف. ولكن سيأتي بعدنا آخرون، دائماً سيأتي آخرون، ليس لنهرك، نهر الحرية أن يجف..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقع الرسالة :
ــــــــ
ياسين الحاج صالح
عمر أميرالاي
برهان غليون
فاروق مردم بك
ميشال كيلو
اسامة محمد
صبحي حديدي
يوسف عبدلكي
محمد علي الاتاسي
موفق نيربيّة
منذر مصري..
ـــــــــــــــــ سوريا- 25/12/2005
#منذر_مصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟