أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عباس علي العلي - قتل الطفولة وتجريم المجتمع.














المزيد.....

قتل الطفولة وتجريم المجتمع.


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5314 - 2016 / 10 / 14 - 00:48
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


قتل الطفولة وتجريم المجتمع.

من الظواهر الخطيرة جدا والملفتة بالسنوات الاخيرة هي إساءة البعض وتحت عناوين زائفة للقيم الإنسانية المشتركة والتي أهمها حفظ الطفولة من التعرض للعنف والقسوة، وهو من ضمن حقوق الطفل الأساسية كما اقرتها الشرائع الدينية والدنيوية، والغريب أن الدولة العراقية وانا معني ساكته وتحت تأثير الخضوع للشارع وعجزها عن المعالجة ليس نقصا في الموارد والتقنيات والقوانين، ولكن بتملقها وإنشغالها بالتنازع المناكفات الجانية شجعت بسلبية الموقف على أن يتم التمادي في الأعتداء على جذر المجتمع الإنساني وهو الطفل.
من المتعارف أجتماعيا وقانونيا أن الدولة ككيان يمثل قيم وتوجهات وفلسفات تقود بأداء واجبها الأساس على حفظ الحقوق وصيانتها من التعدي الداخلي والخارجي، ومنها حق الطفل أولا لما يمثله من أساسية مهمة بحفظ المجتمع والنوع الإنساني، وعليها والحال هذا إن كانت تحترم مسماها الوظيفي هذا أن تشرع متشددة في معالجاتها القانونية والاجتماعية تجريم هذا الأعتداء وأعتباره موجه لروح المجتمع أولا وأعتداء على القيم الضامنة للمستقبل، وعليها أن تفعل كل التشريعات النافذة لمواجهة الانتهاكات المنظمة ضد الطفولة وفرض تطبيقها من خلال أشاعة ثقافة الأحترام الضروري لهذه الفئة الأجتماعية، سواء في الانتهاكات التي تجري عليهم في داخل العائلة أو في خارجها وتحت أي ذريعة دينية أو أقتصادية أو نتيجة للظرف السياسي المضطرب مستعينة بتجارب الأخرين وبمساعدة المنظمات الدولية المتخصصة.
وفي غياب معالجات حضارية وإنسانية عملية لصيانة مجتمع يتعرض للإبادة والتشظي والتهميش، أرى أن من الواجب الضروري والمحتم الآن هو التوجه الكامل لكل القوى المدنية والثقافية والإنسانية الأكاديمية، للتنبيه من خطورة ما يجري على الأرض أولا من أنتهاكات فضيعة، وتحميل كل من يكون مسئول قانونيا وأخلاقيا على أن يتحرك ضمن الأطار الوظيفي المخصص له لمواجهة كارثة أجتماعية متوقعة، وعلى السلطة السياسية والتشريعية والقضائية هي الأخرى بأعتبارها الحارس والقيم على الموضوع الإنساني والأجتماعي أن تتحرك بسرعة وبمهنية جادة لمواجهة أنتهاكات الطفولة بكل جدية وأهتمام، فالمجتمع التي تنتهك فيها حقوق من لا يستطيع أن يدافع بنفسه عن حقه مجتمع جريمة منظمة بلا شك.
إن ترك الطفولة في مهب ريح عاصفة تنخر في شخصية رجل المستقبل وتعده وفقا لتفاعلات الجريمة لأن يكون في المستقبل القريب حدثا جانحا ثم مجرما محترفا إن لم ننتبه إلى أهمية المعالجات الواقعية وندق جرس الإنذار من الآن، وحتى لو تمض الأمور بهذه الحدة مجرد ترك الطفل يتعرض لهذه القسوة ، فإننا نفتح له الأبواب المشرعة ليكون سلبيا ولا إنسانيا في تعامله مع الذات ومع الأخر، لأن ترسبات الطفولة في الوعي العميق ستظهر من حيث لا يعلم، فيتحول إلى كاره للمجتمع ومنتقم لما عانى في طفولته أو عايش أحداث أقحم بمشاهدتها ومعايشتها دون إرادة.
وحتى داخل الأسرة هناك الكثير من العنف الأسري والثقافي الموجه والمقنن الذي يستهدف الطفولة في الوقت الذي لا تسمح المجتمعات المصدرة لهذه البرامج والفعاليات الثقافية أن تعرض على أطفالها، فمن خلال مشاهدة برامج التلفزيون أو الأطلاع على وسائل الأتصال والتواصل الحديثة التي تزرع العنف والسلبية والتطرف وحتى الإباحية في عقول النشيء إنما يكمن الهدف الأساس من التخريب العقلي المستهدف، دون أن ينتبه المسئول الأسروي والتربوي عما يدور في عالم الطفولة من تأثيرات عميقة وحازمة في الوعي العميق والذاكرة البعيدة التي هي مصدر لصناعة السلوك الإنساني في مراحل لاحقة، وما يتركه هذا التخريب الحسي السلوكي من بصمات مخربة وخادشة للبراءة ستكون بكل تأكيد محرفة للسلوك الطبيعي المستهدف.
إن حفظ الطفولة وصيانة مشروع المستقبل لا يتم عبر أطلاق الأمنيات المجردة من منهج وبيئة، وتشريع لا يحترم ولا يطبق إلا في حالات اللجوء الفردي للقضاء، بل على المجتمع أن يعي مسألة مهمة وهي أن الأعتداء الموجه ضد الطفل وتحت أي يافطة أو تبرير هو هدم وتخريب في أسس ونمطية نظام المجتمع، مما يعني تحويل هذه الجريمة من أطارها الفردي إلى كونها جريمة ضد المجتمع ومن الجرائم التي تحارب الإنسانية، وهنا يكون من حق أي فرد أجتماعي وإن لم يكن متضررا أو ممن تمسه الجريمة بأثر له الحق في اللجوء للقضاء وبكل الوسائل، وعند تخلف السلطة الأدارية والحكومية من ممارسة دورها في طلب تطبيق القانون ضد منتهكي ومرتكبي جرائم الماسة بالأمن الأجتماعي أو ضد الإنسانية وفي كل الأوقات وفي جميع الحالات.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وما ذا بعد؟
- في ذكراه الخالدة “الحسين ينهض من جديد-.
- في رحابة ليلة الحزن السرمد
- جرد حساب فكري _في كتاب الإسلام والماركسية , للكاتب ذياب مهدي ...
- جرد حساب فكري _في كتاب الإسلام والماركسية , للكاتب ذياب مهدي ...
- تقديم وتوطئة ومدخل ضروري لكتاب الماركسية والإسلام _ذياب مهدي ...
- دور المثقف ومعالجة المشكل الأجتماعي
- العراق التاريخي هو عراق اليوم والتجربة لم تنجح في التغيير
- العدل الألهي..... والظلم البشري في تسخير النصوص الدينية المض ...
- التحريف الكهنوتي ومنهج الأستحمار الديني
- أحيوا أمرنا ....ح2
- أحيوا أمرنا ....ح1
- فلسفة الثورة والدين ومنطق الحرية _ح1
- فلسفة الثورة والدين ومنطق الحرية _ح2
- شروط الثورة ومسيرة التجسيد _ ح2
- هذيان عاشق مغرور
- الحاجة للفن حاجة للحرية _ قراءة أنطباعية في لوحات الفنانة ما ...
- هذيان ميت
- شروط الثورة ومسيرة التجسيد _ ح1
- هل كان الحسين مظلوما في ملحمة الثورة وقضية التحرير؟ ح2


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عباس علي العلي - قتل الطفولة وتجريم المجتمع.