أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جان كورد - حكام دمشق...إلى أين المفر؟















المزيد.....

حكام دمشق...إلى أين المفر؟


جان كورد

الحوار المتمدن-العدد: 1413 - 2005 / 12 / 28 - 10:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بات القاصي والداني يدرك أن ليس أمام النظام القائم في دمشق مجال واسع للمناورة والمغامرة والتخلص من سلة الاتهامات الموجهة إليه، من عدة جهات دولية واقليمية، سواء فيما يخص قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الشهيد رفيق الحريري، أو إفساح المجال أمام البعثيين العراقيين ومن والاهم من أعداء أمريكا للتوغل عبر سوريا إلى العراق والقيام هناك بقطع الرقاب وقصف البترول وتفجير المساجد وخطف الصحافيين وسائقي الشاحنات وحتى الباحثين عن الآثار والذين يخدمون المخيمات والأحياء الفقيرة متطوعين وأعضاء في منظمات إنسانية، أو فيما يتعلق بجعل سوريا جسرا لوجستيا بين إيران التي يسعى رئيسها باستمرار لتسخين الأجواء بتصريحاته النارية وبين أتباع وأنصارها في لبنان، وبخاصة حزب الله...

ويعلم العالم والجاهل أيضا أن أقصى ما يصبو ويطمح إليه النظام البعثي السوري اليوم هو "تحسين" علاقاته بالادارة الأمريكية مهما كان الثمن باهظا. إذا فلماذا كل هذا الهراء الإعلامي – السياسي المباشر عبر الأقنية السورية الرسمية وغير الرسمية وعن طريق مرتزقة النظام ، وبخاصة المندسين منهم في صفوف المعارضة الوطنية الديموقراطية وما حولها؟ .. وأقصد هذا الطنين المستمر عن كون سوريا آخر القلاع البطولية المقاومة للعدوان والاستعمار والامبريالية والصهيونية في المنطقة...

لم تعد تنفع سائر أشكال المناورة والتفنن في الابقاء على أحجار الدومينو، بعد أن سقط أولها بالانسحاب القسري والسريع للقوات السورية من كافة الأراضي اللبنانية ، وما تلى ذلك تحصيل حاصل لما أفرزته السياسة الخارجية السورية من أورام وما نشرته الماكينة الإعلامية السورية من أوهام، منذ انعقاد آخر مؤتمر لحزب البعث السوري في دمشق.
فماذا نفهم من "تحسن" علاقات النظام السوري بالإدارة الأمريكية حقا، دون أن يلبي جميع طلباتها المدونة وغير المدونة؟ ألن تتساءل المعارضة السورية : "إذا لماذا كل هذه المسرحيات الهزلية التي جلبت لسوريا في النهاية (3) قرارات مشينة ومهينة من مجلس الأمن الدولي وأدخلت البلاد في نفق خطير المسالك، ولماذا هذا السير على حافة الهاوية طوال السنتين الماضيتين؟!....
ومن الطبيعي جدا أن يستثمر المعارضون الديموقراطيون وغير الديموقراطيين مسلسل الأخطاء الكبيرة والصغيرة لاقناع الشعب السوري وشعوب العالم أجمع بأن هذا النظام لايكترث بالمصالح العليا للبلاد وانما يهمه فقط البقاء على كرسي السلطة، حتى ولو اقتضى ذلك القيام بتعذيب مواطنيه تعذيبا وحشيا بالنيابة عن غيره، ولذا فإنه لايستحق البقاء كسيف مسلط على رقاب الشعب وكبائع للوطن بالتقسيط.

لايخفى أن بعض فصائل المعارضة السورية كان حتى فترة وجيزة مرتبكا بسبب السياسة المضطربة للنظام وكان مترددا في اقامة أية علاقات خارجية، بل منهم من كان يمتنع حتى عن الاتصال واللقاء بمعارضين في خارج البلاد حتى لايغضبوا النظام الذي لايرحم، ولكن هذا البعض، وبخاصة بعد اعتقال الدكتور كمال اللبواني على أثر عودته من الولايات المتحدة الأمريكية، صارا يعلن جهارا بأن الوقت قد حان للقيام بخطوات أكثرجرأة وأكثر وضوحا في هذا المجال دون اكتراث بما قد تثيره هذه الخطوات باتجاه العالم الخارجي من زوابع سورية ورد فعل قوي من النظام. ويبدو أن أمريكا التي يصفها النظام ب"رأس حربة الغرب الامبريالي – الصهيوني" لم تعد الكينغ كونغ الذي يصوره النظام باستمرار ويصف كل من يتجرأ على الجلوس مع مؤسساتها الديموقراطية والسياسية أو حتى المهتمة بحقوق البشر بأنه "مستقو بالأجنبي" و"عامل على تغيير الدستور والتآمر على الوطن والمساومة في القضية العربية من خلال اقامة علاقات بالقوى الأجنبية." فإذا كان هدف النظام كما أسلفنا هو "تحسين" العلاقات بالادارة الأمريكية فلماذا لاتتحمل المعارضة أيضا جزءا من تلك المهام الشاقة؟ أو لم يطلب النظام من المعارضة دائما أن تكون في ظله ورفيق دربه ومقتفي آثاره؟...
أما إذا كان هدف النظام المناورة في حلبة ضيقة للغاية ويطمح من وراء ذلك إلى "تسخين" الأجواء ومحاربة أمريكا كما يفعله رأس النظام الايراني الحليف لسوريا الآن، فمن الطبيعي أن نسأل كسوريين يهمهم أمر بلادهم، كما يهمهم أن لاتتحطم بلادهم على رؤوسهم :"على من يعتمد في ذلك ؟ على إيران أم على الدول العربية أم على الروس والصينيين؟ أم على الشعب السوري؟..." ولندع الشعب السوري حقا فهو غير مستعد لأن يكون قربانا للنظام والمستقبل سيؤكد لنا ذلك...

هنا لابد وأن نذكر النظام الذي لايملك أسباب القوة أن يتذكر النظام البعثي العراقي "الشقيق" الذي راهن على المنظمات الفلسطينية وعلى الشارع العربي وانخدع بالعديد من الدول والقوى والمنظمات "الصديقة" التي وعدته ب"الدعم التام في مواجهة العدوان الأمريكي – الصهيوني" ، وقلبت له ظهر المجن عندما أزفت الساعة.
وهكذا نجد أنفسنا أمام أمرين أحلاهما مر:
- فإما أن يتراجع حكام دمشق عن عنجهيتهم "الثورية" هذه ويتخلوا عن دورهم المزعوم كحماة للأمة العربية ومبادئها وقضاياها المصيرية، وهم في الحقيقة يدفعون بقارب العروبة في اتجاه خطير وخاطىء وتصوراتهم لها قاصرة ومتناقضة، ويكشفوا عن حقيقة تبعيتهم وارتباطاتهم الدولية والاقليمية.... ويقبلوا عيون بوش وبلير وينسوا أيام الجفاء هذه...
- وإما أن تدفعهم حالة الحصار الميئوس منه، والذي لاخروج لهم منه إلا مدحورين مذعورين، وقد أسقط في أيديهم، فيفجروا حزامهم الموثوق على خاصرتهم ليتخلصوا بذلك من ورطتهم وحكمهم والنقد الموجه إليهم من أطراف عديدة...

وبرأيي أن ليس أمام السوريين الذين آلمهم ما يجري في بلادهم اليوم لتجاوز هذه المرحلة سوى طريق واحد :

ألا وهو أن تتحرك المعارضة الديموقراطية والوطنية السورية لتشكيل مؤسسات بديلة للنظام تلفت أنظار العالم وشعوب المنطقة وحلفاء النظام أيضا إلى أن السوريين مختلفون مع النظام وعاملون على تغييره وهم جادون في ذلك وقد شرعوا في القيام بعمل ملموس وليس مجرد إصدار الاحتجاج والتظاهر والدخول في حوارات تخرج في النهاية ببيانات عتاب....



#جان_كورد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلان مابعد إعلان دمشق ...
- الديمقراطية والاصلاح السياسي في العالم العربي
- الإدارة الأمريكية وترويض الأسود
- عبد الباري عطوان في هيستيريا وهذيان
- ماذا تريد المعارضة السورية حقا؟
- يسار هارب ويمين غير موجود
- إسماعيل عمر في محل الأواني الخزفية
- حول العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
- حول رسالة منظمات الأحزاب الكوردية في ألمانيا للسيد جورج دبلي ...
- حول اجتثاث البعث وتطهير العراق منهم
- هل نخون الانتفاضة وشهداءها؟!
- نجاح الانتخابات العراقية انتصار آخر لجورج دبليو بوش
- كوردستان العراق بين الخطوط الحمراء والضوء الأخضر
- الطريق الصعب للديموقراطية في سوريا وسياسة القلب المفتوح
- ما هكذا تورد الإبل يا أستاذ بيانوني
- أعداء الديموقراطية: أنصار الدكتاتورية
- نحن بحاجة إلى عملية -تكريد- شاملة
- عملية الاغتيال في سورية تزيل هيبة البعث الحاكم
- مهزلة الإعلام الكردي الانترنتي
- قضيتنا المركزية هي قضية كوردستان


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جان كورد - حكام دمشق...إلى أين المفر؟