أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مولاي عبد الحكيم الزاوي - في ماهية النقد التاريخي (الجزء الأول)














المزيد.....

في ماهية النقد التاريخي (الجزء الأول)


مولاي عبد الحكيم الزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5312 - 2016 / 10 / 12 - 23:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


رافق مسيرة "النقد التاريخي" طفرات نوعية ضمن عملية التفكير التاريخي، وشكل مادة دسمة لعدة باحثين من ذوي تخصصات مختلفة، لبناء أسس علمية التاريخ، كمبحث نظري ينبني على قواعد مضبوطة، تقطع الطريق على الهواة، وتنقله إلى "الصناعة" أو "الحرفة" أو "المهنة"، في محاولة لتحصين المعرفة التاريخية، كما أثار ويثير "موضوع النقد التاريخي" جلبة قوية داخل دائرة اشتغال المؤرخين ونظرائهم من علوم مجاورة، كموضوع على درجة عالية من التعقيد والتشبيك، يستدعي حفرا عميقا من أجل تقريب منهج المؤرخين إلى عموم القراء.
فداخل بنية العالم الاسلامي، صرفت الصراعات السياسية والمذهبية خلال القرن الثاني الهجري اهتمام المحدثين بممارسة النقد التاريخي للروايات، من خلال تدوين وتوثيق الأحاديث استنادا على قواعد الجرح والتعديل، لتمييز الأخبار الصادرة عن الرسول، الصحيح منها والمردود... فارتبط منهج النقد التاريخي في الكتابة التاريخية الاسلامية بالعلوم الدينية، وانصهر النقد في جبة علماء الحديث. وحضي إسهام ابن خلدون في موضوع النقد التاريخي بأهمية خاصة من لدن المؤرخين، لكونه حاول ربط منهج الكتابة التاريخية بطبائع العمران البشري وبقواعد السياسة والعلم كمقياس لتمحيص الروايات التاريخية.
وغير بعيد عن دائرة الكتابة التاريخية الإسلامية، أرست مدرسة القديس سانت مور بأروبا في عصر النهضة علم "نقد الوثائق"، وجعلت من المؤرخ الإنسي متقفيا عن الآثار التي تمكنه من مقارعة خصومه الدينين، في سياق الصراع بين الكاتوليكية والبروتستنانية، الذي فرض العودة الى قراءة التراث الاغريقي والروماني، قراءة إنسية.
ويبقى كتاب مدخل الى الدراسات التاريخية الذي أنجزه كل من فيكتور لانغلوا وشارل سينوبوس خلال القرن التاسع عشر محوريا في تأسيس أسس النقد التاريخي، وضبط مهنة المؤرخ عبر ممارسة النقد الخارجي والداخلي من خلال الاهتمام بالوثيقة المكتوبة، وبالحدث الذي يماثل التجربة عند علماء الطبيعيات، ونقل التاريخ إلى دائرة العلوم من خلال الاهتمام بتدوين الملاحظات والهوامش والبيبليوغرافيا، وأخيرا معاداة لجوء المؤرخ الى الحدس والى نحث المفاهيم ، وتحرره من كل الانتماءات السياسية والثقافية والدينية والقومية.
سيتواصل هذا النقاش الصاخب في عشرينيات القرن الماضي مع بروز مدرسة الحوليات الفرنسية، التي انتفضت على مبادئ التاريخ الوضعاني، فأهملت الحدث لفائدة البنيات، وطردت الافراد لفائدة المجتمع، وعادت بالمهمشين الى دائرة الضوء، وقربت التاريخ من العلوم الانسانية، وتظهر ملامح هذه الثورة المنهجية من خلال دعوة الحوليات إلى كتابة تاريخ اشكالي من دون أن يكون آليا بعبارة جاك لوغوف، وبالاهتمام بشخصية المؤرخ وبالمصادر غير المكتوبة التي تدخل المؤرخ في تناهج مع العلوم الانسانية.( يتبع).



#مولاي_عبد_الحكيم_الزاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخة ضمير
- سدنة الميكيافيلية الجديدة
- قراءة في كتاب -المخزن في الثقافة السياسية المغربية-
- تدريس التاريخ بالمدرسة المغربية.
- قصيدة: -رحيل في درى الذلقراطية-
- التفكير التاريخي وتعلم التاريخ La pensée historienne et l’ap ...
- جاك بيرك والحلم المغاربي المجهض
- المجتمع المدني والبيئة بين التباسات التنظير واكراهات سوسيولو ...
- البيوغرافيا السوسيولولجية بالمغرب: مداخل أولية
- أسئلة التاريخ القروي بالمغرب: من السوسيولوجيا الكولونيالية ن ...
- عقلانية التشاؤم وتفاؤل الإرادة
- قصيدة: اختفاء واقع
- قصيدة: رحيل في ذرى الديموقراطية
- قصيدة: نظاميتي فوضويتي
- في الحاجة الى الانتربولوجيا التاريخية
- نفسانية التواكل


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مولاي عبد الحكيم الزاوي - في ماهية النقد التاريخي (الجزء الأول)