ثلاثون عاما سجنا لكاتب كردي عراقي انتقد فساد حكم المليشيات

علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 1414 - 2005 / 12 / 29 - 11:40
المحور: الصحافة والاعلام
    

يبدو أن الأخبار و الحكايات " الديموقراطية " الخارقة الواردة من بلاد ألف ليلة وليلة لا نهاية لها هذه الأيام ، فقد نشر أحد المواقع الإخبارية العراقية على شبكة الانترنيت خبرا مفاده أن حكما بالسجن لمدة ثلاثين عاما قد أصدرته إحدى المحاكم في مدينة "أربيل " بحق الكاتب العراقي الكردي كمال سيد قادر . وذكرت مصادر إعلامية في شمال العراق / كردستان ، أن المحاكمة التي أجريت لهذا الكاتب المعارض لسلطة الميليشيات والذي نشر عددا من المقالات انتقد فها واقع الحال في كردستان وفضح الفساد المالي والإداري والأمني استغرقت ساعة واحدة فقط صدر بها هذا الحكم القاسي والذي يندر مثيله في أبشع الدكتاتوريات .فإذا كان الكاتب يعاقَب بثلاثين عاما سجنا لأنه " تجرأ " وحسب على نشر سلسلة من المقالات فأي حكم ستصدره المحاكم المليشياوية ضد مَن يحرض الناس على الإطاحة بها وتحرير الناس من أجواء الرعب والقمع والفساد التي تتسبب فيها ؟
لقد اعتقل الكاتب كمال سيد قادر – كما يقول الخبر – بأوامر شخصية مباشرة من السيد مسرور البرزاني ابن مسعود البرزاني ( والذي يلقبه بعض الظرفاء في أربيل بـ "كاك عدي " تشبيها له بابن الدكتاتور صدام حسين ) والذي يعتبر المسؤول الأول عن أجهزة الأمن التابعة للحزب الديموقراطي الكردستاني وقد قام هذا السيد بمناورة تفتقر إلى النزاهة والإنصاف حيث تنازل عن عرشه الأمني مؤقتا وأقام دعوى قضائية ضد الكاتب سيد قادر بصفته مواطنا عاديا واتهمه التشهير والافتراء وكأن مدينة أربيل تفتقر إلى " المواطنين البسطاء " والمشاكل التي تطحن الناس .
إن الدعوة ملحة وعاجلة لإطلاق حملة تضامن مع الزميل الكاتب السجين تهدف إلى إطلاق سراحه من زنزانات المليشيات فورا ودون قيد أو شرط ..
وأود هنا أن أنوه بالبيان الذي أصدرته جمعية " كتاب بلا حدود "التي تعرف نفسها على أنها ( مؤسسة ثقافية مدنية ، تعنى بشؤون وحقوق الكُتّاب ) تضامنا مع الكاتب السجين واعتبرت الحكم الصادر بحقه حكما جائرا وغير قانوني ولكنني أسجل في الوقت نفسه تحفظي الشخصي على دعوة هذا البيان إلى إجراء ما أسمته ( محكمة عادلة مستقلة للكاتب تتوفر فيها الشروط القانونية والمعايير الدولية المتبعة في أصول المحاكمات ) على اعتبارٍ أساسٍ مفاده أن الكاتب سيد قادر لم يرتكب ما يستوجب تقديمه للمحاكمة أصلا ، فهو لم يفعل سوى ممارسة حقوقه الدستورية والإنسانية وتنفيذ خياراته كمثقف وكاتب ولهذا كله كان من الصحيح والأكثر دقة مطالبة سلطات الميليشيات التي تسيطر على المدينة بإطلاق سراح الكاتب السجين وإلغاء الحكم المضحك وشديد القسوة الصادر بحقه بدلا من تقديمه مجددا إلى محكمة جديدة .
لسنا مستعدين لسماع تبريرات وهذيانات أمراء الحروب و" أسطوات " المليشيات العميلة للاحتلال سواء كانت طائفية أو عرقية كما لم يعد شعبنا مستعدا لتحمل نسخ جديدة من الجلاوزة والمستبدين المستقوين بالغزاة الأجانب بعد أن تخلص وبثمن باهظ من جلاوزة وجلادي النظام الصدامي ..
ولكل ما تقدم ، أدعو جميع الزملاء الكتاب – عراقيين وغير عراقيين - وبصفتي الشخصية ككاتب عراقي ، للتضامن الفوري والصادق والشجاع مع الكاتب السجين كمال سيد قادر رغم إنني لم أتشرف بمعرفته شخصيا ولا أعرف اتجاهه السياسي أو الفكري ..
فليكن اتجاهه السياسي وفكره ما يكونان ، فذلك أمر يخصه هو وليس أحد سواه ، كما أن حقه في حرية التعبير والكتابة والنقد هو جزء من حريته المقدسة كإنسان ولهذا السبب دون سواه أكرر الدعوة للتضامن مع الكاتب السجين ولتكن هذه المناسبة منطلقا لصرخة احتجاج وإدانة للممارسات الاستبدادية التي يقوم بها "أشقياء " المليشيات المحلية الجهلة من طائفيين وشوفينيين ..
الحرية للكاتب العراقي الكردي كمال سيد قادر ..

#علاء_اللامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات