عبد اللطيف بن سالم
الحوار المتمدن-العدد: 5315 - 2016 / 10 / 15 - 01:52
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
لماذا تُرى يقلٌ بين الناس اليوم العطفُ والحنانُ والتراحمُ ؟
ألا يكون ذلك نتيجة للتدخٌل الصناعي الشٌرس في تربية الشخص وتكوينه ؟بدءا بفترة الرضاعة التي تخلينا فيها عن لبن الأم الطبيعي والصحي والناقل لكل العواطف والأحاسيس الإنسانية وعوضنا عنه بالحليب المجفف المستخرج ( ومن يدري )من البقر الوحشي أو من البقر العادي بكل ما في هذا أو ذاك من طبيعة الخشونة والتصلب ومن يدري أيضا إن كان هذا الحليبُ سليما أو لا من الجنون ؟ ثم من هذه الفترة إلى فترة التغذية هذه الحديثة بكل ما فيها من تشويه لمكوناتها الطبيعية بالتحويل الجيني والأسمدة الاصطناعية المختلفة بما في كل ذلك من أسباب التبلد والبرودة و ضعف الطاقة وقلة الإحساس بالآخر.
فلا غرابة إذن أن يقتل المرء أخاه اليوم لأتفه الأسباب دونما رحمة أو شفقة ويُمثٌل به أيما تمثيل بكل ما في ذلك من خشونة وتوحش لأن هذا النوع من الكائنات الحية المعروفة لدينا ب " البشر "و التي كنا نتصورها في حالة تطور مطٌرد نحو الأفضل قد انحرفت منذ مدة طويلة عن الجادة ( وربما بدأت في ذلك مع انطلاق الثورة الصناعية الأوروبية )وخرجت عن مسارها الطبيعي والعادي الذي كانت تتجه فيه نحو المستوى الأعلى من الإنسانية وعادت بنفسها إلى المشتركة فيه les points communs مع بقية الحيوانات من النزعة الوحشية أي عادت بنفسها إلى الحالة البدائية .
إنه - مع الأسف الشديد - لتحوٌل سلبي يُهدد بكثير من المخاطر وما كان ذلك هو المنتظر من البشر طيلة هذه الحقب الحديثة من التطور .
إنه علينا الآن - إن استطعنا إلى ذلك سبيلا - أن نتدارك أخطاءنا شيئا فشيئا ونُصلح ما بأنفسنا وإلا فإنها هذه هي الطامة الكبرى التي لا سلام بعدها أبدا .
#عبد_اللطيف_بن_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟