أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أديب حسن محمد - المشهد الشعري السوري3 قصيدة النثر عويل رسول الممالك لإبراهيم اليوسف














المزيد.....

المشهد الشعري السوري3 قصيدة النثر عويل رسول الممالك لإبراهيم اليوسف


أديب حسن محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1414 - 2005 / 12 / 29 - 11:19
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


عويل رسول الممالك لإبراهيم اليوسف

يعد الشاعر إبراهيم اليوسف من الأسماء المهمة التي اشتغلت على قصيدة النثر السورية ومنذ مجموعتيه:للحزن للقبرات للمسافة،هكذا تأتي القصيدة..أمسك الشاعر بخيوط النثر واختاره شكلاً تعبيراً قدم من خلاله رؤيته الشعرية،وإن بأسلوب بسيط غير متكلف في البداية،لكن مجموعة"عويل رسول الممالك" التي نحن الآن بصددها تعد من العلامات الفارقة في مسيرة قصيدة النثر السورية،فهي مجموعة غنية تقدم عوالم شعرية متكاملة البنية الشكلية والموضوعية،وقد ارتقت لغة النصوص لتبلغ حد الإشباع الإيحائي الذي جعل من الصور الشعرية حقلاً متوتراً ومتمدداً مع كل قراءة جديدة،لكن دون أن تنحرف عن المناخ العام أو عن الحقل الدلالي الذي ينتج المعنى المتكامل..
"مهاميزهم قرب البغال ونعالهم
بلهاثها الأجرد فاغرة الظنون
لا تجيد عروشهم الطيوف
لا يعرف شاهداتهم الورد
الموتى..
الموتى..
لو يقفون قليلاً أحدثه
الموتى لو يسمعون..!!"....ص16
هذا المقطع معني بخلق إيقاع مجاني غير مقصود،عفوي وسلس يعوض المظهر النثري،فإضافة إلى توازي الجمل:المهاميز والنعال،لا تجيد ..لا تعرف..
فإن تكرار كلمة الموتى وإتباعها بفعلين مترادفين:لو يقفون،لو يسمعون
يساهم في الهندسة الموسيقية للمقطع،وفي نقض الجفاف النثري الذي يميّز الكلام العادي،ويبدو الشاعر متمكناً من إدارة مفرداته في أكثر من مكان رغم انشغاله بحمى توصيف ألم داخلي فظيع تحتار أمامه المفردات،وترتجف الجمل والصور الشعرية فتنساب القصيدة على البياض كما لو أنها وجع فائض عن حاجة الجرح:
"هم على بعد صدى
هم في كلامي...حيث الخوف
هم حيث جواميسهم ضاربة في شراب
يقبضون بملامحهم السلسة على وقت شاسعٍ
في سبّحاتهم"...ص46
إن المشهد الشعري هنا مخرج بعدسة مخرج سينمائي أو مصور ضوئي،وتغدو الكلمات هنا أشبه بألوان طبيعية ينفحها الخيال كمكرمة إيحائية تلّون المشهد بأنفاس الروح الغامضة،وبرثاء غامض لأناس غامضين لكنهم أليفون وقريبون حداً لا يُصدّق.
وعندما يكتب إبراهيم اليوسف قصيدة الومضة فإنه يحرص على بريق الفكرة أو اللقطة التي يبني عليها النص،ويستخدم عدة تقنيات لخلق المفارقة التي تميز هذا النوع من النصوص يقول في ومضة عنوانها(مدرسة):
"الطليانية،الهولندية،الإفريقية،الموسكوفية
اليمانية،النمساوية،الدمشقية ،الباريسية،الكردية
ال...
وكلهنّ/كلهنّ
كيف أجدن الأنوثة
بلا كتاب..وسبّورةٍ..ومعلّمين؟؟؟".....ص62
ولا تقل النصوص الطويلة قدرة على رسم مشهد شعري فاتن،وفي الإطالة تتضح أكثر قدرة إبراهيم اليوسف على الإمساك بتلابيب نصه،والسير به حيث تشاء لحظة الإلهام الشعري،حتى يصل إلى كتابة الملحمة النثرية كما في قصيدته(حلبجة ترحب بكم) وهي قصيدة الوجع الكردي..قصيدة الميثولوجيا..قصيدة الجثث..والكيمياء العجول...قصيدة الصرخة التي لم يزل صداها يتردد في جنبات القصيدة:
"عاد الفم بلا قبلة
الأشياء عادت بلا أشياء
الأغنية عادت من المذياع بلا رقص
والمذيع نجا"المرّة" بلا شتائم
الهواء لم يكن هواء هناك
قالها الشهيق ـ والشهيق شهيد ـ أيضاً
أجل قالها الشهيق
ولم يتبع بزفير"....ص107
ــــــــــــ
عويل رسول الممالك ـ شعر ـ إبراهيم اليوسف ـ من إصدارات مجلة زانين بالقامشلي 1992



#أديب_حسن_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قديس العتبات
- المشهد الشعري السوري2 مجموعات نثرية..سيرة بئر لمحمد المطرود
- غسان تويني..معادلة الرجولة الخارقة
- الإرهاب وشعبولا ونظرية المؤامرة
- الإرهاب ونظرية المؤامرة
- هم أخوتي
- من مدونات الأبكم
- كيف تصبح بوقاً
- المشهد الشعري السوري 1
- دمعة مالحة كالفناء
- في الطريق إلى خيانة ناصعة
- عاهل السديم
- الديمقراطية كلمة لا محل لها من الإعراب
- الأنفال جريمة بلا عقاب
- قل ما تريد
- كما يحدث في كل موت
- يا للحياة
- وردة الدبلان
- طفل الحروب
- يوم أبيض


المزيد.....




- مصر.. حكم بالسجن المشدد 3 سنوات على سعد الصغير في -حيازة موا ...
- 100 بالمئة.. المركزي المصري يعلن أرقام -تحويلات الخارج-
- رحلة غوص تتحول إلى كارثة.. غرق مركب سياحي في البحر الأحمر يح ...
- مصدر خاص: 4 إصابات جراء استهداف حافلة عسكرية بعبوة ناسفة في ...
- -حزب الله- يدمر منزلا تحصنت داخله قوة إسرائيلية في بلدة البي ...
- -أسوشيتد برس- و-رويترز- تزعمان اطلاعهما على بقايا صاروخ -أور ...
- رئيس اللجنة العسكرية لـ-الناتو-: تأخير وصول الأسلحة إلى أوكر ...
- CNN: نتنياهو وافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. بوصع ...
- -الغارديان-: قتل إسرائيل 3 صحفيين في لبنان قد يشكل جريمة حرب ...
- الدفاع والأمن القومي المصري يكشف سبب قانون لجوء الأجانب الجد ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أديب حسن محمد - المشهد الشعري السوري3 قصيدة النثر عويل رسول الممالك لإبراهيم اليوسف