أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - المهدي مالك - الاسلام بين التطرف و الوسطية















المزيد.....


الاسلام بين التطرف و الوسطية


المهدي مالك

الحوار المتمدن-العدد: 1413 - 2005 / 12 / 28 - 09:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان الانسان مهما كان يحب مجموعة من الاشياء كاسرته او ثقافته او دينه و الذي هو شيء سامي باعتباره نظام شرعي يدعوا الى الخير و الى قيم الاخلاق و حسن السلوك و العدل و المساواة في الحقوق و الوجبات و ذلكم هو الاسلام الذي نحبه كاحفاد كوسيلة و طارق بن زياد و يوسف بن تاشفين و غيرهم من اجدادنا الكرام.
و الدين الاسلامي كما هو معلوم ولد في مكة المكرمة و التي كانت تعيش تحت ظلال الجاهلية و هذا المصطلح يعني مجموعة من الادبيات كقمع الناس و جعلهم عبيدا يعملون تحت خدمة أسياد قريش و جعلهم يعبدون اصناما لا تضر و لا تنفع و التي تقرر او تقتل من يخرج عن طريقها المتخلف الذي يدعوا الى انكار الخالق الذي خلق الوجود و الانسان و الحيوان و النبات .
و الانسان عندما يتأمل الطبيعة يجد نوعا من المتعة و الرغبة في السفر الى اعماق الخيال و الإبداع و يرى ان مقومات حضارة ما لا تقتصر فقط عن جوانب المادية كالمال و التقدم بمختلف ابعاده بل تشمل هذه المقومات على الجانب الروحي لهذا الانسان الذي يشعر احيانا بانه محتاجا الى ذلك الجانب اكثر من غيره و الذي يعطيه مجموعة من الاشياء مثل راحة البال و الاستقرار في النفس و التي ترغب احيانا ان تسبح في بحورها العديدة و تلك تأملاتي الشخصية كمعاق الذي كان يسافر الى افاق الإحزان و البكاء بسبب انه لا يستطيع المشي و لا التعبير عن مشاعره كأي انسان اخر و أيضا بسبب التخلف و الذي عانى منه و الذي يجعله يسافر الى متاهات العذاب في وقت من اوقات مراهقته و وجد في الجانب الروحي دواءه الشافي لجروحه الكثيرة و الان بفضل الله و ابوايه الكريمين و محيطه يسير نحو ان يكون كاتبا في المستوى .
و نرجع الى موضوعنا الذي اصبح مهما في عصرنا الحالي و خصوصا بعد احداث 11 شتنبر الشهيرة و التي أحدثت مجموعة من المفاهيم الخاطئة حول ديننا الاسلامي مثل انه يدعوا الى التطرف و نبد الاخر و قتل اهل الكتاب و غيرها من تلك المفاهيم و نحن كمسلمين نقرئ كل يوم في الصحف مقالات عن مصطلح التطرف الديني الذي اصبح واقعا خطيرا بالنسبة للامة الاسلامية التي صارت متهمة بانها تدعم الفكر المتطرف و انها ترفض مصطلحات كالديمقراطية و العلمانية باعتبارهما كفرا بالله و بالاسلام الذي يقبل بكل الاجتهادات سياسية كانت ام فكرية ام اصلاحية و الذين جعلوا من الاسلام دين للتطرف و قتل المؤمنين بالديانات السماوية هم لم يفهموا في الواقع رسالة الاسلام الاصلاحي و الديمقراطي.
ان رسالة الاسلام اعترفت بوجود شيئا اسمه التعايش مع اهل الكتاب سواء كانوا يهودا او مسيحيين بل اكثر من ذلك احل الاسلام لنا الزواج من المحصنات من اهل الكتاب و هذا يعد دليلا اضافيا على ان الاسلام دينا للتعايش و ليس دين للانغلاق و نبذ الاخر .
و علينا ان نعترف بوجود بعض المذاهب الاسلامية التي تشجع على التطرف و التكفير كالمذهب الوهابي مع كامل احتراماتي لإخواننا في السعودية الشقيقة و هذا
المذهب المحترم ساهم بشكل كبير في تشجيع التطرف و تكفير بعض المذاهب الاسلامية كالشيعة و المتصوفة في بلادنا و هذا المذهب له افكار متخلفة بخصوص بعض القضايا كقضية المراة التي هي نصف المجتمع و التي ساهمت بشكل كبير في تاريخنا الاسلامي كامنا خديجة زوجة الرسول ص و التي تعتبر اول من امن برسالتنا الاسلامية و وقفت الى جانب الرسول الحبيب ص في نشر دعوته الى اصلاح الارض و واسته و شجعته على مقاومة كفر قريش لما جاء به من الكتاب و الحكيمة حتى ماتت هذه السيدة العظيمة و هناك نماذج لنساء أخريات ساهمتن بدورهن في تلك الفترة مثل سمية ام عامر و التي تعد اول شهيدة في تاريخنا الاسلامي اذن دور المراة لا يقتصر على رعاية الزوج و تربية الابناء بل تشمل ميادين اخرى كالميدان الاجتماعي و السياسي و حتى الفني و طبعا في حدود الشريعة لكن التطرف له وجهة نظر مختلفة و التي تنظر الى المراة بانها شيء مثير للفتنة و الشهوة و عليها ان تبقى في بيتها ترعى زوجها و ابناءها .
و المذهب الوهابي ساهم بشكل كبير في تاسيس تنظيمات ذات ابعاد ايديولوجية و ذات افكار لا ترقى الى انتظارات امتنا الاسلامية و التي تريد ان تدخل الى سجل الامم التي تعيش تحت ظل الديمقراطية و احترام مبادئ حقوق الانسان و التعايش السلمي و نحن كمسلمين اصبحنا نطرح مجموعة من الاسئلة حول هذا التطرف الذي دخل الينا بدون ان يشرح لنا اسبابه التي جعلته يرتكب مجموعة من الاعمال الارهابية باسم الاسلام و التي استهدفت العديد من البلدان الاسلامية كالمغرب الذي هو معروف بانه يسعى دائما الى نصرة الاسلام و قضاياه العادلة و في مقدمة هذه القضايا قضية الفلسطينية و احتلال العراق الشقيق لكن التطرف الاعمى ضرب في يوم 16 ماي 2003 مستهدفا نموذجنا الديمقراطي و الحداثي كدولة اسلامية و ملكها الذي اعطى صورة جديدة للاسلام من خلال اهتمامه بمجموعة من القضايا كتحسين وضعية الاسرة المغربية و الاهتمام بالشان الديني و غيرها.
و ان الخطاب الاسلامي صار كانه يرفض ان يساير العصر و تحدياته مختلفة الابعاد بل انه يفضل الرجوع الى قرون التخلف و عبادة التقاليد البالية و التي تنظر الى الاشياء التي دخلت الينا من باب الغرب بانها كفرا و فجورا و اقول و هذه وجهة نظري الشخصية ان ليس كل ما يدخل الينا من الغرب يعتبر كفرا او فجورا فهناك اشياء مفيدة كالديمقراطية و حقوق الانسان و العلمانية التي ليست ضد الدين او مفهوم الاعتقاد بل هي ضد توظيف الدين لممارسة سياسة القمع على الشعوب و قمع المفكرين من فن الابداع بسبب ان الدين يمنع العقل من التفكير و التامل في حياتنا السياسية او الثقافية او الاجتماعية و الاسلام لم يمنعنا من التفكر في هذه الحياة .
و امتنا الاسلامية اليوم تعاني من فقدان منهجها الوسطي و الاعتدالي بعد انتشار مرض جماعات الاسلام التكفيري و التفجيري و التي جعلت من ديننا الاسلامي مجرد لعبة يلعبها المتطرفون بهدف اقامة دولة اسلاموية كالنموذج الطالباني في افغانستان و الذي اعتبره نظاما لا يرقى الى مستوى المطلب بل انه اعطى أسوء
صور عن الاسلام المتخلف و جعله لا يمشي الى الامام كانه يخاف ان يدخل الى عصر التقدم و التجديد في تقاليدنا البالية التي تقمع القلم من الكتابة و التعبير عن افكارنا كجيل النهضة من اجل بناء مجتمعاتنا الاسلامية على اسس الديمقراطية و احترام خصوصياتنا الثقافية و المذهبية و اقول لا فرق بين سني و شيعي او بين عربي و باقي الاعراق المسلمة الا بالتقوى و ذلكم هو الاسلام الحقيقي.
واحب ان اختم هذا المقال المتواضع باية من القران الكريم و كذلك جعلناكم امة وسطى لتكونون شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا صدق الله العظيم.



#المهدي_مالك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخلف الايديولوجي 2
- زمن التخلف الايديولوجي 1
- المدرسة المغربية بين التقاليد و التجديد
- الخطاب الديني بين هموم المرحلة
- الذكرى الرابعة لانشاء المعهد الملكي للثقافة الامازيغية قراءة ...


المزيد.....




- 80 ألفا يؤدون صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان في المسجد الأ ...
- بأنشودة طلع البدر علينا.. استقبال وفد من رجال الدين الدروز ا ...
- كابوس في الجنة: تلوث المياه يهدد جزر الكناري!
- تعرف على 10 أهم بنوك إسلامية في أوروبا وأميركا
- حماس: اعتداءات المستوطنين يستوجب موقفا اسلاميا حازما
- حماس: منع الاحتلال اعتكاف المصلين للمرة الثانية في المسجد ال ...
- على أنغام -طلع البدر علينا-.. وفد من رجال الدين السوريين من ...
- شاهد.. الزعيم الروحي للدروز يتهم الإدارة السورية بالتطرف
- قوات الاحتلال تقتحم مناطق بالضفة وتمنع الاعتكاف بالمسجد الأق ...
- بالصلاة والدعاء.. الفلبينيون الكاثوليك يحيون أربعاء الرماد ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - المهدي مالك - الاسلام بين التطرف و الوسطية