أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - الأستاذ المسعودي - هرمينوطيقا النص القانوني ، محاولة لهزم أسطورة الفراغ الدستوري...!














المزيد.....

هرمينوطيقا النص القانوني ، محاولة لهزم أسطورة الفراغ الدستوري...!


الأستاذ المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 5310 - 2016 / 10 / 10 - 22:05
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


هرمينوطيقا النص القانوني
محاولة لهزم أسطورة الفراغ الدستوري.

في كتابه الأهم "أخد الحقوق مأخد الجد" ،يطرح الفيلسوف التشريعي رونالد دوركين مسألة التأويل للنصوص القانونية ،انطلاقا من مناقشته الصارمة و الدقيقة للقضايا الصعبة في الممارسة القانونية، فكثيرا ما نواجه قضايا غاية في الصعوبة عندما لا يبدو أي من الاتجاهات المستخلصة من القوانين يتضمن قاعدة يمكن أن تنطبق على الواقعة ، بلغة كانط فإن القضايا الصعبة غالبا ما تشكل اختبارا للحكم التأملي ،لهذا و من أجل هزيمة النظرية الوضعية التي دافع عنها هارت يقترح دوركين مقاربة هرمينوطيقية من أجل التصدي لغموض النصوص القانونية غير القابلة للاختزال ،لهذا فإن معنى النص الدستوري حسب دوركين إن كان له معنى ، يتعين أن يبحث عنه في النص في ارتباطه مع باقي النصوص الأخرى التي تشكل وحدة المعنى في الوثيقة الدستورية ،و ليس في إرادة المشرع ،أو الزعم بأن هناك فراغ دستوري ،فأشد القوانين وضوحا لها بنية مفتوحة تقبل تأويلات متعددة،لهذا فإن الأطروحة التي تدعي - بأن تأويل النص الدستوري و الخروج عن منطوقه يفتح الباب أمام عدة قراءات ،مما يسقطنا في بدائل قد تكون تحكمية بمعنى خارج القانون، و هو الأمر الذي يجعل من المؤول يتقمص وظيفة المشرع الدستوري و يتطاول على اختصاصاته ، مما يجعل أيضا من عملية الاستناد على السوابق و الإعراف الدستورية في تأويل النص الدستوري يفتح الباب على المجهول- ،هي أطروحة متجاوزة منطقيا وواقعيا و الذين يدافعون عنها ينقصهم الحس التاريخي ، و تعوزهم الكفاءة و القدرة على التمييز في القانون بين المبادىء و القواعد ،فالوثيقة الدستورية باعتبارها مجموعة من المبادىء و القواعد، غالبا ما تصاغ بلغة مقتضبة و موجزة و فيها الكثير من العموميات ،و هي في ذلك تبتعد عن التحديد و التوضيح، لهذا ينبغي بالضرورة لاستخراج الحكم الدستوري اللجوء إلى التأويل، لكن أي نوع من التأويل؟ هنا يثير دوركين مسالة التماسك المنطقي بين المقدمات والنتائج في النص القانوني ،وهو بذلك يصور التأويل بوصفه نوعا من الاستدلال المنطقي ،حيث يمكن للقياس المنطقي أن يختزل ببساطة إلي طريقة مباشرة لتصنيف قضية وإدخالها تحت قاعدة ما تسمى قاعدة ’التوافق‘ حسب دوركين، غير أن تطبيق قاعدة ما، هو في الواقع عملية معقدة حيث يشرط تأويل الوقائع وتأويل القاعدة كل منهما الآخر بشكل متبادل، قبل الانتهاء للصيغة التي يقال وفقها إن هذه الوقائع تدخل ضمن نفوذ هذه القاعدة . إن الوصف الدقيق للوقائع في ’القضية‘ وليس فقط تقويمها هي موضوع جدالات قانونية عديدة، حيث يتطابق مرة أخرى / تأويل القاعدة وتأويل الوقائع، هنا أيضا من المشروع أن نشير إلي دوركين حينما يكرر بشكل تأكيدي أن الوقائع في قضية ليست وقائع فظة ولكنها مشحونة بالمعني لذلك تؤول، غير أن ما من شىء أكثر قابلية للتحدى من توسل قصد المشرع لفهم النص القانوني في الوثيقة الدستورية ،لهذا فنحن في حاجة الى فقهاء لهم القدرة و الكفاءة لتجاوز هذا المأزق التشريعي ، و لكن هل نحن لدينا من الفقهاء أمثال دوركين الأمريكي، و ألكسي الألماني ،،،؟



#الأستاذ_المسعودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الجامعة العربية تدين استهداف النازحين وعاملي الإغاثة في معسك ...
- اقتحامات واعتقالات وإصابات برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة ا ...
- درب آلام الأسرى الطويل..عندما يُمنع الأسير من الكتاب المُقدّ ...
- المغرب.. عشرات الآلاف يتظاهرون تحت الأمطار تضامنا مع الشعب ا ...
- صحيفة إسرائيلية: حماس توافق على توسيع صفقة الأسرى وانفراجة م ...
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات في الضفة الغربية
- متحركة كأفلام الأطفال الضاحكة
- عشرات الآلاف يتظاهرون في باكستان تضامنا مع فلسطين وتنديدا با ...
- أهالي الأسرى يتظاهرون أمام منزل ديرمر و-عرائض العصيان- تصل ا ...
- اتهامات لنتنياهو بتقويض مفاوضات الأسرى


المزيد.....

- الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق / رابطة المرأة العراقية
- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - الأستاذ المسعودي - هرمينوطيقا النص القانوني ، محاولة لهزم أسطورة الفراغ الدستوري...!