|
ألأدباءُ (الصابئةُ ألمندائيون) في التأريخ العربي القديم
فوزي صبار / طلاب
الحوار المتمدن-العدد: 5315 - 2016 / 10 / 15 - 01:54
المحور:
الادب والفن
ألأدباءُ (ألصابئةُ ألمندائيون) في التاريخ ألعربي القديم (1) فوزي صبار طلاب
لا يستقيمُ أيُ تجمع سكاني ، اذا خلا من تاريخه القديم الثقافي . المندائيون بما يمتلكون من إمتدادات تأريخية قديمة ، فإننا لا نجدُ بين صفحات كتب المؤرخين ألأدباء ذكراً لهم ، بل لقد أهملتْ اخبارهم ، الا فقط من خلال ما ذُكر عنهم في العصر الإسلامي ، وبشكل مبتسر ، وكذلك العصور الأدبية التي تلته ذكرهم بعض المؤرخين الإسلاميين الاوائل وأَعتمد عليهم المؤرخون المعاصرون ، والمستشرقون الذين اعتمدوا على المؤرخين القدماء . إنّ هذه الطائفةَ الدينية تؤكدّ حضورها وجذورها قبل الميلاد وهو المعروف والمأخوذ به تأريخا من باب الأديان السماوية(1) ،من قبل المستشرقين والباحثين الأوائل والمعاصرين. وطالما انّ هؤلاء موجودون منذ فترة قبل الميلاد وامتدادا الى فترة بداية القرن السابع الميلادي حيث قيام الدولة الإسلامية ، فهل يُعقل أنّ ساحتهم الثقافية تخلو من الشعراء والأدباء ، الا بهذا العدد القليل الذي ذُكر بكتب المؤرخين ؟ لذا سالجأ في بحثي هذا الى إلقاء النظر على تلك الفترة الزمنية الطويلة وخصوصا قبل فترة الدعوة الإسلامية ، ثم أعرج بعد ذلك على فترة نهوض الدعوة الإسلامية والعصور التي تلته . هذا البحث سيتركز على محورين رئيسيين ، كون أنّه ثقافي أدبي بحتْ ، لكن أيضا ساتطرقُ للجوانب المهمة التي لها علاقة بهما . 1- الادباء(الصابئة المندائيون) ) الذين لا يمكن الجزم بمندائيتهم أو نكرانها عليهم ، وذلك لعدم وجود القرائن والبراهين التي تدلل على تأكيد كل من الحالتين . 2- ألادباء( الصابئة المندائيون)) الذين لا غبار على مندائيتهم نسبة الى المصادر التاريخية الثقافية التي تؤكد هذا المنحى . (منطقة النهوض الثقافي) (2) التي أطلق بعض المؤرخين مصطلحهم على تسميتها ، هي المنطقة المترامية الأطراف قديما ، حدودها ممتدة من الإمبراطورية الفارسية والى مشارف الهند شرقا ، الى حدود الإمبراطورية الرومانية عند شواطئ المحيط الأطلسي غربا ، والى المحيط الهندي جنوبا ، اما شمالا فهو العمق الآسيوي وجزء من افريقيا 1. فقد شهدتْ حضارات متعددة بعضها اندثرتْ والتي بقيتْ منها هي تلك التي تركتْ للإنسانية شواهدها ورموزها وقوانينها . هذه المنطقة تقعُ في وسطها (شبه الجزيرة العربية) أو ما تسمى (بجزيرة العرب) ، هذه المنطقة تتسم بصفات خاصة اهلتها وميزتها عن بقية المناطق الأخرى للأسباب : أ- الناحية الجغرافية : شبه الجزيرة العربية او منطقة النهوض الثقافي ، مفتوحة أراضيها مع بعضها لا تقطعها تضاريس جبلية ضخمة ولا وديان وعرة ، ولا بحار شاسعة ، فقد سهلتْ عليها طرق التجارة البرية والنهرية كما مبين في الرسوم المرفقة ، إضافة الى نقل الخبرات والعلوم والثقافة خصوصا مع اليونانيين ودول اوربا القريبة ، واختلطتْ الاقوام (الصينية والتركستانية ، والامبراطورية الفارسية ، ب- الناحية المناخية والموارد الطبيعية : منطقة شبه الجزيرة العربية خصوصا ، تنعم بوفرة المياه وكثرة الامطار ، وكثرة الفيضانات الهادرة التي كانت تاتي من الشمال وتجرف معها الغرين الى حوض وادي الرافدين ، فازدهرتْ الزراعة بفعل خصوبة التربة واستقرار الاقوام ، قبل أنْ تقل تلك الموارد المائية وتصحر الأراضي فتجبر الاقوام على الهجرة . ج- الناحية التجارية : لعبتْ التجارة دورا مهما في حياة شبه الجزيرة العربية ، فطريق الحرير(البري) الذي كان ينطلق في اشهر الخريف والشتاء من الجنوب جالبا البضائع الهندية والعربية والبخور محملة على ظهور الجمال لتنطلق نحو الحجاز ومكة والطائف ثم تتفرع الى ، فرع نحو الشرق حيث وادي الرافدين بعدها صعودا الى سوريا وشواطئ البحر الأبيض المتوسط لتعبر الى اوربا ، وفرع يتجه من الحجاز شمالا أيضا نحو البحر الأحمر ، إضافة الى الطرق النهرية التي تنعم مياهها بهدوء واضح . هذا الاستعراض السريع لشبه الجزيرة العربية نريد فيه أنْ ندلل بانّ تلك الاقوام استقرتْ لفترات طويلة وازدهرت فيها حضارات وسما فيها الادب والشعر ، فان تلك الأسواق العربية الشعرية (3) سوق عكاظ ودومة الجندل والمربد ( في الفترة الإسلامية) شاهدا واضحا . والسؤال هل نستطيع اعتماد الادب وتحديدا القصيدة الشعرية مصدرا من مصادر التأريخ ؟ (4) رغم يقيننا أنّ الشعراء يخضعون في اغلب قصائدهم الشعرية على الانطباعات الشخصية وعواطفهم الذاتية والى ميولهم التي يؤمنون بها ، لكن مؤرخي الادب يقولون : أن الشاعر العربي هو سجل التاريخ لتلك القبيلة التي ينتمي اليها . كل ذلك لا يمنع من القول ، باننا الان في العصر الحديث لم نستطع التعرف على الحياة الثقافية التي سبقت العصر الإسلامي ، الا من خلال فقط القصائد الشعرية ، باعتبارها قد نقلتْ لنا صور الحياة المختلفة ، مثلا : معاني الحروب والثأر و الاخوانيات والتجاور،2 والغزل بكل مسمياته ، ثم في معاني الشرف والعفة ، ومعاني الحنين والكره والغضب ، ….الخ . يضاف الى ذلك أننا قد تعرفنا على أسماء المدن والحواضر والأماكن والينابيع ، وصولا الى المفردات اليومية التي يتعامل بها الانسان الجاهلي . كل ذلك يمنحنا القول بالتصاق الشاعر قبل الإسلام مع بيئته وبحياته اليومية ومفرداتها ، سيما وأن الشاعر هو المرهف الحس ، المتحسس لجميع العواطف قبل غيره من الناس . وهنا فان الإجابة على سؤالنا : هل يعتبر الشاعر مصدرا من مصادر التاريخ ؟ نقول نعم ، فليست السجلات فقط هي التي تحفظ الاحداث وتواريخها ، لكننا نجد أيضا توفر وورود هذه الاحداث بتفاصيلها وحتى تواريخها في القصيدة الشعرية ، يضاف الى ذلك أنّ القصيدة تعطينا ايمان الشاعر الفكري ، ومبادئه السامية ، وانتمائه الديني والى المجموعة التي ينتمي اليها . وما يعزز هذا الراي ، أنّ اليونانيين يفتخرون ، أن تاريخهم القديم قد سُطّر في ملحمتين مهمتين هما : الالياذة والاوديسه لشاعرهم هوميروس (5) ، حيث ينسبون تاليف هاتين الملحمتين في القرن الثاني عشر وحتى القرن التاسع ق.م ، وقد دونت هذه القصائد او المقطوعات في القرن السابع ق .م. والملحمتان السجل الصادق والأمين لتاريخ اليونانيين قبل الميلاد . لقد اثار المستشرق( ما رجو ليوث)، نكران الشعر الجاهلي، وايده الأستاذ والباحث الاديب طه حسين (6) فقالا : أنّ الشعر العربي الجاهلي كله منحول من قبل الرواة ، وقد وُضع في القرن الثالث الهجري ، فليست هناك قصائد في الشعر الجاهلي بهذا الشكل المنظم الايقاعي . فُنّدَ هذا الرأي من قبل الكثير من المستشرقين وكذلك الباحثين العرب (7) وبقي الشعر في الفترة التي سبقتْ العصر الإسلامي هو مأخوذٌ به من كل المؤرخين . التجارة في معانيها وحركتها تخلقُ وعيا واستقرارا تختلف عن تلك المناطق الأخرى (وكما اسلفتُ)، إن طريق التجارة والذي سمي ( بطريق الحرير ) ينطلق من جنوب الجزيرة العربية من اليمن ، تتحرك الجمال في اشهر الخريف والشتاء ، لتمرّ بمكة والحجاز ، لتتجه : 1- شرقا الى وادي الرافدين وشمال سوريا وفلسطين لتصل الى شواطئ البحر الأبيض المتوسط لتعبر بعدها الى اوربا ، ثم ترجع في اشهر الربيع والصيف لتمر على نفس تلك المدن والقصبات ، محملة بالضائع المختلفة الجنوبية منها والشمالية منها (البخور والتوابل والمنتجات اليدوية البسيطة ، والاحجار واللؤلؤ ، وغيرها الكثير ) خلقتْ هذه التجارة أوضاعا من الرقي الحضاري والاقتصادي 3 والعمراني ملموسة في حياة الناس . إضافة الى الطرق النهرية وهي الأخرى قد ساهمتْ مساهمة فعّالة في النمو الاقتصادي لشبه الجزيرة العربية ، فهدوء الأمواج في اغلبها خصوصا في بحري ( العربي أو الفارسي ، والبحر الأحمر ) إضافة الى الأنهار والفروع الكثيرة سابقا . إنّ الطرق المفتوحة في شبه الجزيرة العربية سواءٌ البرية والبحرية قد ساعدتها عدم وجود التضاريس التي تقطعها على خلاف اوربا التي جعلتها جبالها ووديانها السحيقة مقطعة الاوصال ولم تزدهر فيها التجارة قديما . كل تلك العوامل مجتمعة ساعدتْ أقوام شبه الجزيرة العربية على الاستقرار وبناء (الجينات ) التي ظهرت منذ العهد السومري ، فنمت هذه الحواضر والقصبات لتكوّن مدنا كبيرة ، قبل ان تتغير الموارد المائية وتتغير ظروف المناخ ويبدأ التصحر . إنّ الشعر العربي بما يمتاز به من الوزن والقافية يجعل من السهل والاقرب الى الحفظ بخلاف النثر الذي يمتاز بالسجع والجمل القصيرة ، إضافة الى أن القصائد العربية تضمنت اغلبها ذكراً للاحداث وخصوصا القبلية في الافتخار والانتصارات والتنابز بالألقاب مما دفعها الى حفظ تلك القصائد ليتميز العربي عن غيره المنتسب لتلك القبيلة .لقد وردتْ في قصائد بعض الشعراء مفاهيم دينية ، وكثرة ذكر الفاظ كلمة (الله) (8) يقول زهير بن ابي سلمى( ما خرجتُ في ليلةٍ ظلماء إلا خفتُ أن يصيبني اللهُ بعقوبة لهجائي قوماً ظلمتُهم) . لكنّ الكثير من تلك القصائد قد اندثرتْ ولم يذكرها المؤرخون ولا في كتب الادب والسعر فمثلا : هناك قصيدة لكعب بن زهير يمدح فيها عليا بن ابي طالب ، وكانتْ بنو أمية تنهى عن روايتها واضافتها الى الشعر : هل حبلُ رملةَ قبلَ البينِ مبتورُ أم أنتَ بالحلمِ بعدَ الجهلِ معذورُ (9) الكثير من القصائد لم تنشرْ واسقطتْ من دواوين الشعر، ظنا من العصر الجديد الإسلامي أنها تعارض التوجهات الجديدة الدينية ، بدليل بعد تحطيم تلك المعبودات في الكعبة وهي واسطة العابدين لها تزلفا وقربا الى الخالق الله ، فقد مُنعَ فن النحت والذي كان موجودا ومزدهرا حتى لا تُذكّرهم باوثان الجاهلية . لقد أُخضع الشعراءُ قبل الإسلام الى بعدين أساسيين (كما فصلهما الباحثون الأوائل والمحدثين ) أولا : البعد المادي المحسوس الذي يتمثل في المحيط المادي المباشر وهو معايشة الشاعر لظروفه المادية المعروفة ، والثاني البعد السايكولوجي والذي يتمثل في المعتقدات الأسطورية ( المعتادة) ومدى التزامهم بها . فقد أجاد الباحثون جميعا الغور بهذه المعاني ، لكن فاتهم البحث والغور بتلك التأثيرات خصوصا بالجوانب المثيولوجية ومدى خضوع وأحترام الشعراء لها . ، بسبب تاثير الجانب الديني لهذه البحوث . تركوا تلك المعتقدات الدينية والثوابت في طقوسهم التي وجدت في النقوش السومرية والعصور التي جاءت بعده ، تركوا كيف أنّ الشمس قد صُورتْ بشكل امرأة عارية تعبيرا عن الانوثة والخصوبة وهي الام البارعة في المشاركة بالحياة ، تركوا 5 ابنتها الزهرة الآلهة البنت التي تقابل (انانا) في وادي الرافدين ، وعشتار في سوريا ، ، وافروديتي عند اليونان ، وفينوس عند الرومان . فامرؤ القيس قد زخرتْ قصائدُهُ بصور المرأة المثالية خصوصا في صاحبته (فاطمة) فوصف : أمومتها وانوثتها ووجهها ونظرتها وكبرياءها وسيقانها ومشيتها : تمنحُ المراةُ وجها ضاحكا مثلُ قرنِ الشمس في الصحوِ إرتفع ثم أنه جمع بين السايكولوجي والمثيولوجي في نسق واحد ، حين تغزل بفتاتين باكرتين فجمع بين صلة الرحم مع الام وجانب الامومة : هما نعجتان من نعاج تبالة لدى جؤذرين او كبعض دمى هكر أما الجانب العقلي لدى الجاهليين الشعراء فهو واضح ووسطهم الثقافي كان يتمتع بمستوى عال ، بدليل مجادلتهم للنبي محمد بداية اطلاق دعوته الإسلامية وابيات زهير بن ابي سلمى توفرت فيها هذه المعاني . إضافة الى وجود الكتابة والكتاب والتي وردت في القران : البقرة آية 78 ، آل عمران اية عشرين وكثير غيرها من الآيات ، رغم عدم شيوعها بكثير . ومعروف ان النبي محمد امر بتعليم عشرة من الأنصار من قبل الاسرى الذين جيء بهم من الحيرة بعد معركة بدر والعارفين للكتابة . وتعتبر ظاهرة شعر الصعاليك التي تدلل على التباين الاقتصادي بين فئات المجتمع الجاهلي ، هؤلاء الفقراء الذين تقطعت بهم سبل العيش ، الشنفرى ، وتأبط شرا وعروة بن الورد ويسمى (بعروة الصعاليك) ، خير دليل على رفض الواقع المزري الشنفرى : اقيموا بني أمي صدور مطيكم فإني الى ارض سواكم لأميلُ وإنْ مدتْ الايدي الى الزاد لم اكن باعجلهم إذ اجشع الناس اعجلُ هذا الاستعراض لكل جوانب الحياة في القرون التي سبقت بداية القرن السابع الميلادي يقودنا الى سؤالنا الأساسي : هل هناك ادباءٌ وشعراء مندائيون عاشوا في هذه الفترة ؟، وهل هناك ادباء وشعراء عاشوا في الفترة الإسلامية والعصور التي تلته ؟ تشير كافة المعطيات التي اوردناها الاجتماعية والاقتصادية والدينية والسايكولوجية والمثيولوجية للناس الذين عاشوا خصوصا في القرون الستة الميلادية التي سبقت العصر الإسلامي أنّ هناك قبائلَ ومدنأ وقصبات كانتْ تدينُ بديانات توحيدية ،وأنّ بعضا من الشعراء فيها ، تظهرُ من خلال قصائدهم الشعرية التي لم تطالها الشطب والتسقيط ، أن اولئك يدينون بديانة توحيدية سماوية ، لكن لم يذكرهم مؤرخوا الادب لأي الديانة السماوية التي ينتسبون اليها ، ربما يكون وهذا وارد بسبب أولئك أنفسهم لحرصهم على سرية تلك الديانه أو الخوف عليها أو عدم وضوح فلسفتها .6 لكنهم وفي اغلب فصول حياتهم ، وحتى في قصائدهم الشعرية ، يكثرون من تلك المفاهيم ، بل لقد دافعوا وهاجموا في سبيلها ولنأتي بالتفصيل : 1- الشاعر زهير بن ابي سلمى نســـــبه : (10) : ابوه (أبو سلمى) ربيعة بن رباح بن مُرّه الحارث بن مازن ……بن مضر بن نزار .توفي ابوه وهو صغير ، فتزوجت امه شخصا آخر . كفله خاله (بشامة بن الغدير ) هو واخواته ( سلمى والخنساء) . بشامه بن الغدير : كان شاعرا كثير المال ولم يكن له أولاد ويُعدّ من حكماء القوم وزهير راوية لشعره . ونظرا لسوء العلاقة بين زهير وزوجته (ام اوفى) فقد طلقها وهي قد ولدت له أولاد كلهم ماتوا . تزوج من امراة أخرى (كبشه بنت عمار الغطفانية ) وولدتْ له كعب وبُجير ويقال ولد آخر اسمه ( سالم) . ولد زهير في مدينة (مزينة) وهي بنواحي المدينة وكان يقيم في الحجاز . لم يذكر المؤرخون سنة ولادته ، لكنهم يقولون أنه مات بعد ان عمّر طويلا في بداية السنة التي اطلق فيها النبي محمد دعوته الإسلامية ، حيث اطلق النبي محمد في نهاية اشهرها . الا ان النبي محمد كان يعرف به . أدبــــــه : (11) أجمع كل الباحثين القدماء وكذلك المستشرقين على أنّ زهير بن ابي سلمى : أشعر العرب . كان يعني بتنقيح شعره وتهذيبه ، وقد رويت له اربع قصائد (سميت بالحوليات) ، وزعموا أنه كان ينظم القصيدة في أربعة اشهر ، وينقحها في أربعة اشهر ، ويطلعها على خاصة الناس من المقربين اليه في أربعة اشهر . هو أستاذ الحطيئة وخريجه وغيره من الشعراء ، وكان يحرص زهير على تقويم شعر ابنيه كعب وبجير ولم يسمح لهما بنشر اية قصيدة الا بعد ان اطمئن على قدرتهما الشعرية . وكان يلقن الجميع شعره ويحفظونه عنه . زهير هو صاحب المعلقة : أمن أمّ أوفى دِمنة ، لم تَكلّمِ بحومانة الدراج ، فالمتثلم إنّ طبيعة العرب كانت شعرية ، لانهم ذوو نفوس حساسة وشعورٌ رقيق تقعدهم الكلمة وتقيمهم ، وهم اهل حافظة. في شعره الحكمة ، والزهد ، والعتاب والذكرى ، والوصف ، بلوحات تشكيلية رائعة : بها العينُ وألآرامُ ، يمشين خلفةً وأطلاؤُها ينهضنَ ، من كل مجشمِ شعره في الكرم : تراهُ اذا ما جئته ، متهللا كأنكَ تعطيهِ ، ألذي انت سائلهُ شعره في القضاء : فإنّ الحقّ مقطعهُ ثلاثٌ يمينٌ ، أو نفارٌ ، أو جلاءُ 7 لذا قال بعد ذلك (عمر بن الخطاب) وهو متعجبٌ بقول زهير هذا : (لو أدركتهُ لوليتهُ القضاء ، لحسن معرفته ودقة حكمه) . كان يكثر من القول في السلام ونبذ الحروب ، وقصائده كثيرة في مدح : الحارث بن عوف ، وهرم بن سنان ، لانهما ساهما في القضاء على الحرب بين قبيلتي عبس وذبيان . زهير بن ابي سلمى : خاله (بشامه بن الغدير) شاعر ، أختاه سلمى والخنساء شاعرتان ، إبناه: كعب وبجير شاعران ، فهو اذا من بيئة شعرية . أغراض شعره وديانته (12) لم تُعرف ولم تتوضح ديانته في شعره ، الا أنه من الواضح تماما أنه كان على ديانة سماوية توحيدية ولأسباب كثيرة : إنّ الأغراض الشعرية التي توفرت في شعره تدلل وتبرهن ذلك : السلام ، نبذ الحروب ، النصيحة ، العتاب ، ومفاهيم دينية كثيرة ، ثم لذكره لفظة (الله) في اغلب قصائده . لذلك قال عنه ابن قتيبة / في كتابه الشعر والشعراء ( أنه كان مؤمنا بالله ، وبالبعث والحساب ، بدليل قوله : فلا تكتُمنّ الله ما في نفوسكمْ ليخفى ، ومهما يُكتمُ الله، يَعلمِ يُؤخرُ فيوضع في كتابٍ فيدّخر ليومِ الحسابِ أو يعجّل فينقمِ هو أيضا ملتصقٌ بالنواحي الإنسانية فكان ملتصقا بالناس وهمومهم وتحكيمه عقله في شعره ، لذلك غلبتْ هذه النواحي على روح العاطفة في قصائده . قال أبو العلاء المعري في رسالته(الغفران) بعد أنْ سال زهير عندما رآه في الجنة وسبب وجوده هنا ؟ فاجابه زهير : (كانت نفسي من الباطل نفورا ، فصادفتُ ملكا غفورا ، وكنتُ مؤمنا بالله العظيم )+ رسالة الغفران / أبو العلاء المعري ص78 لقد أكثر زهير في معاني العتاب والزهد حتى ظنّ بعض العلماء أنه واقعٌ تحت تأثير النصرانية . نعم كان تاثير النصرانية واسع الانتشار في (جزيرة العرب) بيد أنه ( لا يجوز ، من أجل ذلك عدّه نصرانيا) بركلمان / تأريخ الادب العربي . كان زهير يقول بعد كل قصيدة هجاء : ( ما خرجتُ في ليلة ظلماء إلا خفتُ أنْ يصيبني الله بعقوبة لهجائي قوما ظلمتُهم ) 2- كعب بن زهير : (13) اتبع كعب بن زهير طريق والده باغراض الشعر ، وكان سلس القصيدة جميلها ، وقد اكثر بالنصيحة
لا تُفشِ سرّكَ إلا عندَ ذي ثقــةٍ أو لا ، فأفضلُ ما استودعْتَ أسرارا صدراً رحيبا وقلبا واسعا صَمِتا لم تَخشَ منه لِما آستودعتَ إظهـارا7 وقال على نفسه : أرعى الأمانةَ لا اخونُ أمانتي إنّ الخؤونَ على الطريقِ الأنكبِ وقال : لأيٍ زمان يُخْبأُ المرءُ نفعَــــهُ غدا فغداً والدهرُ غادٍ ورائحُ اذا المرءُ لم ينفعكَ حيــا فنفعهُ قليلٌ اذا رُصّتْ عليه الصَفائحُ لزهير بن ابي سلمى ولدان : كعب وبُجير : لظروف لم يذكرها المؤرخون اعلن بجير اسلامه ، مما دفع أخيه كعب أن يعيب عليه ذلك وقال فيه قصائد كثيرة يهجوه وينهيه فيه : ألا أبلغا عني بجيراً رســـالةً على أيّ شيءٍ ويبَ غيركَ دلّكا على خُلُقٍ لم تُلفِ أُما ولا أبا عليه ولم تُدرك عليه أخا لكا سقاك أبا بكر بكـــاس رويةٍ فأنهلكَ المأمونُ منـــها وعــلكا ولمّا بلغتْ أبياته هذه الى النبي محمد أهدر دمه ، وقال في حكمه ( منْ لقي منكم كعب بن زهير فليقتله) ( الاصبهاني / الأغاني ج17، ج42) . فهام كعب بن زهير وارتحل الى المدينة وانقطعتْ اخباره ، لكن عندما ارتحل النبي محمد ( هاجر) الى المدينة ، كتب بجير الى أخيه كعب : (إنجه وما أراكَ بمفلتٍ ) وقال ( إنّ من شهدَ أنْ لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسوله ، قَبِل محمد منه ، واسقط ما كان قبل ذلك من حكم ) . ثم ان كعب لم تستطع قبيلة مزينه ايواءه ، فوجد نفسه وقد ضاقت به الأرض . جاء الى النبي محمد متنكرا وخاطبه بعد ان امتثل امامه : اذا جئتُك بكعب بن زهير فهل تعفو عنه ؟ فقل له النبي محمد : نعم لياتي . وهنا كشف كعب بن زهير عن نفسه قائلا له : انا كعب بن زهير ، وانشد قصيدته : بانت سُعادُ قلبي اليوم متبولُ متيمٌ إثرها لم يُجزَ مكبــــــولُ ……………………. إنّ الرسول لنورٌ يٌستضاءُ به وصارمٌ من سيوفِ الله مسلولُ نُبئتُ أنّ رسول الله أوعدنـي والعفو عندَ رسول الله مامـــولُ وهنا خلع النبي محمد بردته ووضعها على كتفي كعب بن زهير ، لهذا سميت هذه القصيدة (بالبردة) ، وعندها اعتنق كعب بن زهيرعقيدة الإسلام . لقد ضاعت وفقدت معظم اشعار كعب بن زهير قبل اسلامه : هنا قصيدة قالها كعب يمدح امير المؤمنين عليا ، وكانت بنو أمية تنهي عن روايتها واضافتها الى شعره بل واسقطتْها من دواوين الشعر : هل حبلُ رملةَ قبل البين مبتورُ أم أنت بالحلم بعد الجهل معذورُ فكيف تروى قصائد كعب بن زهير خصوصا قبل اسلامه وتضاف الى ديوانه الشعري من قبل المؤرخين الادباء ؟ 8
3- الخنساء :(14) وهي اخت لزهير واختها سلمى وهي شاعرة أيضا ، فالاخبار متواترة فلم يُذكر شيئ من شعرها قبل الإسلام . ( يمكن البحث فيها بمادة أخرى ) اما (المضرب) وهو ابن كعب وكان راوية الى جده زهير (يمكن البحث فيه في موضوع آخر).
ـــــــــــــــــ يمكنني القول : من خلال تلك المعطيات الكثيرة لحياة زهير بن ابي سلمى وكذلك ابنه كعب بن زهير والمنطقة التي كانوا يعيشون فيها حيث وسط شبه الجزيرة العربية امتدادا الى حوض نهر الفرات ووجود قبائل الحيرة والمناذرة والغساسنة وآل(النعمان بن المنذر) . وطالما أن المؤرخين يقولون أن هناك ديانة ثالثة كانت موجودة قبل الإسلام وهي الحنيفية ، إضافة الى النصرانية واليهودية . يقول طه حسين في كتابه (في الشعر الجاهلي ) : ألقرآن يحدثنا عن كتب التوراة والانجيل ويجادل فيهما اليهود والنصارى ، وهو (القرآن) يذكر غير التوراة والانجيل شيئا آخرَ هو صحف إبراهيم ، ويذكر(القرآن) غير دين اليهود والنصارى دينا آخر هو ملةُ إبراهيم هو هذه الحنيفية التي لم نستطع الى الآن أنْ نتبين معناها الصحيح ص80، ويواصل طه حسين قوله : إنّ المسلمين أخذوا يردّون الإسلام في خلاصته ، الى دين إبراهيم(ع) هذا الذي هو أقدم وانقى من دين اليهود والنصارى. يقول محمد شكري الآلوسي / شرح محمد بهجت الاثري / في كتابه (بلوغ الارب في معرفة أحوال العرب) : يقول : من اقوام الصابئة فيهم قوم بقوا على ملة إبراهيم (ع) ، فكانوا يتعمدون بشريعته وقد تلقوها من ابنه إسماعيل وهي الحنيفية ثم تفرقوا ، لكن بقية منهم بقوا يمارسون شريعته وهم موحدون فبقوا على ملة إبراهيم وإسماعيل . والمؤرخون الادباء قالوا مثلا من شعراء اليهود (السموأل ) ، ومن شعراء النصرانية عمر بن كلثوم ، والمهلهل &، ولم يذكروا عن ديانة زهير وكعب . إذاً ما الذي يمنع من القول ان زهير بن ابي سلمى وعائلته الكبيرة كانوا جميعهم على الديانة (الصابئية المندائية ) ،إن عدم معرفة هذه الديانه في منطقة شبه الجزيرة العربية ، هو ربما لسرية طقوسها والخوف عليها من الضياع ، فهي ليست تبشيرية والى اليوم. فأولئك شعراء اليهودية والنصرانية ، و حياتهم ، هي نفس الفترة التي عاشوها في فترة زهير ، وقد جزم المستشرق بروكلمن (كما اسلفتُ) ان زهير بن ابي سلمى ليس نصرانيا ، فاي ديانة كانت في الجاهلية هذه غير الديانتين النصرانية واليهودية ولم يصرحوا بها ؟ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أما الادباء (الصابئة المندائيون) في العصر الإسلامي : إنقطعتْ أخبار ألادباء الصابئة المندائيين عند قيام الدعوة الإسلامية وانتشارها في أغلب الامصار والمدن على عكس الديانة المندائية التي لا تؤمن بمبدأ التبشير والى اليوم ، لذا فان جُلّ المؤرخين الإسلاميين القدماء والمحدثين أهملوا كل النصوص او أسماء الشعراء الذين لا يخدمون العقيدة الإسلامية الجديدة أو ينخرطوا فيها ، بدليل ان بني امية اهملوا قصيدة كعب بن زهير في مدح امير المؤمنين علي بن ابي طالب كما اسلفتُ . فلا يعقل أنّ الصابئة المندائيين المنتشرين في مدينة حران وبغداد وميسان وغيرها من المدن لم يكن لهم نخبة من الادباء . أما الذين ذكروا من قبل المؤرخين ، لأن هؤلاء قد برزوا في الشأن الثقافي والادبي ولم يستطع احد ان يدانيهم في ميادينهم ، سواءٌ في الميدان الثقافي الادبي أو على الصعيد العلمي ، في الطب والهندسة وغيرها .9 فقد تكتم المؤرخون على ذكر أخبار هؤلاء والى بزوغ العصر العباسي ، حيثُ بدأتْ جذوة العقيدة الدينية يخفّ أوارها ، والتشدد في ممارسة الطقوس الدينية تضعفُ عند الناس ، وقد بدأتْ هذه المظاهر الدينية منذ نهاية العصر الاموي بقليل حين تطرق الشعراء الى أغراض أخرى متعددة . إن انفتاح الخلفاء والامراء العباسيين على معظم مناحي الحياة وخصوصا الثقافية والعلمية ، هنا برزتْ الى الساحة الثقافية أسماء لامعة شعرية منها ونثرية وفنية . فقد أدى نزوح الكثير من الاقوام الى مدينة بغداد التي شهدتْ الحياة فيها أجمل بهائها وصورها ، ففيها برزتْ تلك الاعلام بعد أن خفت الروح الدينية المتشددة رغم وجودها في الخصوصيات وفي درجات السلطة والقضاء الرسمية . بل ولم يسمح من غير الإسلاميين اعتلاء تلك المناصب ، فاشير اليهم تارة بالترغيب وأخرى بالترهيب ، الا من استطاع بعلمه او ادبه ان يشار اليه بالبنان ، وان يصل الى درجة عليا يسمو بها عن الاخرين . هؤلاء هم الادباء والعلماء الصابئة المندئيون في العصر العباسي :(15) هنا يقول ثابت بن قرة :(ليت شعري من عمّر المسكونة وابتنى المدن ، اليس خيرة الصابئة وملوكُهم ؟ من أسس المرافئ والانهار والقنوات ؟ ومن شرح العلوم الغامضة؟ لمن تجلتْ الالهوية الملقنة للكهانة والمعلمة للمستقبلاتْ؟ ، الا لمشاهير الصابئة ، فهم الذين أوضحوا ذلك كله وكتبوا عن طب النفوس وخلاصها ، ولقنوا طب الأجساد وملؤوا الدنيا اعمالا صالحة وحكيمة هي دعامة الفضيلة ، فلولا علوم الصابئة لامستْ الدنيا قفراء فارغة متقلبة في العوز . ولو تم التوثق مما وصفت به هذه الدنيا بانها مدينة إبراهيم ومدينة أخيه حاران ومدينة التنافس الاشوري والبابلي ومن ثم المسيحي والإسلامي لما تم رميها بباطل . فليس من الصحيح ان تكون مدينة بهذه القيمة وهي على ضلالة وبطلان. إن قيمتها (حرّان) ليست بالقيمة الجغرافية أو وفرة مياهها ، بل ان قيمتها فيما أسس ألاوائل القاطنون هو ما كان وراء هذا الاعتبار الذي جعل من يحظى به كأنه قد ملك زمام الدين والحكمة .(16) محمد عبد الحميد / التاثير الآرامي في الفكر العربي . هؤلاء هم الادباء والعلماء الصابئة المندائيون في العصر العباسي الإسلامي واولهم : أبو اسحق الصابي : الكاتب العباسي المعروف والشاعر المرهف الحس يمتهن الشعر والنثر على حد سواء إضافة الى علوم أخرى. ان مدينة حران كانت زاخرة باعدادهم وكوادرهم العلمية والأدبية فاين هم من كتب التاريخ ؟ ولولا نزوح هؤلاء الى بغداد لما ذكروا بكتب المؤرخين . لكن المؤرخين العرب والمستشرقين يذكرون حران وتاريخها العريق وقاطينها : هذاياقوت الحموي يقول في كتابه معجم البلدان : إن هاران هو اخو إبراهيم الخليل عليه السلام ، وإن حران كانت منازل الصابئة ……. . الهمذاني يقول في كتابه : صفة جزيرة العرب : حران أهلها أصحاب ادب وحكمة وعلم بالنجوم وخبرة بالعلوم التعليمية وأصحاب رصد وقياس للكواكب ولهم ذكاء وفطنة . احتل الملك شلمانصر الثالث مدينة حران سنة 857 ق.م ، ثم احتلها اليونانيون بقيادة الاسكندر المقدوني وأصبحت مركزا للثقافة الهيلينية وكثر فيها الفلاسفة فاثروا في الفكر الديني والانساني واشاعوه ، ثم دخل العرب المسلمون في عهد الخليفة عمر بن الخطاب سنة 18 للهجرة واراد الصابئة المندائيون ان يرتحلو الى أماكن أخرى للمحافظة على ديانتهم ، لكن حاكمها عمير بن سعد الانصاري صالحهم ودفعوا الجزية للحكومة .(17)البلاذري / فتح البلدان .10 أبو اسحق الصابي هو إبراهيم بن هلال بن زهرون الصابي الحراني ، يقول الثعالبي : كتاب الدنيا وبلغاء العصر أربعة : الأستاذ ابن العميد ، وأبو القاسم عبد العزيز بن يوسف ، وأبو اسحق الصابي ، ولو شئتَ لذكرتَ الرابع (يقصد نفسه/ الثعالبي) . لقد عين الوزير المهلبي أبا اسحق الصابي ديوان الانشاء وان الوزير عندما كان يسافر يكلّف الصابي خليفة له إضافة الى ديوان الانشاء . هنا يُظهر أبو اسحق الصابي تمسكه وايمانه بدينه الصابئي ويؤكد وحدانية خالقه ونظرة الصابئيين الى الخالق : والصابئون يرون أنك مفردٌ في الحسنِ إقرارا لفردٍ ماجدِ كالزهرة الزهراء أنت لديهمُ مسعودةٌ بالمشتري وعطاردِ قال أبو اسحق الصابي في الغزل : وقفتْ لتحجبُني عن الشمس نفسٌ أعزّ عليّ من نفسي ظلتْ تظللني ومن عجــــــبٍ شمسٌ تغيبني عن الشمس العلاقة التي تربط بين ابي اسحق الصابي والشريف الرضي ، علاقة سمتْ فيها التمازج النفسي والأخلاق الصادقة والتقاء العواطف ، ونزاهة المقصد وروعة الادب ، وما قصيدة الشريف الرضي في رثاء ابي اسحق الصابي الا نموذجا فذاً لهذا التمازج بين الاثنين ، بل وعُعدتْ القصيدة من غرر الرثاء في الشعر العربي : اعلمتَ من حملوا على الاعواد أرأيتَ كيف خبا ضياء النادي لكن الصابي يُسجن بعد ذلك وكان الحكم الذي صدر عليه من الوزير عضد الدولة هو ان يربط ويوضع بين ارجل الفيله بسبب وشاية غير محسوبة من قبل ابي اسحق الصابي ( كان هناك خلاف بين عضد الدولة وبين ابن عمه عز الدولة الوزير على بغداد ، انتزعها من ابن عمه عز الدولة الذي كان وزيرا على بغداد وجميعهم تابعين الى ملك بلاد فارس ) غرس النعمة : وهو ابن حفيد حفيد ابي اسحق الصابي بن هلال بن المحسن بن إبراهيم أبو اسحق الصابي ، وهو حفيده المدلل لدى الصابي ، وكان يرعاه ويعلمه ، فنشا اديبا حاذقا وتراس ديوان الانشاء ومؤرخا موثوقا به وقد حفظ الحفيد كل اخلاق جده الصابي ، وقد حرص جده على تسميته بغرس النعمة تيمنا بدينه الصابي ( شيتل طابا) وهي ذات المعنى في العربية (غرس الطيبة والمحبة) كما وردت في اللغة المندائية . ويؤشر غرس النعمة أن هناك شخصية صابئية مندائية في حران كانت له علاقة وثيقة به وقد سماه (أبو سعد المندائي ) وهذا ما يدلل على وجود وانتشار المندائيين ، وان أبا سعد هذا هو من ملازمي القاضي والاديب التنوخي وهو القاضي ببغداد ، فعلاقة غرس النعمة وابي سعد المندائي ربما كانت الرابطة الدينية هي احد أسباب هذه العلاقة . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقل (النوفلي) في رواياته :النوفلي : عالمٌ هاشمي له علاقة بالامام علي وبالخليفة المامون .
يَذكر النوفلي :إنّ للخليفة المأمون نديمٌ مقرب منه ويعتبر أولهم والذي كان الخليفة المأمون يتباهى به عِلما وادبا وهو ( عمران الصابي) : كانت هناك مناظرة بمجلس الخليفة المامون . يقول النوفلي ( ونزل عمران الصابي الى الميدان ، فاذا هو بحرٌ في علوم عصره ، متضلعٌ في كل فروعِ الفلسفة آلتي كانت في ذلك العصر ، لم يبلغه أحدٌ في مناظرةٍ في كل عمره ، يتكلم بما يملك من تعمق وتفنن في مبدأ الوجود وفي أفعال الله ، من المبدأ الى المنتهى) . توضيح أخير انني لا اريد ان اذكر علماء الصابئة المندائيين في العلوم المختلفة وكما ذكرتهم كتب التاريخ لانه ليس من موضوع البحث ، فقد كُرّس البحثُ فقط في مجال الادب والادباء .
الا ان المؤرخين القدماء لم يذكروا الا هذه الأسماء المعدودة فقط ، فاين البقية ، ربما أن في المستقبل بقيةٌ للعثور على تلك الأسماء ، وما قدمتهُ ، انما هو اسهامةٌ بسيطة لبحوث خصبة ، أتمنى أنْ تتحقق.
انتهى ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 1- ابن خلدون / المقدمة ج1 ص229، ياقوت الحموي / معجم البلدان ، عزيز سباهي / أصول الصابئة المندائيين ومعتقداتهم الدينية 2- د. لطفي عبد الوهاب يحيى / العرب في العصور القديمة 3- عرفان محمد حمّور / أسواق العرب في الجاهلية 4- د. لطفي عبد الوهاب 5- نفس المصدر 6- طه حسين / في الشعر الجاهلي 7- محمد الخضر حسين / نقض كتاب في الشعر الجاهلي 8- أبو العباس ثعلب / شرح د. حنا نصر الحتي 9- الامام ابي سعيد الحسن العسكري / تقديم د. حنا نصر 10- أبو العباس ثعلب / د. حنا نصر 11- نفس المصدر 12- نفس المصدر 13- الامام ابي سعيد العسكري 14- >ز لطفي عبد الوهاب / العرب في العصور القديمة 15- د. قيس السعدي / أبو اسحق الصابي / درر النثر وغرر الشعر 16- نفس المصدر 17- البلاذري / فتح البلدان الأغاني ابي فرج الاصفهاني ديوان الخنساء / شرح حمدو طمّاس رسالة الغفران / أبو العلاء المعري / فوزي عطوي طه حسين / في الشعر الجاهلي محمد شكري الآلوسي / شرح محمد بهجت الاثري / بلوغ الارب في معرفة أحوال العرب جواد علي / شعراء النصرانية / العرب قبل الإسلام ج5 انتهـــــــــــى فـــــــــــــــــــــــوزي صبار طلاب عضو (الرابطة المندائية للثقافة والفنون)
#فوزي_صبار_/_طلاب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
-
شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
-
حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع
...
-
تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|