بشير الحامدي
الحوار المتمدن-العدد: 5310 - 2016 / 10 / 10 - 23:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لماذا يجب تعميم تجربة جمنة [1]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعميم تجربة جمنة ستكون هي وحدها الإمكانية الكفيلة بحمايتها من أنياب مافيات رأس المال وبيروقراطية دولة اللصوص. حيتان القرش الكبيرة الممسكة بشرايين الاقتصاد وبدواليب الدولة سيجدون ألف طريقة وطريقة لمحاصرة التجربة وتجفيف منابعها وخنقها لو بقيت معزولة. في الأرجنتين في التسعينات واجه الخدامة والمعطلون الذين استولوا على عديد المعامل والمصانع وقاموا بإدارتها وتسييرها ذاتيا حصار الكارتيلات الاقتصادية الرأسمالية عبر حرب استنزاف كبيرة ضدهم انتهت بإغراق مشاريع التسيير الذاتي الاقتصادية في عجز وعدم قدرة على الإنتاج والترويج انتهى بضمور هذه المشاريع ثم باضمحلالها. مثال الأرجنتين مثال يؤكد أن مافيات رأس المال سوف لن يتركوا تجربة جمنة تتطور وتنافس وتشعّ وستجد المافيا ألف طريقة وطريقة لمحاصرة التجربة وخنقها.
تجربة جمنة أعادت المعركة إلى قاعدتها الطبقية معركة الأغلبية المجردة من ثرواتها ضد الأقلية الفاسدة المستولية على هذه الثروات تحت عناوين متعددة ولأنها يجب أن تتواصل وتستمر وتنجح يجب أن تعمم وتنتشر .
هذا هو التحدي الأكبر الذي تواجهه تجربة جمنة.
هذا هو التحدي الأكبر لمواصلة المقاومة على قاعدة مهام 17 ديسمبر الثوري.
ليس هناك من خيار آخر أمام الجماهير في حربها الدائمة مع نظام رأس المال ومافياته سوى الانتظام الذاتي والاستقلال تنظيميا وسياسيا عن النظام و أجهزته من أجل تحيق مهام ملموسة عبر الإدارة والتسيير الذاتيين لتحقيق السيادة على القرار والثروات والموارد والتخطيط .
هذه هي معركتنا أمس واليوم وغدا.
التسيير الذاتي بديل الفوضى الرأسمالية
التسيير الذاتي بديل الإدارة البيروقراطية
التسيير الذاتي بديل السلطة الفاسدة
ــــــــــــــــــ
[1]ضيعة نخيل في الجنوب التونسي تمكن العاملون فيها من استردادها من متسوغها سنة 2011 وانطلقوا في تسييرها ذاتيا عبر جمعية كونوها للغرض وهي تشغل حاليا 130 عاملا وقد حققوا منذ العام الأول في إدارة عملية إنتاجها أرباحا كبيرة استثمروها في تنمية الجهة وفي تحسين عملية الإنتاج وتواجه التجربة حاليا حصارا من الحكومة لإعادة بسط نفوذها عليها بوصفها كما تدّعي "ملكا للدولة"
ــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
10 أكتوبر 2016
#بشير_الحامدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟