أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أسامة سليم - أسامة سليم : الفيلسوف الاخير / إبن رشد














المزيد.....

أسامة سليم : الفيلسوف الاخير / إبن رشد


أسامة سليم

الحوار المتمدن-العدد: 5315 - 2016 / 10 / 15 - 04:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ينتمي ابن رشد لأسرةٍ عريقة بارزة، جده هو (ابن رشد الجد) كان قاضي الجماعة وشيخ المالكيّة، وكان إماماً لجامع قرطبةَ الشهير، وأحد كبار مستشاري أمراء (الدولة المرابطة)، أما والده فقد كان فقيهاً، وكان له تفسير للقرآن الكريم في أسفار، وشرحٌ عن سنن النسائيّ، تولى والده القضاء في قرطبة. تعلم ابن رشدٍ الفقه من الحافظ (أبي محمدٍ بن رزق)، ومن أساتذته: أبو القاسم الذي علّمه كتاب الموطأ، والفقيه ابن يشكوال، والفقيه أبو مروان عبد الملك بن مسرّه، وأبو بكرٍ بن سمحون، وأبو جعفر هارون، وأبو جعفر بن عبد العزيز وغيرهم. تولّى ابن رشدٍ القضاء في مدينةِ إشبيلية في قرطبة، وعمل طبيباً خاصّاً للخليفة الموحدي أبي يعقوب يوسف في مراكش، وتولّى بعدها منصب (قاضي الجماعة) في مدينةِ قرطبة. ولكنّ المنصور الموحدي نفى ابن رشد إلى قرية (اليسانة) التي كانت غالبيّة قاطنيها من اليهود؛ بسبب مكيدة دُبّرت له من بعض المقرّبين من المنصور، حيث أحرق المنصور كتبه، وأصدر منشوراً ينهى فيه المسلمين عن قراءة كتب الفلسفة، أو ايلائها أيّ نوعٍ من الاهتمام، وتهديد المخالفين منهم بالعقوبة، ولكن بعد عامَين تأكّد المنصور من بطلان هذه التهمة التي نُسبت إلى ابن رشد، فأعاده إلى مراكش وأحسن إكرامه، وهناك درس الفلسفة واهتمّ بها كثيراً، لكن ابن رشد كان قد أُصيب بمرضٍ لم يمهله طويلاً، حيث عاش لمدة عامٍ واحد بعد العفو عنه، وتُوفّي وكان ذلك عام ألفٍ وتسعمئةٍ وثمانية وتسعين للميلاد، وتم دفنه في مدينةِ مراكش، ونُقل رفاته بعدها إلى مدينة قرطبة مسقطِ رأسه.
ذكر ابن رشد أنّه لا يوجد هناك أيّ تعارضٍ بين الفلسفةِ والدين، وأنّ الطرق المختلفة للفلسفة والدين توصل في النهاية للحقيقةِ المنشودة ذاتها. كان ابن رشد يؤمن بسرمديّةِ الكون، عن طريق ترديده أنّ الروح تُقسم إلى قسمين، هما: شخصيّ: وهذا القسم يتعلق بالشخص نفسه (الجسد). إلهيّ (الروح) وذكر ابن رشد في دفاعه عن الفلسفة أنّ الروح الشخصيّة (الجسد) في الإنسان قابلة للفناء، وبما أنّها كذلك فإنّ كلّ الناس متشابهون في هذه الناحية يتقاسمون هذه الروح، وروحٌ إلهيّة متطابقة خالدة. وذكر ابن رشد أنّ لديه سبيلَين لمعرفة الحقيقة، وهما: الحقيقة التي تستند إلى الدين، والذي يعتمد بدورهِ على العقيدة، وهذه الحقيقة غير قابلة للتدقيق، والتمحيص والفهم الشامل. الفلسفة، وهي السبيل الثاني لمعرفة الحقيقة عند ابن رشد، حيث ذكر أنّ الفلسفة يفهمها عددٌ من النخبويّين، والذين يحظون بنوعٍ من الملكات الفكريّة العالية، حيث كان يحضّ هؤلاء على حفظ العديد من الأفكار الفلسفيّة، وإجراء دراساتٍ فلسفيّة جديدة.

هناك ثلاث نقاط في حياة ابن رشد والتي أعطته هذا الصيت، وهي: أن ابن رشد كان يمثل ردة الفعل على جميع الانتقادات التي كانت توجه إلى الفلاسفة في عصره، حيث أن الفلاسفة كانوا معرضين دوماً للانتقادات وللثورات من قبل الجمهور والشعب، ولكن ابن رشد كان من أقوى الفلاسفة في الرد والاقناع. كما أن ابن رشد استطاع أن يكون التفسير الأقوى لمؤلفات أرسطو، والتي تمتا بصعوبتها وتعقدها في بعض الأمور ولكن تمكن ابن رشد من فك جميع الأمور المعقدة التي بها، كما أن الفلاسفة كانوا يلجأون له من أجل البحث في تفسير بعض الأمور المبهمة في كتب أرسطو بالتحديد، حتى أنّه لقّب بالشّراح، أي أنّه الشارح لكتاب أرسطو، والموضح لعباراته ومضمامينه. قام بتقديم أهم مسألة في أمور العقيدة والشريعة الاسلامية، وهي مسألة ارتباط الدين بالفلسفة، وأوضح ذلك من خلال كتابه "فصل المقال وتقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال"، حيث أن الجمهور والشعب قد اتهموا أن الفلاسفة يخرجون عن الدين، ولكن استطاع ابن رشد أن يحسم هذا الموقف من خلال أن يوضح أنّه لا يوجد أي اعتراض بين الدين والفلسفة، وإنما يجب ألا تخرج أمور الفلسفة عن نطاق الدين الاسلامي.



#أسامة_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سجن الصمت
- الكتابة أمر مؤذٍ للغاية وقد تشكّل ضغطاً نفسياً عنيفاً (حوار ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أسامة سليم - أسامة سليم : الفيلسوف الاخير / إبن رشد