أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله صالح - المناضلة الشيوعية شكرية يوسف، ( تانيا ) في ذمة الخلود !














المزيد.....

المناضلة الشيوعية شكرية يوسف، ( تانيا ) في ذمة الخلود !


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 5316 - 2016 / 10 / 17 - 17:09
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مساء يوم الاحد المصادف 10 / 10 / 2016 رحلت عنّا المناضلة الشيوعية شكرية يوسف واسمها الحركي ( تانيا ) بعد صراع مرير مع المرض، رحلت بهدوء وسكينة في غرفتها داخل مصح في مدينة تورنتو الكندية محيطة بعائلتها ورفاقها واصدقاءها .
ولدت تانيا في كوردستان العراق ، قضاء قلعةدزة صيف عام 1965 من عائلة كادحة ، فقدت والدها وهي مازالت طفلة صغيرة في شهورها الأولى فتكفلت جدتها وامها بتربيتها مع أخ واخت .
منذ نعومة أضافرها أحسّت تانيا بالظلم الطبقي الواقع عليها وعلى أسرتها ولمست الفوارق الطبقية داخل المجتمع من خلال مشاركتها في العمل مع اسرتها لتأمين لقمة العيش، هذه الحالة ولّدت لديها روح المقاومة ومقارعة الظلم فانتمت الى عصبة كادحي كوردستان العراق ( كومه له ي ره نجده ران ) وهي ما تزال في ربيعها الخامس عشر، تلك العصبة التي كان لها دور في ساحة النضال ضد النظام البعثي آنذاك .
الانتفاضة الجماهيرية التي أندلعت في مدينة قلعةدزة يوم 24 / 4 / 1982ضد النظام البعثي حيث قَتل النظام امرأتين من المشاركات في الانتفاضة مما أدى الى غليان الشارع واجبار السلطة على الاذعان لمطالب الجماهير المنتفضة والتي تمثلت باطلاق سراح المعتقلين ودفن الضحايا في مراسم جماهيرية ، لعبت تانيا خلالها دورا بارزا في تعبئة و تنظيم وقيادة تلك الانتفاضة .
صيف عام 1983 ادركت تانيا التوجه القومي لعصبة كادحي كوردستان فتركت صفوفهم واتجهت نحو عصبة كادحي كوردستان ايران ( كومه له ) ذي التوجهات اليسارية كمؤيدة متأثرة بافكار الماركسية الثورية . بعد ظهور منظمة التيار الشيوعي على الساحة السياسية في كوردستان العراق انظمت تانيا لتلك المنظمة حيث بدأ الفكر الماركسي ينمو لديها بوتيرة ملحوظة.
ربيع عام 1991 وبالتحديد يوم 6 / 3 / 1991 شاركت مع مجموعة من رفاقها في توزيع بيانات التنظيم داخل مجمع باينجان القريب من مدينة السليمانية ، كانت تانيا حينذاك في الشهر الاخير من الحمل بمولودها البكر إلا انها أبت الا المشاركة ، وقعت تانيا مع رفاقها في كمين للمرتزقة في ذلك اليوم وكان بينها وبين الموت بضع خطوات فقط ، الا ان روح المقاومة والتصدي كان عاليا لديها فنجوا باعجوبة من تلك الواقعة .
بدأ النشاط السياسي العلني لدى تانيا بخطى ثابته بعد طرد النظام البعثي من كوردستان فكانت من إحدى ابرز المناضلات من اجل حقوق المرأة ومساواتها ، انتمت الى الحزب الشيوعي العمالي العراقي منذ تأسيس الحزب في تموز عام 1993 واصبحت عضوا فيه .
تركت العراق بداية عام 1994 وطلبت اللجوء السياسي من الامم المتحدة فقُبلت خلال فترة وجيزة كلاجئة سياسية ثم تم قبولها في كندا.
استمرت تانيا في نضالها الدؤوب في كندا كاحدى ابرز الوجوه النسوية المناضلة هناك ساهمت في مجمل نشاطات وفعاليات الحزب الى أن الّم بها المرض .
الراحلة كانت تتمتع بصفات شخصية مثالية كالهدوء والرزانة واحترام الآخر وصلابة الدفاع عن حقوق العمال والكادحين والدفاع عن حقوق المرأة مما جعلها تتبوء مكانة خاصة بين رفاقها وكل من عاشرها .
رحيل هذه المناضلة الشيوعية تعتبر خسارة كبيرة للحركة التحررية النسوية والحركة الشيوعية، خسارة لا يمكن تعويضها سوى بالمضي بثبات وقوة في طريق نضالها الى أن تتحقق الاهداف التي ناضلت من أجلها في بناء مجتمع تسود فيه الحرية والمساواة .
تحية اجلال للمناضلة الراحلة ومواساة عميقة لاسرتها ورفاقها وأصدقاءها .
عبدالله صالح

17 / 10 / 2016



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق الى بغداد يمر عبر طهران !
- عندما تتعفن السياسة
- قمة الأمل، أم خيبة الامل!؟
- داعش، ولكن بثوب آخر!
- لن ارفع لك القبعة يا شيلكوت!
- تركيا على صفيح ساخن!
- رائحة الشوفينية تنبعث مجددا من اقليم كوردستان!
- صندوق النقد والبنك الدولي اخطبوط مصاص للدماء!
- أمم متحدة أم دول متحدة؟
- حركة النهضة الاسلامية التونسية، تراجع ام مناورة!؟
- خصوم الامس، أصدقاء اليوم! حول الاتفاق الاخير بين حركة التغيي ...
- اقليم كردستان.. هل من عصا سحرية؟
- مصر مع السيسي، الى أين!؟
- الدول الأسلامية والاعدام.. على ضوء التقرير الاخير لمنظمة الع ...
- الفيدرالية في شمال سوريا ، خطوة الى الوراء !
- تظاهرات التيار الصدري، إنقاذ بلد أم إنقاذ سفينة؟
- نظرة على الانتخابات الاخيرة في إيران!ِ
- سلمان رشدي والفتوى العابرة للقارات
- لبنان ، بين المطرقة والسندان !
- الضحية الأخرى، من تكون ؟ حول قرارات المحاكم في اقليم كوردستا ...


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله صالح - المناضلة الشيوعية شكرية يوسف، ( تانيا ) في ذمة الخلود !