أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - بالقرون النووية يناطحون العدالة وحقوق الإنسان















المزيد.....

بالقرون النووية يناطحون العدالة وحقوق الإنسان


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 5314 - 2016 / 10 / 15 - 21:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


بالقرون النووية يناطحون العدالة وحقوق الإنسان

بقرونه النووية ناطح نتنياهو، رئيس حكومة إسرائيل، المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو). وبالقرون النووية يناطح مجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان المحلية والإقليمية والدولية. وبقرون المحافظين الجدد - الوكلاء السياسيين للتجمع الصناعي العسكري الأمني- تحدى رئيس أقوى دولة في العالم في عقر داره. بنفس القرون المستعارة يصول نتنياهو متوعدا اليونيسكو بالإفلاس ، حين تُحجَز الرسوم الأميركية عن المنظمة بقرار الكونغرس- هذه المؤسسة التمثيلية التي غدت سخرية العالم في اللهاث خلف المحافظين الجدد ملتزمة بما يقارب الإجماع بمصالح التجمع الصناعي العسكري الأمني والرأسمال المالي.
تحدى نتنياهو، قرار اليونيسكو القاضي بأن الأقصى ملكية خالصة للمسلمين. القرار إدانة لنهج حكومة نتنياهو، الضالع مع نهج المحافظين الجدد على الصعيد الدولي، مدعيا أن القرار تعريض بالعقيدة الصهيونية. هاجم منظمة اليونيسكو "مسرح سخيف"، مضيفا أن " القول بأن إسرائيل لا علاقة لها بجبل الهيكل والجدار الغربي يشبه القول ان الصين لا علاقة لها بجدار الصين العظيم وان مصر لا علاقة لها بالأهرامات". بنفس المنطق المعوج والنهج الاحلالي قارن سحب المستوطنين من الأراضي الفلسطينية المحتلة بالتطهير العرقي، وهو ما استحق عليه التقريع الشديد. فتبعية الأقصى لليهود إحدى اختلاقات رسل الامبريالية للمنطقة في وقت مبكر ؛ ومفهوم "جبل الهيكل" إنما هو تلفيق رسام الخرائط البريطاني، أحد المسيحيين الأصوليين - الصهاينة المسيحيين - ممن سبقوا بأكثر من قرنين ظهور الحركة الصهيونية واحتضانها لاهوت ما قبل الألفية، وهو تحريف ديني يقرن عودة المسيح المنتظر بهجرة اليهود إلى فلسطين وإقامة دولة إسرائيل ثم بناء الهيكل الثالث. تطور نشاطهم مع تشكل الامبريالية في نهايات القرن التاسع عشر، وكافاتهم الأوساط الامبريالية باحتضانهم لتوظيفهم في خدمة مشاريعها الكولنيالية وادخلت لاهوتهم ليدرس في الأكاديميات العسكرية الأوروبية والأميركية. بزغت اول خارطة لفلسطين عام 1838 على يد الخبير الجغرافي البريطاني، كاتروود، قبل بلفور بستة عقود، تحمل مصطلح "جبل الهيكل". واستمر المصطلح التلمودي في الأدب السياسي وانطلى على مثقفين في الغرب من امثال مدير منظمة اليونيسكو الحالي، والتقطه سياسيون في دول الغرب ، وتبنته الحركة الصهيونية.
رئيس دولة إسرائيل ، ريوفين ريفلين" لم يجار رئيس حكومته في الجرأة على التحدي وكيل التهديدات؛ واكتفى بالقول "ما من منبر او هيئة في العالم بمقدورها القول بعدم وجود رابطة بين الشعب اليهودي وارض إسرائيل والقدس". هو يدرك ان قرار اليونيسكو، وكذلك الموقف العربي الرسمي ، الذي تبنى مشروع قرار اليونيسكو، يقر أن "القدس موطن الديانات الثلاث"، ويدرك أيضا ان الأقصى والقدس الشرقية غير القدس بمفهومها الصهيوني، ولا يطعن القرار في حق اليهود في بعض فلسطين، مع ان الحق لا يستند إلى ماض سحيق وإنما إلى القانون الدولي المعاصر بحكم الأمر الواقع.
وكذلك مندوب إسرائيل في اليونيسكو، كارميل شاما- هاكوهين، لم يجار رئيسه في التلفيق، فأكد "أن ما قدمه الوفد الإسرائيلي من مواقع مقدسة وحقائق أركيولوجية وبينات تاريخية مرفقة مع البيان .. لا تترك مجالا للشك... بالحضور اليهودي الأعمق والأطول منذ أقدم الأزمنة". لكنه أغفل الحقيقة كاملة بأن حضور اليهود متقطع، خلال حقبة قصيرة من تاريخ فلسطين وترافق مع حضور دائم ومتواصل لغير اليهود فوق أرض فلسطين. لم يستطع مندوب إسرائيل ولا رئيس دولتها ولا رئيس حكومتها أن يقنع حتى الدول الصديقة بالحق في استحواذ إسرائيل على كامل الأرض الفلسطينية واجتثاث الوجود الفلسطيني من فلسطين، فلجأوا إلى الضغوط السياسية. كانت الهيئة التنفيذية لمنظمة اليونيسكو قد اتخذت في دورة نيسان /إبريل الماضي ، قرارا مشابها تم التوصل إليه بدعم من عدة دول اوروبية برئاسة فرنسا. وتسبب موقف فرنسا كما أفادت هآرتس، في "نشوب ازمة حادة بين إسرائيل وفرنسا تضمنت مكالمة تلفونية قاسية من جانب نتنياهو مع رئيس الدولة فرانسوا هولاند". انطوت المكالمة على ما ألزم الرئيس الفرنسي وحكومته حسب أقوال الصحيفة ب "الوعد بعد ذلك الحادث ان لا تدعم قرارات كهذه في المستقبل." ويزعم مندوب إسرائيل أن القرار الأخير أفقد الفلسطينيين دعم فرنسا ودول اخرى .
وشان سياسات إسرائيل تعتبر حقيقةً سياسيةً ما تفرضه الضغوط بمختلف تلاوينها. فعلى لسان مسئول إسرائيلي رفيع، كما ذكرت صحيفة هآرتس، "غيرت جهود الديبلوماسية الإسرائيلية بشكل بارز أصوات الدول الأوروبية فلم تدعم أي منها قرار اليونيسكو. نجحت جهود إسرائيل في حمل دول فرنسا والسويد وسلوفينيا والأرجنتين وتوغو والهند على الامتناع عن التصويت". قصرت الجهود الدبلوماسية المكثفة عن الحيلولة دون صدور القرار؛ فاعتبرته الدعاية الماهرة في تشويه الحقائق ، والتي يتقنها رئيس حكومة إسرائيل "القرار السخيف ..أفقد اليونيسكو المشروعية الضئيلة التي تبقت لها" .
ألم يطعن القرار في النهج الفاشي لحكومة نتنياهو ويثبت انحسار هيبة إسرائيل على صعيد العالم؟ ألم يطعن في مصداقية حقها في " أرض الميعاد" و"وطن الآباء"؟ ولو طولب أي من قادة إسرائيل الحاليين إثبات رابطته العرقية باليهود الذي قطنوا فلسطين في العصور القديمة والوسطى فهل يقدم المستندات اللازمة؟ ولو قدمت الطعونات في الرابطة العضوية التي تصل بن غوريون وميناحيم بيغن وجابوتينسكي وبن زيون نتنياهو والآلاف من الصهاينة والمستوطنين الذين يعذبون الشعب الفلسطيني.. تدحض في صلتهم بالأصول العرقية لبني إسرائيل الأوائل ، وانهم من نسل يهود الخزر ممن شتت شملهم جنكيز خان في القرن الثالث عشر الميلادي.. فهل بمقدورهم نفي النسب بالعرق الخزري؟
وإثر الصدامات المسلحة في مدن فلسطينية بين العرب واليهود التي كانت شرارتها خلاف حول ملكية حائط البراق ( حائط المبكى حسب التقليد اليهودي) ، لكن عواملها تراكمت مع تواصل الهجرة اليهودية إلى فلسطين، والتي أسفرت عن سقوط ضحايا وإعدام الثلاثة محمد جمجوم، فؤاد حجازي وعطا الزير، تشكلت لجنة دولية للبحث في ملكية الجدار خرجت بتقرير أيد ملكية العرب للجدار باعتباره الحائط الغربي للأقصى. وكعادة الصهاينة لا يرضخون للقرارات الدولية حين تتعارض مع اطماعهم في فلسطين.
فمن هم المقصودون بعبارة البرت اينشتين الحكيمة التي اوردها مندوب إسرائيل في اليونيسكو: " الحماقة أن تكرر امورا ثبت فشلها مع توقع نتائج مغايرة"؟ الفلسطينيون ام الصهاينة؟
يعود إلى العام 1838 أيضا تأسيس "صندوق اكتشاف فلسطين" تحت رعاية ملكة بريطانيا لتكون له القوة والسلطة المعنوية، بهدف إنجاز " الدراسة الدقيقة والمنهجية لآثار فلسطين وطوبوغرافيتها وجيولوجيتها العينية وطبائع وعادات الأرض المقدسة بغرض تصوير الكتاب المقدس (أي تحقيق التوراة على الواقع). وضمن البرنامج تم الشروع في التنقيب في مدينة القدس عام 1867 ( وليس في عهد الانتداب او تحت رعاية حكومة إسرائيل) عما أسمي " الهيكل" وكذلك " مدينة الملك العظيم " – مدينة سليمان وقصرها الذي ضم ألف غرفة، طبقا للخرافة التلمودية. الأبحاث العانية لم تستهدف إثبات الكتاب المقدس، بقدر تركيز نشاطها على إنجارز مخططات استعمارية في القرن التاسع عشر قبل تشكل الحركة الصهيونية. والأطماع الاستعمارية لكل من بريطانيا واميركا وألمانيا هي الملهمة لتشييد أولى المستعمرات اليهودية في فلسطين، في الأعوام 1852 و1862. ظهرت حركة تمبلرز ( بناة الهيكل) وهي حركة مسيحية في ألمانيا عام 1868.
نقل الباحث الفلسطيني الراحل، الدكتور اميل توما، في كتابه " العرب والتطور التاريخي في الشرق الأوسط" عن هوراس ماير كالين في كتابه " الصهيونية والسياسة الدولية" أن "فكرة بعث إسرائيل انتشرت على صعيد السياسة العملية والمستوى الديني في بريطانيا وفرنسا بين غير اليهود بشكل اوسع من انتشارها بين اليهود". ونقل الباحث عن كتاب هومفورت الصادر عام 1852 " ملاحظات حول وضع اليهود في فلسطين" قوله، " لم تكن إقامة الدولة اليهودية عملا إنسانيا وعادلا ؛بل ضرورة سياسية في الذهن البريطاني لحماية الطريق عبر آسيا الصغرى إلى الهند".
قبل تشكل الحركة الصهيونية أقيمت على الأرض الفلسطينية 22 مستعمرة استحوذت على مائتي الف دونم وصل عدد قاطنيها اليهود أربعين الفا. بفضل تنظيمهم ودعمهم ماليا وتقنيا وبفضل فساد الإدارة العثمانية ثبتوا أقدامهم في فلسطين. بتأثير الوظيفة الكولنيالية للهجرة اليهودية تشكلت نزعة عنصرية لاحظها أحد هاعام، احد منظري الصهيونية الثقافية، لدى زيارته فلسطين عام 1891، فكتب يقول، "فجاة وجدوا انفسهم وسط برية غير محدودة الحرية لا توجد إلا في تركيا، وكانوا عبيدا في أقطار منافيهم. هذه الحرية ولدت لديهم ميلا نحو الطغيان الذي ينمو حين يصبح العبد ملكا. إنهم يعاملون العرب بعداء وقسوة .. وكالعادة لم يغير طابعها الديني من دورها الكولنيالي".
تلك هي البدايات التي تعمقت وتجذرت واستقوت مع الزمن تتغذى بالطابع الكولنيالي الذي تطور على أيدي الصهيونية العملية بزعامة بن غوريون، ثم الصهيونية المراجعة المتجلية في نهج الليكود الأبرز عنصرية ً وإشاعة للكراهية مع الدعم المطلق من قبل تيار المحافظين الجدد وسياساته الكونية الداعية للحروب وازدراء القوانين الدولية ومبادئ حقوق الإنسان ومجتمعات الرفاهية التي تطورت في أعقاب الحرب العالمية الثانية وانهيار النظم الكولنيالية، يحدوها طموح في عقد لواء الهيمنة الكونية للولايات المتحدة الأميركية وربيبتها دولة إسرائيل، الدولة الإقليمية في الشرق الأوسط. ضمن هذا التيار المندفع بقوة
مستلهما هذه الوظيفة يتصرف نتنياهو تجاه حقوق الشعب الفلسطيني وكرامته الإنسانية وتجاه دول المنطقة وشعوبها .





#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامرة الاستيطان تضوي عبثية المراهنة على المجتمع الدولي
- رصاصات التحدي .. فمن يرد التحدي
- المقاومة الزراعية -تجربة رائدة في فلسطين المحتلة
- تفجيرات نيويرك في ذكراها الخامسة عشرة
- ليتهم يصغون إلى ما تجهر به المخابرات الإسرائيلية
- تفجيرات نيويورك تدبير لتفجير النظام الدولي القائم (2من3)
- تفجيرات البرجين التجاريين تدبير لتفجير النظام الدولي السائد
- حلف استراتيجي مع داعش
- من رحم واحد جميع انماط الإرهاب المقنع بالدين
- إيران والفلسطينيون
- إيران والفلسطينيون محور الصراع بين نتنياهو والقادة الأمنيين ...
- إيران والفلسطينيون محور الصراع بين نتنياهو والقيادات الأمنية
- تركيا وإسرائيل تمتثلان للاستراتيجية الأميركية
- مناخات الهزيمة
- تجليات الكبد في المحرقة الفلسطينية
- سكب الوقود على المحرقة الفلسطينية
- الليبرالية الجديدة توسع دائرة ضحايا الرأسمال 2
- بريكاريات بدل بروليتاريا.. الليبرالية الجديدة توسع دائرة ضحا ...
- كواليس السياسات الأميركية
- حارس الذاكرة الفلسطينية -2


المزيد.....




- مصادر لـCNN: إدارة بايدن تتجه نحو السماح للمتعاقدين العسكريي ...
- مكالمة بين وزيري الدفاع الروسي والأمريكي حول التصعيد في أوكر ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- في خضم الحملة الانتخابية... 4 أشخاص يقتحمون حديقة منزل سوناك ...
- راهول غاندي زعيما للمعارضة البرلمانية في الهند
- مؤسس ويكيليكس أقر بذنبه أمام محكمة أميركية مقابل حريته
- فقد الذاكرة تحت التعذيب.. الاحتلال يفرج عن أسير مجهول الهوية ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- تحذير صحي في الولايات المتحدة بسبب انتشار حمى الضنك
- هيئة بريطانية: سقوط صاروخ بالقرب من سفينة جنوبي عدن


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - بالقرون النووية يناطحون العدالة وحقوق الإنسان