أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - الصوملة ما بين عبرة وبذاءة عربية















المزيد.....

الصوملة ما بين عبرة وبذاءة عربية


خالد حسن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5318 - 2016 / 10 / 19 - 12:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


- مغزى الآخرين من مفهوم الصوملة؟

الصوملة المقصود بها هو انهيار الدولة وانقسام المجتمع إلى وحدات صغيرة وبدائية, وفي تجارب دول الجامعة العربية هناك نموذج تاريخي مشابه لصومالي ممثلا بلبنان خلال ال 15 عام من انقسامه واشتعال الحرب الاهلية فيه.
وكما يضرب المثل بالصوملة في الحاضر, ففي زمن مضى كان يضرب المثل بلببنة, وهو ما يستدعي ان لا يتحسس الصوماليين من أن يكونوا كمثال بقدر ما ان حاجتهم تتمحور في تركيزهم على قيام دولتهم ومعالجة التداعيات التي رافقت انهيارها.
وطالما ظلوا على واقعهم الراهن فمن المؤكد بان هناك ممن هم في وضع افضل وسيشيرون إلى البيت الصومالي على انه نذير شؤم وهو لا زال كذلك.

مشهد الصوماليين مع الإعلام العربي يستند إلى هذه الاشارة والواقع وليست هناك اشكالية معينة بينه وبين هؤلاء القوم, وفي العادة فإن الإعلام يركز على الأحداث وبلد مثل الصومال فإن احداثه تفرض ذاتها على الإعلام بصورة مستمرة وهكذا هو الأمر مع كل منطقة تصاب بالرخاوة والضعف تصبح بمحل حديث مستمر لآخرين.

اما محاولة الحصول على الاستعطاف من العرب او غيرهم والتي يمارسها الصوماليين فليست مجدية ولن تسهم في احترم الآخرين لهم, لدى يبقى هم الاشتغال باعادة الدولة الوطنية أولى من التباكي وقول أن هناك تجريح عربي للصومال, لاسيما وان هناك دول عربية عديدة قد وقعت فيما انتهى إليه الصومال من عراق,سوريا,ليبيا,اليمن,السودان وكل هذه الدول معرضة للانهيار بفعل اشكالياتها الداخلية والخارجية والانتهاء كصومال أخرى بغض النظر عن فارق الدرجة ونهايات المشاهد, والعرب كما هو وارد وواقعهم العام في هيئة لا يحسدون عليها من قبل صديق او عدو.

- طول الانقسام الصومالي

يغيب عن الصوماليين أن هناك جيل كامل من العرب قد ولد وترعرع خلال مرحلة انهيار دولتهم, هؤلاء عرفوا الصومال عبر الإعلام ما شاهدوه وما قرأوه تجاه هذا البلد لم يكن سارا او محل إعجاب, بدايتا من دولة تنقسم إلى قبائل متصارعة,نشوب مجاعة لا تنتهي وتتكرر بين فترة وأخرى,هجرة نزوح ولاجئين لا ينضبون,الحديث المستمر عن مساعدة هذا البلد,جمع الآخرين للفرقاء الصوماليين دون طائل,إنثماء ابنائهم إلى نادي الإرهابيين والمتطرفين دينيا,برأة اختراع إيحاء القرصنة البحرية والتي تناسها المجتمع الدولي, هذا الكم الغير سار من الأحداث السلبية المستمرة زرع في المخيلة العربية فكرة غير جيدة عن الصومال.

مما ترتب عليه بأن يتخذ الآخرين هذا النموذج كشؤم يضرب به المثل, وينتهي ان تخيف به الأنظمة العربية مواطنيها المستعبدين بالصوملة او القبول بالأمر الواقع وقد تجلى ذلك بوضوح خلال الربع القرن الماضي ولا زال, وليس ذلك بحصرا على الانظمة العربية بل أن ان الرئيس الكيني السابق دانيال أراب موي, كان اخاف الكينيين من الصوملة واضاف على الأقل هؤلاء خلال دمارهم يساهدون بعضهم, اما أنتم أيها الكينيون فعكسهم لدى ستنتهون....(1) بتصرف

- الإعلام العربي

يبحث عن الخبر او الحدث اينما حل وعلى غرار أي نموذج إعلامي في العالم الراهن وقد وجد في الصومال بيئة خصبة يستقي منها اخباره يوميا أكانت مكتوبة او مرئية او مسموعة, فهل من المنطق الإعلامي تجاهل ذلك؟! ومع ذلك فإن دافع الضمير والمراجعة النقدية تجاه التعاطي مع الشأن العام عموما ضعيف ويغلب عليه الحرص على مصالح الأنظمة وترديد خطابها السياسي أما نفاقا او جبرا, وبتالي فإن الأحداث التي ينقلها تخضع في المحصلة لقراءة الأنظمة العربية والتي بدورها تخيف شعوبها بالشبح الصومالي بدلا من ان تأخذ بالعبرة من التجربة السياسية الصومالية وتتصالح مع شعوبها.

والكثير مما يبرز على هذا الإعلام وذو الصلة بالصومال لا يُحمل وزره لهذه المؤسسات, وهو محمل بالإساءة وطول اللسان لاسيما ما له علاقة مع وجهات النظر أكانت المكتوبة أو غيرها, والذي هو نتاج النخب العربية والمحاكية لتعالي الطاووس عرفا رغم هزلية الكثير منها, وعند النظر عن قرب يمكن القول ان هذه النوعية المشار لها منتشرة في اطار النموذج المصري تحديدا, والذي يشكو منه الكثير من العرب, وسلوك المقارنة مع الآخر ذاته تعبير عن الشعور بالدونية لا ينهجه عادتا ذوي المسلك السليم والواتقين بذاتهم الفردية والجمعية.

وفي المقابل هناك وجهات نظر مماثلة تطرح في الإعلام الغربي بشأن الصومالي وتجري بصورة موضوعية, ناهيك عن ان المجتمعات الغربية لا تعاني من الاشكاليات التي تعيشها المجتمعات الصومالية والعربية من استبداد أنظمة وغياب الحريات,حروب أهلية,مجاعات, وواقع الاستقرار السياسي والاقتصادي في الغرب قد خلق قدرا كبيرا من الوعي المعرفي والذي جعل المواطن يتفهم ماهية ما يجري حوله في العالم وهذا يساعده على التعاطي مع تلك الأحداث أما بالتعاطف او المساهمة في تخفيف حدثها, والترفع عن ممارسة التهكم المصاحب للنخب العربية وجمهورهم.

وبالنسبة لصوماليين فقد اصابهم قدر كبير من التهكم العربي أكان على المستوى النخبوي,ومن الأمثلة على ذلك ان وزير إعلام صومالي في حكومة الرئيس المؤقت علي مهدي محمد, كان قد زار لبنان عام 1992 وصرح بأن بلاده تعيش واقع اللبنة وهو ما دفع صحفي لبناني لتناول الوزير والنيل منه في مجلة الوطن العربي للاستاذ الراحل وليد أبو ظهر وعلى خلفية لماذا تقارن لبنان بالصومال, وفي رام الله عام 2015 حدث في المجلس التشريعي الفلسطيني ان هناك من حذر ان ينزلق الفلسطينيون إلى الواقع الصومالي رغم ان هؤلاء القوم قد خبروا الحروب الأهلية في ظل مرحلة الثورة المبكرة والسلطة الهزيلة.

وعلى مستوى النخبة المثقفة يأتي مقال هل يسمح السيسي بتحويل مصر إلى صومال آخر؟!!!!! لمجدي نجيب وهبة والمنشور بالحوار المتمدن بتاريخ 1 يوليو 2016 والمتزامن مع تاريخ استقلال الصومال, ورغم ان السياق العام للمقال موضوعي ويمكن للحكماء ان يستقوا منه العبر من التجربة الصومالية, إلى أن المقال يصب في مربع الاستعلاء نظرا لكونه يتغافل عن ان مصر تعاني من الفتنة الطائفية لعقود,ومرت بتجربة الإرهاب وتداعياته,وفي ظل الدولة المصرية يمثل سكان هذا البلد بالنموذج العربي الأكثر هجرتا إلى الخارج,أحياء عديدة في مدن مصر تسمى بالعشوئيات ولا يجوز تواجدها في ظل الدولة الوطنية,ناهيك عن سكان المقابر,مئات الآلاف من البلطجية,عصابات سيناء وارهابييها في ظل وجود دولة, لا اعتقد ان هذا القدر من المعضلات قد تم قبل انهيار الدولة في الصومال عام 1991, والصوماليين كمجتمع يدركون ذلك والكثير مما له صلة بالعرب, والكم الكبير من التهكم العربي تجاههم يخلق نظرة وانطباع سيئ مع هذه العروبة الفاقدة لبصيرة قراءة واقعها على شتى المستويات والتعفف عن البذاءة الصادرة منها.

وقد جاء في مقال مجدي نجيب وهبة "وأزواج يرسلون زوجاتهم للعمل ، وربما لممارسة الدعارة". ولا اود ان يرد صوماليين على مثل هذه البذاءة والتي يمثل التعاطي معها بدوره أمرا مماثلا, شخصيا اؤمن بأن تأخذ الشعوب العبر من بعضها وتاريخها في ظل مراحل القوة والضعف معا كتجلي إنساني لتفاعل مع الحياة,وفي سياق ذاته اتمنى ان يركز الصوماليين على حلحلة واقعهم الراهن والذي سيعفيهم من الكثير من التهكم الذي اصابهم, رغم ان المشهد يؤكد انهم لم يتعضوا بعد بالمآسي التي مرت عليهم وفي ذلك تجلي لابشع صورة تهكم مع الذات الجمعية.



#خالد_حسن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصوماليين وحكاية إسمها جالكعيو
- المحاكم الا إسلامية.. سراب خدع الصوماليين
- زبلوط عربي يقابله افمينشار صومالي1-2
- مارشال الصومال 3-4
- مارشال الصومال 2-3
- صالح حماية وحربه مع العربية!
- تباين إسلامي بصدد مفاهيم اركان الايمان
- حرية المعتقلين لا تكفي
- مارشال الصومال 1-2
- المشهد متسم بالرتابة
- العلمانيين لم يتولوا السلطة في الصومال1
- صوماليين يتخوفون على اللغة العربية2-2
- صوماليين يتخوفون على اللغة العربية1-2
- يوم مع رجال الدين
- التعبير وحاجز التقية
- في الصومال الكيل بمكيالين!
- فنانين صوماليين.. المسيرة والاعتزال 2-2
- قراءة لمذكرات داعية 3
- التعريب بين الصوماليين 2
- التعريب بين الصوماليين


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حسن يوسف - الصوملة ما بين عبرة وبذاءة عربية