أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي شايع - الحقيقة أعزّ من الأمريكان














المزيد.....

الحقيقة أعزّ من الأمريكان


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 1414 - 2005 / 12 / 29 - 11:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لوحدها دونما شريك؛كأن أمريكا تمتلك الحقيقة التي لا ترغب لأحد قرب معرفة بها،و كأن لها في هذه الوحدانية مآرب أخرى،وغايات،وربما فلسفة تنظّر وتستقطب لأفكار جديدة ومدارس واعدة،لكن الأمر في واقعه أبسط من هذا بكثير،فما يحدث عراقيا هو الحقيقة بعينها،وربما يكون الحقيقة بالتقسيط،أو على دفعات،وهذا مفيد فلسفياً!،ومأساوي واقعياً،لأن الفلسفة في جوهرها لا تعنى بامتلاك الحقيقة،بل في البحث الدائم عنها، لذا فالسائر في درب أمريكا سيصبح فيلسوفاً بحكم البحث المضني،والركض خلف خيوطٍ،وبيوتٍ للعنكبوت تركت في كلّ الاتجاهات حيرةً للسائلين..تشبه حيرة من يقف أمام خبرٍ للإفراج عن أخطر سلاح كان الديكتاتور يستخدمه على رقاب العراقيين لسنوات، ففي حمّى الانشغال وضوضاء اللغط عن القائمة الانتخابية الأولى وما يتـّبعها،أطلقت القوات الأمريكية بالأمس سراح ثمانية من مساعدي الطاغية، بينهم "سيدتان متهمتان بتصنيع أسلحة بيولوجية"..هكذا بسهولة تناقلت وسائل الإعلام الغربية الخبر،ومرّت عليه مراصد الأخبار العراقية كما لو أنها تتحدث عن خبر في قارة بعيدة..ولربما يكون الخبر أيضا حديثاً عن قارة بعيدة ما دام أمر الإفراج عن هؤلاء جاء عابراً للقارات..
المضحك ليس في إطلاق سراحهم،وإرسالهم كبشائر سرور لأمثالهم (المتطحلبين) شراً وعدوانا في الأردن،وليس في عدم معرفة الجهات العراقية بالأمر لأنه لم يعلن بشكل رسمي،بل في قول المتحدث الأمريكي:"المعتقلين المفرج عنهم لم يعودوا يشكلون تهديدا للأمن"..
فهل أدركت أمريكا الأمن العراقي سابقا،وهل استدلت على مكامن الخطر، لتعرف ما يشكله أو ما لا يشكله الآن؟..
هذه أمور لا تحتاج حكماء وفلاسفة ليترجموا ألغازها،مثلما لا يكون سؤالنا عن مسؤولين عراقيين سابقين يتنعمون الآن- نسياناً- بعد نيسان فرارهم صوب بحبوحة منتجعاتهم، دون حساب أو محاكمة؛سؤالاً فلسفياً؟..سؤال لا أعرف وجهة له أو موضع حاجات يسمع استفهامه،ويعدّ ألمه على نبض القلوب، فالمتحدث الأمريكي قال: كانوا سبعة..وقالت وكالة الاسوشيتدبرس نقلاً مسؤول عراقي؛ إن المفرج عنهم هم حوالي 24 شخصية..لتصرّ القوات الأمريكية على العدد سبعة في تصريح لاحق، إصراراً مقدساً..
سبعة أو ثمانية،لا ضير،ولكن ما تعدادهم فيمن أفرج عنهم؟..
وإن كانوا سبعة فما موقع قداستهم في الزمن الديكتاتوري،وإذا كانوا ثمانية؟ّ!..فهل هم حملة عرش الديكتاتور؟!..
من هم أصلاً،قبل أن ندخل في حيص بيص العدد،وقبل أن يصبح هذا تاريخا عن أهل الكهف،فيثور الجدل إن كان ثامنهم كلبهم،أم ضابط كبير في الأمن الخاص؟!..أم هو شخص آخر من الفتية اللذين "آمنوا بربهم"..حسب ما ورد في أول بيان بعثي بعد إعلان جمهورية الكويت؟!!..
فيا لكهفك يا شعبي..
والى كم تثاقلت عليك الأعباء،حتى تشابه البقر على وكالات الأنباء؟..
وما أفجع من يسمع ويرى،كلّ هذه الأحداث والأخبار ولا يسأل..فلا عاصم من الأسئلة،مثلما لا عاصم من فوضى الأمريكان في هذا الآن العراقي الصعب..فإن كان لهم في فوضاهم آية،فما آيتهم؟..
أم لعلّ في إشغال الناس هذه الأيام سؤالاً عن عدد المسرحين عن التهمة وعدتهم،ما يلهي السائلين عن عدد وعدّة أخرى في زحمة النتائج الانتخابية وصخب أيامنا القادمة؟..
ولِمَ يفرج عن مثل هؤلاء الآن،ألكي يضيع دم الإفراج عنهم بين حكومة تمشية الأمور والحكومة القادمة؟..
وإذا كانت تمشية الأمور وزاريا في مرحلة التداول القادمة أمرا واجبا،فهل أخذت جمعيتنا الوطنية عطلتها حتى موعد تشكيل مجلس النواب الجديد؟..إلا نحتاجهم حتى آخر لحظة؟..أليس الأجدر بهم ترك أسئلة للقادمين بعدهم لعلّ ثمة من يكتنز لنا جوابا فيريح الناس؟..
أسئلة مربكة تتراكم،وتتربى في أوجاعنا العراقية، نحملها كرها، ووهنا على وهن، حتى تتفجر على ألسنتنا آناً بعد آن،فنقولها في طريق البحث عن الحقيقة؛لأنها أعزّ من الأمريكان.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن شكسبير ومحاكمة صدام والصحافة
- أرقام القوائم الانتخابية والقرآن
- أمتعة المُخرِج
- !ألف دولار للقاضي الكردي
- !شعوبية عروبية
- الشاعر حيث أتى
- !أنصالح من يطالح؟
- أفلام قمعٍ تعرض لأول مرّة
- وكم ذا بمصر من المضحكات
- مصرع القاسم..المشترك
- منامات عربية
- قد أُوتِيتَ سُؤْلَكَ ياموسى
- ! أحسنتَ إلى العصفور سيدي الرئيس
- كراج النهضة
- !ما لهذا الدستور ينسى تلكم الكبيرة
- هام..تحذير من اغتيال سفير
- خيانة المثقفين
- السيد الجعفري.. قل الثقافة، وانسَ الرمح
- !سجين أخطر من الديكتاتور نفسه؟
- تأخير العدالة؛ظلم آخر..لو تعلمون


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي شايع - الحقيقة أعزّ من الأمريكان