بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 5314 - 2016 / 10 / 14 - 01:26
المحور:
القضية الكردية
بير رستم (أحمد مصطفى)
للأسف وبعد كل هذا الدمار والمجازر ما زال النظام وأزلامه يفكرون بنفس العقلية السابقة حيث وفي إتصال مع قناة رووداو يصف محافظ الحسكة، محمد زعال العلي، مسألة التعليم باللغة الكوردية في مدراس المحافظة بـ "المؤامرة الكبرى ضد الشعب الكوردي، ومحاولة زرع الفتنة بين مكونات المجتمع". ويضيف العلي متسائلاً، "هل هم يريدون أن يحولوا جيل من أبناء الحسكة إلى مجرمين في المستقبل؟ أين سيذهبون بهؤلاء الأطفال؟".
إننا لن ندخل في حيثيات المرحلة وحقوق شعبنا وأبنائنا بالتعلم بلغتهم الأم كإحدى الحقوق الأساسية للإنسان والتي أقرتها الشرعية الدولية، بل سوف نتساءل ببراءة من هذا الفطحل البعثي العروبي؛ وما علاقة التدريس باللغة الكوردية بـ"تحويل جيل من أبناء الحسكة إلى مجرمين" وذلك دون أن نتطرق لإجرامهم قديماً وحديثاً والتي فاقت جرائم كل الأنظمة والديكتاتوريات السابقة كالنظام الألماني النازي أو السوفيتي الستاليني.
إن خطاب المحافظ ليس خارج السياق، بل هو يمثل العقلية الشوفينية للمدرسة البعثية العروبية _بالأحرى لثقافة المنطقة عموماً وبمختلف التيارات والمكونات المجتمعية وللأسف_ ولذلك فإن قضية التعايش مع هكذا ثقافة ألغائية أقصائية يعتبر ضرب من الخيال والعبث حيث سوريا تعيش حالة تدمير ممنهج من قيل كل الأطراف المتصارعة "النظام والمعارضة" وما زال الكل يرفض الإقرار بحق شعبنا في الحياة الحرة الكريمة.
بإختصار شديد؛ إن خطاب كل من "النظام والمعارضة" السورية بخصوص القضية الكوردية متوافق تماماً حيث يمكن لهما أن يختلفا في كل شيء، إلا في المسألة الكوردية فإنهما يتفقان كلياً وقد رأينا سابقاً مواقف رموز ما تسمى المعارضة السورية وكذلك فإن النظام معروف بسياساته العنصرية الشوفينية بحق قضيتنا وشعبنا وبالتالي فأي مراهنة من الأطراف الكوردية على أحد الفريقين يعتبر حماقة سياسية.
وهكذا فليس أمام شعبنا إلا تحقيق المزيد من المكاسب على الأرض ودون إنتظار موافقة أي من الطرفين حيث الحقوق تأخذ بالقوة .. والتاريخ يكتبه المنتصرون!!
#بير_رستم (هاشتاغ)
Pir_Rustem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟