أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مى سعيد - علموا أولادكم الحياة














المزيد.....

علموا أولادكم الحياة


مى سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 5310 - 2016 / 10 / 10 - 03:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يبدو أننا قد وقعنا فى الفخ الأخلاقى الذى نصبه لنا تراثنا و أبنائه من فقه و تفسير و روايات ، تلك المصيدة الإنسانية التى ينتج عنها أضاحى بشرية كل يوم و كل دقيقة ، فالجريمة ليست سكين و قاتل ، الجريمة نص يهب القاتل و سكينه صك الغفران و شرف الجهاد و وعد جنسى و متع لا تفنى مكافأة على القتل و إراقة الدماء ، فالنصوص التراثية و الواقع الفقهى يحشو عقول أولادنا بما تردده داعش و أخواتها فوق رؤوس أضاحيها البشرية ، لذا فعندما نسأل أنفسنا السؤال الأبدى : من المسؤل عن كل هذه الدماء ؟ لن يجيبنا على هذا السؤال سوى أرفف مكتبتنا العربية و ما تحمله من كتب تنأى بكل ما بداخلها من نصوص ، فهل يمكن للدين "الضمير الأنقى للبشرية " الذى يصوغ و يشكل العقل الجمعى أن يبارك قتلاً أو إغتصاباً أو سرقة ، بالطبع لا ، لكن ما علق بالدين عبر قرون قد جعله كذلك بكل تأكيد فصار القتل و الإغتصاب جهاد لنصرة الله ، و لعل هذه الأزمة غير مقتصرة على الدين الإسلامى رغم أن ما حدث للتراث الإسلامى يعد التشويه الأشرس على الإطلاق ، إلا أن التراث المسيحى به ما به أيضاً بالإضافة للتراث اليهودى أيضاً و هو الأقرب للتراث الإسلامى ، لكن ما لفت إنتباهى منذ عدة أيام هو خبر إلغاء تدريس "الدين" فى دولة (("لوكسنبرغ")) تلك الدولة المسيحية الكاثوليكية بأغلبية مطلقة والقريبة من (("الفاتيكان")) فى الموقع و القلب أيضاً حيث تؤثر الكنيسة بشكل كبير فيها على البرلمان و أغلبيته و لكن بأنامل ناعمة دون إعلان ذلك ، فإذا كان الحال السياسى هناك شديد التشابك و التعقيد إلى هذه الدرجة فكيف تسنى إلغاء تدريس الدين فى المدارس إذاً ، كان هذا أول سؤال يخطر ببالى عندما قرأت الخبر، لكن المدهش فى حقيقة الأمر هو كيف بدأ وزير التعليم خطة فصل الدين و تراثه عن التعليم منذ عام 2014 حيث خير الطلاب ما بين دراسته أو دراسة القيم كخطوة أولى للإصلاح مع تنامى بعض الأصوات المنادية بإلغاء دراسة الدين قسرياً لكن فى المقابل كان هناك أصوات أخرى تقول بأن فصل الدين قسرياً ضد حرية الفرد ، لكن مع تنامى موجات الإرهاب عالمياً و شرق أوسطياً متمثلة فى داعش و أخواتها تعالت أصوات المطالبين بإلغاء تدريس الدين المسيحى و الإسلامى على حد سواء و إستبداله بدراسة مادة تعبر عن الحياة و المجتمع و القيم الإنسانية و التى يفتقد إليها الدين بعد العبث التراثى الذى حل به ، الملفت للنظر هو الطريقة التى تم بها الأمر و التى بحسب مصدر الخبر غير قابلة للتراجع هذا لإن صاحب القرار لم يكن مستبداً مثل المستبدين الذين تضج بهم أروقة حكوماتنا و مناصبنا العربية ، لذا فلم يأتى هذا القرار بشكل تعسفى إنما تم عن طريق جمع توقيعات مؤيدة منذ العام 2014 ، فهل يمكننا أن نحلم على ضوء مثل هذا القرار بقرار شبيه تلغى على أثره مادة الدين من مناهج أطفالنا المساكين و التى تنتفخ بالنصوص التراثية و التفاسير المأدلجة و فقه السبى و القتل و بغض الآخر و ما يصدر لهم من قصص لبطولات زائفة لخلافات أكثر زيفاً إدعت كونها إسلامية ، هل نحلم بمادة للأخلاق و الجمال و القيم تمتلئ بالحياة بدلاً من الموت ... فعلى ما يبدو أننا فى حاجة لبضع مئات من السنين حتى نتمكن من إصلاح التراث و الفكر الدينى فهل نطلب الكثير لو حلمنا بحجبها و حجب كل ما بها من ويلات عن أطفالنا ريثما نتمكن من إصلاحها و الذى يواجه بدوره الكثير من الصعوبات كل يوم ... هل هذا كثير ؟



#مى_سعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عفواً أيها القانون انت ناشز


المزيد.....




- مصر.. الإفتاء ترد على فتوى -وجوب الجهاد المسلح ضد إسرائيل-: ...
- حرب غزة تثير خلافا دينيا.. الإفتاء المصرية تحذر من مغامرات غ ...
- تقرير فلسطيني: عشرات المستعمرين يقتحمون المسجد الأقصى
- لابيد: هناك إرهاب يهودي في إسرائيل ونتنياهو يتصرف كزعيم عصاب ...
- تقرير: من بينها كتائب حزب الله.. الفصائل الشيعية في العراق ت ...
- -تهجير الفلسطينيين القسري سيجلب عواقب وخيمة-.. إيهود باراك ي ...
- بسبب عبارة -أنا حضرت اليهود والأرمن هنا-.. تفاعل على فيديو ل ...
- فرنسا: توقيف شابين بشبهة التحضير لهجوم إرهابي أحدهما أعلن مب ...
- -يديعوت أحرونوت- تنشر تقريرا عن ملياردير يهودي جعل العالم يق ...
- -يديعوت أحرونوت- تنشر تقريرا عن ملياردير يهودي جعل العالم يق ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مى سعيد - علموا أولادكم الحياة